معنى ماملكت أيمانكم أي هو تفسير فسّره العلماء المسلمين، وقد وردت هذه الآية في سورة النساء، وقصد بها الله تعالى فئة معينة من الناس، فما هو معنى هذه الآية وتفسيرها، وهذا سوف يكون عنوان مقالنا التالي.
دار الإفتاء - تفسير قوله تعالى "ما مَلَكَتْ أيْمانُكُمْ"
[٤]
حقوق ملك اليمين
أمرت الشريعة الإسلامية بالإحسان إليهن، وعدم تكليفهن بما لا يطقن من الأعمال، وأن يلبسهن الإنسان مما يلبس، وأن يطعمهن مما يطعم، [٢] كما رغبت الشريعة الإسلامية في عتق الرقاب وجعلته سببا للنجاة من النار، كما نهى النبي عليه الصلاة والسلام عن سوء مخاطبة الرقيق بأن يقول الرجل فتاي وفتاتي بدلاً من قوله عبدي وأمتي، كما نهت الشريعة عن ظلم الرقيق وجعلت ظلمهم أحياناً سبباً في عتقهم. [٥]
الإسلام وتحرير الرقيق
جاءت الشريعة الإسلامية لتجفف منابع الرق وأسبابه إلى أبعد الحدود، فاعتبرت الشريعة الإسلامية تحرير الرق من أفضل القربات إلى الله، كما رتبت على كثير من الأعمال كفارة عتق الرقاب، وكان مقصد الشريعة الأساس من ذلك تحرير العبيد حتّى تظل القاعدة العامة التي نطق بها عمر رضي الله عنه نورا ونبراسا للبشرية حينما قال: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا). [٦]
المراجع ↑ سورة سورة النساء، آية: 36. ^ أ ب "معنى قوله عز وجل (وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)" ، إسلام ويب ، 2003-1-4، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-21. دار الإفتاء - تفسير قوله تعالى "ما مَلَكَتْ أيْمانُكُمْ". بتصرّف. ↑ سورة سورة المؤمنون ، آية: 5،6. ↑ "تفسير قوله تعالى (أو ما ملكت أيمانهم)" ، إسلام ويب ، 2007-5-30، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-21.
الخامس: أنه من الممتنع أن يقال لهم: إن خفتم ألا تعدلوا بين الأربع فلكم أن
تتسروا بمائة سرية وأكثر فإنه أدنى أن لا تكثر عيالكم. السادس: أنه سبحانه قال: ( فإن خفتم ألا تعدلوا) ولم يقل: ( وإن خفتم ألا
تفتقروا أو تحتاجوا)، ولو كان المراد قلة العيال لكان الأنسب أن يقول ذلك. ما معنى كلمة ملكت ايمانكم - ملك الجواب. انتهى ملخصا من " تحفة المودود بأحكام المولود " (ص/17-20). وعلى القول الثاني في تفسير الآية: يكون الأمر في الحديث عاما: أن يسعى المسلم إلى تكثير النسل ، وتكثير سواد
المسلمين بالزوجة الولود ؛ لكن إن خاف أن يغلب على حق أهله ، أو يعجز عن الوفاء
بكسبهم المشروع ، ونفقتهم الواجبة: فله أن يقتصر على واحدة من الزوجات ، وما عنده
من الإماء ؛ ليكون ذلك أخف لحمله ، وأيسر لمؤونته ، وأبعد له عن العجز عن مقام
الرعاية والكفاية ؛ وهذا كما أن الشرع أرشد إلى النكاح إرشادا عاما ، ثم إنه أمر من
عجز عن ذلك بالعفة وأسبابها ، حتى ييسر الله له أمر زواجه. قال تعالى:
وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ
إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ
عَلِيمٌ * وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ
اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) النور/32-33.
