۞ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) قوله تعالى: ألم يأن للذين آمنوا أي: يقرب ويحين ، قال الشاعر: ألم يأن لي يا قلب أن أترك الجهلا وأن يحدث الشيب المبين لنا عقلا وماضيه أنى - بالقصر - يأني. ويقال: آن لك - بالمد - أن تفعل كذا يئين أينا أي: حان ، مثل: أنى لك وهو مقلوب منه. وأنشد ابن السكيت: ألما يئن لي أن تجلى عمايتي وأقصر عن ليلى بلى قد أنى ليا فجمع بين اللغتين. وقرأ الحسن " ألما يأن " وأصلها " ألم " زيدت " ما " فهي نفي لقول القائل: قد كان كذا ، و " لم " نفي لقوله: كان كذا. وفي صحيحمسلم عن ابن مسعود قال: ما كنا بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله إلا أربع سنين. ومن يعش عن ذكر الرحمن. قال الخليل: العتاب مخاطبة الإدلال ومذاكرة الموجدة ، تقول عاتبته معاتبة أن تخشع أي: تذل وتلين قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق روي أن المزاح والضحك كثر في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لما ترفهوا بالمدينة ، فنزلت الآية ، ولما نزلت هذه الآية قال صلى الله عليه وسلم: إن الله يستبطئكم بالخشوع فقالوا عند ذلك: خشعنا.
وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا
﴿ وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾
آيةٌ كريمةٌ تُخبِرُنا وتُجلِّي لنا حالَ المعْرِض العاشي عن ذِكْر الرحمن، هذا الذي كَفَرَ، وأعرَض عن ذِكْر الرحمن، ذكر كامنٌ جَلِيٌّ ظاهر على الإنسان، يعيه ويَبْلُغُه فِطرةً وملاحظة، فكان لزامًا على الإنسان عدمُ الإعراض والغفلة عن ذكر الرحمن ربِّ الإنسان وخالقه وفاطره وهاديه، وإعلان العبوديَّة والخضوع والتسليم له، والنظر إلى آياته ونِعَمِه، وما يَستتبع ذلك من عملٍ صالحٍ، وتَقَيُّدٍ بالمنهج السليم الذي فُطِر عليه الإنسان، فتكون بذلك نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة. كذلك الآية الكريمة كشفَتْ لنا حال هذا العاشي المعرِض عن ذكر الرحمن، فإعراضُه وكُفْره يكونان سببًا في تقييض شيطانٍ، فهو له قرين، فكأن هذا الذي يعشو ويُعرِض عن ذِكْر الرحمن قد ابتعَد عن المنهج الحقِّ؛ منهج الخير والصلاح والعقيدة الفطريَّة السليمة والصحيحة، فأصبح الشيطانُ له قرينًا.
دار الإفتاء عن الجلوس في أماكن تعاطي المخدرات: محرم على كل ذي مروءة
ألا تدل شهية الحشو نتيجة سلبية لمرض العشو ؟
وقَدْ أشارَ إلى ذَلِكَ قَوْلُهُ "﴿أفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا إنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ﴾ [الزخرف: ٥]" كَما تَقَدَّمَ هُنالِكَ، ولَوْلا ذَلِكَ لَما ارْعَوى ضالٌّ عَنْ ضَلالِهِ ولَما نَفَعَ إرْشادُ المُرْشِدِينَ في نُفُوسِ المُخاطَبِينَ. فَجُمْلَةُ "﴿ومَن يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ﴾" عَطْفٌ عَلى جُمْلَةِ "﴿ولَمّا جاءَهُمُ الحَقُّ قالُوا هَذا سِحْرٌ﴾ [الزخرف: ٣٠]" الآيَةَ. ومن يعش عن ذكر الرحمن فإن له معيشة ضنكا. وقَوْلُهُ ﴿ومَن يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ﴾ تَمْثِيلٌ لِحالِهِمْ في إظْهارِهِمْ عَدَمَ فَهْمِ القُرْآنِ كَقَوْلِهِمْ ﴿قُلُوبُنا في أكِنَّةٍ مِمّا تَدْعُونا إلَيْهِ وفي آذانِنا وقْرٌ﴾ [فصلت: ٥] بِحالِ مَن يَعْشُو عَنِ الشَّيْءِ الظّاهِرِ لِلْبَصَرِ. ويَعْشُ: مُضارِعُ عَشا كَغَزا عَشْوًا بِالواوِ، إذا نَظَرَ إلى الشَّيْءِ نَظَرًا غَيْرَ ثابِتٍ يُشْبِهُ نَظَرَ الأعْشى، وإمّا العَشا بِفَتْحِ العَيْنِ والشِّينِ فَهو اسْمُ ضَعْفِ العَيْنِ عَنْ رُؤْيَةِ الأشْياءِ، يُقالُ: عَشَيَ بِالياءِ مِثْلُ عَرَجَ إذا كانَتْ في بَصَرِهِ آفَةُ العَشا ومَصْدُرُهُ عَشىَ بِفَتْحِ العَيْنِ والقَصْرِ مِثْلُ العَرَجِ. والفِعْلُ واوِيٌّ عَشا يَعْشُو، ويُقالُ عَشِيَ يَعْشى إذا صارَ العَشا لَهُ آفَةٌ؛ لِأنَّ أفْعالَ الأدْواءِ تَأْتِي كَثِيرًا عَلى فِعْلٍ بِكَسْرِ العَيْنِ مِثْلَ مَرَضٍ.
