لماذا سميت سورة الرحمن بهذا الاسم, أرسل الله الأنبياء والرسل وأنزل معهم كتبا سماوية لتعليم الناس أصول دينهم ولتكون دليلا على صدق الرسل ومن هذه الكتب القرآن الكريم الذي انزله الله على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- حيث ميز الله القرآن الكريم عن باقي الكتب السماوية بميزات عدة. من خلال ذلك سوف نجيبكم على سؤال لماذا سميت سورة الرحمن بهذا الاسم, لماذا سميت سورة الرحمن بهذا الاسم يضم القرآن الكريم مائة وأربع عشرة سورة بعض هذه السور مكية والبعض الأخر سور مدنية حيث أحاطت آيات هذا الكتاب علما بكل شيء ومن تلك السور سورة الرحمن التي تعد من السور المكية وهي السورة الوحيدة التي بدأت باسم من أسماء الله الحسنى كما أنها من أوائل السور التي نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. بناءا على ذلك سوف نجيبكم على سؤال لماذا سميت سورة الرحمن بهذا الاسم الإجابة/ السبب الحقيقي وهو لأن أول آية من آياتها هي كلمة الرحمن, لكن كان للكثير من العلماء رأي آخر وهو أنها من السور القرآنية التي تتحدث عن رحمة الله عز وجل وذلك من خلال الاسم الشامل للرحمة بجميع الخلائق وهو الرحمن.
لماذا سميت سورة الرحمن بهذا الاسم لانها
2- للرد على الاستنكار باسم الرحمن
كما جاءت بعض آيات تلك الآية لترد على أهل مكة، وذلك لأنهم قد زعموا أنهم لا يعرفون ما هو الرحمن، وذلك من خلال قول الله عز وجل: "وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن"، وهذا ما يدل على أنهم استنكروا لوجود الرحمن، أو استنكروا ذلك الاسم وانتسابه لله جل وعلا، فلذلك جاءت تلك الآية الكريمة لترد عليهم. 3- طمأنة أبو بكر الصديق
وجاءت بعض الآيات الأخرى من تلك السورة الكريمة لترد على أبو بكر الصديق، وذلك عندما ذكر بعض الأهوال الخاصة بيوم القيامة، والقسط والموازين، وغيرها من الكثير من الأمور المختلفة التي يتعرض لها المسلمين يوم القيامة، فشعر أبو بكر رضي الله عنه بالخوف الشديد والفزع، ولذلك جاءت تلك الآية الكريمة وهي من خلال قول الله عز وجل: "ولمن خاف مقامة ربه جنتان"، وذلك حتى تبعث روح الطمأنينة والسكينة في قلب أبو بكر الصديق، وغيره من الكثير من المؤمنين، الذين يخافون الله ويتقونه في جميع أعمالهم، ويحفظون مقامه فإن لهم الثواب الكبير والفوز بالجنة بإذن الله تعالى. فضل سورة الرحمن
هناك العديد من الأفضال التي تعود على المسلم في حالة قراءته لسورة الرحمن، والتي تعتبر من السورة التي روى فيها النبي بعض أحاديثه النبوية الشريفة، ووصفها بأنها من السور التي استمع لها الجن وقالوا كيف لنا أن نكذب بآيات الله وحمدوا الله عندما يأتون على آية "فبأي آلام ربكما تكذبان"، وأما عن فضل قراءتها فهو كالآتي:
1- نيل الشفاعة
تعتبر سورة الرحمن من السور التي تأتي لتشفع يوم القيامة عن قارئها، وذلك لأنها تقوم بتصويرهم بأحسن الصور في ذلك اليوم، إضافة إلى أنها تميزهم برائحتهم العطرية الجميلة التي تجعلها تفوح منهم بسبب قراءتها باستمرار، كما أنها تخفف من حسابهم.
2- النجاة من الكرب
كما أنها من السور القرآنية التي لها فضل كبير جدًا في نجاة العبد من الكرب، وذلك في حالة تلاوتها بشكل مستمر، كما أنها تزيل الهم وتجعل الإنسان يشعر بالسكينة والطمأنينة ففيها توكل على الله عز وجل، وتفويض أمر لله الذي بيده ملكوت كل شيء، وهو الرحمن الذي يرحم عباده. 3- دخول الجنة
كما أن تلك السورة من السور التي تجعل صاحبها يدخل الجنة، وذلك لأنها تشير إلى مسألة هامة جدًا لكل مسلم، وذلك من خلال قول الله تعالى: "ولمن خاف مقام ربه جنتان"، وهذا الأمر الذي يشير إلى أن المسلم المؤمن الذي يفعل ما يؤمر به ويطيع الله ويخافه ولا يعصيه فإن الله يقدم له الوعد بالجنة من خلال تلك الآية الكريمة.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: إذا ذهب. ⁕ حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى﴾ يقول: إذا ذهب. وقال آخرون: معناه: إذا استوى وسكن. ⁕ حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مِهْران؛ وحدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، جميعا عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى﴾ قال: إذا استوى. ⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى﴾ قال: إذا استوى
⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى﴾ سكن بالخلق. ⁕ حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، في قوله: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى﴾ يعني: استقراره وسكونه. معنى ما ودعك ربك وما قلى. ⁕ حدثني يونس، قال: أخبرني ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى﴾ قال: إذا سكن، قال: ذلك سجوه، كما يكون سكون البحر سجوه. وأولى هذه الأقوال بالصواب عندي في ذلك قول من قال معناه: والليل إذا سكن بأهله، وثبت بظلامه، كما يقال: بحر ساج: إذا كان ساكنا؛ ومنه قول أعشى بني ثعلبة:
فَمَا ذَنْبُنا إنْ جاشَ بَحْرُ ابنِ عَمِّكم... وَبحْرُكَ ساجٍ ما يُوَارِي الدَّعامِصَا [[يأتي في تفسير آية سورة آل عمران: ١٢١، وآية سورة القصص: ٨٨.