دار الإفتاء - ما المقصود بملك اليمين في قوله تعالى: (...أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين)
وللإطلاع على المزيد من هذه الأحكام راجع في كتب الفقه باب الاستبراء، وباب أمهات الأولاد، ومن الكتب الحديثة كتاب شبهات حول الإسلام لمحمد قطب، انظر فيه موضوع الإسلام والرق. ومن هذا يتبيّن أن هذه الأحكام هي حلول شرعية لاستيعاب ما تُخلِّفه الحرب من أسيرات حتى لا يكنَّ معرَّضات للضياع من جهة، وسبباً للفساد الخُلُقيِّ من جهة أخرى كما هو الحال عند غير المسلمين. "فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى تفسير القرآن/ فتوى رقم/17)
وقد كان للمتعة في التحليل والتحريم أحوال ؛ فمن ذلك أنها كانت مباحة ثم حرمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمن خيبر ، ثم حللها في غزاة الفتح ؛ ثم حرمها بعد ؛ قاله ابن خويز منداد من أصحابنا وغيره ، وإليه أشار ابن العربي. وقد مضى في ( النساء) القول فيها مستوفى. ﴿ تفسير الطبري ﴾
( إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ) يقول: إلا من أزواجهم اللاتي أحلهنّ الله للرجال بالنكاح. ( أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ) يعني بذلك: إماءهم. و " ما " التي في قوله: ( أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ) محل خفض، عطفا على الأزواج. (فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) يقول: فإن من لم يحفظ فرجه عن زوجه، وملك يمينه، وحفظه عن غيره من الخلق، فإنه غير مُوَبَّخٍ على ذلك، ولا مذمومٍ، ولا هو بفعله ذلك راكب ذنبا يلام عليه. وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل. *ذكر من قال ذلك:حدثنا محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) يقول: رضي الله لهم إتيانهم أزواجهم، وما ملكت أيمانهم.
ما معنى كلمة ملكت ايمانكم - ملك الجواب
رواه أحمد والنسائي وابن ماجه وابن حبان عن أنس. وقوله صلى الله عليه وسلم: هم إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم. رواه الشيخان عن أبي ذر. وورد الأمر بالإحسان بصفة خاصة إلى الجواري المملوكات، كما في قوله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الشيخان عن أبي موسى الأشعري وهذا لفظ مسلم:..... ورجل كانت له أمة فغذاها فأحسن غذاءها ثم أدبها فأحسن أدبها ثم أعتقها وتزوجها فله أجران. والله أعلم.
[٤]
تفسير قوله ما ملكت أيمانكم من تفسير الطبري
جاء ذكر ملْك اليمين بعد آية المحرّمات في النكاح، حيث قال تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ}، [٥] وقد فصّل الطبري في تفسير هذه الآية، وذكر عدّة أقوال، ومنها: أنّ المحصنات هنّ ذوات الأزواج من الحرائر وهؤلاء لا يحلّ نكاحهن، أمّا "ما ملكت أيمانكم"، وهنّ: سبايا الحروب اللاتي يكون سبيهن بمثابة طلاق بينهنّ وبين أزواجهنّ المحاربين، ويحلّ لمن ملكهن من المسلمين وطؤهن، ولكنّ ذلك يكون بعد انقضاء عدّتهن. [٦] وكذلك إذا بيعت تلك المملوكات فيمكن لمن اشتراهن وطؤهن حتّى وإن كان لهنّ أزواج قبل سبيهن، حيث قال السلف بيع الأمة طلاقها، وقيل إنّ تفسير هذه الآية هو أنّ المحصنات هنّ الحرائر، وهؤلاء لايحلّ نكاحهن إلّا بشهودً ومهر، أمّا ملك اليمين فلا حاجة إلى ذلك لجواز نكاحها، وقيل أيضًا أنّ المعنى مرتبط ببداية السورة، وهو أنّه لا يجوز للمسلم أن يجمع بين أكثر من أربع نساء من الحرائر ولكنّه يمكن أن يكون لها ما شاء من الجواري. [٦]
تفسير قوله ما ملكت أيمانكم من تفسير البغوي
جاءت عبارة "ما ملكت أيمانكم"، في قوله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ}، [٧] وقد وردت هذه الآية في سورة النساء أيضًا، وقال البغوي في تفسيرها: إنّ المسلم إذا لم يملك المال حتّى يتزوّج الحرة، فيمكنه الزواج من المملوكات المؤمنات، وهنّ الإماء.
