وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون - القارئ اسلام صبحي - YouTube
خطبة بعنوان: (الإصلاح بين الناس) بتاريخ 6-10-1414هـ. - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار
والمعنى: وما كان من شأن ربك - أيها الرسول الكريم - أن يهلك أهل قرية من القرى إهلاكاً متلبساً بظلم منه لها ، والحال أن أهلها قوم مصلحون ، لأن ذلك الإِهلاك مع تلك الحال يتنافى مع كتبه على نفسه من الرحمة والعدل. قال - تعالى - ( كَتَبَ رَبُّكُمْ على نَفْسِهِ الرحمة... خطبة بعنوان: (الإصلاح بين الناس) بتاريخ 6-10-1414هـ. - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار. ) وقال - تعالى - ( وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) وقال - تعالى - ( وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي القرى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) ومنهم من فسر الظلم هنا بالشرك ، وجعل الباء للسببية ، فيكون المعنى: ليس من شأن ربك أن يهلك أهل قرية من القرى بسبب كفرهم وحده ، مع صلاحهم فى تعاطى الحقوق فيما بينهم ، وإنما يهلكهم عندما يضمون إلى الكفر الإِفساد فى الأرض كما أهلك قوم شعيب لشركهم وإنقاصهم المكيال والميزان. وقد ساق ابن جرير - رحمه الله - القولين دون أن يرجح بينهما فقال: القول فى تأويل قوله - تعالى - ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ القرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) يقول - تعالى - ذكره: وما كان ربك يا محمد ليهلك القرى التى أهلكها والتى قص عليك نبأها ظلماً وأهلها مصلحون فى أعمالهم غير مسيئين ، فيكون إهلاكه إياهم مع إصلاحهم فى أعمالهم وطاعتهم ربهم ظلماً ، ولكنه أهلكها بكفر أهلها بالله؛ وتماديهم فى غيهم.. وقد قيل معنى ذلك: لم يكن ليهلكهم بشركهم بالله: وذلك قوله بظلم يعنى بشرك ، وأهلها مصلحون فيما بينهم لا يتظالمون ، ولكنهم يتعاطون الحق بينهم وإن كانوا مشركين ، وإنما يهلكهم إذا تظالموا.
وأهلها مصلحون | موقع مقال
الحلقة: 8
وما كان ربّك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون
ورد هذا القانون بهذه الصّيغة في سورة هود المكية. من يقرأ القرآن الكريم بتدبّر ونظر وتأمّل لا يفوته أن يعلم أنّ لله سبحانه سنّة ماضية في الأمم المكذّبة. وخاصّة الأمم الصّادّة عن سبيل الله سبحانه. تلك هي سنّة الإهلاك ولو بعد إمهال لعقود طويلات بل لقرون أطول. حتّى إنّه اتخذ سلسلة سباعية من الأمم التي تعرّضت إلى ذلك في إثر تكذيبها أنبياءها وصدّهم عن سبيل الله. تلك السّلسلة السّباعية لا يفتأ يذكرها بانبساط مرّة وباقتضاب مرّة أخرى. أو يجمع بين انبساط وانقباض في السّياق ذاته أحيانا. وكلّ ذلك بحسب مقتضيات السّياقات. يتركّب ذلك السّلم في العادة الغالبة من قوم نوح ثمّ من قوم هود (عاد) ثمّ من قوم صالح (ثمود) ثمّ من قوم لوط وأحيانا بذكر عمّه إبراهيم عليه السّلام ثمّ من قوم مدين (شعيب) ثمّ من قوم موسى (بني إسرائيل ومختلف المفردات: فرعون ومن معه). الإصلاح سبيل النجاة - مصلحون. تلك هي أهمّ مركّبات تلك السّلسة التي اتخذها القرآن الكريم مثلا غالبا للتّكذيب المشفوع بالإهلاك. وقد تتغيّر بعض حلقات تلك السّلسلة ولكنّها تغيّرات طفيفة جدّا. كأن يتغيّر اسم القوم مثلا أو تعريجا على آخرين.
