قال السدي في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} قال كان ناس من فساق أهل المدينة يخرجون بالليل حين يختلظ الظلام إلى طرق المدينة يتعرضون للنساء وكانت مساكن أهل المدينة ضيقة فإذا كان الليل خرج النساء إلى الطرق يقضين حاجتهن فكان أولئك الفساق يبتغون ذلك منهن, فإذا رأوا المرأة عليها جلباب قالوا هذه حرة فكفوا عنها, وإذا رأوا المرأة ليس عليها جلباب قالوا هذه أمة فوثبوا عليها, وقال مجاهد يتجلببن فيعلم أنهن حرائر فلا يتعرض لهن فاسق بأذى ولا ريبة. وقوله تعالى: { وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} أي لما سلف في أيام الجاهلية حيث لم يكن عندهن علم بذلك...
ثم قال تعالى متوعداً للمنافقين وهم الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر { وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} قال عكرمة وغيره هم الزناة ههنا { وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ} يعني الذين يقولون جاء الأعداء وجاءت الحروب وهو كذب وافتراء لئن لم ينتهوا عن ذلك ويرجعوا إلى الحق { لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أي لنسلطنك عليهم.
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأحزاب - الآية 59
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المدثر - الآية 35
- قصص اطفال قصيرة عن عدم التكبر - قصص وحكايات كل يوم
- إيه للناس عن التكبر - YouTube
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأحزاب - الآية 59
[7]
شاهد أيضًا: تفسير الأرواح جنود مجندة ما تشابه منها ائتلف وما تناكر منها اختلف
هل أهمل الشرع أمر الإماء
قد يظنُّ بعضُ القرَّاء أنَّ الشرعَ الحنيفَ أهملَ أمرَ الإماءِ، ولم يُبالي بأذيةِ الفسَّاقِ لهنَّ عندما أمرَ الحرائرَ بمخالفةِ لباس الإماءِ، لكن الأمرَ ليس كذلك، وفي هذه الفقرة من مقال تفسير اية يا ايها النبي قل لازواجك، بيان الإجابة على ذلك: [8]
أنَّ الإماءَ يكثر خروجهنَّ من البيوتِ، ويكثر ترددهنَّ على الأسواقِ، فإذا تمَّ تكليفهنَّ بالتقتعِ وإدناء الجلاليب عليهنَّ، كان في ذلك مشقةً عليهنَّ، بينما الحرائر لا يخرجن إلا للضرورة، وبذلك ليس في هذا اللباس عليهنَّ من مشقةٍ. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الأحزاب - الآية 59. أنَّ الشرعَ الحنيفَ نهى عن إيذاء عمومَ النساءِ، الحرائرَ والإماءَ. أنَّ الشرع الحنيفَ لم يمنعَ الإماءَ من أن تستدل الجلباب عليها، بل يُمكنها لبس لباس الحرائر إن تيسرَ لها ذلك. شاهد أيضًا: تفسير ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان تفسير اية يا ايها النبي قل لازواجك ، وفيه تمَّ بيان المرادِ من الآيةِ الكريمةِ وتفسيرها كما ذكره بعض أهل العلمِ، كما تمَّ فيه بيان معاني مفرداتها، وسبب نزولها، وفي الختام تمَّ طرحُ سؤالٍ وبيان الإجابةِ عليه.
حدثني يعقوب قال: ثنا هشيم ، قال أخبرنا هشام ، عن ابن سيرين قال: سألت عبيدة ، عن قوله ( قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) قال: فقال بثوبه ، فغطى رأسه ووجهه ، وأبرز ثوبه عن إحدى عينيه. وقال آخرون: بل أمرن أن يشددن جلابيبهن على جباههن. حدثني محمد بن سعد قال: ثني أبي قال: ثني عمي قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) إلى قوله ( وكان الله غفورا رحيما) قال: كانت الحرة تلبس لباس الأمة فأمر الله نساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلابيبهن. ياايها النبي قل لازواجك وبناتك ونساء المومنين. وإدناء الجلباب: أن تقنع وتشد على جبينها. حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله ( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين) أخذ الله عليهن إذا خرجن أن يقنعن على الحواجب ( ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) وقد كانت المملوكة إذا مرت تناولوها بالإيذاء ، فنهى الله الحرائر أن يتشبهن بالإماء. حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله ( يدنين عليهن من جلابيبهن) يتجلببن فيعلم أنهن حرائر فلا يعرض لهن فاسق بأذى من قول ولا ريبة.