8- اليقين بالله تعالى بالإجابة، وحضور القلب ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لاهٍ » (رواه الترمذي: [3479]، وحسّنه الشيخ الألباني في صحيح الترمذي: [2766]). 9- الإكثار من المسألة، فيسأل العبد ربه ما يشاء من خير الدنيا والآخرة، والإلحاح في الدعاء، وعدم استعجال الاستجابة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ »، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: « يَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي، فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ » (رواه البخاري: [6340]، ومسلم: [2735]). «الهجرة» تستقبل أوراق الطلاب العائدين من أوكرانيا على مدار أسبوعين - أخبار مصر - الوطن. 10- الجزم فيه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « لا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمْ الْمَسْأَلَةَ، فَإِنَّ اللهَ لا مُكْرِهَ لَهُ » (رواه البخاري: [6339]، ومسلم: [2679]). 11- التضرع والخشوع والرغبة والرهبة، قال الله تعالى: { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} [الأعراف من الآية:55]، وقال: { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء:90]، وقال: { وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} [الأعراف:205].
من آداب الدعاء الظاهرة في مناجاة زكريا عليه السلام لربه في سورة مريم .. إظهار الذل و الإفتقار اليه سبحانه و تعالى الإستعجال في الإجابة إخفاء الدعاء و إسراره إظهار الضعف و شدة الحاجة - منبع الحلول
وقال تعالى: ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً... ) (الأنبياء:90). (الخامس) أن يجزم بالدعاء ويوقن بالإجابة ويصدق رجاءه فيه:
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه " (رواه الترمذي، وصححه الألباني). وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت، وليعزم المسألة، وليعظم الرغبة، فإن الله لا يعظم عليه شيء أعطاه " (مسلم). وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لا يقل أحدكم إذا دعا اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت فليعزم المسألة فإنه لا مكره له " (البخاري وسلم). من آداب الدعاء الظاهرة في مناجاة زكريا عليه السلام لربه في سورة مريم .. إظهار الذل و الإفتقار اليه سبحانه و تعالى الإستعجال في الإجابة إخفاء الدعاء و إسراره إظهار الضعف و شدة الحاجة - منبع الحلول. قال سفيان بن عيينة: لا يمنعن أحدكم من الدعاء ما يعلم من نفسه فإن الله عز وجل أجاب دعاء شر الخلق إبليس لعنه الله {قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون * قال فإنك من المنظرين} (الحجر: 36-37). (السادس): أن يلح في الدعاء ويعظم المسألة ويكرر الدعاء ثلاثاً:
قال ابن مسعود: "كان عليه السلام إذا دعا دعا ثلاثاً وإذا سأل سأل ثلاثاً". وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إذا تمنى أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه " (الطبراني وصححه الألباني).
«الهجرة» تستقبل أوراق الطلاب العائدين من أوكرانيا على مدار أسبوعين - أخبار مصر - الوطن
مؤلف كتاب كيف يكون الدعاء مستجابًا؟ مطلِق الجاسِر: داعية كويتي، حصل البكالوريوس والماجستير في الشريعة الإسلامية، ونال درجة الدكتوراه في الاقتصاد الإسلامي، يشغل منصب عضو هيئة التدريس بقسم الفقه المقارن والسياسة الشرعية بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت، وخطيب في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والمشرف العام على مركز مرتقى للعلوم الشرعية، مركز بيانات. من أبرز مؤلفاته: «المدخل إلى المعاملات المالية الإسلامية المعاصرة»، و«النقود والمصارف في الشريعة الإسلامية» و« زاد المسلم من العلم النافع».
