الرئيسية خواطر عن عمره فيما أفناه! آخر تحديث 6 أبريل ، 2022
318
توسد ذراعه شاردا وخافقه بين ضلوعه يئن، هم كبير أثقل كاهله. شارفت حصة اليوم على البدء: حصته من اللوم والعتاب وجلد الذات، عادته البغيضة التي استعمرت أيامه الأخيرة…لا يعلم ما الذي حدث، أصبح مغيبا متبلد المشاعر، تنْفرط منه الأيام كأنها لآلئ سوار طفلة تمزق وتناثرت حباته. فقدت حياته رونقها، كأن أحدا ما التقطه من ألوان طيفها السبعة وألقى به في جوف أخرى شاحبة، خالية من الملامح؛ وهو ساكن لا يحرك ساكنا. أضحت كل أيامه متشابهة، روتينية ومليئة بالراحة المتعبة حد الوجع، لقد مل من اجترار الأحداث وتكرار الأوقات، معضلته الكبرى لم تكن عن فترة راحة أو نقاهة بمعناهما الطبيعي المعتاد، بل عن كونهما نمطا للعيش. ماذا يكون هذا الخراب الذي حل به؟
إنه الفراغ: سرطان الوقت القاتل، الذي وأد كل الأماني والأحلام التي راودته عن تطوير نفسه، عن تنظيم وقته والمضي نحو أهدافه، فركن إلى التسويف! لعنة سوداء أخرى تسلطت عليه، بعثرت أوراقه وأوهمته أنه سيفعل كل شيء فيما بعد، لم يكن لذلك سوى نتيجة واحدة: هو الآن في عطلة أبدية! وعمره فيما أفناه - ملتقى الشفاء الإسلامي. يرجو بالتأكيد أن يتعلم شيئا جديدا يثير اهتماماته، لا بأس سيفعل ذلك بعد مشاهدة بضع حلقات من مسلسله المفضل، سيبدأ حياة جديدة في الصباح الباكر، سيصنع المعجزات بعد أن يستيقظ من قيلولته القصيرة التي لا تنتهي قبل ثلاث ساعات.
وعمره فيما أفناه - ملتقى الشفاء الإسلامي
لن تتحرك قدمك يوم القيامة إلا إذا سألك الله عن عمرك، يا من تقضي الليل كله أمام المسلسلات والأفلام. يا من تقضي جل عمرك في اللهو والعبث في غير خير للدنيا أو خير للآخرة. وإياك أن تتغافل بعد اليوم عن هذه البضاعة، وعن رأس المال الحقيقي الذي تملكه، ألا وهو عمرك، فإن كل يوم يمر عليك يبعدك عن الدنيا، ويقربك إلى الله. قال لقمان الحكيم لولده: أي بُنَيَّ! إنك من يوم أن نزلت إلى الدنيا استدبرت الدنيا، واستقبلت الآخرة. فأنت إلى دار تقبل عليها أقرب من دار تبتعد عنها. ولقي الفضيل بن عياض رجلاً فقال الفضيل للرجل: كم عمرك؟! عن عمره فيما أفناه. قال: ستون سنة، قال الفضيل: إذاً أنت منذ ستين سنة تسير إلى الله يوشك أن تصل. فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون. قال الفضيل: هل عرفت معناها؟ قال: نعم عرفت أني لله عبد، وأني إلى الله راجع. قال الفضيل: يا أخي! من عرف أنه لله عبد وأنه إليه راجع، عرف أنه موقوف بين يديه، ومن عرف أنه موقوف عرف أنه مسئول، ومن عرف أنه مسئول فليعد للسؤال جواباً. فبكى الرجل وقال: يا فضيل وما الحيلة؟! قال الفضيل: يسيرة، قال: ما هي يرحمك الله؟، قال: أن تتقي الله فيما بقي من عمرك، يغفر الله لك ما قد مضى، وما قد بقي من عمرك.
اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب, لا إله إلا أنت سبحانك أستغفرك وأتوب إليك وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والعالم العربي الرحّالة الآخر، الذي لمع في القرن
التاسع الميلادي، قبل الإدريسي، ووصفه علماء التاريخ بأنه «هيرودوتس» العرب، هو
العلامة أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي. ولد في بغداد في عام 283 وتوفي في
القاهرة في عام 346. ومن أشهر كتبه «مروج الذهب» الذي وصف فيه البحر الميت وطواحين
الرياح التي ابتكرتها الشعوب الإسلامية قبل قرون من وصولها إلى هولندا والبلطيق. وله كتاب علمي ثمين في علم الأنثروبولوجي عن شعوب الأراضي التي زارها من صفات
وعادات وتقاليد ومهن ومأكل وملبس ومأوى. علم العراق القديم. وكان له دور بارز في وضع الخرائط ورسمها
لتحديد الأبعاد وطرق السفر والتجارة والاستكشافات الجغرافية والتاريخية. وجاء في سنواتنا هذه العالم الياباني البارز هاجيمي
ناروكاوا، حيث قسم الكرة الأرضية إلى 96 منطقة للمحافظة على الأبعاد الحقيقية
للقارات. واعتبرت
القاعات السياسية والجغرافية ابتكار العالم الياباني صدمة للخرائط القديمة قد
تحولها كلها إلى أوراق مَتحفية؛ فقد كان يهدف من رسم خرائط مسطحة ثنائية الأبعاد
إلى المحافظة على الأبعاد الحقيقية للقارات لمعالجة مشاكل القرن الحالي والقرون
المقبلة، بما في ذلك التلاشي السريع للجليد البحري، وتوضيح مساحة أكثر دقة للمناطق
القريبة من القطبين.
هل يمكن لنهضة العراق الأثرية أن تساعد في تشكيل هوية وطنية؟ - فيوتشر نيوز
وفى طيّات تلك المسيرة المشحونة دائمًا بالشقاق، وغالبًا بالحروب والنزاعات، بات التصور الدينى صيغة مضمونة للتأثير في الجمهور، وربما شحن مجتمعات ودول بكاملها لخوض المعارك أو الانخراط في الصدامات، وصولًا إلى تحقيق المكاسب السياسية وحصد الثروات والنفوذ. ثم كان الإشكال الأكبر، حين استقرت النخب الحاكمة على فكرة ضرورة تحقيق «الأمن الروحى» للأمة والدولة، ونظّر فلاسفة ومفكرون لتلك المسألة باعتبارها غاية في حد ذاتها، ثم زادوا بأن بلوغ هذا «الأمن الروحى» لن يتأتى إلا بالوحدة المذهبية؛ أي اتفاق جميع الرعايا أو المواطنين أو الناس على نسق عقائدى واحد، وهو نسق ستتبناه الدولة بطبيعة الحال، بل ستضمنه وترعاه وتحميه، وستوفر له مؤسسات حارسة وآليات مستدامة للحفاظ على شيوعه واستقراره وازدهاره. ولأن الميل إلى التدين برز كإحدى سمات طبائع الكثير من البشر، ولأن دولًا ومؤسسات سترعى صيغة معينة لهذا التدين، بما يوفر لها ما ترجوه من «وحدة مذهبية» لبلوغ «الأمن الروحى»، الذي سيضمن لها دوام التأثير والقدرة على تعبئة الجمهور لتحقيق الأهداف السياسية، فإن أنماط التدين ستتزايد وتزدهر، ومعها بالطبع ما يثيره ذلك من احتمالات الشقاق والعنف وكراهية الآخر.
وقد وصلنا الآن إلى فرض سيطرة فضائية على
مناطق في القمر والمريخ تابعة لهذه الدولة أو تلك من الدول التي تهبط مركباتها على
كواكب بعيدة في عمق الفضاء. لقد عشنا خلال الشهرين الأخيرين في دوامة الأخبار
الدموية المقبلة من موسكو وكييف ومدن وموانئ وأنفاق قطارات. ونحن نتساءل: هل ثمة
خرائط ستتغير بعد ألفي عام من وفاة الإدريسي والمسعودي؟! المصدر: الشرق الأوسط