السؤال:
على بركة الله نبدأ هذا اللقاء بسؤال لأحد الإخوة (ع. أ. أ) يقول: ما معنى القنوط من رحمة الله، وذلك من الكتاب والسنة؟ جزاكم الله خيرًا يا سماحة الشيخ.
من اقول ابن القيم رحمه الله
يقيم البعض من النّاس وزناً واعتباراً لما قد يتعرَّضون له من مواقف محرجة تؤدّي إلى طردهم من مركز أو وظيفة، أو نبذهم اجتماعيّاً وغير ذلك، ويشعرون بالأسى والحسرة والألم النَّفسيّ، وهذا الشّعور طبيعيّ إذا كانت أسبابه وجيهةً وسليمةً، فكرامة الإنسان هي أغلى وأعزّ ما لديه. ولكنَّ هذا البعض يبالغ جداً، ويغالي إلى حدِّ بعيد، ولا ينسى ما قد يحصل له، ويعتبر أنَّ طرده من مركز أو وجاهة أو تقديم أحدٍ عليه في سلطة أو منصب، هو نهاية الحياة، وأنَّ الموت أشرف من بقائه على وجه الأرض، وهذا شيء غريب ومستهجن، ولا ينمّ عن وعي ومسؤوليّة، فالإنسان المؤمن بربّه والمتوكِّل عليه، لا يهمّه من دنياه أيّ زخارف ومظاهر، بل يأخذ منها ما يكفيه، وما يجعله عزيزاً بالله تعالى وكريماً به. والمؤمن الواثق بالله تعالى هو الَّذي يقيم في جوار الله على الدَّوام، فيلتزم أوامره وحدوده، ويعبده حقَّ عبادته، ويخلص له، ولا يشرك به شيئاً من حطام الدّنيا، فهو الإنسان العاقل الّذي يعتبر أنَّ المأساة الحقيقيَّة هي أن يطرد من رحمة الله، وأنَّ ذلك هو المصيبة الكبرى له، فإنَّ غضب الله عليه من جرّاء أعماله الدنيئة والمبغضة، يؤدِّي فعلاً إلى الطّرد الفعليّ من عين الله ورعايته، وهذه هي الخسارة الكبرى الّتي يمكن أن تصيب الإنسان في حياته وبعد مماته، وليست الخسارة أن يكون مطروداً من اعتبارات الدّنيا الفانية.
من هو الإمام الشافعي رحمه الله
قال صلى الله عليه وسلم: " «إن الله كتب كتابا يوم خلق السماوات والأرض: إن رحمتي تغلب غضبي» " [أصحاب السنن]
ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة: قال تعالى: " { كتب ربكم على نفسه الرحمة} ". وقال: " { ورحمتي وسعت كل شيء} " - قال النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: " « إن لله مائة رحمة ، قسم منها رحمة بين جميع الخلائق ، فبها يتراحمون ، وبها يتعاطفون ، وبها تعطف الوحش على أولادها ، وأخر تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة » " [رواه مسلم] - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " « إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة ، فأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة ، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة ، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة ، ولو يعلم المسلم بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار » ". [ البخاري] - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " « خلق الله ، يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة ، فجعل في الأرض منها رحمة ، فبها تعطف الوالدة على ولدها ، والبهائم بعضها على بعض ، والطير ، وأخر تسعا وتسعين إلى يوم القيامة ، فإذا كان يوم القيامة أكملها الله بهذه الرحمة » " [ابن ماجه] - قال صلى الله عليه وسلم: " « إن الله كتب كتابا يوم خلق السماوات والأرض: إن رحمتي تغلب غضبي » " [أصحاب السنن].
من رحمه الله يوم القيامه
4-سورة النساء 40 ﴿40﴾ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا إن الله تعالى لا ينقص أحدًا من جزاء عمله مقدار ذرة، وإن تكن زنة الذرة حسنة فإنه سبحانه يزيدها ويكثرها لصاحبها، ويتفضل عليه بالمزيد، فيعطيه من عنده ثوابًا كبيرًا هو الجنة. 4-سورة النساء 110 ﴿110﴾ وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا ومن يُقْدِمْ على عمل سيِّئ قبيح، أو يظلم نفسه بارتكاب ما يخالف حكم الله وشرعه، ثم يرجع إلى الله نادمًا على ما عمل، راجيًا مغفرته وستر ذنبه، يجد الله تعالى غفورًا له، رحيمًا به. 4-سورة النساء 146 ﴿146﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا إلا الذين رجعوا إلى الله تعالى وتابوا إليه، وأصلحوا ما أفسدوا من أحوالهم باطنًا وظاهرًا، ووالوا عباده المؤمنين، واستمسكوا بدين الله، وأخلصوا له سبحانه، فأولئك مع المؤمنين في الدنيا والآخرة، وسوف يعطي الله المؤمنين ثوابًا عظيمًا.
ورحمة الله وسعت كل شيء، وشملت كل أحد، المؤمن والكافر، والمطيع والعاصي، فهو سبحانه الرحيم الذي شمل الخلق كلهم برحمته، فسخر لهم ما في السموات وما في الأرض، فالشمس والقمر، والبر والبحر، والماء والتراب، والنبات والحيوان، والهواء، كل ذلك خلقه الله، وسخر منافعه للناس. من هو الإمام الشافعي رحمه الله. وهذه النعم يستفيد منها المؤمن والكافر على حد سواء، وهي مسخرة للإنسان ولا خيار لها: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20)} [لقمان: 20]. فهذه رحمة الرحمن تشمل الخلق كلهم في الدنيا، أما في الآخرة فإن الله عزَّ وجلَّ يطرد من رحمته من لم يؤمن به، ولم يشكر نعمه من الكفار والعصاة، ولا تشمل رحمته في الآخرة إلا عباده المؤمنين. ففي الدنيا كثرت متعلقات الرحمة، وفي الآخرة قلَّت متعلقات الرحمة، وإن كانت صفة الرحمة ثابتة لم تتغير ولم تتبدل، ولو أن الكفار والعصاة أطاعوا ربهم لوسعتهم رحمة الله في الآخرة، ولكنهم حرموا أنفسهم منها بكفرهم: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23)} [العنكبوت: 23].
ان حكى غصب عليهـم يسكتون🤍 - YouTube
ان حكى غصب عليهم يسكتون وان سكت تسكت معة كل الرياض - Youtube
ان حكى غصب عليهم يسكتون وان سكت تسكت معة كل الرياض - YouTube
عبد الرحمن البدر يبدع في غناء &Quot;إن حكى غصب عليهم يسكتون&Quot; للفنان راشد الماجد في ليالي رمضان
الإعدادات
إيقاف
المدة: 02:06
18/04/2022
عبد الرحمن البدر يبدع في غناء "إن حكى غصب عليهم يسكتون" للفنان راشد الماجد في ليالي رمضان
عبد الرحمن البدر يبدع في غناء "إن حكى غصب عليهم يسكتون" للفنان راشد الماجد في ليالي رمضان - فيديو Dailymotion
Watch fullscreen
Font