التوبة من الغيبة تقتضي الكف عن الغيبة، والندم عليها، والعزم على عدم العود إليها، واستسماح من تمت غيبته، فإذا لم يوجد فليكثر من اغتاب من الاستغفار والدعاء. يقول فضيلة الدكتور عجيل النشمي أستاذ الشريعة بجامعة الكويت:
الغيبة أن يذكر إنسان بما يكره أن يذكر عنه من العيوب مع وجود هذه العيوب فيه، فإن ذُكر بعيوب ليست فيه فهذا من البهتان، وهو أشد من الغيبة، لأنه غيبة وبهت. والواجب في هذه الحال هو التوبة النصوح وتكون التوبة صحيحة إذا تم الإقلاع عن الغيبة وشعر بالندم، وعزم بإصرار على عدم تكرار هذه الغيبة، لا في من اغتابه ولا في غيره. التوبة من الغيبة والنميمة - إسلام ويب - مركز الفتوى. كما يجب عليه أن يذهب إلى من اغتابه ويخبره أنه أساء في حقه، وتكلم عنه بما لا يليق ويريد السماح منه، ويستحب لمن وقعت عليه الغيبة أن يسامح ليخلص من اغتابه من الإثم والمعصية، ويفوز هو بالثواب، ولا تتم التوبة ورفع إثم الغيبة إلا بعفو صاحب الغيبة عنها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من كانت له مظلمة لأخيه من عرضة أو شيء فيتحلل منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحُمل عليه" (البخاري). إلا إذا كان الضرر وطلب العفو ممن تمت غيبته أشد فيمكن ذكره بنفس المكان الذي كان فيه الغيبة بكلام حسن واستغفار الله سبحانه وتعالى والتوبة إلى الله.
- التوبة من الغيبة - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام
- دعاء حفظ اللسان من الغيبة والنميمة - موضوع
- التوبة من الغيبة والنميمة - إسلام ويب - مركز الفتوى
- الدرر السنية
التوبة من الغيبة - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام
تكون التوبة من الغِيبة بالاستغفار والندم، والاستحلال من الذي اغتيب. قال الغزالي: (اعلم أن الواجب على المغتاب أن يندم ويتوب ويتأسف على ما فعله ليخرج به من حق الله سبحانه، ثم يستحل المغتاب ليحله فيخرج من مظلمته) [6679] ((إحياء علوم الدين)) (3/154). وقال ابن القيم: (والصَّحيح أنَّه لا يحتاج إلى إعلامه بل يكفيه الاستغفار، وذكره بمحاسن ما فيه في المواطن التي اغتابه فيها، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره. والذين قالوا: لا بد من إعلامه، جعلوا الغِيبة كالحقوق المالية، والفرق بينهما ظاهر؛ فإنَّ الحقوق المالية ينتفع المظلوم بعود نظير مظلمته إليه، فإن شاء أخذها، وإن شاء تصدَّق بها، وأما في الغِيبة فلا يمكن ذلك ولا يحصل له بإعلامه إلا عكس مقصود الشارع... دعاء التوبة من الغيبة والنميمة. فإنَّه يوغر صدره، ويؤذيه، إذا سمع ما رمي به، ولعله يهيج عداوته ولا يصفو له أبدًا، وما كان هذا سبيله، فإن الشارع الحكيم... لا يبيحه ولا يجوزه فضلًا عن أن يوجبه، ويأمر به ومدار الشريعة على تعطيل المفاسد وتقليلها، لا على تحصيلها وتكميلها) [6680] ((الوابل الصيب)) (219). انظر أيضا:
معنى الغِيبة لغةً واصطلاحًا. الفرق بين الغِيبة وبعض الصِّفات. ذم الغِيبة والنهي عنها.
