المسألة الثانية: للمفسرين في تفسير البر قولان: أحدهما: ما به يصيرون أبرارا حتى يدخلوا في قوله: [ ص: 118] ( إن الأبرار لفي نعيم) [ الانفطار: 13] ، فيكون المراد بالبر ما يحصل منهم من الأعمال المقبولة. والثاني: الثواب والجنة ، فكأنه قال: لن تنالوا هذه المنزلة إلا بالإنفاق على هذا الوجه. أما القائلون بالقول الأول ، فمنهم من قال: ( البر) هو التقوى واحتج بقوله: ( ولكن البر من آمن بالله) إلى قوله: ( أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون) [ البقرة: 177] ، وقال أبو ذر: إن البر هو الخير ، وهو قريب مما تقدم. وأما الذين قالوا: البر هو الجنة فمنهم من قال: ( لن تنالوا البر) أي لن تنالوا ثواب البر ، ومنهم من قال: المراد بر الله أولياءه وإكرامه إياهم وتفضله عليهم ، وهو من قول الناس: برني فلان بكذا ، وبر فلان لا ينقطع عني ، وقال تعالى: ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين) إلى قوله: ( أن تبروهم) [ الممتحنة: 8]. المسألة الثالثة: اختلف المفسرون في قوله: ( مما تحبون) منهم من قال: إنه نفس المال ، قال تعالى: ( وإنه لحب الخير لشديد) [ العاديات: 8] ، ومنهم من قال: أن تكون الهبة رفيعة جيدة ، قال تعالى: ( ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون) [ البقرة: 267] ، ومنهم من قال: ما يكون محتاجا إليه قال تعالى: ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا) [ الإنسان: 8] أحد تفاسير الحب في هذه الآية على حاجتهم إليه ، وقال: ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) [ الحشر: 9] ، وقال عليه السلام: " أفضل الصدقة ما تصدقت به وأنت صحيح شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر " ، والأولى أن يقال: كل ذلك معتبر في باب الفضل وكثرة الثواب.
- فصل: إعراب الآية رقم (96):|نداء الإيمان
- إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة آل عمران - قوله تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم - الجزء رقم1
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة آل عمران - الآية 92
- هل الإنفاق في قوله تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) عام ؟ - الإسلام سؤال وجواب
- زيارة ام البنين عليها السلام
- زيارة ام البنين على
فصل: إعراب الآية رقم (96):|نداء الإيمان
الثانية: واختلفوا في تأويل البر فقيل الجنة; عن ابن مسعود وابن عباس وعطاء ومجاهد وعمرو بن ميمون والسدي. والتقدير لن تنالوا ثواب البر حتى تنفقوا مما تحبون. والنوال العطاء ، من قولك نولته تنويلا أعطيته. ونالني من فلان معروف ينالني ، أو وصل إلي. فالمعنى لن تصلوا إلى الجنة وتعطوها حتى تنفقوا مما تحبون. وقيل: البر العمل الصالح. وفي الحديث الصحيح: عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة. وقد مضى في البقرة. قال عطية العوفي: يعني الطاعة. عطاء: لن تنالوا شرف الدين والتقوى حتى تتصدقوا وأنتم أصحاء أشحاء تأملون العيش وتخشون الفقر. وعن الحسن حتى تنفقوا هي الزكاة المفروضة. مجاهد والكلبي: هي منسوخة ، نسختها آية الزكاة. وقيل: المعنى حتى تنفقوا مما تحبون في سبيل الخير من صدقة أو غيرها من الطاعات ، وهذا جامع. وروى النسائي عن صعصعة بن معاوية قال: لقيت أبا ذر قال: قلت: حدثني قال: نعم. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما من عبد مسلم ينفق من كل ماله زوجين في سبيل الله إلا استقبلته حجبة الجنة كلهم يدعوه إلى ما عنده. قلت: وكيف ذلك ؟ قال: إن كانت إبلا فبعيرين ، وإن كانت بقرا فبقرتين. وقال أبو بكر الوراق: دلهم بهذه الآية على الفتوة.
إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة آل عمران - قوله تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم - الجزء رقم1
لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92) قوله تعالى: ( لن تنالوا البر) يعني: الجنة ، قاله ابن عباس وابن مسعود ومجاهد ، وقال مقاتل بن حيان: التقوى ، وقيل: الطاعة ، وقيل: الخير ، وقال الحسن: أن تكونوا أبرارا. أخبرنا محمد بن عبد الله الصالحي ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، أنا حاجب بن أحمد الطوسي أخبرنا محمد بن حماد قال: أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ". قوله تعالى: ( حتى تنفقوا مما تحبون) أي: من أحب أموالكم إليكم ، روى الضحاك عن ابن عباس: أن المراد منه أداء الزكاة. وقال مجاهد والكلبي: هذه الآية نسختها آية الزكاة ، وقال الحسن: كل إنفاق يبتغي به المسلم وجه الله حتى الثمرة ينال به هذا البر وقال عطاء: لن تنالوا البر أي: شرف الدين والتقوى حتى تتصدقوا وأنتم أصحاء أشحاء.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة آل عمران - الآية 92
الإعراب: (قل) فعل أمر، والفاعل أنت (يا) أداة نداء (أهل) منادى مضاف منصوب (الكتاب) مضاف إليه مجرور اللام حرف جرّ و(ما) اسم استفهام مبنيّ على السكون في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تكفرون) وهو مضارع مرفوع.. والواو فاعل (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (تكفرون)، (اللّه) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور الواو حاليّة- أو استئنافيّة- (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (شهيد) خبر مرفوع (على) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بشهيد (تعملون) مضارع مرفوع.. وجملة: (يا أهل الكتاب) في محلّ نصب مقول القول. وجملة: (تكفرون) لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: (اللّه شهيد) في محلّ نصب حال، أو لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (تعملون) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
هل الإنفاق في قوله تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) عام ؟ - الإسلام سؤال وجواب
وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: " أنه أهدى إلى رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأس شاة فقال: إن أخي فلانا كان أحوج مني إليه فبعث به إليه فلما وصل إليه قال: إن فلانا أحوج مني إليه فبعث به إليه ، فلم يزل يبعث به كل واحد إلى آخر حتى تداوله سبعة أبيات ورجع إلى الأول " نقله أبو طالب في القوت والغزالي في الإحياء. ويشبه هذا ما حكي عن أبي الحسن الأنطاكي الصوفي أنه اجتمع عنده ثلاثون نفسا ونيف وكانوا في قرية بقرب الري ولهم أرغفة معدودة لا تشبع جميعهم ، فكسروا الرغفان وأطفئوا السراج وجلسوا للطعام وأوهم كل واحد صاحبه أنه يأكل ، فلما رفع إذا الطعام بحاله لم يأكل أحد منه شيئا. [ ص: 309] وفي الإحياء: أن عبد الله بن جعفر - رضي الله عنه - خرج إلى ضيعة له فنزل على نخيل قوم ، وفيهم غلام أسود يعمل فيه ، إذ أتى الغلام بقوته فدخل الحائط كلب ودنا من الغلام ، فرمى إليه الغلام بقرص فأكله ، ثم رمى إليه بالثاني والثالث فأكلهما وعبد الله ينظر إليه ، فقال: يا غلام كم قوتك كل يوم ؟ قال: ما رأيت ، قال: فلم آثرت هذا الكلب ؟ فقال: ما هي بأرض كلاب ، إنه جاء من مسافة بعيدة جائعا فكرهت رده ، قال: فما أنت صانع اليوم ؟ قال: أطوي يومي هذا.
وجملة: (للّه على الناس حجّ) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (استطاع) لا محلّ لها صلة الموصول (من). وجملة: (من كفر... ) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).. وجملة: (إنّ اللّه غنيّ... ) في محلّ جزم جواب الشرط الجازم مقترنة بالفاء أو هي تعليل للجواب المحذوف أي فاللّه مستغن عنه إنّ اللّه غنيّ عن العالمين. الفوائد: قوله تعالى: (وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً). ذكر علماء النحو معان تدل عليها أخوات كان وهي: (آ)- ما يدل على التوقيت: 1- أصبح وهي للتوقيت الصباحي مثال (أصبح الطير منتشرا في الحقل). 2- أضحى- هي للتوقيت بالضحى- مثال (أضحى الجوّ صحوا). 3- أمسى- هي للتوقيت بالمساء: مثال (أمسى الفلاح عائدا إلى بيته). (ب) ما يدل على التحويل، نحو: صار مثل: (صار البرتقال عصيرا). (ج) ما يدل على النفي، نحو: ليس: مثل: (ليس الشجر مثمرا). (د)- ما يدل على الاستمرار: نحو: (ما زال- ما برح- ما فتى- ما انفك) مثال (ما زال القمر منيرا). (هـ) ما يدل على بيان المدة وهي (ما دام) مثل: (ينجح الطالب ما دام مجدا) أي (مدة دوامه مجدا).. إعراب الآية رقم (98): {قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلى ما تَعْمَلُونَ (98)}.