من آداب الدعاء وأحكامه - موقع د. علي بن يحيى الحدادي : موقع د. علي بن يحيى الحدادي
قال المناوي: "إذا تمنى أحدكم خيراً من خير الدارين فليكثر الأماني فإنما يسأل ربه الذي رباه وأنعم عليه وأحسن إليه، فيعظم الرغبة ويوسع المسألة، ويسأله الكثير والقليل حتى شسع النعل فإنه إن لم ييسره لا يتيسر، فينبغي للسائل إكثار المسألة ولا يختصر ولا يقتصر فإن خزائن الجود سحاء الليل والنهار ولا يفنيها عطاء وإن جل وعظم فعطاؤه بين الكاف والنون، وليس ذا بمناقض لقوله سبحانه: (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض) فإن ذلك نهى عن تمنى ما لأخيه بغياً وحسداً، وهذا تمنى على الله سبحانه خيراً في دينه ودنياه وطلب من خزائنه فهو نظير (واسألوا الله من فضله).
السجع في الدعاء
الخامس: أن لا يتكلف السجع في الدعاء:
وهذا أدب جميل يراد به تربية النفس على إيثار الطبع وترك التكلف، وقد روي
أن النبي أنكر السجع في الدعاء وقال: «إياكم والسجع في الدعاء، حسب أحدكم
أن يقول: اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل وأعوذ بك من
النار وما قرب إليها من قول وعمل» ومر بعض السلف بقاص يدعو بسجع فقال له:
«أعلى الله تبالغ؟». والمكروه هو تكلف السجع أما السجع المقبول فلا كراهة فيه، فقد أثرت عن
رسول الله أدعية مسجوعة، كقوله: «أسألك الأمن يوم الوعيد، والجنة يوم
الخلود، مع المقربين الشهود، والركع السجود، الموفين بالعهود، إنك رحيم
ودود، وإنك تفعل ما تريد». وأثر عن الرسول أنه قال: «سيكون قوم
من هذه الأمة يعتدون في الدعاء والطهور»، وفسر ابن الأثير الاعتداء في
الدعاء بالخروج عن الوضع الشرعي والسنة المأثورة، وعرض له الغزالي في
موطنين باب الوضوء ١ وباب الدعاء عند الكلام عن السجع، فكأنه فسر الاعتداء بالسجع،
وكذلك فسر الآية ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا
وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ، ولكن سياق
الآية يعين أن المراد هو النهي عن رفع الصوت. ونقل النويري أن ابن عباس قال: «إياك والسجع في الدعاء، فإني شهدت النبي
ﷺ وأصحابه لا يفعلون ذلك».
أسباب الإجابة:
ومن أهمها أن يكون صادق النيَّة، حاضر القلب، مخلصًا في الدعاء، موقِنًا بالإجابة؛ فإن الله تعالى لا يستجيب دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاه [8]. وقد روى الشيخان عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا دعا أحدكم، فلْيَعزِم في الدعاء، ولا يقل: اللهم إن شئتَ فأعطني؛ فإن الله لا مُستكرِهَ له)) [9]. وإنما كُرهت المشيئة في الدعاء - وإن حُمِدَت في غيره - لأنها تُشعِر بالاستغناء عن المسؤول وضَعْف الثقة بإجابته؛ وحَقٌّ على مَن يضرع إلى مولاه أن يُحسِن الأدب، ويَجِد في الطلب، ويُعظم الرغبة؛ فإنه تعالى لا يتعاظَمه شيء، ثم لا يمنعه من صدق ظنِّه بربه ما يعلم من نفسه؛ فقد استجاب الله لشر الخلق إبليس: ﴿ قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴾ [ص: 79 - 81]. ومَلاك الأمر [10] في إجابة الدعاء: تقوى الله، وصدْق معاملته، وحُسن الظن به. قيل لإبراهيم بن أدهم: ما لنا ندعو فلا يُستجاب لنا؟ قال: "لأنكم عرَفتم الله فلم تطيعوه، وعرَفتم الرسول فلم تتَّبعوا سنَّته، وعرفتم القرآن فلم تعملوا به، وأكلتم نِعَم الله فلم تؤدُّوا شُكرها، وعرفتم الجنة فلم تَطلبوها، وعرفتم النار فلم تهرُبوا منها، وعرفتم الشيطان فلم تُحارِبوه، وعرفتم الموت فلم تستعدُّوا له، ودفنتم الأموات فلم تعتبروا، وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس" [11].