دعاء حفظ اللسان من الغيبة والنميمة - موضوع
قال القاضي: فلم يجز ذلك. وقال ابن عبد البر في كتاب ( بهجة المجالس): قال حذيفة رضي الله عنه: كفارة من اغتبته أن تستغفر له. وقال عبد الله بن المبارك لسفيان بين عيينة: التوبة من الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته ، فقال سفيان: بل تستغفر مما قلت فيه ، فقال ابن المبارك: لا تؤذوه مرتين. التوبة من الغيبة - خالد عبد المنعم الرفاعي - طريق الإسلام. ومثل قول ابن المبارك اختاره الشيخ تقي الدين بن الصلاح الشافعي في ( فتاويه). وقال الشيخ تقي الدين بعد أن ذكر الروايتين في المسألة المذكورة قال: فكل مظلمة في العِرض من اغتياب صادق ، وبهت كاذب فهو في معنى القذف ، إذ القذف قد يكون صادقاً فيكون في المغيب غيبة ، وقد يكون كذباً فيكون بهتاً. واختار أصحابنا أنه لا يعلمه بل يدعو له دعاء يكون إحساناً إليه في مقابل مظلمته كما روي في الأثر.. انتهى
ولا يخفى قوة ما اختاره الشيخ تقي الدين رحمه الله لما في إعلامه من إيذائه مرتين ، ومن خوف حدوث خصام أو نفرة أو تقاطع أو تهاجر بينهما. أهـ وعلى هذا فالراجح هو الإكثار من الاستغفار تكفيراً عن الغيبة ، فعن أبي عبد اللّه قال: «سُئل النبي صلى اللّه عليه وآله ما كفارة الاغتياب؟ قال: تستغفر اللّه لمن اغتبته كلّما ذكرته».
التوبة من الغيبة والنميمة - إسلام ويب - مركز الفتوى
طرق حفظ اللسان
إن اللسان والكلام نعمتان عظيمتان قد حباها الله لنا فبهما نؤدي العبادات القولية المتنوعة لهذا يجب المحافظة عليهما وعدم تعريضهما لأفعال المعصية، ففي حديث معاذ رضي الله عنه الطويل، وفيه: «فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ فَقَالَ: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟! قَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟ »، ولهذا فنستطيع أن نحافظ على لساننا بطرق حفظ اللسان التالية:
المحافظة على اللسان بالكلم الطيب فهو له درجات عند الله سبحانه وتعالى، ويجب أن يرافقه عمل الخير، فالكلام من غير عمل لا يفيد شيئاً. تذكر الثواب الذي سيجزى به الإنسان عندما يحفظ لسانه. الدعاء والاستعانة بالله سبحانه وتعالى. الحفاظ على اللسان بذكر الله الدائم فقد علمنا الرسول عليه الصلاة والسلام كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان وهي سبحان الله، وبحمده سبحان الله العظيم. دعاء حفظ اللسان من الغيبة والنميمة - موضوع. تجنب المجالس التي يدور فيها الكلام السيء والغيبة والنميمة، والإكثار من حضور مجالس العلماء والصالحين.
وأما دعاء كفارة المجلس فلا يكفي لأن يتوب الإنسان المسلم من الغيبة والنميمة، بل عليه أن يذب عن عرض أخيه عندما يحضر مجلس فيه غيبة أو نميمة، فإذا لم يستطع أن يقوم بذلك فعليه أن يترك المجلس، فإن شعر بالخوف ولم يقم بترك المجلس ولم يذب فيجب عليه أن يتوب من ذلك، ولا يلزمه أن يتحلل من الشخص المغتاب، لأنه لم يغتاب هو ولم يقع في الغيبة. [1]
وإن دعاء كفارة المجلس نجده في الحديث الشريف، روى أبو هريرة رضي الله عنه دعاء كفارة الغيبة والنميمة، قال: قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «مَنْ جَلَسَ في مَجْلس فَكثُرَ فيهِ لَغطُهُ فقال قَبْلَ أنْ يَقُومَ منْ مجلْسه ذلك: سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك: إلا غُفِرَ لَهُ ماَ كان َ في مجلسه ذلكَ» رواه الترمذي، وهناك أدعية أخرى ولكن ليست من المأثور فهي اجتهاد من بعض العلماء وهي كالتالي:
اللهم تب علينا واقبض ألسنتنا عن الغيبة قبل الموت يوم لا ينفعنا الندم ولا المعذر. اللهم تب علينا، واغفر لنا زلاتنا وما تتلفظ به ألسنتنا فيها ما يغضبك منا يا رب واحفظ ألسنتنا من الغيبة والنميمة واجعلها رطبة بذكرك. اللهم إني أسألك أنى تبت من الغيبة ولن أعود أبدا فأعني على التوبة وتوكلت عليك وبحق اسمك التواب تب علي.
