وهذا الحديث توجيه حكيم لكل من أنعم الله عليه بحفظ هذا القرآن العظيم. فمن أراد الله به خيراً ثبت القرآن في قلبه وأذاقه حلاوته وعلمه تأويله، ورزقه حسن التدبر في معانيه ومراميه، فأغناه حفظه وتلاوته عن الاشتغال بما سواه مما تطرب به النفوس وتستريح. يقول الله – عز وجل -: { أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (سورة الزمر: 22- 23). القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحشر - الآية 21. وليس هناك ذكر أعظم من تلاوة القرآن، تنشرح به الصدور، وتستنير به البصائر، فهو أحسن الحديث على الإطلاق؛ لأنه يملك على المرء نفسه وحسه ويتسلل نوره إلى أعماق القلوب وشغافها، فلا تستجيب بعد تذوق حلاوته إلى حديث سواه. تشابهت آياته في فصاحتها وبلاغتها، وحلاوتها وطلاوتها، فكان أوله كآخره في الجلال والجمال والكمال، تقشعر منه الجلود الميتة فتحيا وتنتفخ حتى تعود إلى ما كانت عليه وقد سلمت مما كان يعتريها من لين يعطل وظائفها.
- ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم
- ان هذا القران يهدي
- ان هذا القرآن
- القراءة والإسلام - دار الهدى للثقافة والإعلام
- نعمة الغيث والقوت - ملتقى الخطباء
- الإنسان – الموقع الرسمي للأستاذ أحمد الريسوني
ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم
وإنما قلنا: ما أجمع عليه العلماء؛ لما وقع من الخلاف في بعض الحروف، هل هي من القرآن أم لا؟ وذلك تبعاً لاختلاف أهل القراءات، فلذلك من كفر بحرف أجمع العلماء على أنه من القرآن فقد كفر به كله. قال رحمه الله: (واتفق المسلمون على عد سور القرآن، وآياته، وكلماته وحروفه)، فأهل الإسلام اعتنوا بهذا القرآن عناية فائقة في ضبطه والإحاطة به، ومعرفته، وهذا من نعمة الله عز وجل على هذه الأمة: فإنه سبحانه وتعالى لم يكل حفظ القرآن إلى فئة من الناس، بل إن الأمة تلقت هذا القرآن جيلاً بعد جيل ينقله السلف عن الخلف بكلمات ثابتة واضحة.. السديس : ختم القران هذا العام سيكون في صلاة القيام بالمسجد الحرام. تلقته الأمة قرناً بعد قرن، ولم يجر فيه أي تغيير، فاذهب حيث شئت من أرض ِأو في سماء تجد أن الأمة متفقة على هذا القرآن ليس بينهم اختلاف فيه، نعم. قد يختلفون في طريقة أداء القرآن من حيث القراءة، لكنهم لا يختلفون على حروفه وكلماته وآياته، فهي محفوظة بحفظ الله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9]. يقول: (ولا خلاف بين المسلمين في أن من جحد من القرآن سورة أو آية أو كلمة أو حرفاً متفقاً عليه أنه كافر؛ لأنه آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض، وفي هذا حجة قاطعة على أنه حروف).
إذا نظرنا إلى المصدر حكمنا عليه بالبشرية، وإذا نظرنا إلى الأثر امتنع الحكم عليه بالبشرية، فكانت صورة الوضع في هذا التخيل أنه بشر غير بشر في وقت واحد، وهو تناقض صريح ترفضه بداهات العقول. وقد أوضح القرآن بطلان هذه الشُّبهة بطريق آخر فقال: ﴿ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ﴾ [الحاقة: 44 - 47].
ان هذا القران يهدي
أجمع سلف الأمة رضوان الله عليهم على أن القرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى، وليس شعراً، ولا نثراً من كلام بني البشر، وإلا لأتى بمثله العرب، وقد تحداهم أن يأتوا ولو بسورة مثله؛ إذ هو معجز في معانيه وألفاظه. ثم إن القرآن كلام الله بحرف وصوت لفظه ومعناه من الله عز وجل. دحض شبه الطاعنين في القرآن
القرآن كلمات وحروف وألفاظ من الله
إقسام الله على أن القرآن كلامه
القرآن كلام الله لفظه ومعناه
قال رحمه الله تعالى: (وقال تعالى: كهيعص [مريم:1] حم * عسق [الشورى:1-2] وافتتح تسعاً وعشرين سورة بالحروف المقطعة).
