بعد نجاة الأسد ملك الغابة ، علم أخيرًا أنه ملك الغابة ، لكنه كذلك في حاجة للأقل منه ، لأن مهما كان حجمك أو سلطتك ستظل تحتاج للأصغر منك والأقل منك أيضًا. تصفّح المقالات
قصة الأسد والفأر | قصص
وعندما رأت الأسد والطفل الصغير يحبو بعيدًا عنها ركضت خائفةً لاحتضان طفلها، وعيناها يملؤها الخوف والذعر من مطاردة الأسد لوليدها، فأخبرها الأسد أنه ينوي أخذ هذا الطفل الصغير كفريسة لأولاده الصغار، فصرخت الأم مذعورة، ولكنها أذكى من أن تركض هاربةً، فهي تعلم أن الأسد أسرع منها وحَمْلها لطفلها سيبطئ حركتها، فخطرت لها فكرةٌ ذكية. قالت له كيف تترك صغارك وهم في خطر وأنت هنا تحاول صيد هذا الطفل الصغير، فسألها متعجبًا وهو في أشد استغراب: وكيف تعرفين أن صغاري بخطر، فقالت: الكل يعلم أنه قد دخل إلى هذه الغابة منذ قليل قطيعٌ من الفيلة الضخمة، وهم يبحثون عن غذاء وطعام كما تفعل أنت، وقد اتجهوا باتجاه بيتك وعددهم كثير، فخاف الأسد على صغاره وزوجته وعاد مسرعًا لمنزله. في هذه الأثناء حملت الأم طفلها الصغير هاربةً من الغابة، وقلبها يكاد ينفطر خوفًا من رؤية الأسد والطفل الصغير متشبثًا بثيابها، أما الأسد فقد وجد زوجته وصغاره خائفين جدًا من تأخره ومترقبين عودته بفارغ الصبر، فطمأنهم واعتذر من زوجته وقصّ لها حادثة الطفل الصغير وأمه، وكم كانت خائفةً عليه كمثل الخوف الذي رآه بعينَي زوجته وأولاده الصغار عندما تأخّر عليهم، وعاهد نفسه ألّا يفكر بافتراس ذاك الطفل الصغير ثانيةً، وعَمّ الخير ثانيةً بالغابة، وأصبح الأسد يحضر الطعام لصغاره كلّ صباح دون تأخير.
فقد كنت أعطي جزءًا من قلب لأشخاص أحبهم، وآخذ أجزاءً من أشخاص آخرين، يحبونني وأضيفها لقلبي، حتى أصبح على هذا الشكل، ولكن قلبك، يبدوا كاملًا لم يسمّه شيء، وهذا يعني: أنك لم تتبادل المحبة مع أحد قط، أليس هذا صحيح؟". انصدم الشابّ، وبقيَ صامتا مندهشا؛ من كلام العجوز، ثم أقدم عليه، واقتطع جزءًا من قلبه، وأعطاه للعجوز، وحصل على جزء من قلب العجوز.
لقد شاع بين بعض أهل العلم أنّ صيام ستة أيّام من شوال بعد رمضان هو بدعة، ولكنّ كلامهم هذا مردود بما أجاب به كثير من أهل العلم، وحجة هؤلاء أنّ حديث أبي أيّوب -رضي الله عنه- في سنده بعض من تكلّم فيهم العلماء، ولكن وإن تكلّم العلماء بهم فإنّ غيرهم من العلماء قد وثّقوهم وقبلوا حديثهم، ويكفي الحديث أنّه مرويّ في صحيح مسلم ليؤخذ به،[4] وكذلك يقول المُبدّعون لهذه السنّة إنّ الإمام مالك قد كرهها، ولكنّ الحقيقة أنّ الإمام مالك لم يرَ في سلفه من صام هذه الأيّام، فخشي أن يعتقد الجهلة من الناس أنّ هذه الأيّام تابعة لرمضان.
