• فقوله: "خذ العفو" دخل فيه صلة القاطعين، والعفو عن المذنبين، والرفق بالمؤمنين، وغير ذلك من أخلاق المطيعين. • ودخل في قوله: "وأمر بالعرف" صلة الأرحام، وتقوى الله في الحلال والحرام، وغض الأبصار، والاستعداد لدار القرار. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الأعراف - قوله تعالى خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين- الجزء رقم10. • وفي قوله: "وأعرض عن الجاهلين" الحض على التعلق بالعلم، والإعراض عن أهل الظلم، والتنزه عن منازعة السفهاء، ومساواة الجهلة الأغبياء، وغير ذلك من الأخلاق الحميدة والأفعال الرشيدة. • قال أبو بكر بن العربي:- • – قال علماؤنا: هذه الآية من ثلاث كلمات ، قد تضمنت قواعد الشريعة المأمورات والمنهيات ، حتى لم يبق فيه حسنة إلا أوضحتها ، ولا فضيلة إلا شرحتها ، ولا أكرومة إلا افتتحتها ، وأخذت الكلمات الثلاث أقسام الإسلام الثلاثة • فقوله: (( خذ العفو)) تولى جانب اللين، ونفي الحرج في الأخذ والإعطاء والتكليف. وقوله)): وأمر بالعرف))تناول جميع المأمورات والمنهيات ، وأنهما ما عرف حكمه ، واستقر في الشريعة موضعه ، واتفقت القلوب على عمله. • وقوله: (( وأعرض عن الجاهلين)) تناول جانب الصفح بالصبر الذي به يتأتى للعبد كل مراد في نفسه وغيره ، ولو شرحنا ذلك على التفصيل لكان أسفارا" • ما المراد بقوله تعالى: " خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَن الْجَاهِلِين"؟ قوله: " خُذِ الْعَفْوَ" • قال القرطبي:" من عفا إذا درس.
إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة الأعراف - قوله تعالى خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين- الجزء رقم10
القول في تأويل قوله: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (199) قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك: فقال بعضهم: تأويله: (خذ العفو) من أخلاق الناس, وهو الفضل وما لا يجهدهم. (7) * ذكر من قال ذلك: 15535 - حدثنا ابن حميد قال: حدثنا حكام, عن عنبسة, عن محمد بن عبد الرحمن, عن القاسم, عن مجاهد, في قوله: (خذ العفو) قال: من أخلاق الناس وأعمالهم بغير تحسس. (8) 15536 - حدثنا يعقوب وابن وكيع قالا حدثنا ابن علية, عن ليث, عن مجاهد في قوله: (خذ العفو) قال: عفو أخلاق الناس, وعفوَ أمورهم. 15537 - حدثنا يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: حدثني ابن أبي الزناد, عن هشام بن عروة, عن أبيه في قوله: (خذ العفو) ،.. خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ-آيات قرآنية. الآية. قال عروة: أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأخذ العفو من أخلاق الناس. (9) 15538 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا محمد بن ثور, عن معمر, عن هشام بن عروة, عن أبيه, عن ابن الزبير قال: ما أنـزل الله هذه الآية إلا في أخلاق الناس: (خذ العفو وأمر بالعرف) ، الآية. (10) 15539 - حدثنا ابن وكيع قال: حدثنا محمد بن بكر, عن ابن جريج قال: بلغني عن مجاهد: (خذ العفو) ، من أخلاق الناس وأعمالهم بغير تحسس.
خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين
• فقد قال بعض السلف: شتان بين أقوام موتى تحيا القلوب بذكرهم، • وبين أقوام أحياء تموت القلوب بمخالطتهم. فما على العبد أضر من عشائره وأبناء جنسه ، فنظره قاصر وهمته واقفة عند التشبه بهم ، ومباهاتهم والسلوك أين سلكوا ، حتى لو دخلوا جحر ضب لأحب أن يدخله معهم. فمتى صرف همته عن صحبتهم إلى صحبة من أشباحهم مفقودة ، ومحاسنهم وآثارهم الجميلة في العالم موجودة ، • استحدث بذلك همة أخرى وعملاً آخر ، وصار بين الناس غريباً ، وإن كان فيهم مشهوراً ونسيباً ، • ولكنه غريب محبوب ، يرى ما الناس فيه ولا يرون ما هو فيه ، يقيم لهم المعاذير ما استطاع ويحصنهم بجهده ، وطاقته. سائراً فيهم بعينين: • عين ناظرة إلى الأمر والنهي. خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين. بها يأمرهم وينهاهم ويواليهم ويعاديهم ، ويؤدي لهم الحقوق ويستوفيها عليهم. • وعين ناظرة إلى القضاء والقدر ، بها يرحمهم ويدعولهم ويستغفر لهم ، ويلتمس وجوه المعاذير فيما لا يخل بأمر ولا يعود بنقض شرع ، وقد وسعهم بسطته ورحمته ولينه ومعذرته • وقفاً عند قوله تعالى: " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ". متدبراً لما تضمنته هذه الآية من حسن المعاشرة مع الخلق وأداء حق الله فيهم والسلامة من شرهم. فلو أخذ الناس كلهم بهذه الآية لكفتهم وشفتهم ، فإن العفو ما عفى من أخلاقهم وسمحت به طباعهم ووسعهم بذله من أموالهم وأخلاقهم، فهذا ما منهم إليه.
خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ-آيات قرآنية
وجملة: (إنه سميع... ) لا محلّ لها تعليليّة. الصرف: (العرف)، اسم بمعنى المعروف من الأشياء، وزنه فعل بضمّ فسكون. (نزغ)، مصدر سماعي لفعل نزغ ينزغ باب فتح وباب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون. (استعذ)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، حذفت عين الكلمة في الأمر وزنه استفل. البلاغة: 1- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ) والمراد اعف عنهم، حيث شبه العفو بأمر محسوس يطلب فيؤخذ. 2- فن الانسجام: في قوله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ) إلى آخر الآية، حيث أعجب العرب كثيرا بهذه الآية لما فيها من سهولة سبك، وعذوبة لفظ، وسلامة تأليف، مع ما تضمنته من إشارات بعيدة، ورموز لا تتناهى، وأطلقوا على هذا النوع من الأساليب اسم فنّ يقال له (الانسجام)، وهو أن يكون الكلام متحدّرا كتحدّر الماء المنسجم، حتى يكون للجملة من المنثور وللبيت من المنظوم وقع في النفوس، وتأثير في القلوب. الفوائد: إعجاز القرآن: 1- أعجب عشاق البيان بقوله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ) لما فيها من إعجاز وإيجاز ولما فيها من عذوبة جرس، ووضوح بيان. ولأنها ترمز ولا تشرح، وتجمل ولا تفصل، وللبلغاء في هذا الضرب من البلاغة مذاهب، وقد أطلقوا عليه اسم (فن الانسجام).
{خُذِ الْعَفْوَ} خذ ما سهل من أخلاق الناس وأعمالهم، ولا تشدِّد عليهم ولا تتعنت. {وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} أي مر بكل ما هو معروف عقلا وعرفا وشرعا، لأنه كما قلنا من قبل: المؤمن دائما مطلوب منه إصلاح نفسه ودعوة غيره، أصلح نفسك وادع غيرك، ليس في الإسلام كلمة: (وأنا مالي، خليني في نفسي، أنا ما لي دعوة بالناس)، لا، أنت مسؤول عمَّن حولك. {وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} مر بالخير، مر بالحق، مر بكل ما يصلح الناس، وبكل ما تصلح به الحياة، للفرد وللأسرة وللجماعة، كل هذا على المسلم أن يأمر به، {وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ}، لا بد أن تأمر بالمعروف وأن تنهى عن المنكر. {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} الجاهلون هم: السفهاء، هم الذين يؤذون أهل الفضل من الناس بالإساءة في الكلام، بالسخرية، بالاستهزاء، بالتعدي، بالهمز واللمز، هؤلاء لا ينبغي للإنسان أن يهتم بهم، ولا يجعل لهم مساحة في حياته ولا في تفكيره، لأن الدنيا أهون من أن يشغلها الإنسان بالرد على هؤلاء، والعمر أقصر من أن يضيع في مخاطبة هؤلاء، في رد السيئة بالسيئة، والسب بالسب، والشتم بالشتم، العمر نفيس، الوقت هو الحياة.