يا أَيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا _ تلاوة رائعة لآيات من سورة الحجرات للشيخ المنشاوي - YouTube
ان جائكم فاسق بنباء فتبينوا
: بما انك ضالمني! *ناصر الحق*! : ظالمني! *ناصر الحق*! : بدي ادعي علبيك! *ناصر الحق*! : عليك! *ناصر الحق*! : الله يطول عمرك ويجعلك من مذلولا في الدنيا والآخرة! *ناصر الحق*! : ويميتك على الظلال! *ناصر الحق*! : مش هذا كلام البارحة! *ناصر الحق*! : الله يجعلك مذموما مدحورا! *ناصر الحق*! : اللهم آمين! *ناصر الحق*! : يا سلام ناديتيني وتبي تكلمني! *ناصر الحق*! : قلت نتأمل فالولد خير! *ناصر الحق*! : خلينا نشوف شو بده هذا.... بلكي فيه خير! *ناصر الحق*! : اعوذ بالله منك! *ناصر الحق*! : انا تافه! *ناصر الحق*! : يا نسيم! *ناصر الحق*! :! نسيم الفجر! : انت انسان تافه اخي! *ناصر الحق*! : أسأل الله أن يأخذ حقي منك! ان جاءكم فاسق بنبأ فتثبتوا. *ناصر الحق*! : في الدنيا والآخرة! *ناصر الحق*! : المشكلة انك تضع دروس وتحكي مواعظ! *ناصر الحق*! : اعوذ بالله من عة! *ناصر الحق*! : اعوذ بالله من الرياء وحب السمعة! *ناصر الحق*! : تذكر جيدا اني ادعوا عليك لصنيعك والآن احلف لك مرة أخري أنني ما رديت عليه سوي كلمة سامحك الله أكثر من مرة أقول له سامحك الله حظرني مرة اخي ولم يفكني أتي للغرفة الأخ المحمدي بقول لي ليه خرجت قلت له وأنا ببكي شوف يا اخي الدعاء الدعاه عليه الأخ المحمدي زعل وترك الاونر بالغرفة وقال لن اعود للتوحيد لما كنت انا مشرف بغرفة التوحيد كان رقم الدخول لغرفة الاجتماعات "555" يوم هيك كان فيه اجتماع قلت أكيد راح تكون فيه فتت إلا هو فات يعلم الله يا اخي الكريم أنني خرجت قبل ما أري من بالغرفة وتندمت لدخولها يعلم الله بلمح البصر خرجت ولم افعل شيئ.
يا ايها الذين امنوا ان جائكم فاسق بنبأ
وإن النبي - صلى الله عليه وسلم - استغشهم وهم بهم ، فأنزل الله عذرهم في الكتاب ، فقال: ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا) إلى آخر الآية. وقال مجاهد وقتادة: أرسل رسول الله الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق ليصدقهم ، فتلقوه بالصدقة ، فرجع فقال: إن بني المصطلق قد جمعت لك لتقاتلك زاد قتادة: وإنهم قد ارتدوا عن الإسلام - فبعث رسول الله خالد بن الوليد إليهم ، وأمره أن يتثبت ولا يعجل. فانطلق حتى أتاهم ليلا فبعث عيونه ، فلما جاءوا أخبروا خالدا أنهم مستمسكون بالإسلام ، وسمعوا أذانهم وصلاتهم ، فلما أصبحوا أتاهم خالد فرأى الذي يعجبه ، فرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره الخبر ، فأنزل الله هذه الآية. ان جائكم فاسق بنأ فتبينوا ان تصيبو قوما بجهالة فتصبحو علي ما فعلتم نادمين. قال قتادة: فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " التبين من الله ، والعجلة من الشيطان ". وكذا ذكر غير واحد من السلف ، منهم: ابن أبي ليلى ، ويزيد بن رومان ، والضحاك ، ومقاتل بن حيان ، وغيرهم في هذه الآية: أنها نزلت في الوليد بن عقبة ، والله أعلم.