لا حلّ مع مثل تلك الحالات إلا التكبر على المتكبر ولا يكون التواضع له سوى سببًا من الأسباب التي تُعينه على غطرسته وغروره، وكثيرة هي أسباب التكبر ومن بينها امتلاك الشخص للمال ، وقد غفل أو ربما يتغافل عن أنَّ هذه الأرض كلها بما عليها من الكنوز والجواهر لا تُساوي عند الله جناح بعوضة، وأنَّ الإنسان في هذه الدنيا ليس مخلدًا وعندما يرحل إلى القبر فإنَّه لن يُحمل إلا بكفنٍ أبيض خالٍ من أي كنوز سعى في الحصول إليها أو ذهب أراده. التكبر لا يأخذ شكلًا واحدًا بل له أنواع، ومن أنواع التكبر التكبر على أوامر الله مثلما حصل مع إبليس عندما تكبر على أمر الله ورفض السجود لآدم ، وما ذلك السجود إلا سجود تحية وليس سجود عبادة لكنَّ نفسه جُبلت على الفساد فأبت أوامر الله، وهناك التكبر على أنبياء الله برفض الخضوع إلى رسالتهم الحقّة والتكبر على النَّاس والإساءة إليهم وكل ذلك يصب في جعبة واحدة وهي جعبة حب النفس والخيلاء. ثمرات التواضع وعواقب التكبر
إنَّ لكلّ فعل يُقدم الإنسان عليه ثمرات تحيط به فتُؤثر على حياته وحياة الآخرين، ومن ثمرات التواضع التي تفوح عطرًا على حياة صاحبها والمجتمع بأكمله أنَّه يرفع من قيمة الإنسان في عين نفسه وفي عين الآخرين، فالشخص الذي يُؤثر التواضع في كل أموره وجميع مجالات حياته ليس كذلك المتكبر الذي يسقط من أعين الآخرين جراء ازدرائهم، وليس شيئًا مثل التواضع يُسهم في بناء مجتمع قوي متكافل يحرص أفراده على بعضهم فيكونون كالجسد الواحد الذي يتداعى العضو منه إذا شعر الآخر بالألم.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المدثر - الآية 35
الفرق بين حياة المتواضع وحياة المتكبر
لا يعمى أي إنسان عن الأثر الذي يتركه كلٌّ من التواضع أو التكبر على حياة الإنسان، فحياة الإنسان المتواضع تكون بسيطة هنيئة يقنع من نعيم الحياة بشربة ماء هانئة لا يكون فيها لا ظالمًا ولا مظلومًا، ولا يُريد من جمال الصيف سوى بقعة من الأرض تظلها شجرة مثمرة فيكفي منها بالتّأمل في ملكوت الله ويُطلق عنان ناظريه لاستباحة الجمال في خلق ربه، وخير مثال على الحياة الهنيئة تواضع العلماء فها هو الخليفة عمر بن عبد العزيز الذي لو شاء لامتلك القصور والضياع وأغرق نفسه بالماء الطّيب الهني يُخرج من ماله كل يوم درهمًا لإطعام المسكين ثم يجلس فيأكل معهم. ليس ببعيد عن عن عمر ذلك العالم الرجل الصالح -ولا يُزكى على الله أحد- عطاء بن أبي رباح عندما يجلس مع النَّاس فيبدؤون بالحديث معه، فيُقول إنَّه كان يستمع للكلام الذي يذكره المتحدث كأنه يسمعه للمرة الأولى، ولكن والله هو يعرفه قبل أن يُولد ذلك المتحدث، وما ذاك كله إلا من أدب الحديث مع النَّاس وأدب الإنصات فلا يُسفه كلامه وبذلك يكسب قلوب النَّاس إذا أراد نصحهم وتوجيه النقد إليهم. أمَّا المتكبر الذي اختار الخيلاء رداءً له فلا يفتأ يتحدث عن محاسنه وإذا أراد أي إنسان أن يتحدث أمامه قال له: أنا أعرف هذا الحديث فلا داعي لإعادته علي، ثم ينظر بنفسه نظرة الإعجاب والغرور، فالكبر لا يكون إلا حبلًا يشد على رقبة صاحبه حتى إذا تمكّن منه قتله فهو يشعر دائمًا بالحسد في داخله من الأشخاص النّاجحين، ويجمع في داخله كل صفة من العلياء على الآخرين، وهو يتخذ من الكبر ومن الغرور تاجًا له على تفريق أهل اللغة بينهما ولكنّه بنفسه الخبيثة قد استطاع الجمع بين ذلك وذاك.