السؤال:
على بركة الله نبدأ هذا اللقاء بسؤال لأحد الإخوة المستمعين يقول: ما مدى صحة هذا الحديث -سماحة الشيخ- عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "بينما نحن جلوس عند رسول الله ﷺ إذ جاءه علي بن أبي طالب فقال: بأبي أنت وأمي تفلت هذا القرآن من صدري" ما صحة هذا الحديث سماحة الشيخ؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه. هذا الحديث ذكره ابن كثير في فضائل القرآن، وهو حديث غريب جدًا، قد ضعفه جماعة، والأقرب أنه ضعيف، والمؤمن في مثل هذه المسائل يسأل ربه التوفيق والإعانة في حفظ القرآن، ويجتهد في الإكثار من تلاوته، وفي الأوقات المناسبة حتى يحفظه؛ لأن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: تعاهدوا هذا القرآن؛ فإنه لأشد تفصيًا من الإبل في عقلها فالسنة له أن يتعاهده بكثرة القراءة. ان هذا القرآن. أما تعيين صلاة معينة من أجل ذلك فليس فيه حديث صحيح، ولكن المؤمن يتحرى الأوقات المناسبة، ويجتهد في تلاوة القرآن، والإكثار من تلاوته، وتعاهده حتى يحفظه، هذا هو السنة. نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا.
ان هذا القرآن
إذ كان خاصة الوحي عندهم أنه وعي لحقيقةٍ في نفْس إنسان يحسُّ صاحبها أنها آتية من لدن غيره. ثم استغلوا اكتشاف " فرويد " عن وجود العقل الباطن - وإن لم يسلَمْ هذا الاكتشاف من توجيه الاعتراضات عليه - فزعموا في تعريف الوحي بأنه طائفة من الأفكار الدينيَّة تَختمر في العقل الباطن عند المُستعدِّين لذلك، ثم ترتد إلى وعيهم مرة أخرى على جناح التخيُّل المُسلط بأنها هابطةٌ عليهم من قِبَل الله. وقد راج هذا القول رواجًا كثيرًا في دوائر المُستشرِقين، وأصحاب الفلسفة المادية على الإطلاق، ووصلت عدواه إلى كثير من المثقفين ثقافة ناقصة عِندنا، فخُدعوا فيه وناقشوا به، وسكت عن الرد عليهم علماءُ العصر، فلم أرَ من بينهم مَن وضَعَ ردًّا حاسمًا على هذه الشبهة الغليظة، ما عدا المغفور له الشيخ رشيد رضا ( في كتابه القيم: الوحي المحمدي)؛ فقد طوَّف حول الهدف وبذل ما استطاع - رحمه الله. ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم. ونحن قائلون بإذن الله تعالى في إسقاط هذه الشبهة قولاً فصلاً. وأول ذلك أن نسألَ أصحاب هذا الرأي: هل الأفكار التي تثبت العقل الباطن لدى مدَّعي النبوة لتختمر هناك وتتفاعل فيه، أفكار بشرية أم هي أفكار إلهية؟
ومن المستحيل أن يزعموا أنها أفكار إلهية، فتعيَّن عليهم أن يقولوا: إنها أفكار بشَرية لا محالة.
ثم تلين هذه الجلود إذا اضطربت حتى تعود لوضعها المناسب، وتلين القلوب مع لين الجلود؛ لأن القلوب السليمة إنما تكون في الأجساد السليمة. إن القرآن دواء لكل داء، فهو شفاء لما في الصدور، تستريح به القلوب والجلود المضطربة، وتحيا به القلوب والجلود الميتة، فأي حديث أعظم من هذا الحديث! وأي كتاب سماوي يدانيه في فضيلة من فضائله!!. إنه لا موازنة ولا مفاضلة ولا معادلة بين كلام الله وكلام البشر، بل لا موازنة ولا مفاضلة ولا معادلة بين هذا الكتاب والكتب السماوية كلها، فهو المعجزة العقلية الباهرة الخالدة إلى أبد الأبد، وإنه لنعيم لأهل الجنة في الجنة، كما كان نعيمهم في الدنيا، فمن داوم على تلاوته بالترتيل مع التدبر فهو في جنة دنيوية لا يعرف حقيقتها إلا من ماثله في التلاوة والتدبر. وهذا الحديث موافق لقوله تعالى: { إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} (سورة المزمل: 5). فهو ثقيل في معانيه ومراميه، بمعنى أنه عظيم الوقع على القلوب المؤمنة، تستقبله حين تستقبله وهي وجلة منه، مجلة له، يملكها ولا تملكه، ويحيط بها ولا تحيط به. وهذا الحديث موافق – أيضاً – لقوله تعالى: { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} (سورة القمر: 17) إذ يفهم من هذه الآية أن الله – عز وجل – يسر القرآن لمن أراد تلاوته وأقبل عليه بقلبه.