ان جائكم فاسق بنبأ
تاريخ النشر: الإثنين 14 رمضان 1423 هـ - 18-11-2002 م
التقييم:
رقم الفتوى: 25028
49949
0
504
السؤال
سمعت من الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله أنه قرأ في مرة (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) ومرة أخرى ( إن جاءكم فاسق بنبأ فتثبتوا) الرجاء التوضيح و شكراً؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن كلتا القراءتين صحيحة متواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم: 1- فقراءة فَتَبَيَّنُوا [الحجرات:6]. لنافع وابن كثير وأبي عمر وابن عامر وعاصم وأبي جعفر ويعقوب الحضرمي. 2- وقراءة فتثبتوا لحمزة والكسائي وخلف العاشر. يا ايها الذين امنوا ان جائكم فاسق بنبأ. والله أعلم.
ان جاءكم فاسق بنبأ فتثبتوا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) يأمر تعالى بالتثبت في خبر الفاسق ليحتاط له ، لئلا يحكم بقوله فيكون في نفس الأمر - كاذبا أو مخطئا ، فيكون الحاكم بقوله قد اقتفى وراءه ، وقد نهى الله عن اتباع سبيل المفسدين ، ومن هاهنا امتنع طوائف من العلماء من قبول رواية مجهول الحال لاحتمال فسقه في نفس الأمر ، وقبلها آخرون لأنا إنما أمرنا بالتثبت عند خبر الفاسق ، وهذا ليس بمحقق الفسق لأنه مجهول الحال. إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا.. هل نفعل ذلك حقا؟ - اليوم السابع. وقد قررنا هذه المسألة في كتاب العلم من شرح البخاري ، ولله الحمد والمنة. وقد ذكر كثير من المفسرين أن هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، حين بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صدقات بني المصطلق. وقد روي ذلك من طرق ، ومن أحسنها ما رواه الإمام أحمد في مسنده من رواية ملك بني المصطلق ، وهو الحارث بن ضرار ، والد جويرية بنت الحارث أم المؤمنين ، رضي الله عنها ، قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن سابق ، حدثنا عيسى بن دينار ، حدثني أبي أنه سمع الحارث بن ضرار الخزاعي يقول: قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعاني إلى الإسلام ، فدخلت فيه وأقررت به ، ودعاني إلى الزكاة فأقررت بها ، وقلت: يا رسول الله ، أرجع إليهم فأدعوهم إلى الإسلام وأداء الزكاة ، فمن استجاب لي جمعت زكاته ، ويرسل إلي رسول الله رسولا لإبان كذا وكذا ليأتيك بما جمعت من الزكاة.
{إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا} هذه الآية الكريمة تنطبق على الحال اليوم… إذ لم تتخذ أي تدابير بعد… فلماذا الاستعجال؟
فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون. قالت: فبلغ القوم رجوعه فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصفوا له حين صلى الظهر ، فقالوا: نعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله ، بعثت إلينا رجلا مصدقا ، فسررنا بذلك ، وقرت به أعيننا ، ثم إنه رجع من بعض الطريق ، فخشينا أن يكون ذلك غضبا من الله ومن رسوله ، فلم يزالوا يكلمونه حتى جاء بلال فأذن بصلاة العصر ، قالت: ونزلت: ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين). وروى ابن جرير أيضا من طريق العوفي ، عن ابن عباس في هذه الآية قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني المصطلق ليأخذ منهم الصدقات ، وإنهم لما أتاهم الخبر فرحوا وخرجوا يتلقون رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنه لما حدث الوليد أنهم خرجوا يتلقونه ، رجع الوليد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ، إن بني المصطلق قد منعوا الصدقة. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحجرات - الآية 6. فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ذلك غضبا شديدا ، فبينا هو يحدث نفسه أن يغزوهم إذ أتاه الوفد فقالوا: يا رسول الله ، إنا حدثنا أن رسولك رجع من نصف الطريق ، وإنا خشينا أن ما رده كتاب جاء منك لغضب غضبته علينا ، وإنا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله.