وقال شاهين: إن جمهور الفقهاء اجتمعوا على أن العمرة سنة وأن النبي صلى الله عليه وسلم اصطفى عمرة رمضان عن أدائها في باقي شهور السنة، بالرغم من ثوابها الكبير في باقي العام لأنها تكفر الذنوب كما قال الرسول الكريم:«العمرة إلى العمرة كفارة لما بينها». وعن ظاهرة زيادة المعتمرين في العشر الأواخر من رمضان يوضح أنه لا فضل للعمرة في العشر الأواخر عن باقي أيام الشهر سوى أن العشر الأواخر بها ليلة القدر وختم القرآن بالحرم. ويشير د. مصطفى مراد - أستاذ العقيدة إلى أن للعمرة في شهر رمضان فضلا عظيما عن غيره من الأشهر ويستحب للمسلم أن يعتمر في رمضان فهو الأفضل، وقد دل الكتاب والسنة على فضيلة الحج والعمرة وعظم ثوابهما، ومن ذلك قوله تعالى «وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق * ليشهدوا منافع لهم.. {، وقال صلى الله عليه وسلم: «والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم». فللحج والعمرة فوائد كثيرة شملت مصالح المسلمين في الدين والدنيا، ومنها أن في الحج والعمرة إظهار التذلل له تعالى، وذلك لأن الحاج والمعتمر يترك أسباب الترف والتزين ويلبس الإحرام أو يظهر فقره لربه لذلك فهما أعظم ما ينعم الله به الإنسان من نعم الدنيا، وفيهما أيضا غفران للذنوب.
- الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين رحمة الله تعالى - ما صحة حديث : " عمرة في رمضان تعدل حجة معي ؟ "
- شرح وترجمة حديث: عمرة في رمضان تعدل حجة - أو حجة معي - موسوعة الأحاديث النبوية
- من أهم أسباب الهداية
الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ / محمد بن صالح بن عثيمين رحمة الله تعالى - ما صحة حديث : &Quot; عمرة في رمضان تعدل حجة معي ؟ &Quot;
وفي رواية عند أحمد والترمذي: (عمرة في رمضان تعدل حجة). دعا الله عباده إلى الاستباق في الخيرات، والمسارعة إلى القربات طلبًا لثوابه ومغفرته، فقال سبحانه: { { فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعًا}} (المائدة:48)، وقال جلّ وعلا: { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم} (آل عمران:133). ومن أعظم ميادين المنافسة والمسابقة إلى الخيرات قَصْدُ بيت الله الحرام لأداء العمرة ، لما في ذلك من الأجر العظيم، وتكفير الخطايا والسّيئات، قال صلّى الله عليه وسلّم: ( « العمرة إلى العمرة كفّارة لما بينهما ») [متفق عليه] ، وفي حديث آخر يقول عليه الصلاة والسلام: ( تابعوا بين الحج والعمرة, فإنهما ينفيان الفقر والذنوب, كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة) رواه أحمد وغيره. والعمرة في رمضان لها مزية ليست في غيره، فقد جاء الترغيب فيها، وبيان فضلها وثوابها، وأنها تعدل حجة في الأجر والثواب، ففي "الصحيحين" من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأم سنان الأنصارية حين لم يكتب لها الحج معه: ( فعمرة في رمضان تقضي حجة، أو حجة معي). وفي رواية عند أحمد و الترمذي: ( عمرة في رمضان تعدل حجة). وعلى هذا درج السلف الصالح فكان من هديهم الاعتمار في رمضان كما ثبت عن سعيد بن جبير و مجاهد "أنهما كانا يعتمران في شهر رمضان من الجعرانة"، وروي عن عبد الملك بن أبي سليمان أنه قال: "خرجت أنا وعطاء في رمضان، فأحرمنا من الجعرانة".
شرح وترجمة حديث: عمرة في رمضان تعدل حجة - أو حجة معي - موسوعة الأحاديث النبوية
فضائل ومزايا ويؤكد د. السايح أن العمرة في رمضان تدرك منزلة الحج في الأجر والثواب، فالمساواة المقصودة بين ثواب العمرة في رمضان وثواب الحج هي في قدر الأجر وليست في جنسه أو نوعه فالحج لا شك أفضل من العمرة من حيث العمل فمن اعتمر في رمضان تحصّل على أجر الحج غير أن عمل الحج فيه من الفضائل والمزايا والمكانة التي لا توجد في العمرة من دعاء بعرفة ورمي جمار وذبح وغيرها فمهما تساويا في قدر الثواب من حيث الكم فهما لا يتساويان في الكيف والنوع.
