ألم يأنِ لهم أن يَنْعَتِقُوا مِن توجُّه السياسيين الدنيوي البحْت ومعهم أسطول مِن "المثقفين"، الذين لا يَرِدُ على ألسنتهم ولا أقلامِهم أيُّ ذِكرٍ للآخرة؛ بل يَسخَرُون مِن ذلك كلَّ السخرية؟! أليس غريبًا أن يبكي الناسُ لفوز فريق لكرة القدم أو إخفاقه، ولتسجيل هدفٍ وكأنه إنجاز مثل جبال تهامة، ثم تجفَّ أعينُهم ولو شيَّعوا الجنائز، ودَفنوا الموتى، وسمعوا المواعظ، ومرَّتْ بهم آياتُ الوعد والوعيد، ودلائل القدرة، وأخبار المبدأ والمعاد، وأنباء ما يحدث للمسلمين مِن تقتيلٍ واستضعاف في أكثر مِن مكان؟! وما خبر غزة والمسجد الأقصى ببعيد، ما بالنا؟! هل أمِنَّا مكرَ الله - عز وجل، ﴿ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24]؟! ذلك هو بيت القصيد ، لو خشعتِ القلوبُ، لانهمرَت العيونُ بالعبَرات؛ بكاءً على النفس الأمارة بالسوء، وخوفًا من الجليل، وطمعًا في جَنَّةٍ لا يدخلها؛ ﴿ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 89]. عين بكت من خشية الله – مجموعة الدروس العلمية. ومشكلة القلب والعين مشكلةُ تربية، وقد قال بعض الصالحين: " عوِّدوا أعينَكم البكاءَ، وقلوبَكم الخشيةَ ". وما أجملَ وأصْدقَ ما قاله شاعرُ الإسلام الأكبر الدكتور محمد إقبال - رحمه الله -: المدرسة الحديثة لا تعلِّم القلبَ الخشوعَ، ولا العينَ الدموعَ.
- عين بكت من خشية الله – مجموعة الدروس العلمية
- وعين بكت من خشية الله - طريق الإسلام
- إدارة العملية التدريبية
عين بكت من خشية الله – مجموعة الدروس العلمية
يخلو المؤمن بنفسه في محرابه، أو اعتكافه، أو زاويته المنفردة، ويذكر مصيره: أليس أمامه قبرٌ سيُؤويه؟! فما الله فاعلٌ به مع الضيق والظلمة، والوحدة والضمَّة، التي لو نجا منها أحدٌ، لنجا منها سعد بن معاذ؟ أتُفتَح له نافذةٌ على مقعده مِن الجنة أم مِن النار؟ ثم أليس بَعد القبر نشورٌ ووقوف بين يدي الجبار - جل جلاله؟ هذا العبد ترتعش فرائصه لو قام بين قاضٍ، أو مدير عام، أو وزير، فكيف بذلك القيام الأخروي؛ حيث يُنشَر الديوان، ويوضع الميزان، وتتكلم أعضاء الجسم، وليس في الموقف مُحَامٍ ولا شفيعٌ، ولا عُمْلة سوى الحسنات والسيئات؟! • ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281]. • ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ﴾ [البقرة: 254]. وعين بكت من خشية الله - طريق الإسلام. فكيف لا يبكي مَن هذا حالُه؟! أم كيف يستمرئ ما عليه دنيانا مَن تغافَلَ عن الآخرة، وانخرط في حياة الشهوات والغرائز، واللعب واللهو؟! ألم يأنِ للمؤمنين أن يتحرَّرُوا مِن سطوة الإعلام، الذي حوَّل الوجود إلى ساحةٍ للغناء والرقص، والضحك والقمار والتفاهات؟!