هل يُكره صيام الستّ من شوّال؟
وقبل النقاش والجدل لتعلموا أعزائي أن الله لم يفرض علينا صياماً غير صيام شهر رمضان وكل ما سواه فهو من باب السنن المستحبة مثل صوم يوم عرفة وعاشوراء والاثنين والخميس وصوم يوم البيض والست من "شوّال" وغيرها التي يحرص عليها الصالحون من المسلمين وهو بابٌ للتقرب وزيادة الطاعات، ولا داعي لكثرة الجدال حولها وإدخال العواطف التي لا محلّ لها هنا كما قال أحدهم وأضحكني قوله: بأنّ الحرص على صيام ثاني أيام عيد الفطر يحرمنا من فرحة العيد!! أما ما جاء في موطأ مالك من رواية يحْيَى يقول: "سَمِعْت مَالِكًا يَقُولُ فِي صِيَامِ سِتَّةِ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ: إنِّي لَمْ أَرَ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ يَصُومُهَا، وَلَمْ يَبْلُغْنِي ذَلِكَ عَنْ أَحَدٍ مِنْ السَّلَفِ وَأَنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ يَكْرَهُونَ ذَلِكَ وَيَخَافُونَ بِدْعَتَهُ وَأَنْ يُلْحِقَ بِرَمَضَانَ مَا لَيْسَ مِنْهُ أَهْلُ الْجَهَالَةِ وَالْجَفَاءِ لَوْ رَأَوْا فِي ذَلِكَ خِفَّتَهُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَرَأَوْهُمْ يَعْمَلُون ذَلِك". فقد أجاب علماء المالكية أنفسهم عن ذلك ومنهم الباجي وابن عبدالبر وغيرهما ويقول القرطبي: "ويظهر من كلام مالك هذا أن الذي كرهه هو وأهل العلم، الذين أشار إليهم، إنما هو أن توصل تلك الأيام الستة بيوم الفطر، لئلا يظن أهل الجهالة والجفاء أنها بقية من صوم رمضان، وأما إذا باعد بينها وبين يوم الفطر فيبعد التوهم، وينقطع ذلك التخيل" وهذا رأي المالكية، أما الجمهور فعلى جواز الصيام من ثاني أيام فطر العيد.
علة كراهية الإمام مالك لصوم الست من شوال - إسلام ويب - مركز الفتوى
وهذا خطأ؛ لأن أصلَ صِيامِها ليسَ واجِبًا في أصْلِ الشرعِ، بلْ مَنْ صامَها؛ فَهُوَ مأجُورٌ، ومَنْ تركَ صِيامَها؛ فهو غيرُ مأزُورٍ، ولكنّهُ فَرّطَ في خَيْرٍ كثير. ومِنْ ذلك أيضًا: أنّ بعضَ الناسِ يعتقدُ أنّ فضيلةَ صيامِ السّتِّ مِنْ شوالَ تكونُ بعدَ العيدِ مُباشرةً، وأنّ فضلَها ينقصُ كلّما أخّرَها عن أوّلِ الشهر! وهذا غير صحيح؛ إذْ إنّ وقتَها مفتوحٌ طوالَ شهرِ شوالَ، فمَنْ شاء؛ صامَها في أولِ الشهر، أو في أوسطِه، أو آخرِه، وفي كلٍّ خير. ومِنْ ذلك أيضاً: أنّ بعضَهم يَظُنُّ أنّ فضلَ صِيامِها لا يتحقّقُ إلا بالتتابُعِ في أيامِها! وهذا كسابِقِه لا دليلَ عليه، والأمرُ في ذلك واسع؛ فيجوزُ صومُها متتابعةً سَرْدًا، ويجوزُ صومُها مُتفرِّقةً خلالَ الشهر. قال أهلُ العِلم: ولا فرْقَ بين أنْ يُتابِعَها أو يُفَرِّقَها مِنَ الشهرِ كلِّه، وهما سواءٌ. نعم، ينبغي أنْ يُقالَ: إنّ المبادرةَ في أولِ الشهر بِصومِها مُتتابِعَةً مِنْ بابِ المسارعةِ إلى فِعْلِ الخيراتِ. اللهم وفّقْنا للمسارعةِ في مرضاتك، ولا تَحْرِمْنا مِنْ واسِعِ رحمتِك، وعظيمِ هِباتِكَ، يا سميع الدعاء! أقولُ ما تسمعون، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم مِنْ كلِّ ذنبٍ؛ فاستغفروه إنّه هو الغفورُ الرحيم.
المضاعفة من الحسنات، فالحسنة في صيام شهر شوال بعشر أمثالها، فعن ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "جعل اللهُ الحسنةَ بعشر أمثالِها، الشهرُ بعشرةِ أشهرٍ، وصيامُ ستةِ أيامٍ بعد الشهرِ تمامُ السَّنةِ" [صحيح الجامع|خلاصة حكم المحدث: صحيح]. اتباع سنة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم -. لصائم الست من شهر شوال أجر صيام سنة كاملة. صيام الست من شوال كصيام الدهر ، فعن أبو أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ" [صحيح مسلم|خلاصة حكم المحدث: صحيح]. فالدهر هو العام أو السنة التي تتكون من اثنا عشر شهراً، ومن المتعارف عليه أنّ الحسنة بعشر أمثالها، وتصبح في شهر رمضان ثلاثمائة حسنة بثلاثمائة يوم، ويكون صيام الست من شوال بست حسنات وإذا ضربناها بعشرة تصبح ستين حسنة، ومن ثم إذا صام المسلم شهر رمضان ثم أتبعها بالست من شوال فكأنما صام ستة وثلاثين يومًا بعشرة بثلاثمائة وستين حسنة على ثلاثمائة وستين يوماً. التعود على القيام بالعمل الصالح وأداء الطاعات بعد رمضان، قال تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (سورة البقرة: 185).