أحاديث نبوية عن الستر
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «كل أُمتي مُعَافًى إلا المُجاهرين، وإنَّ من المُجَاهرة أن يعملَ الرجلُ بالليل عملًا، ثم يُصْبِح وقد سَتره الله عليه، فيقول: يا فلان، عَمِلت البَارحة كذا وكذا، وقد بَات يَسْتُره ربه، ويُصبح يَكشف سِتْرَ الله عنه». حكم السترة ومقدارها. شرح وترجمة الحديث
عن أبي رافع -رضي الله عنه- مرفوعاً: «من غسَّل ميتاً فكتم عليه، غفر الله له أربعين مرة». (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم؛ فإنه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته. )
- التَّرغيب في السَّتْر في السُّنَّة النَّبويِّة - موسوعة الأخلاق - الدرر السنية
- حكم السترة ومقدارها
- ولا تقتلوا اولادكم خشية
التَّرغيب في السَّتْر في السُّنَّة النَّبويِّة - موسوعة الأخلاق - الدرر السنية
، ومن أجل الستر أيضًا نَهى الإسلامُ عن التجسس على الآخرين؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا} [الحجرات: 12]. ، وروى مسلم في صحيحه ( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي عَالَجْتُ امْرَأَةً فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ وَإِنِّي أَصَبْتُ مِنْهَا مَا دُونَ أَنْ أَمَسَّهَا فَأَنَا هَذَا فَاقْضِ فِيَّ مَا شِئْتَ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ لَقَدْ سَتَرَكَ اللَّهُ لَوْ سَتَرْتَ نَفْسَكَ – قَالَ – فَلَمْ يَرُدَّ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- شَيْئًا فَقَامَ الرَّجُلُ فَانْطَلَقَ فَأَتْبَعَهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلاً دَعَاهُ وَتَلاَ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةَ: (أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَى النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ هَذَا لَهُ خَاصَّةً قَالَ « بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً ». حديث الرسول عن الستر. أيها الموحدون
والستير من صفات الله تعالى ، وهو يستر ذنوب عباده الصالحين في الدنيا والآخرة ، فقد روى الشيخانِ أنه ( صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ: « إِنَّ اللَّهَ يُدْنِى الْمُؤْمِنَ فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ ، وَيَسْتُرُهُ فَيَقُولُ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا فَيَقُولُ نَعَمْ أَيْ رَبِّ.
حكم السترة ومقدارها
23 ديسمبر، 2021
استراحة, عمود القلم الأسود
166 زيارة
والسَّتْرُ يا صديقي قيمةٌ يتحصَّنُ بها الفقيرُ والغنيُّ كلاهُما، وهو حِلْيَةٌ يتجمل بها كلُّ صاحبِ شرفٍ وذي مروءة، لا يجهلُ فضْلَه إلا ناقصُ عقْلٍ ودينٍ. ومظهرُه عند الفقير أن لا يقْنط من رحمة الله.. وعند الغني أن لا يكون من إخوان الشياطين! أمّا الفقرُ فلا يختارُه إنسانٌ، بلَهْ أنْ يختارَه رسولٌ أو نبيٌّ، فما حمل الرسل والأنبياء إلا دعواتٍ اشتملت من بين ما اشتملت القضاء على الفقر، وتخليص الفقراء منه، والقضاء عليه، أو الحدِّ من آثاره على الأقل. ورسول الإسلام لم يخترْ الفقرَ في حياتِه، وإنما اختارَ القصْدَ والاعتدال والكفاف والعفاف، فقد أغناه الله بعد أن وجده عائلاً، وأنعم عليه بمال زوِجه خديجة رضي الله عنها، وبسخاء صحابته الأغنياء، وبالفيء والغنائم والأنفال. التَّرغيب في السَّتْر في السُّنَّة النَّبويِّة - موسوعة الأخلاق - الدرر السنية. ولطالما صلى الله عليه وسلم كان يتعوَّذُ بالله من الكفر والفقر، حتى كان أصحابُه يسألونه:
– يا رسول الله نراكَ تقرنُ الكفر بالفقر؛ أهما توْأمان؟ فكان يجيبُ: نعم هما توأمان. وكان صلى الله عليه وسلم يدعو ربَّه: اللهم أصلحْ لي دنيايَ التي فيها معاشي. أمّا ما كان يحذر منه صلوات الله عليه، فهو الطمعُ؛ وقد جعله في مرتبة الفقرِ؛ حيث وردَ في كتب السير والطبقات أنَّ سعد بن أبي وقاص ذهب إليه مرةً، وسأله أن يوصيه، فقال له الرسول: إياك والطمع فإنه فقْرٌ حاضرٌ.