الباحث القرآني
القول في تأويل قوله جل جلاله وتقدست أسماؤه ﴿وَالضُّحَى (١) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (٢) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (٣) وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأولَى (٤) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (٥) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (٦) وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى (٧) وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى (٨) ﴾. أقسم ربنا جلّ ثناؤه بالضحى، وهو النهار كله، وأحسب أنه من قولهم: ضَحِيَ فلان للشمس: إذا ظهر منه؛ ومنه قوله: ﴿وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى﴾: أي لا يصيبك فيها الشمس. وقد ذكرت اختلاف أهل العلم في معناه في قوله: ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾ مع ذكري اختيارنا فيه. والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى. وقيل: عُنِي به وقت الضحى. * ذكر من قال ذلك:
⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ﴿وَالضُّحَى﴾ ساعة من ساعات النهار. * * *
وقوله: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى﴾
اختلف أهل التأويل في تأويله، فقال بعضهم: معناه: والليل إذا أقبل بظلامه. ⁕ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى﴾ يقول: والليل إذا أقبل. ⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الحسن، في قول الله: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى﴾ قال: إذا لَبِسَ الناس، إذَا جاء.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الضحى - الآية 3
مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ (3) وقوله: ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) وهذا جواب القسم، ومعناه: ما تركك يا محمد ربك وما أبغضك. وقيل: ( وَمَا قَلَى) ومعناه. وما قلاك، اكتفاء بفهم السامع لمعناه، إذ كان قد تقدّم ذلك قوله: ( مَا وَدَّعَكَ) فعرف بذلك أن المخاطب به نبيّ الله صلى الله عليه وسلم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. تفسير ما ودعك ربك وما قلى [ الضحى: 3]. * ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) يقول: ما تركك ربك، وما أبغضك. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) قال: ما قلاك ربك وما أبغضك؛ قال: والقالي: المبغِض. وذُكر أن هذه السورة نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم تكذيبا من الله قريشا في قيلهم لرسول الله، لما أبطأ عليه الوحي: قد ودّع محمدًا ربه وقلاه. * ذكر الرواية بذلك: حدثني عليّ بن عبد الله الدهان، قال: ثنا مفضل بن صالح، عن الأسود بن قيس العبديّ، عن ابن عبد الله، قال: لما أبطأ جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت امرأة من أهله، أو من قومه: ودّع الشيطان محمدا، فأنـزل الله عليه: ( وَالضُّحَى)... إلى قوله: ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى).
تفسير ما ودعك ربك وما قلى [ الضحى: 3]
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ⁕ حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: ﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾ يقول: ما تركك ربك، وما أبغضك. ⁕ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾ قال: ما قلاك ربك وما أبغضك؛ قال: والقالي: المبغِض. وذُكر أن هذه السورة نزلت على رسول الله ﷺ تكذيبا من الله قريشا في قيلهم لرسول الله، لما أبطأ عليه الوحي: قد ودّع محمدًا ربه وقلاه. * ذكر الرواية بذلك:
⁕ حدثني عليّ بن عبد الله الدهان، قال: ثنا مفضل بن صالح، عن الأسود بن قيس العبديّ، عن ابن عبد الله، قال: لما أبطأ جبريل على رسول الله ﷺ، فقالت امرأة من أهله، أو من قومه: ودّع الشيطان محمدا، فأنزل الله عليه: ﴿وَالضُّحَى﴾... الباحث القرآني. إلى قوله: ﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾. قال أبو جعفر: ابن عبد الله: هو جندب بن عبد الله البجلي. ⁕ حدثني محمد بن عيسى الدامغاني، ومحمد بن هارون القطان، قالا ثنا سفيان، عن الأسود بن قيس سمع جندبا البجليّ يقول: أبطأ جبريل على النبيّ ﷺ حتى قال المشركون: ودّع محمدا ربه، فأنزل الله: ﴿وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾.
شكرا لدعمكم
تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة, وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
وقد اختلف أهل العلم في الذي وعده من العطاء، فقال بعضهم: هو ما
⁕ حدثني به موسى بن سهل الرملي، قال: ثنا عمرو بن هاشم، قال: سمعت الأوزاعيّ يحدّث، عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر المخزومي، عن عليّ بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، قال: عرض على رسول الله ﷺ ما هو مفتوح على أمته من بعده كَفْرا كَفْرا، فسرّ بذلك، فأنزل الله ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ فأعطاه في الجنة ألف قصر، في كلّ قصر، ما ينبغي من الأزواج والخدم. ⁕ حدثني محمد بن خلف العسقلاني، قال: ثني روّاد بن الجراح، عن الأوزاعيّ، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن عليّ بن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ قال: ألف قصر من لؤلؤ، ترابهنّ المسك، وفيهنّ ما يصلحهنّ. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الضحى - الآية 3. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ ، وذلك يوم القيامة. وقال آخرون في ذلك ما:-
⁕ حدثني به عباد بن يعقوب، قال: ثنا الحكم بن ظهير، عن السديّ، عن ابن عباس، في قوله: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ قال: من رضا محمد ﷺ ألا يدخل أحد من أهل بيته النار. وقوله: ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى﴾
يقول تعالى ذكره معدّدا على نبيه محمد ﷺ نعمه عنده، ومذكِّره آلاءه قِبَله: ألم يجدك يا محمد ربك يتيمًا فآوى، يقول: فجعل لك مأوى تأوي إليه، ومنزلا تنزله ﴿وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى﴾ ووجدك على غير الذي أنت عليه اليوم.