قصص اطفال قصيرة عن عدم التكبر - قصص وحكايات كل يوم
إيه للناس عن التكبر - YouTube
إيه للناس عن التكبر - Youtube
الفرق بين الغرور والتكبر كالفرق بين الفاء والقاف لا يختلفان إلا يتشابها، وكأنّ العلاقة بينهما سببية فلا يكون الأول إلا سببًا لوجود الآخر، فالغرور هو الإعجاب بالنفس والصفات الداخلية والخارجية من الذكاء والفطنة والفهم والجمال، أمَّا الكبر فهو النظر إلى الآخرين بعين الازدراء لأنهم في رأيه لا يمتلكون تلك الصفات التي يحوزها، فلا ينعم المتكبر في حياته إلا كما ينعم الغريق العطشان من كثرة الماء حوله، فيكون سبب ريه وانطفاء عشه سبب موته وقتله. إنَّ الفرق واضح بين التكبر والتواضع، ولو وضع الإنسان لنفسه تبريرات تعفيه من ضرائب التكبر الدنيوية والآخروية فإنه لن يُفلح، ولا بدَّ للإنسان الفطن أن يُعمل عقله حتى يتخلص من تلك الآفات النفسية التي لا تعدو كونها أمراضًا تحتاج إلى طبيب كما الأسقام الجسدية. لقراءة المزيد من الموضوعات، اخترنا لك هذا المقال: موضوع إنشاء عن التواضع. قصص اطفال قصيرة عن عدم التكبر - قصص وحكايات كل يوم. المراجع [+] ↑ "تواضع النبي صلى الله عليه وسلم" ، ألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 04/02/2021م. بتصرّف.
يعتبر التكبر واحدًا من أسوأ الصفات التي يمكن أن يتسم بها أي إنسان ، وقد نهانا الخالق عز وجل عن هذه الصفة وجاءت العديد من الايات القرانية والأحاديث النبوية التي أكدت على ضرورة أن يحرص كل مسلم عن الابتعاد تمامًا عن الكبر والغرور ووردت أيضًا العديد من القصص التي بينت نهاية الكبر والغرور. حديث عن التكبر
هناك عدد كبير من الأحاديث النبوية الشريفة التي بينت عاقبة التكبر في الاسلام وكيف أنه صفه ذميمة تحرم صاحبها من الخيرات وتجلب عليه النقمة والضرر ، وقد جاء عن رسول الله – صلَّ الله عليه وسلم – قوله: { لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ ، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ ، وَغَمْطُ النَّاسِ} رواه مسلم. وفي هذا الحديث إشارة قوية إلى أن الإنسان الذي يتصف بالكبر والغرور لا يحبه الله تعالى ورسوله ويُحرم من الجنة ويكون منبوذًا ومكروهًا في المجتمع ، وبدلًا من ذلك يجب أن يكون الإنسان متواضع ومتعاون مع من حوله ولا يسبب لهم الضرر ولا الإيذاء النفسي ولا يسخر منهم ، كما أوضح رسول الله – صل الله عليه وسلم – أن التواضع لا يعني أن لا يهتم الإنسان بمظهره ونظافته ، ولكنه يعني عدم التكلف والتكبر والتفاخر على الاخرين فقط.
فالله عنده خزان السموات والأرض ، فهو يعطى ما يشاء ، ولا تنفذ خزائنه ابدا، و هو القادر علی العطاء بلا نهایة ، وعلی آن یغني من یشاء: بلا حدود.. فضحك الثري و قال: اذن اطلب من الله أن يغنيك مثلي. قال الفقير: وما يدل عليه اسم المُغني ، أن المال في الدّنيا مال الله ، والله سبحانه وتعالى يستخلفنا فيه.. یعطي هذا ما یشاء؛ و یعطی هذا ما یشاء. ولكنه عطاء تمتع، وليس عطاء تملك ، فلا يأخذ الإنسان من ماله إلاً قدر مایتمتع به في الحیاة الدنیا، ثم یتركه لغیره بعد موته.. قال أحد الحاضرين: ما أجمل هذا الكلام أيها الرجل، قال الفقير: ومما يدل عليه اسم المغني ، أن الحق سبحانه وتعالى، يُعطى الناس حق التمتع بالمال بأمره ، فلا يملك الإنسان أن يبقى هذا المال ، أو أن يحتفظ به ، لأن الله قادر على أن يهلك ماله ، فيصبح بلا مال. قال الثري في غضب: کفی.. لقد علمنا، قال أحد الحاضرين: قل يا شيخ، والله ما نجد أفضل من هذا الحديث ، قال الفقير: إن الإنسان عاجز عن أن يحتفظ بما يملك ، فلو کان قادرا علی ذلك ما فارقته النعمة ابدا، وما ضاع ما يملك، ولكن الله هو المغني ، وهو المالك الحقیقی لكل اسباب الغنی، غضب الثري وقال: یا رجل ، ما الذي جاء بك في هذه الساعة؟ فحدیثك یؤلمني و یزیدني هموما و فکرا، قال الفقیر: و من خصائص اسم المغني، انه یجعل عبده المؤمن يعيش حياة الغنى ، دون أن يعطيه مالا ، بأن يعطيه القناعة والرضا، فيغنيه عن متاع الدّنيا.