فيدخل في هذا جميع أنواع التعامل المالي المحرم: كالربا، والقمار، والخداع، والغصب، وجحد الحقوق، وما لا تطيب به نفس مالكه، أو حرمته الشريعة ، وإن طابت به نفس مالكه، كمهر البغي، وأثمان الخمور، والخنازير، وغير ذلك مما حرم الله أثمانه. ثانياً: لفظ (المال) في الشرع يُطلق على كل ما يتموَّله الناس، وينتفعون به، وما تقوم عليه مصالحهم، وتتحصل به منافعهم، من عقارات، وأراضٍ، وسلع عينية، وأموال نقدية، ونحو ذلك. وأكل المال { بالباطل} على وجهين: أحدهما: أخذه على وجه الظلم ، والسرقة، والغصب، وما جرى مجراه. والآخر: أخذه من جهة محظورة، كالربا، والقمار، وأجر الغناء ، وأجر البغاء، وسائر الوجوه التي حرمها الشارع. وقد انتظمت الآية تحريم كل هذه الوجوه، وهي كلها داخلة تحت قوله تعالى: { ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل}. تفسير: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام...). قال العلماء: ليس المراد النهي عن خصوص (الأكل)؛ لأن غير الأكل من التصرفات كالأكل في هذا، ولكن لما كان المقصود الأعظم من (المال) هو الأكل، ووقع التعارف فيمن ينفق ماله أنه أكله، فمن ثَمَّ عبر الله عنه بـ (الأكل) فقال: { ولا تأكلوا}. قال ابن العربي في هذا الشأن: "لما كان المقصود من أخذ المال التمتع به في شهوتي البطن والفرج، قال تعالى: { ولا تأكلوا}، فخص شهوة البطن؛ لأنها الأولى المثيرة لشهوة الفرج".
تفسير: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام...)
أكل أموال الناس بالباطل هو أن يتملك الإنسان المال بأسلوب حرَّمه الله عزَّ وجل ونهى عنه
سواء كان ذلك عن طيب نفس صاحبه أو بغير طيب نفسه. فمما حرَّمه الله عزَّ وجل ولا تطيب به نفس صاحبه: السرقة والغصب والاستيلاء على أموال الآخرين والغش والغرر( للخطيب الحرية في ذكر تعريفي الغرر أو ذكر أحدهما أو أن يتخطى ذلك ؛ الغرر: قال شيخ الإسلام: " الغرر ما خفيت عاقبته ". وقال ابن القيم: " الغرر هو ما تردد بين الحصول والفوات"). ومن أكل أموال الناس بالباطل ما يحكم به القاضي إن لم يُوفَّق للصواب. والدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنَّمَا أنا بَشَرٌ ، وَإنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إلَيَّ ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أنْ يَكُونَ ألْحَنَ بِحُجّتِهِ مِنْ بَعْضٍ ، فأَقْضِيَ لَهُ بِنَحْوِ مَا أسْمعُ ، فَمَنْ قَضَيتُ لَهُ بِحَقِّ أخِيهِ فَإِنَّما أقطَعُ لَهُ قِطعةً مِنَ النَّارِ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. ومن أكل أموال الناس بالباطل مما تطيب به النفوس: الربا ، والتأمين ، والقمار ، والميسر، واليانصيب، والرشوة ، ومهر البغي: المال الذي يدفعه الزاني لمن يزني بها ، وحلوان الكاهن: المال الذي يدفعه الإنسان لمن يقرأ الفنجان أو الكف أو يضرب بالودع أو يفتح المندل أو يخبر بالغيب أو يدعي علم الأبراج ، وأجرة الغناء ، والملاهي فمن يفتح محلاً لألعاب الكمبيوتر فكسبه حرام.
ﵟ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﲻ ﵞ
سورة البقرة
١٨٨ - ولا يأخذ بعضكم مال بعضكم بوجه غير مشروع، كالسرقة والغَصْب والغش، ولا تخاصموا بها إلى الحكام لتأخذوا طائفة من أموال الناس متلبّسين بالمعصية، وأنتم تعلمون أن الله حرم ذلك، فالإقدام على الذنب مع العلم بتحريمه أشد قُبْحًا وأعظم عقوبة. المزيد
ﵟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﰜ ﵞ
سورة النساء
يا أيها الذين آمنوا بالله واتبَعوا رسوله، لا يأخذ بعضكم مال بعض بالباطل، كالغصب والسرقة والرشوة وغيرها، إلا أن تكون الأموال أموال تجارة صادرة عن تراضي المتعاقدين، فيحل لكم أكلها والتصرف فيها، ولا يقتل بعضكم بعضًا، ولا يقتل أحدكم نفسه، ولا يُلْقِ بها إلى التهلكة، إن الله كان بكم رحيمًا، ومن رحمته حَرَّم دماءكم وأموالكم وأعراضكم. ﵟ ۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﰡ ﵞ
سورة التوبة
يا أيها الذين آمنوا، وعملوا بما شرعه الله لهم، إن كثيرًا من علماء اليهود، وكثيرًا من عُبَّاد النصارى، ليأخذون أموال الناس بغير حق شرعي، فهم يأخذونها بالرشوة وغيرها، وهم يمنعون الناس من الدخول في دين الله.
عن أبي بَرْزَةَ نَضْلَةَ بن عبيد الأسلمي -رضي الله عنه- مرفوعاً: «لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَومَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ فِيهِ؟ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ؟ وفِيمَ أَنْفَقَهُ؟ وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ؟». [ صحيح. ] - [رواه الترمذي والدارمي. ] الشرح
لا تزول قدما عبد من موقفه للحساب إلى جنة أو نار حتى يسأل عن حياته فيم أفناها؟ في طاعة أم معصية؟ وعن علمه فيم فعل فيه؟ هل عمل بما علمه أم لا؟ وعن ماله من أين جاء به ؟ أمِنْ حلال أم حرام؟ وفيم أنفقه؟ في طاعة الله أم في معصية الله؟ وفي جسمه فيم أبلاه؟ في طاعة الله أم في معصيته. الترجمة:
الإنجليزية
الفرنسية
الإسبانية
التركية
الأوردية
الإندونيسية
البوسنية
الروسية
البنغالية
الصينية
الفارسية
تجالوج
الهندية
السنهالية
الكردية
الهوسا
البرتغالية
عرض الترجمات
إسلام ويب - سنن الترمذي - كتاب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص- الجزء رقم4
حديث «لا تزول قدما عبد يوم القيامة.. »
تاريخ النشر: ٠٥ / شوّال / ١٤٢٨
مرات
الإستماع: 20095
لا تزول قدما عبد
ترجمة نضلة بن عبيد الأسلمي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فعن أبي برزة نضلة بن عبيد الأسلمي قال: قال رسول الله ﷺ: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه؟ وعن علمه فيم فعل فيه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن جسمه فيم أبلاه؟ [1]. ونضلة بن عبيد قيل: إن اسمه نضلة بن دينار، وقيل: عبد الله، وقيل غير ذلك، وقد شهد مع النبي ﷺ فتح مكة، ثم بعد ذلك انتقل إلى البصرة وتوفي بها، وروى عن النبي ﷺ ستة وأربعين حديثاً، اتفق الشيخان على اثنين، وانفرد البخاري باثنين، وانفرد مسلم بأربعة.
الدرر السنية
حديث: لا تزول قدما عبد يوم القيامة
عن أبي برزة نضلة بن عبيد الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن [ أربع]: عمره فيمَ أفناه؟ وعن علمه فيمَ فعل؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيمَ أنفقه؟ وعن جسمه فيمَ أبلاه))؛ رواه الترمذي، وهو صحيح [1].
الحديث: لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع
نسأل الله للجميع التوفيق والهداية. الأسئلة:
س: أحيانًا عند استغلال الوقت في المناسبات يقول بعضُ الناس: لا تُذَكِّروا الناسَ ولا تُخوِّفوهم، فما رأيك في هذا؟
ج: لا، هذا غلطٌ، تُخبر الناسَ حتى يعملوا خيرٌ من السُّكوت عنهم، فوعظهم وتذكيرهم مطلوبٌ، هكذا المؤمنون: يتواصون بالحقِّ، والصبر عليه. س:...................
[1] رواه الترمذي في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص 4/ 612 (2417)، والدارمي في المقدمة، باب من كره الشهرة والمعرفة 1/ 144، وأبو يعلى 13/ 428 (7434)، والروياني في مسنده 2/ 337 (1313)، وأبو نعيم في حلية الأولياء 10/ 232، وزيادة (أربع) لهما، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وصححه الألباني في الصحيحة (946)، وصحيح الجامع (7300)، وصحيح الترغيب والترهيب (126). [2] تفسير ابن كثير 4/ 343. [3] رواه أحمد في الزهد ص 120، وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس رقم (22) و(16)، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 52، وابن أبي شيبة 7/ 96 (34459)، وابن المبارك في الزهد ص103، وعلقه الترمذي فقال: يروى عن عمر 4/ 638. [4] رواه ابن المبارك في الزهد ص103، وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس ص18، وأبو نعيم في حلية الأولياء 2/ 157. [5] رواه مالك في الموطأ 2/ 988 (1788)، وابن أبي شيبة في مصنفه 7/ 432 (37047)، وابن أبي عاصم في الزهد 1/ 25 (22). [6] رواه مالك في الموطأ 2/ 992 (1800)، ومن طريقه رواه أحمد في الزهد ص115، وابن سعد في الطبقات الكبرى 3/ 292، وابن أبي الدنيا في المحاسبة رقم (3). [7] رواه أحمد 2/ 338، وأبو داود في كتاب العلم، باب في طلب العلم لغير الله 3/ 323 (3664)، وابن ماجه في المقدمة، باب الانتفاع بالعلم والعمل به 1/ 92 (252)، وصححه ابن حبان 1/ 279 (78)، وقال الحاكم في المستدرك على الصحيحين 1/ 160: هذا حديث صحيح سنده، ثقات رواته، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وقال النووي في رياض الصالحين ص314: إسناده صحيح.
وكيف صنعت في هذا الذي تعلمته؟ وتعلمت العلوم الدنيوية النافعة فهل انتفعت بها، ونفعت بها غيرك،أم أنك حجرتها على نفسك ولم تنفع بها أحداً من الخلق،فكل علم تعلمه الإنسان مسئول عنه يوم القيامة، والإنسان الذي يتعلم شيئاً تافهاً ليضيع الوقت فيه ويسد به فراغه، حتى يضيع فيه الصلاة، فإنه سيسأل عن هذا الوقت بكماله يوم القيامة. وقوله صل الله عليه وسلم
(وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه)
والمال فيه آلام، فيسأل العبد عن ماله، هل هو من حلال أو من حرام،هل أنفقه هل في حل أم في حرمه. وقوله صل الله عليه وسلم(وعن جسمه فيم أبلاه)أي،يسأل عن قوته وشبابه وقدرته فيم أبلاهن، هل في طاعة الله عز وجل وعبادته في الصلاة والصوم،هل أخرج عرقه في طاعة الله سبحانه،أم أنه ضيع ذلك في المعاصي،وأتلف بدنه فيما يسمه ويفسده ويتلفه ويهلكه. أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم وأن يرزقنا حسن الإستفادة من أوقاتنا. آخر تعديل عطر الجنة يوم
04-09-2017 في 01:48 PM.