بالإضافة إلى أعباء البيت والعمل، فهذا والله ضربّ من الجهاد وقد قالها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأخبر أنّ عمل النساء في بيوتهن هو جهادهن في سبيل الله، وبهذا استحقّت الأم هذه المكانة السامية والمرتبة الفاضلة، أيّها الأمهات الكريمات،لقد أنار هذا المجلس بنوركن، وفاح الطيب من هذا اللقاء من طيبكن، أنتن مشاعل النور في هذه الحياة، ولقد سُعدنا بوجودكن معنا وتلبيتكن لدعوتنا ونتمنى أن تخرجن أنتنّ أيضًا سعيدات راضيات عن هذا المجلس،بإذن الله وكرمه.
دعوة مجلس الأمهات - Youtube
فحضورك لمدرستي له طعم آخر ودلالات كثيرة ليتك ساعتها وضعت يدك على صدري لتتحسسي ضربات قلبي وهو كطير حبيس قفص لتعلمي مدى حبي لك حينما رأيت وجهك الحبيب بينهن. ساعتها اختبأت لحظة لأتأملك وأنت في مدرستي وأطيل النظر إليك ؛ لأرسم لك صورة ثابتة في خيالي موقعة منك بعبارة ابنتي الغالية ابنتي الحبيبة هذا دليل آخر على مدى حبي لك.
وبعد وفاة زوجها، مرضت أبنتها الصغرى كثيرًا وكانت تعاني من نوبات إغماء متكررة (صدمة عصبية بسبب وفاة والدها)، استمرت معها لمدة عامين، حيث حصلت على إجازة بدون مرتب لرعاية الأسرة والاهتمام بهم، ثم قامت بالاستعداد لتجهيز ابنتها للزواج، إلا أنها واجهت صعوبة لتجهيزها، حيث فكرت في عمل معاش مبكر وتجهيزها بالمكافأة. وبعد زواج ابنتها ساعدتها في إكمال دراستها حتى أصبحت أخصائية تحاليل طبية، بينما الأبنة الصغرى حصلت على بكالوريوس في الهندسة المدنية ولكن بدون عمل. وأضافت أنها قررت إكمال حياتها مع أولادها وعدم الزواج برجل آخر للحفاظ على بيتها وأولادها من خلال إعطاء دروس خاصة للأطفال لتحسين مستوى الدخل حتى استطيع مواجهة ظروف المعيشة الصعبة، فقررت فتح مشروع خاص بها لزيادة الدخل وهو فتح حضانة خاصة تهتم بتعليم الأولاد وذلك من أجل توفير مستلزمات المنزل.
فترى أحدَهم يقيم الصَّلاةَ غير أنَّه لا يَعتني بخُشوعها وإظهارِ الذلِّ والاستِكانة فيها، ويَعتني بعدَم سَماع المحرَّم من غيبةٍ أو نميمة غير أنَّ قلبه مَخمور بالحِقد والكِبْرِ والعُجب. وهذا حال كثيرٍ من النَّاس، بل وقد يَنتسب أحدهم إلى العلم ويَعتني بالأعمال الظَّاهرة، وقلبه مبتلًى وهو لا يَنتبه لذلك ولا يعقله. الثاني: قسم صرَفوا اهتمامَهم بصَلاح قلوبهم وعُكوفِها على الله وحده وحفظِ الخواطِر، واعتنَوا بأعمال القلوب؛ من تَصحيح المحبَّةِ، والخوف والرَّجاء، والتوكُّلِ والإنابة، غير أنَّهم ترَكوا بعضَ ما يحبُّه الله من الأعمال الظَّاهرة؛ كالدَّعوة إلى الله، وتعليمِ النَّاس الخير، ونحوِ ذلك. فالأوَّلون قصَّروا؛ حيث أَهملوا أعمالَ القلوب ولم يَلتفتوا إليها وعدوها فضلًا أو فضولًا، والآخرون قصَّروا؛ حيث قصَروا نظرَهم وعملَهم عليها، ولم يلتفِتوا إلى كثيرٍ من أعمال الجوارح. وقسمٌ توسَّطوا؛ فاعتنَوا بأعمال القُلوب كما اعتنَوا أيضًا بالأعمال الظَّاهرة، غير أنَّ لعمل القلب عندهم فضلًا. فهؤلاء هم الذين وفَّقهم اللهُ؛ فجمعوا بين عبوديَّةِ الظَّاهر وعبوديَّةِ الباطِن، وهذا طريق السَّابقين العارفين [10].
