29 - 95 - [ ص: 143] ( سورة لإيلاف قريش) 11520 عن أسماء بنت يزيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ويحكم يا قريش ، اعبدوا ربكم الذي أطعمكم من جوع وآمنكم من خوف ". رواه أحمد والطبراني باختصار ، إلا أنه قال: " ويل أمكم يا قريش ، لإيلافكم رحلة الشتاء والصيف ". وفيه عبيد الله بن أبي زياد القداح وشهر بن حوشب وقد وثقا وفيهما ضعف ، وبقية رجال أحمد ثقات.
إسلام ويب - مجمع الزاوئد ومنبع الفوائد - كتاب التفسير - سورة لإيلاف قريش- الجزء رقم2
{{رِحْلَةَ}} اسم للارتحال، وهو المسير من مكان إلى آخر بعيد، ولذلك سمي البعير الذي يسافر عليه راحلة {الشِّتَاءِ} إلى اليمن {وَالصَّيْفِ} إلى الشام، وذلك للاتجار وجلب الأرزاق إلى بلادهم التي ليست هي بذات زرع ولا صناعة... وهو تفسير {{لِإِيلافِ}} سواء على ما كانوا يؤالفون بين الملوك في تلك الرحلات أو ما كانوا يألفونه فيهما.
سورة قريش
والمعروف المشهور أن الذي سن الإيلاف هو هاشم، وهو المروي عن ابن عباس وذكر ابن العربي عن الهروي: أن أصحاب الإيلاف هاشم وإخوته الثلاثة الآخرون عبد شمس، والمطلب، ونوفل، وأن واحد منهم أخذ حبلا [أي عهدا] من أحد الملوك الذين يمرون في تجارتهم على بلادهم وهم ملك الشام، وملك الحبشة، وملك اليمن، وملك فارس. فأخذ هاشم هذا من ملك الشام وهو ملك الروم، وأخذ عبد شمس من نجاشي الحبشة، وأخذ المطلب من ملك اليمن، وأخذ نوفل من كسرى ملك فارس، فكانوا يجعلون جعلا لرؤساء القبائل وسادات العشائر يسمى الإيلاف أيضا، يعطونهم شيئا من الربح ويحملون إليهم متاعا ويسوقون إليهم إبلا مع إبلهم ليكفوهم مؤونة الأسفار وهم يكفون قريش دفع الأعداء فاجتمع لهم بذلك أمن الطريق كله إلى اليمن وإلى الشام وكانوا يسممون «المجيرين». {{الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}} فضلهم على العرب بكونهم يأمنون حيث ما حلوا، فيقال: هؤلاء قطان بيت الله، فلا يتعرض إليهم أحد، وغيرهم خائفون. ص585 - كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح - سورة لإيلاف قريش - المكتبة الشاملة. ومعنى الآية تذكير قريش بنعمة الله عليهم إذ يسر لهم ما لم يتأت لغيرهم من العرب من الأمن من عدوان المعتدين وغارات المغيرين في السنة كلها بما يسر لهم من بناء الكعبة وشرعة الحج، وأن جعلهم عمار المسجد الحرام وجعل لهم مهابة وحرمة في نفوس العرب كلهم في الأشهر الحرم وفي غيرها.
ص585 - كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح - سورة لإيلاف قريش - المكتبة الشاملة
وقيل: كانوا قد أصابتهم شدة حتى أكلوا الجيف والعظام المحرقة، وآمنهم من خوف الجذام فلا يصيبهم ببلدهم. وقيل: ذلك كله بدعاء إبراهيم صلوات الله عليه. ومن بدع التفاسير: وآمنهم من خوف، من أن تكون الخلافة في غيرهم. وقرئ: من خوف بإخفاء النون. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ سورة [لإيلاف قريش] أعطاه الله عشر حسنات بعدد من طاف بالكعبة واعتكف بها ".
(١٠٦) [سورة] {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (١)} وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {لِإِيلَافِ} أَلِفُوا ذَلِكَ، فَلَا يَشُقُّ عَلَيْهِمْ فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ. {وَآمَنَهُمْ} مِنْ كُلِّ عَدُوِّهِمْ فِي حَرَمِهِمْ. قَالَ ابن عُيَيْنَةَ: {لِإِيلَافِ} لِنِعْمَتِي على قُرَيْشٍ. مكية، وقيل: مدنية. (ص) (قَالَ مُجَاهِدٌ: أَلِفُوا ذَلِكَ، فَلَا يَشُقُّ عَلَيْهِمْ فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ. سورة لإيلاف قريش. {وَآمَنَهُمْ} مِنْ كُلِّ عَدُوِّهِمْ فِي حَرَمِهِمْ) أخرجه ابن جرير من حديث ابن أبي نجيح (١) وإبراهيم بن المهاجر عنه (٢). (ص) (وقَالَ ابن عُيَيْنَةَ: {لِإِيلَافِ} لِنِعْمَتِي على قُرَيْشٍ) هو فىِ "تفسيره". (١) "تفسير الطبري" ١٢/ ٧٠١ (٣٨٠٠١) عن ابن أبي نجيح. (٢) "تفسير الطبري" ١٢/ ٧٠٤ (٣٨٠٢١) عن إبراهيم بن المهاجر.
القول في تأويل قوله تعالى: ( ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب ( 30) إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد ( 31) فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ( 32) ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق ( 33))
يقول - تعالى ذكره - ( ووهبنا لداود سليمان) ابنه ولدا ( نعم العبد) يقول: نعم العبد سليمان ( إنه أواب) يقول: إنه رجاع إلى طاعة الله تواب إليه مما يكرهه منه. وقيل: إنه عني به أنه كثير الذكر لله والطاعة. [ ص: 192] ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سعد قال: ثني أبي قال: ثني عمي قال: ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ( نعم العبد إنه أواب) قال: الأواب: المسبح. فطفق مسحا بالسوق والأعناق | مدرسة الحياة. حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ( نعم العبد إنه أواب) قال: كان مطيعا لله كثير الصلاة. حدثنا محمد قال: ثنا أحمد قال: ثنا أسباط ، عن السدي قوله ( نعم العبد إنه أواب) قال: المسبح. والمسبح قد يكون في الصلاة والذكر. وقد بينا معنى الأواب ، وذكرنا اختلاف أهل التأويل فيه فيما مضى بما أغنى عن إعادته هاهنا. وقوله ( إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد) يقول - تعالى ذكره -: إنه تواب إلى الله من خطيئته التي أخطأها ، إذ عرض عليه بالعشي الصافنات ، فإذ من صلة أواب ، والصافنات: جمع الصافن من الخيل ، والأنثى: صافنة ، والصافن منها عند بعض العرب: الذي يجمع بين يديه ، ويثني طرف سنبك إحدى رجليه ، وعند آخرين: الذي يجمع يديه.
فصل: إعراب الآية رقم (35):|نداء الإيمان
عَلَى أَنَّ إِفْسَادَ الْمَالِ الْمَنْهِيَّ عَنْهُ فِي شَرْعِنَا: إِنَّمَا هُوَ
مُجَرَّدُ إِضَاعَتِهِ لِغَيْرِ غَرَضٍ صَحِيحٍ ، وَأَمَّا لِغَرَضٍ صَحِيحٍ ،
فَقَدْ جَازَ مِثْلُهُ فِي شَرْعِنَا، كَمَا وَقَعَ مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مِنْ إِكْفَاءِ الْقُدُورِ الَّتِي طُبِخَتْ مِنَ الْغَنِيمَةِ قَبْلَ
الْقِسْمَةِ، وَلِهَذَا نَظَائِرُ كَثِيرَةٌ فِي الشَّرِيعَةِ، وَمِنْ ذَلِكَ مَا
وَقَعَ مِنَ الصَّحَابَةِ مِنْ إِحْرَاقِ طَعَامِ الْمُحْتَكِرِ ". انتهى من " فتح القدير " (4/ 495). د عاطف الكومى الاسيوطى » هل تعرف تفسير قوله تعالى ( فطفق مسحا بالسوق والأعناق ) ؟؟؟. وهو ـ أيضا ـ اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ؛ قال: " لَمَّا فَاتَتْهُ
صَلَاةُ الْعَصْرِ بِسَبَبِ الْخَيْلِ ، طَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ
، فَعَقَرَهَا كَفَّارَةً لِمَا صَنَعَ " انتهى من " منهاج السنة النبوية " (5/
231). واختاره: تلميذه ابن القيم ، رحمه الله ، كما في " مدارج السالكين " (3/ 48) ،
والسعدي في تفسيره (712) ، وابن عثيمين ، وحكاه عن أكثر المفسرين ، كما في " اللقاء
الشهري " (39/ 33) بترقيم الشاملة. وحكى ابن الجوزي الخلاف فيه على ثلاثة أقوال، قال: "والمفسِّرون على القول الأول"
، أي: أنه قطع أعناقها وسوقها بالذبح.
فطفق مسحا بالسوق والأعناق | مدرسة الحياة
Your browser does not support the HTML5 Audio element. تفسير قوله تعالى: فطفقَ مسحًا بالسّوقِ والأعناقِ
السؤال: ما المعنى الصَّحيحُ لقولِهِ تعالى: فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ [ص:33] ؟
الجواب: مَن ينكرُ مثلَ هذه القصَّة يقولُ: يمسحُها بيديه، يمسحُها مستحسِنًا لها، يمسحُ أعناقَها وسوقَها، مثل حال المتفرِّج الي [الذي] يتفرَّجُ عليها وتعبيرًا عن إعجابِهِ بها يمسحُ أعناقَها، والقصَّةُ تقولُ إنَّه: فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ [ص:33] يعني: يمسحُها بالسَّيفِ ضربًا للأعناق وضربًا للعراقيب.
د عاطف الكومى الاسيوطى &Raquo; هل تعرف تفسير قوله تعالى ( فطفق مسحا بالسوق والأعناق ) ؟؟؟
وقد روى الْإِمَامُ أَحْمَدُ عن رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ ، قالُ: أَخَذَ
بِيَدِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم ، فجعل يُعَلِّمُنِي مِمَّا
عَلَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَقَالَ: ( إِنَّكَ لَا تَدَعُ شَيْئًا اتِّقَاءَ
اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-إِلَّا أَعْطَاكَ اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ) " انتهى من "
تفسير ابن كثير " (7/ 65). وانتصر لهذا القول بقوة أيضا: الشوكاني في تفسيره ، فقال رحمه الله:
" قَالَ الْفَرَّاءُ: الْمَسْحُ هُنَا الْقَطْعُ ، قَالَ: وَالْمَعْنَى أَنَّهُ
أَقْبَلَ يَضْرِبُ سُوقَهَا وَأَعْنَاقَهَا لِأَنَّهَا كَانَتْ سَبَبَ فَوْتِ
صَلَاتِهِ ، وَكَذَا قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ. قَالَ الزَّجَّاجُ: وَلَمْ يَكُنْ
يَفْعَلُ ذَلِكَ إِلَّا وَقَدْ أَبَاحَهُ اللَّهُ لَهُ ، وَجَائِزٌ أَنْ يُبَاحَ
ذلك لسليمان ويحظر فِي هَذَا الْوَقْتِ. وَقَدِ اخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ، فَقَالَ قَوْمٌ:
الْمُرَادُ بِالْمَسْحِ مَا تَقَدَّمَ.
والمصدر المؤوّل (أن يتذكّر.. ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزلناه) لأنه معطوف على المصدر الأول.. إعراب الآيات (30- 34): {وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ (31) فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ (32) رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ (33) وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ (34)}. الإعراب: الواو استئنافيّة (لداود) متعلّق ب (وهبنا)، والمخصوص بالمدح محذوف تقديره سليمان- أو داود- جملة: (وهبنا) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (نعم العبد) لا محلّ لها اعتراضيّة. وجملة: (إنّه أوّاب) لا محلّ لها تعليليّة. (31) (إذ) اسم ظرفيّ مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر، (عليه) متعلّق ب (عرض)، (بالعشيّ) متعلّق ب (عرض)، (الصافنات) نائب الفاعل مرفوع (الجياد) بدل من الصافنات- أو عطف بيان عليه- مرفوع. وجملة: (عرض عليه الصافنات) في محلّ جر مضاف إليه. (32) الفاء عاطفة (حبّ) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه اسم مصدر، (عن ذكر) متعلّق بحال من فاعل أحببت أي لاهيا (حتّى) حرف غاية وجرّ (بالحجاب) متعلّق ب (توارت) بتضمينه معنى استترت.