الوقفة التاسعة: من البدع في العمرة التمسح بالمقام أو بالكعبة، أو جدران الحرم أو أبوابه، ونحو ذلك، وهذا جهل قد يكون شركًا أو سببًا إلى الشرك، ولا يُستلم من الكعبة إلا الركن اليماني، ولا يُقبل منها إلا الحجر الأسود فقط، وقال بعض أهل العلم بلزوم الملتزم وهو ما بين الحجر والباب، وقد ورد في الحديث أن استلام الركن اليماني وتقبيل الحجر الأسود يَحُطان الخطايا حطًّا. الوقفة العاشرة: عليك بغضِّ البصر في تلك الأماكن، فأنت في شهر مبارك وفي مكان فاضل، وقد ترى ما لا يحل النظر إليه، فعليك بغضِّ بصرك، وستجد حلاوة ذلك إيمانًا في قلبك وثوابًا في ميزانك، وأما إن أطلقت بصرك، فأنت على خطر من الفتنة. الوقفة الحادية عشرة: لا تنسَ أنك في مكة، فأنت من ضيوف الرحمن، وأنك من وفد الله تبارك وتعالى، وقد ورد في الحديث: (الحُجاج والعُمار وفد الله دعاهم فأجابوا، وسألوه فأعطاهم)، فاستشعر هذا خلال عباداتك كلِّها. الوقفة الثانية عشرة: كن سمحًا هينًا في دخولك وخروجك وذهابك وإيابك، فإن الزحام تظهر فيه الأخلاق الحسنة والسيئة، فلا تؤذ أحدًا، ولا تُشمت بأحد، ولا تسب غيرك، بل إذا رأيت ذا عاهة خَلقية أو خُلقية، فقل: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضَّلني على كثير ممن خلق تفضيلٍا، ولا تُظهر الشماتة بأخيك، فيُعافيه الله ويبتليك، وكن إيجابيًّا في مثل هذه المواطن.
ومن أعظم الدلائل على ذلك أن الله سبحانه وتعالى قد بين أهمية الاتباع، وأثره في الوصول إلى الهدى وتجنب الضلال عندما خلق آدم وأنزله إلى الأرض، قبل أن يرسل أنبياءه ورسله،، فكان ذلك دليلاً حاسماً على ما للأتباع من أهمية ومكانة في الوصول إلى الهداية والنجاة. قال تعالى: "قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ" (البقرة: 38). من أسباب الهداية العلم الشرعي. قال تعالى: "قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُ مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى" (طه: 123). وقد ربط الله عز وجل بين طاعته واتباع نبيه صلى الله عليه وسلم وبين الهداية فجعل الطاعة والاتباع سبباً للهداية والرشاد. قال تعالى: "قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ" (النور: 54). فأخبر جل ثناءه أن الهداية إلى المنهج القويم المؤدي إلى الفوز والفلاح في طاعة الرسول لا في غيرها، فإنه متعلق بالشرط فينتفي بانتفائه، وليس عليه إلا البلاغ والبيان.
من أهم أسباب الهداية
وقال تعالى على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مبيناً أنه عليه الصلاة والسلام لا يتبع أهواء الكافرين، لأن في ذلك انحراف عن الصراط المستقيم وسبيل إلى الضلال: قال تعالى: "قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ" (الأنعام: 56)، أي: لا اتبعكم على ما تدعونني إليه لا في العبادة ولا في غيرها من الاعمال لأنها مؤسسة على الهوى، وليست على شيء من الحق والهدى، فإذا فعلت ذلك فقد تركت محجة الحق وسرت على غير هدى فصرت ضالاً مثلكم وخرجت من عداد المهتدين.
فعليكم بالدعاء، احرصوا عليه دائما، وعلى وجه الخصوص في أوقات الإجابة، أسأل الله أن يهدينا جميعا إلى صراطه المستقيم، وأن يثبتنا على دينه القويم، إنه جواد كريم. ثم صلوا وسلموا على سيد الأولين والآخرين وإمام المرسلين، فقد أمركم الله بذلك في كتابه المبين فقال جل وعلا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].