من اعمال الجوارح، | سواح هوست
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى مبيناً أقسام أعمال القلوب، وأعمال الجوارح، وأفضلية أعمال القلوب في كل قسم: [... وغير ذلك من أعمال القلوب التي فرضها أفرض من أعمال الجوارح، ومستحبها أحب إلى الله من مستحبها، وعمل الجوارح بدونها إما عديمة أو قليلة المنفعة] ( 2). 3 – إن أعمال القلوب وقيام القلب بها والسعي لتكميلها ليس أمراً مستحيلاً أو أمراً يصعب تحقيقه؛ لأن الله جل وعلا من رحمته بعباده لا يأمرهم ويوجب عليهم ما لا يطيقون. قال تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}. ولكنها تحتاج إلى تربية ذاتية وجهاد نفس، وقد قال جل وعلا: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}. 4 – عدم اليأس من روح الله في تحقيق أعمال القلوب؛ خاصة إذا كان في القلب أمراض وآفات ، ويتبين ذلك خاصة عند الحديث عن الإخلاص والصدق مع الله والحذر مما يضادهما، حينها قد تجد من النفس انقباض ونوع يأسٍ من تحقيقها في القلب، ولكن هذا في الحقيقة من وسوسة الشيطان وتخذيله أعاذنا الله منه. 5 – الحذر من اتهام الناس بضعف أعمال قلوبهم، أو الحكم على نياتهم وسرائرهم، فما في القلوب لا يعلمه إلا علام الغيوب. وبالمثال يتضح المقال:
المثال الأول: قد يكون لشخص أو مجموعة مشروعاً دعوياً أو تربوياً أو علمياً، ولكن مع مرور الوقت كانت نتائج المشروع ضعيفة، حينهما قد يحكم بعض الناس عليهم بفساد نياتهم وسرائرهم أو ضعف أعمال قلوبهم.
موقع دعوة الأنبياء ::: من هُنا تسلَّل العدو !
، فإذا وحَّد اللهَ -كمـا زعــم- بقَلْبِــه، ولكِنَّــه لم يوحِّدْه بقَولِه أو فِعْلِه؛ فإنَّه من جنسِ فِرعَونَ الذي كان مُستيقِنًا بالحَقِّ عالِمًا، لكنَّه أصَرَّ وعاند وبَقِيَ على ما كان عليه من دَعوى الرُّبوبيَّةِ) [3018] يُنظر: ((شرح كشف الشبهات)) (ص: 100)..
انظر أيضا:
الفَصْل الأوَّلُ: الأدِلَّةُ على أنَّ تَرْكَ العَمَلِ الظَّاهِرِ بالكُلِّيَّةِ ناقِضٌ للإيمانِ.