أيضًا فإن وجودَّ أُمًّ كهذِهِ لا تُؤتَمَنُ على أبنائِها وهو أفسدُ لهم من عَدَمِهَا. وإذا عرف هذا، فطلق زوجتك واشترط ضم الأبناء إليك، لتستر عليها، ولا تخبر أحدًا بما فعلت، وفوض أمرك إلى الله، ودع امر هما إلى الله تعالى المنتقم الجبار،، والله أعلم. 40
10
65, 049
الدرر السنية
أيها الكرام: فاحشة الزنا من المنكرات التي أجمعت كل الملل على تحريمها، فهي تخالف فطرة الإنسان. وحفظ الأعراض من الضروريات الخمس التي جاءت كل الشرائع السماوية بالأمر بها. ومما يدل على شدة جرم هذه الفاحشة أن الله تعالى شرع حدًّا يقام على مرتكبها، رجلًا كان أو امرأة، فإن كان الزاني بكرًا -أي غير متزوج ولم يسبق له زواج- فإنه يجلد مائة جلدة لقوله تعالى: ﴿ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [النور: 2]. وإن كان الزاني أو الزانية متزوجًا أو سبق له زواج فإن الحد أن يرجم بالحجارة حتى الموت، وهذا الحكم ثابت في القرآن والسنة وإجماع علماء الأمة. أما في القرآن فمن الآيات التي نسخت تلاوتها وبقي حكمها قوله تعالى: "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة، نكالًا من الله، والله عزيز حكيم". الدرر السنية. قال مالك رحمه الله: قوله: الشيخ والشيخة يعني الثيب والثيبة. وفي الصحيحين عن عمر رضي الله عنه قال: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل الله آية الرجم، فقرأناها وعقلناها ووعيناها، رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده، فأخشى إن طال بالناس زمان، أن يقول قائل: والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله، والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء، إذا قامت البينة، أو كان الحبل، أو الاعتراف.
وفي "سنن ابن ماجة": عن ابن عباس قال: قال عمر رضي الله عنه: وقد قرأتها: "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة"؛ والحديث صححه الألباني. وعن أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ قال: كانت سورة الأحزاب توازي سورة البقرة، فكان فيها: "الشيخ والشيخة إذا زنيا، فارجموهما البتة"؛ رواه ابن حبان وصححه الألباني. وقال البيهقي في سننه، بعد ذكر الأحاديث الواردة في ذلك: في هذا وما قبله دلالة على أن آية الرجم حكمها ثابت، وتلاوتها منسوخة، وهذا مما لا أعلم فيه خلافا. انتهى [1]. أيها الأحبة في الله:
ومما جاء في التنفير والتحذير من جريمة الزنا قول النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ... "؛ متفق عليه. وفي لفظ: قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا زَنَى الرَّجُلُ خَرَجَ مِنْهُ الْإِيمَانُ، كَانَ عَلَيْهِ كَالظُّلَّةِ، فَإِذَا انْقَطَعَ رَجَعَ إِلَيْهِ الْإِيمَانُ ". صححه الألباني في صحيح أبي داود. من العقوبات العاجلة في الدنيا تلك الأمراض الفتاكة كالإيدز وغيره التي سببها العلاقات المحرمة، وهي عبرة لمن يعتبر، ولعذاب الآخرة أشد، نسأل الله السلامة.