-------------------- الهوامش: (7) ( 1) انظر تفسير (( العفو)) فيما سلف 4: 337 - 343. (8) ( 2) في المخطوطة هنا ، وفي الذي يليه رقم: 15539 (( تحسيس)) بالياء ، ولا أدرى ما هو. و (( تحسس الشيء)) تبحثه وتطلبه ، كأنه يعني الاستقصاء في الطلب ، يؤيد هذا ما سيأتي برقم: 15542. (9) ( 1) الأثر: 15537 - رواه البخاري في صحيحه ( الفتح 8: 229) من طريق عبد الله بن براد ، عن أبي أسامة ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الزبير. وانظر ما قاله فيه الحافظ ابن حجر. (10) ( 2) الأثر: 15538 - (( هشام بن عروة بن الزبير)) ، ثقة ، معروف ، مضي مرارًا. وأبوه (( عروة بن الزبير)) ، يروى عن أخيه (( عبد الله بن الزبير)). وكان في المطبوعة هنا: (( عن أبي الزبير)) ، وهو خطأ، صوابه ما كان في المخطوطة. وهذا خبر صحيح ، رواه البخاري في صحيحه ( الفتح 8: 299) وسيأتي برقم 15541 ، بإسناد آخر (11) انظر التعليق السالف ، ص: 326 رقم: 2. (12) الأثر: 15540 - (( ابن الزبير)) ، وهو (( عبد الله بن الزبير)) ، وكان في المخطوطة والمطبوعة هنا (( أبي الزبير)) ، وهو خطأ صححناه آنفاً. (13) في المطبوعة هنا (( عن أبي الزبير)) ، وهو خطأ كما أسلفت. (14) ((التجسس)) ، مثل (( التحسس)) ، مع خلاف يسير ، وانظر ما سلف ص: 326 ، تعليق رقم: 2.
الصبر مع الصلاة.. هما الوسيلةُ الفعالةُ للنجاح والتغلبِ على الصعاب.. "قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى تَفَطَّرَت وتشققت قَدَمَاهُ"؛ ليتحمل بعدها أعمالًا تتشقق من عظمها الجبالُ الراسياتُ صبرًا وثباتًا. الصبرُ مع الصلاةِ وقودٌ وقوةٌ للعطاءِ والتحمل.. قَالَ حُذَيْفَةُ رضي الله عنه: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى"؛ أخرجه أبو داود. إنه لا بد للإنسانِ الضعيفِ المحدود أن يتصل بالقوة الكبرى؛ ليستمدَ منها العونَ حين يتجاوز الجهد قواه. حينما تواجهه قوى الشرِّ الباطنةُ والظاهرةُ. واستعينوا بالصبر والصلاه وانها لكبيرة. حينما تثقلُ عليه مجاهدةُ الطغيانِ والفساد. حينما يثقلُ عليه جهدُ الاستقامةِ والثباتِ على الطريقِ بين دفع الشهواتِ وإغراء المطامع. حينما تكثرُ ديونهُ وتغلبه همومهُ. حينما يطول به الطريقُ، وتبعد به الشُّقةُ في عُمرهِ المحدودِ، ثم ينظر فإذا هو لم يبلغْ شيئًا وقد أوشك المغيبُ، وشمسُ العمرِ تميلُ للغروب. حينما يجدُ الشرَّ نافشًا، والخيرَ ضاويًا، ولا شعاعَ في الأفقِ، ولا مَعْلَم في الطريق.. عندها تأتي الصلاةُ لتدعمَ الصبرَ، وتقوي الحالَ، وترتفع معها الآمالُ.. قال عَلِيٌّ رضي الله عنه: "لَقَدْ رَأَيْتُنَا لَيْلَةَ بَدْرٍ، وَمَا مِنَّا إِنْسَانٌ إلا نَائِمٌ، إلا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي، وَيَدْعُو حَتَّى أَصْبَحَ"؛ أخرجه الإمام أحمد بإسناد صحيح.
تفسير: (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين)
وأما الصلاة فهي الصِلةُ واللقاءُ بين العبد ورب السماء، هي أُمّ العبادات وأساس الطاعات، هي نهر الحسنات الجاري، وسيل الأجور الساري، صلةٌ يستمد منها القلب قوةً، وتحس فيها الروح صلةً، وتجد فيها النفسُ زاداً أنفس من أعراض الحياة الدنيا. تفسير: (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين). الصلاةُ غذاء القلوب، وزاد الأرواح، مناجاةٌ ودعاء، خضوع وثناء، وتوسل ورجاء، واعتصام والتجاء؛ إنها ملجأ المسلم، وملاذ المؤمن، فيها يجد البلسم الشافي، والدواء الكافي، والغذاء الوافي، إنها خير عدّة وسلاح، وأفضل جُنَّة وكفاح، وأعظم وسيلة للصلاح والفلاح والنجاح، تنشئ في النفوس، وتذكي في الضمائر قوةً روحية، وإيمانًا راسخًا، ويقينًا عميقًا، ونورًا يبدد ظلماتِ الفتن، ويقاوم أعتى المغريات والمحن. كلما اشتدت وطأة الحياة، وصعبت واجبات المرء، وجد المؤمن في الصلاة عوناً تسمو به نفوس العارفين المتقين، وأفئدة الأولياء والصالحين. وكلما توالت الابتلاءات، وتعددت المصائب والامتحانات، وجد المؤمن في الصلاة سلوةً تنسيه همّ مصيبته، وتُلقي في قلبه الصبرَ والعونَ، وفي القرآن يخاطب الله رسوله -صلى الله عليه وسلم حين وجد الشدة من صدود الناس، وضاق صدره لذلك: ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ)[الحجر: 97-98].