الفَصْل الثَّاني: أقوالُ أهلِ العِلمِ في بيانِ مَنزِلةِ أعمالِ الجوارِحِ من الإيمانِ - الموسوعة العقدية - الدرر السنية
قال ابن حجر رحمه الله تعالى: [وفيه أن لا ينافي بين ارتكاب النهي وثبوت محبة الله ورسوله في قلب المرتكب لأنه صلى الله عليه وسلم أخبر بأن المذكور يحب الله ورسوله مع وجود ما صدر منه، وأن من تكررت منه المعصية لا تنزع منه محبة الله ورسوله"( 5). وقد يكون لمن عليه مخالفات شرعية خبئة حسنة أو عمل صالح قد يكون سبباً في تكفير سيائت. ففي الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يُصاح برجل من أمتي يوم القيامة على رؤوس الخلائق، فينثر عليه تسع وتسعون سجلاً، كل سجل منها مدَّ البصر، فيقال: هل تنكر من هذا شيئاً؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: لا ظلم عليك، فتخرج له بطاقة قدر الكف، فيها شهادة أن لا إله إلا الله، فيقول: أين تقع هذه البطاقة من هذه السجلات؟ فتوضع هذه البطاقة في كفة، والسجلات في كفة، فثقلت البطاقة وطاشت السجلات"( 6). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن هذا الحديث: [فهذه حال من قالها بإخلاص وصدق، كما قالها هذا الشخص، وإلا فأهل الكبائر الذين دخلوا النار كلهم يقولون: لا إله إلا الله، ولم يترجح قولهم على سيئاتهم، كما ترجح قول صاحب البطاقة] ( 7). وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما كلب يُطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل، فنزعت موقها فسقته، فغُفر لها به"(8).
وقال ابن القيم: "فكلُّ إسلامٍ ظاهِر لا يَنفُذ صاحبُه منه إلى حقيقة الإيمانِ الباطِنة فليس بنافِعٍ حتى يكون معه شيءٌ من الإيمان الباطِن، وكلُّ حقيقةٍ باطنة لا يقوم صاحبُها بشرائع الإسلام الظَّاهرةِ لا تَنفع ولو كانت ما كانت؛ فلو تمزَّق القلب بالمحبَّة والخوفِ، ولم يتعبَّد بالأمر وظاهِرِ الشَّرع لم ينجِه ذلك من النَّار، كمان أنَّه لو قام بظَواهر الإسلامِ وليس في باطِنه حقيقةُ الإيمان لم يُنجِه من النار" [8]. وهذا التلازُمُ بين الظَّاهِر والباطِن يبيِّن لك أنَّ نقص أحدهما مؤثِّر على نقْص الآخَر؛ فالنَّقصُ في الأعمال الظَّاهرة إنما هو لِنقص ما في القلب من الإيمان، كما أنَّ التفريط في الأعمال الظَّاهرة مؤثِّر على نقص الإيمان القَلبي، وكمالُ الإيمان الواجِب الذي في القلب لا يُمكن مع انعِدامِ الأعمال الظَّاهرة الواجبة، بل يَلزم من وجود هذا كاملًا وجودُ هذا كاملًا، كما يَلزم من نقْص هذا نقصُ هذا [9]. أقسام السائرين إلى الله في أعمال القلوب:
والسَّائرون إلى الله في أعمال القلوب أقسام:
الأول: قسم اعتنَوا بالأعمال الظَّاهرة وجعلوها دأبَهم من غير حِرص منهم على تَحقيق أعمال القلوب ومنازلِها وأحكامِها، وإن لم يكونوا خالين من أصلها، ولكنَّ هِمَمَهم مَصروفة إلى الاستِكثار من الأعمال الظَّاهرة.
هذا قولُ المرجِئةِ، المرجِئةُ يَرَونَ الإيمانَ قولًا وتصديقًا فقط، والآخَرون يقولون: المعرِفةُ. وبعضُهم يقولُ: التصديقُ. وكُلُّ هذا غَلَطٌ) [3015] يُنظر: ((مجلة المشكاة - المجلد الثاني)) (2/ 279).. 15- قال الألباني: (إنَّ الإيمانَ بدونِ عَمَلٍ لا يفيدُ؛ فاللهُ حينما يذكُرُ الإيمانَ يذكُرُه مقرونًا بالعَمَلِ الصَّالحِ؛ لأنَّنا لا نتصَوَّرُ إيمانًا بدونِ عَمَلٍ صالحٍ، إلَّا أن نتخَيَّلَه تخيُّلًا؛ آمَنَ مِن هنا، قال: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، ومُحمَّدٌ رسولُ اللهِ، ومات مِن هنا.