[ ص: 209] قوله: ( باب الخروج) أي: السفر ( في طلب العلم) لم يذكر فيه شيئا مرفوعا صريحا ، وقد أخرج مسلم حديث أبي هريرة رفعه: من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ولم يخرجه المصنف لاختلاف فيه. قوله: ( ورحل جابر بن عبد الله) هو الأنصاري الصحابي المشهور ، وعبد الله بن أنيس بضم الهمزة مصغرا هو الجهني حليف الأنصار. قوله: ( في حديث واحد) هو حديث أخرجه المصنف في الأدب المفرد وأحمد وأبو يعلى في مسنديهما من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: بلغني عن رجل حديث سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاشتريت بعيرا ثم شددت رحلي فسرت إليه شهرا حتى قدمت الشام فإذا عبد الله بن أنيس ، فقلت للبواب: قل له جابر على الباب. فقال: ابن عبد الله ؟ قلت: نعم. فخرج فاعتنقني. حديث عن السرقة. فقلت: حديث بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فخشيت أن أموت قبل أن أسمعه. فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يحشر الله الناس يوم القيامة عراة فذكر الحديث. وله طريق أخرى أخرجها الطبراني في مسند الشاميين ، وتمام في فوائده من طريق الحجاج بن دينار عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: كان يبلغني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث في القصاص ، وكان صاحب الحديث بمصر فاشتريت بعيرا فسرت حتى وردت مصر فقصدت إلى باب الرجل.. فذكر نحوه.
وكان عامة أهل العلم بكلام العرب من أهل الكوفة وبعض البصريين منهم يرون أن الخطْء والخطأ بمعنى واحد، إلا أن بعضهم زعم أن الخطْء بكسر الخاء وسكون الطاء في القراءة أكثر، وأن الخِطْء بفتح الخاء والطاء في كلام الناس أفشى، وأنه لم يسمع الخطء بكسر الخاء وسكون الطاء، في شيء من كلامهم وأشعارهم، إلا في بيت أنشده لبعض الشعراء: الخِــطْءُ فاحِشَــةٌ والــبِرُّ نافِلَـةٌ كعَجْـوَةٍ غُرِسَـتْ فِـي الأرْضِ تُؤْتَبرُ (2) وقد ذكرت الفرق بين الخِطْء بكسر الخاء وسكون الطاء وفتحهما. وأولى القراءات في ذلك عندنا بالصواب، القراءة التي عليها قراء أهل العراق، وعامة أهل الحجاز، لإجماع الحجة من القراء عليها، وشذوذ ما عداها. وإن معنى ذلك كان إثما وخطيئة، لا خَطَأ من الفعل، لأنهم إنما كانوا يقتلونهم عمدا لا خطأ، وعلى عمدهم ذلك عاتبهم ربهم، وتقدم إليهم بالنهي عنه. وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل. ولا تقتلوا اولادكم خشية. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (خِطْأً كَبِيرًا) قال: أي خطيئة. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد ( إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا) قال: خطيئة.
ولا تقتلوا اولادكم خشية
حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله (خَشْيَة إِمْلاقٍ) يقول: الفقر. وأما قوله ( إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا) فإن القراء اختلفت في قراءته؛ فقرأته عامَّة قراء أهل المدينة والعراق ( إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا) بكسر الخاء من الخطإ وسكون الطاء، وإذا قرئ ذلك كذلك، كان له وجهان من التأويل: أحدهما أن يكون اسما من قول القائل: خَطِئت فأنا أَخْطَأ، بمعنى: أذنبت وأثمت. ويُحكى عن العرب: خَطِئتُ: إذا أذنبتَ عمدا، وأخطأت: إذا وقع منك الذنب خَطَأ على غير عمد منك له. والثاني: أن يكون بمعنى خَطَأ بفتح الخاء والطاء، ثم كسرت الخاء وسكنت الطاء، كما قيل: قِتْب وقتب وحِذَر، ونجِس ونَجَس. اعراب ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق. والخطء بالكسر اسم، والخطأ بفتح الخاء والطاء مصدر من قولهم: خَطِئ الرجل؛ وقد يكون اسما من قولهم: أخطأ. فأما المصدر منه فالإخطاء. وقد قيل: خطئ، بمعنى أخطأ، كما قال: الشاعر: يا لَهْفَ هِنْدٍ إِذْ خَطِئْنَ كاهِلا (1) بمعنى: أخطأن. وقرأ ذلك بعض قرّاء أهل المدينة: (إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خَطَأً) بفتح الخاء والطاء مقصورا على توجيهه إلى أنه اسم من قولهم: أخطأ فلان خطأ. وقرأه بعض قراء أهل مكة: (إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خَطَاءً) بفتح الخَاء والطاء، ومد الخَطَاء بنحو معنى من قرأه خطأ بفتح الخاء والطاء، غير أنه يخالفه في مدّ الحرف.
وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31) يقول تعالى ذكره: وَقَضَى رَبُّكَ يا محمد أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ، ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ) فموضع تقتلوا نصب عطفا على ألا تعبدوا. ويعني بقوله (خَشْيَةَ إمْلاقٍ) خوف إقتار وفقر، وقد بيَّنا ذلك بشواهده فيما مضى، وذكرنا الرواية فيه، وإنما قال جلّ ثناؤه ذلك للعرب، لأنهم كانوا يقتلون الإناث من أولادهم خوف العيلة على أنفسهم بالإنفاق عليهن. كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ): أي خشية الفاقة، وقد كان أهل الجاهلية يقتلون أولادهم خشية الفاقة، فوعظهم الله في ذلك، وأخبرهم أن رزقهم ورزق أولادهم على الله، فقال ( نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا). ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق. حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة (خَشْيَةَ إمْلاقٍ) قال: كانوا يقتلون البنات. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال مجاهد ( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ) قال: الفاقة والفقر.