حسام موافي يوجه رسالة لكل سيدة لا تنجب - جريدة البشاير
هو على ما هو عليه. ؛ لا لانَ قلبه لذكر، ولا تحول إلى محبة العبادة.. اهـ [7]. • ﴿ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ قال أبو جعفر الطبري في تفسيرها ما نصه:
يعني بقوله جل ثناؤه: (وإنها)، وإن الصلاة، ف"الهاء والألف" في "وإنها" عائدتان على "الصلاة". واستعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين. وقد قال بعضهم: إن قوله:(وإنها) بمعنى: إن إجابة محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يجر لذلك بلفظ الإجابة ذكر فتجعل "الهاء والألف" كناية عنه، وغير جائز ترك الظاهر المفهوم من الكلام إلى باطن لا دلالة على صحته. ويعني بقوله: ﴿ إلا على الخاشعين ﴾: إلا على الخاضعين لطاعته، الخائفين سطواته، المصدقين بوعده ووعيده. وأصل "الخشوع": التواضع والتذلل والاستكانة. فمعنى الآية: واستعينوا أيها الأحبار من أهل الكتاب بحبس أنفسكم على طاعة الله، وكفها عن معاصي الله، وبإقامة الصلاة المانعة من الفحشاء والمنكر، المقربة من مراضي الله، العظيمة إقامتها إلا على المتواضعين لله، المستكينين لطاعته، المتذللين من مخافته. اهـ [8]. [1] انظر الجدول في إعراب القرآن لمحمود بن عبد الرحيم صافي (المتوفى: 1376هـ) نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق( 1 /119). [2] هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي النحاس، النحوي المصري؛ كان من الفضلاء، وله تصانيف مفيدة منها: تفسير القرآن الكريم وكتاب إعراب القرآن وكتاب الناسخ والمنسوخ وكتاب في النحو اسمه التفاحة وكتاب في الاشتقاق، وتفسير أبيات سيبويه، ولم يسبق إلى مثله، وكتاب الكافي في النحو، وكتاب المعاني وفسر عشرة دواوين وأملاها، وكتاب الوقف والابتداء صغرى وكبرى، وكتاب في شرح المعلقات السبع ، وكتاب طبقات الشعراء وغير ذلك، وروى عن أبي عبد الرحمن النسائي، وأخذ النحو عن ابي الحسن علي بن سليمان الأخفش النحوي، وأبي إسحاق الزجاج، وابن الأنباري، ونفطويه، وأعيان أدباء العراق، وكان قد رحل إليهم من مصر.
تكون الصلاة عوناً لنا إذا أكثرنا من نفلها، وحافظنا على فرضها، وحينها تنهانا الصلاة عن الفحشاء، ونسعد بها في الدنيا والأخرى، ونجد بها العون في خضم شدائد الدنيا، ونستعين بها على بلوغ الجنة الكبرى. فاللهم اجعلنا ممن استعان بالصبر والصلاة. الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده...
أما بعد: في يوم القيامة حين يشتد الحرّ وتدنو الشمس، ومن أسعد الناس بالنجاة من حرّها، وبالاستظلال بظل العرش في ذلك اليوم أهلُ الصلاة، فلقد عد المصطفى من المستظلين بظل العرش "رجل قلبه معلق بالمساجد". إن أقداماً خطت للمساجد وإن جباهاً سجدت لله ذلاً بين يديه، وأعيناً هجرت النوم يوم سمعت منادي الصلاة، وقلوباً أقبلت على الله في كل يوم خمس مرات، موعودة من ربنا أن تكون من قومٍ يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله. يا كرام: الصلاةُ راحةٌ، وليس في تضييعها راحةٌ، هي هناءٌ وليست بعناء، هي أنسٌ، وقد ضلّ طريق الأنس من أخطأ طريقها. حسام موافي يوجه رسالة لكل سيدة لا تنجب - جريدة البشاير. قولوا لمن بحث عن أسباب السعادة، ولمن طرق كل باب بحثاً عن الراحة، قولوا لمن طوفوا بحثاً عن أماكن يسعدون فيها: أما إن السعادة أقرب إليكم من كل شيء، إنها في الركعات والسجدات لرب البريات. سل المهموم ماذا يبقى من همه حين يلجأ لها.