وعين بكت من خشية الله - طريق الإسلام
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- مرفوعاً: «عَيْنَانِ لاَ تَمسُّهُمَا النَّار: عَيْنٌ بَكَتْ من خَشْيَة الله، وعَيْنٌ بَاتَت تَحْرُسُ في سَبِيل الله». [ صحيح. ] - [رواه الترمذي. عين بكت من خشية ه. ] الشرح
معنى الحديث: أن النَّار لا تَمَسُّ عينًا بَكَتْ خوفاً من الله تعالى، فعندما يتذكر الإنسان عظمة الله وقدرته على عباده ويتذكر حاله وتقصيره في حق الله تعالى؛ فيبكي رجاء رحمته وخوفاً من عِقَابه وسَخَطه، فهذا موعود بالنجاة من النار. وعين أخرى لا تمسها النار، وهي: من بَاتت تَحرس في سبيل الله تعالى في الثغور ومواضع الاقتتال حفاظاً على أرواح المسلمين. وقوله: "لا تمسهما النار" هذا من إطلاق لفظ الجزء وإرادة الكل، والمراد: أن من بَكَى من خَشية الله تعالى ومن بات يَحرس في سبيل الله، فإن الله تعالى يُحَرِّم جَسَدَهما على النَّار. الترجمة:
الإنجليزية
الفرنسية
الإسبانية
التركية
الأوردية
الإندونيسية
البوسنية
الروسية
البنغالية
الصينية
الفارسية
تجالوج
الهندية
السنهالية
الأيغورية
الكردية
الهوسا
البرتغالية
السواحيلية
عرض الترجمات
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 1/11/2009 ميلادي - 14/11/1430 هجري
الزيارات: 35358
طغتِ المادةُ، وتبرَّجتِ الدنيا، وانتشرتِ الشهواتُ، وقستِ القلوبُ، وأصبح الطرْفُ الدامع أعزَّ من بيض الأَنْوُق، وأندرَ من الكبريت الأحمر، يحدث هذا والمسلمون يقرؤون القرآن، وفيه: ﴿ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [التوبة: 82]. ﴿ أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ * وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ ﴾ [النجم: 59 - 61]. ﴿ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ﴾ [مريم: 58]. نعم، يسجدون عند هذه الآية؛ أي: يؤدُّون الحركة البدنية؛ لكن الحسَن البصري يقول لهم: " هذا السجود، فأين البكاء؟! ". كان هذا في عصر التابعين، فكيف لو عاش حتى رأى هذا الانغماسَ الكامل في شؤون الدنيا، وكأنَّ الناسَ في دار الخلود، ليس أمامهم موت ولا قبور، ولا قيامة ولا نشور؟! ﴿ قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ﴾ [عبس: 17]. يحدث هذا والمسلمون يقرؤون سُنَّة نبيِّهم - عليه الصلاة والسلام - وفيها: ((عينان لا تمسُّهما النار: عينٌ بكتْ مِن خشية الله، وعين باتتْ ساهرة في سبيل الله))؛ رواه الترمذي.
أنت هنا الرئيسية
خدمات عمادة التعاملات الإلكترونية والإتصالات
11. 108
تواصل
تتبع لنظام: تواصل
الجهات المستفيدة: طالب مستجد, طالب مستمر, طالب خريج, عضو هيئة التدريس, موظف الجهة المشغلة
رمز الخدمة: ETC-es123108
زيارة موقع الخدمة
دليل الخدمة
فيديو تعريفي
12. 106
خدمة الخلاصات المرئية (شاشة)
تتبع لنظام: خدمات الاعلام الجديد
الجهات المستفيدة: طالب مستجد, طالب مستمر, طالب خريج, عضو هيئة التدريس, موظف, زائر الجهة المشغلة
رمز الخدمة: ETC-es123106
13. عمادة التعاملات الالكترونية جامعة الملك سعود. 105
خدمة تحويل الصوت إلى نص (شاشة)
رمز الخدمة: ETC-es123105
14. 101
الجولة الافتراضية
رمز الخدمة: ETC-es123101
15. 100
مواقع أعضاء هيئة التدريس
تتبع لنظام: مواقع أعضاء هيئة التدريس
الجهات المستفيدة: عضو هيئة التدريس الجهة المشغلة
رمز الخدمة: ETC-es114100
16. 98
المشاريع البحثية
تتبع لنظام: أنظمة البحوث
رمز الخدمة: ETC-es11498
17.
إدارة العملية التدريبية
أنت هنا الرئيسية بيانات الإتصال
لمزيد من المعلومات أو الإرشادات حول كيفية استخدام الدليل الإرشادي للهوية المطورة للجامعة، يرجى الاتصال بــ:
وحدة إدارة الهوية
البريد الإلكتروني:
الهاتف: 0118052435
0118051190
تعتبر كلية العلوم من أقدم كليات جامعة الملك سعود، فقد أنشئت في شهر صفر من عام 1378 هـ (1958م) وكانت الكلية الثانية بعد كلية الآداب في منظومة كليات جامعة الملك سعود. وهي أول كلية علمية في شبه الجزيرة العربية، وقد بدأت الكلية بأقسام...
إذا كان لديك بحث منشور أو مقبول للنشر أو جاري العمل عليه للأعوام: 2018 - 2020 تدعوك كلية العلوم بالمدينة الجامعية للطالبات للمسارعة بالتسجيل في المؤتمر البحثي لطلاب وطالبات الدراسات العليا... Previous
التالي