نشر فى:
الجمعة 21 فبراير 2014 - 5:00 ص
| آخر تحديث:
جمال قطب«النظر» ليس عمل العين فقط، بل النظر هو إشغال القلب والفكر مع العين. فإذا قال القرآن ((فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ)) عبس (24) أى يجب على الإنسان العاقل أن يتفكر فى طعامه من أكثر من ناحية. (1)
أول ما يتفكر فيه من شئون الطعام: هل تستطيع أن تستغنى عنه؟
ومادمت لا تستغنى عنه، فهل دربت نفسك أن تتمكن دائما من الحصول على الطعام؟ هل تستطيع أن تزرعه؟ هل تستطيع أن تساعد الزارع؟ هل تستطيع أن تحرس الزرع حتى ينضج؟ هل وهل وهل؟! وإذا لم يزرعه غيرك فمن أين تأكل؟ فكر جيدا حتى لا تتعرض للجوع. نعمة الغيث والقوت - ملتقى الخطباء. وإذا قرر غيرك ــ والحمد لله ــ أن يتولى مسئولية الزرع، فهل تستطيع أن تنقله من مكان زرعه إلى مكان وجودك؟ وإذا حمله غيرك، فهل تستطيع أن تحافظ عليه سليما حتى ساعة استخدامك له؟ وإذا حافظ عليه غيرك، فهل تستطيع أن تقسمه بينك وبين الناس، وأن تعطى كل مخلوق مثلما أخذت لنفسك؟.. هذه بعض الأسئلة التى يجب التفكر بها بشأن زراعة الطعام فقط، أما صناعته وتجهيزه وإعداده فتلك شئون تحتاج إلى تفكير أعمق وأبعد مدى.
القراءة والإسلام - دار الهدى للثقافة والإعلام
صحيح أنه قد يبيع الطعام بأقل من ثمنه لنفس الغرض، لكن ذلك يردنا للنقطة الأولى، وهي أن النقود أيسر تبديدا من المنتجات العينية. 10. قرأت كلاما فيه تقليل من الأهمية الاقتصادية للإطعام، وهو افتئات على الفقير، وإنزال للمسكين منزلة ذوي البطون المتخمة، ومن عضه الجوع وأضناه الفقر يدرك نعمة الإطعام، ولعل هذا مؤشر يصلح لتصنيف الفقراء المستحقين للصدقة، إذ أن الخطأ في التوزيع واختلال آلياته والتفريط في فرز المستحقين قلل من العائد الاقتصادي لهذه الشعيرة العظيمة. وأخيرا، خذها قاعدة أيها الموفق!.. الإنسان – الموقع الرسمي للأستاذ أحمد الريسوني. إياك أن تستسهل علم أو عمل سلف هذه الأمة من أهل القرون الخيرين، أو تظن أن المعاصر مهما بلغ في العلم والفهم مؤهل للتقديم بين يدي السلف، أو قادر على الحسم في مسائل الخلاف العالي، وحين ترى القوم كفوا عن التعليل والجدل واستقر عندهم العمل، فاعمل بوصية الإمام العادل عمر بن عبد العزيز: "قف حيث وقف القوم، وقل كما قالوا واسكت كما سكتوا فإنهم عن علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا، وهم على كشفها كانوا أقوى، وبالفضل لو كان فيها أحرى.. ولقد قصر عنهم قوم فجفوا، وطمح آخرون عنهم فغلوا، وإنهم فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم". وما أحسن ما قال المطلبي الشافعي رحمه الله في الرسالة: "هم فوقنا في كل علم وعقل ودين وفضل، وكل سبب ينال به علم أو يدرك به هدى، ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا"، ومن جميل كلام تقي الدين أحمد بن تيمية: "ومن ظن أن الخلف أعلم بالحق وأدلته، أو المناظرة فيه من السلف، فهو بمنزلة من زعم أنهم أقوم بالعلم والجهاد وفتح البلاد منهم، وكلا الظنين طريق من لم يعرف حقيقة الدين ولا حال السلف السابقين".