زيارة ام البنين (ع) - YouTube
زيارة ام البنين عليها السلام
ولا يبعد بقاء جسدها (عليها السلام) في القبر.. وإن لم أجد لذلك نصاً، فإنه يعرف بالأشباه والنظائر:
فقد بقي جسد (بي بي حياة) المجاهدة مع الفتح الإسلامي في (يزد) إلى هذا اليوم. وجسد حذيفة إلى زماننا في (بغداد) وذلك في قصة حدثت لقبره. وغير ذلك مما هو كثير وكثير. زيارة ام البنين عليها السلام. قال سبحانه عن السامري: (فقبضت قبضة من أثر الرسول) مع أنه كان تراب حافر فرس جبرئيل عند بحر مصر في قصة مرور موسى (عليه السلام). فإذا كان ذلك التراب له هذا الأثر العظيم حتى جعل (عجلا جسداً له خوار) فمن الواضح أثر تراب قبرها (عليها السلام) (فإن حكم الأمثال فيما يجوز وفيما لا يجوز واحد). إحياء الذكرى
قال الإمام الصادق (ع): (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا). إن إحياء ذكرى أم البنين (عليها السلام) وذكرى المعصومين (عليهم السلام) وذويهم ومن إليهم، كالعلماء والصالحين والصالحات، من أهم ما يلزم، وذلك لأجل تنظيم الحياة تنظيماً صحيحاً يوجب سعادة الإنسان في دنياه وآخرته. فمثلاً في ذكرى أم البنين (سلام الله عليها) تتذكر النساء هذه المرأة الطاهرة، العفيفة الشريفة، الحافظة لنفسها، الذاكرة لله واليوم الآخر، المديرة لبيتها، المراعية لحقوق زوجها، المربية لأولاد صالحين و…
فتتعلم منها وتقتدي بها، فلا يكوننَّ مبعثرات ولا ساقطات ولا مهملات في الحياة الزوجية أو في تربية الأولاد.
زيارة ام البنين على
من نحن
أنت في منتديات أنصار الإمام المهدي (ع) أتباع الإمام أحمد الحسن اليماني (ع) المهدي الأول واليماني الموعود وصي ورسول الامام المهدي محمد ابن الحسن (ع) ورسول من عيسى (ع) للمسيحيين ورسول من إيليا (ع) لليهود. لمحاورتنا كتابيا يمكنك التسجيل والكتابة عبر الرابط. ويمكنك الدخول للموقع الرسمي لتجد أدلة الإمام احمد الحسن (ع) وسيرته وعلمه وكل ما يتعلق بدعوته للبيعة لله. لمحات من حياة السيدة الجليلة أم البنين (ع). حاورنا صوتيا أو كتابيا مباشرة على مدار الساعة في:
تذكر...
"أيها الناس لا يخدعكم فقهاء الضلال وأعوانهم إقرؤوا إبحثوا دققوا تعلموا واعرفوا الحقيقة بأنفسكم لا تتكلوا على احد ليقرر لكم آخرتكم فتندموا غدا حيث لا ينفعكم الندم (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا). هذه نصيحتي لكم ووالله إنها نصيحة مشفق عليكم رحيم بكم فتدبروها وتبينوا الراعي من الذئاب". خطاب محرم الحرام ـ الإمام أحمد الحسن اليماني (ع).
سيرة النبي محمد (صلى الله عليه واله)
سيرة الامام علي (عليه السلام)
سيرة الزهراء (عليها السلام)
سيرة الامام الحسن (عليه السلام)
سيرة الامام الحسين (عليه السلام)
سيرة الامام زين العابدين (عليه السلام)
سيرة الامام الباقر (عليه السلام)
سيرة الامام الصادق (عليه السلام)
سيرة الامام الكاظم (عليه السلام)
سيرة الامام الرضا (عليه السلام)
سيرة الامام الجواد (عليه السلام)
سيرة الامام الهادي (عليه السلام)
سيرة الامام العسكري (عليه السلام)
سيرة الامام المهدي (عليه السلام)
أعلام العقيدة والجهاد