نعمة الغيث والقوت - ملتقى الخطباء
آخر تحديث: يناير 5, 2022
ما هي أهمية علم فسيولوجيا النبات
ما هي أهمية علم فسيولوجيا النبات يعرف علم فسيولوجيا النبات بأنه العلم الذي يدرس وظائف الأعضاء في النبات، مما يضع أمام أعيننا حقائق مثيرة لقدرة الله في خلقه للنبات وعلاقته بالبيئة المحيطة به. ويتميز هذا العلم بجانبه التطبيقي على أرض الواقع، حيث لن يكون له فائدة لو لم يتمكن الإنسان من الاستفادة من نتائجه في حياته حيث يمثل النبات الأهمية القصوى في حياة الإنسان وعليه لا يعتمد غذائه فقط ولكن حياته أيضاً. مقالات قد تعجبك:
وقد ذكر البنات لأهميته في القرآن الكريم في عدة آيات منها
(وَالتِّينِ والزَّيْتُونِ) كقسم بهما لأهميتها. (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ) حيث أشار إلى الكلمة الطيبة بتشبيه النبات والشجر بها. (إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَىَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) كضورة من اخراج الحي من الميت والميت من الحي. القراءة والإسلام - دار الهدى للثقافة والإعلام. (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) دليل على المحبة والود بين الناس.
الإنسان – الموقع الرسمي للأستاذ أحمد الريسوني
ليس جديد قولنا بان أول ما أمر الله سبحانه وتعالى به نبيه الكريم محمد، صلى الله عليه واله، هو القراءة اذ قال له في أول سورة العلق: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} ، كما أنه ليس من الجديد بيان أهمية هذه الدعوة أو هذا الأمر، إلا ان المهم في هذا المقام هو لماذا جعل الله ـ سبحانه وتعالى ـ القراءة في أول دعوته للنبي محمد، صلى الله عليه واله، وأن بيان ذلك لا يأتي ولا يمكن الوصول اليه ما لم نعرف قيمة القراءة ومردودها الفعلي على الإنسان. ومخطأ من يعتقد بان هذه الدعوة هي دعوة يكون فيها الفرد مخيراً بالاستجابة ولا يترتب على تركها ضررا على مستوى الأبعاد التي تشكل بناء شخصية الإنسان، فالمعروف عند الجميع ان كل ما موجود حولنا له مضمون يمثل المعنى وله شكل يعكس ذلك المضمون، ولا نريد ان نسهبَ في اختيار الأمثلة المختلفة مادية كانت أو غير مادية في توضيح ذلك بقدر ما يهمنا من ذلك هو الإنسان نفسه. مخطأ من يعتقد بان هذه الدعوة هي دعوة يكون فيها الفرد مخيراً بالاستجابة ولا يترتب على تركها ضررا على مستوى الأبعاد التي تشكل بناء شخصية الإنسان
فهو احد الموجودات التي ينطبق عليها لغة الشكل والمضمون وأمثلة ذلك كثيرة على سبيل الحصر والإيجاز نجد من البشر ما يتميز به من شكل جميل إلا أنه في الوقت نفسه ذا خلق قبيح والعكس أيضا صحيح، وهذا معناه ان مضمون الشخصية يؤثر أو يشكل الحكم على صورة الشخصية ذاتها، فكلما كان اهتمامنا جيدا ومتوازن بين الشكل والمضمون كلما كنا أكثر اتزانا واستقرارا.
ولا يستشير صاحباً إلا أن يرجو منه النصيحة. الإحسان إلى أهل الأذى: قال بعضهم: دخلتُ الباديةَ فإذا عجوز بين يديها شاة مقتولة, وجرو ذئب مُقع, فنظرت إليها فقالت: أتدري ما هذا ؟ قلت: لا. قلت: حرو ذئب أخذناه, وأدخلناه بيتاً, فلما كبر قتل شاتنا, وقد قلت في ذلك شعراً, قلت لها: ما هو, فقالت: بقرت شُويهتي وفجعتَ قلبي وأنت لشاتنا ولد ربيـــــــــــــــبُ غذيت بدَرّها وربيت فينــــــــــا فمن أنباك أن أباكَ ذيـــــــــبُ إذا كان الطباعُ طباعَ ســـــــوء فليس بنافع فيها الأديــــــبُ الجندي المجهول: يحكي أن سائحاً انجليزياً رأى صينياً يضع صحناً من الأرز المطبوخ فوق قبر, فقال له متهكماً: متى تظن أن فقيدك يقوم فيأكل هذا الأرز ؟ فأجابه الصيني بقوله: يكون ذلك متى جاء فقيدكم يستنشق روائح الأزهار التي تضعونه على قبره. من: من كثر رضاه عن نفسه كثر الساخطون عليه. من مشي مع ظالم فقد أجرم من مدح رجلاً بما ليس فيه فقد بالغ في ذمه. من جهل شيئاً عاده. من اليقظة إظهار الغفلة مع شدة الحذر. من ساء نظره لنفسه قل نصحه لغيره. من عرف نفسه لم يغتر بثناء الناس عليه. من أيقن بالخلف جاد بالعطية. من استشار الرجال شاركها في عقولها.