وما كان ربّك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون | من سنن الله في النفس والحياة - المجلس الأوروبي للأئمة
تاريخ الإضافة: 5/12/2017 ميلادي - 17/3/1439 هجري
الزيارات: 28464
♦ الآية: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: هود (117). الباحث القرآني. ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وما كان ربك ليهلك القرى ﴾ أَيْ: أهلها ﴿ بظلمٍ ﴾ بشركٍ ﴿ وأهلها مصلحون ﴾ فيما بينهم أَيْ: ليس من سبيل الكفَّار إذا قصدوا الحقَّ في المعاملة أن يُنزِّل اللَّهُ بهم عذاب الاستئصال كقوم لوطٍ عُذِّبوا باللِّواط وقوم شعيب عُذِّبوا ببخس المكيال. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ ﴾، أَيْ: لَا يُهْلِكُهُمْ بشركهم، ﴿ وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ ﴾، فيما بَيْنَهُمْ يَتَعَاطَوْنَ الْإِنْصَافَ وَلَا يَظْلِمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَإِنَّمَا يُهْلِكُهُمْ إِذَا تَظَالَمُوا. وَقِيلَ: لَا يُهْلِكُهُمْ بِظُلْمٍ مِنْهُ وَهُمْ مُصْلِحُونَ فِي أَعْمَالِهِمْ، وَلَكِنْ يُهْلِكُهُمْ بِكُفْرِهِمْ وَرُكُوبِهِمُ السَّيِّئَاتِ. تفسير القرآن الكريم
الإصلاح سبيل النجاة - مصلحون
د. محمد المجالي*
عظيم شأن هذا القرآن؛ هداية وإرشادا وإعجازا. فهو النور والهدى والروح والفرقان، والذكر والبركة والشفاء؛ ما من كلمة إلا في موضعها، وما من آية من آياته إلا وفي سياقها المكاني المباشر حيث مجموعة الآيات، وفي سياقها الكلي بانتمائها لتلك السورة، بل بعلاقتها بآيات القرآن كله. هذه آية من آخر سورة هود، السورة التي تحدثت عن قصص أقوام خاصين في مسألة التجبر والعتو والعناد، حيث كانت قصص نوح وهود وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى، عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام. وتميزت السورة ببيان العذاب الذي حل بقوم كل من هؤلاء الأنبياء، وختم مشهد العرض بقوله تعالى: "ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ * وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ * وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ" (هود، الآيات 100-102). فقد ظلمت هذه الأقوام أنفسها بتكذيبها وتجبرها عن اتباع الحق، فكان الأخذ الأليم الشديد، وما أسعفتهم آلهتهم التي عبدوها؛ فهي لا تملك من أمرها شيئا، ليكتشف الناس هذه الحقيقة ولكن بعد فوات الأوان.
الباحث القرآني
والحق سبحانه يقول هنا: { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ} [هود: 117]. أي: لا يتأتى، ويستحيل أن يهلك الله القرى بظلم؛ لأن مراد الظالم أن يأخذ حق الغير لينتفع به؛ ولا يوجد عند الناس ما يزيد الله شيئاً؛ لأنه سبحانه واهب كل شيء؛ لذلك فالظلم غير وارد على الإطلاق في العلاقة بين الخالق سبحانه وبين البشر. وحين يورد الحق سبحانه كلمة " القرى " ـ وهي أماكن السكن ـ فلنعلم أن المراد هو " المكين " ، مثل قول الحق سبحانه: { وَسْئَلْهُمْ عَنِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ ٱلْبَحْرِ} [الأعراف: 163]. وقوله الحق أيضاً: { وَسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ ٱلَّتِي كُنَّا فِيهَا} [يوسف: 82]. والحق سبحانه في مثل هاتين الآيتين؛ وكذلك الآية التي نتناولها الآن بهذه الخواطر إنما يسأل عن المكين. والله سبحانه يقول هنا: { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ ٱلْقُرَىٰ بِظُلْمٍ} [هود: 117]. أي: أنه مُنزَّه عن أن يهلكهم بمجاوزة حَدٍّ، لكن له أن يهلكهم بعدل؛ لأن العدل ميزان، فإن كان الوزن ناقصاً كان الخسران، ومن العدل العقاب، وإن كان الوزن مستوفياً كان الثواب. لماذا يجب المسارعة إلى معاقبة الظالم؟ وفي مجالنا البشرى؛ لحظة أن نأخذ الظالم بالعقوبة؛ فنحن نتبعه فعلاً؛ لكننا نريح كل المظلومين؛ وهذه هي العدالة فعلاً.
وهي كفيلة بالخلود في النّار. أليس هو مشهد بالصّوت والصّورة رأيناه وسمعناه وتعلّمنا منه أنّ الله سبحانه يعلم ونحن لا نعلم؟ بلى وربّ الكعبة. هل هناك بعد هذه القصّة زعم داحض أنّ الإنسان يأسى على ما فاته أو يموت كمدا على ما لم يغنم حتّى لو سعى إليه السّعي كلّه؟ ولكن ذلك لا ينفي الحزن الخفيف أو حتّى البكاء. ولكنّه لا يتحوّل إلى سخط على قضاء الله سبحانه أو رفض لقدره الغلاّب القاهر. هذا القانون (والله يعلم وأنتم لا تعلمون) لكم يسكب في النّفس من رضى وطمأنينة وسعادة غامرة وسكينة أحلى من الشّهد المصفّى وأزلّ من الماء الزّلال في ظمأة القائلات اللاّظية. من سلّم لله سبحانه فيما يريد سكب في فؤاده من الرّضى ما به تغدو الحياة كلّها وبما فيها من وقعات وسخطات مرفأ دافئا. ولكنّ ذلك لا يعني عدم إعمال الإرادة البشرية أو إحلال التواكل بدل التوكّل أو القعود بدل المقاومة. لا. الأمران يسيران جنبا إلى جنب. ثمّ يقضي سبحانه ما يريد ابتلاء لعبده هل يرضى أم يسخط. حتّى عندما تخفق حركات مجاهدة لاستعادة وطن سليب أو مقاومة لاستعادة تحرّر وسيادة أو عندما لا يظفر امرئ بفؤاد امرأة أحبّها من سويداء قلبه أو بشهادة سهر لأجلها اللّيالي فإنّ ذلك يظلّ محكوما ـ لنيل الرّضى وطرد اليأس والكفر ـ بهذا القانون الغلاّب (والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
القول في تأويل قوله تعالى: ( واجعلني من ورثة جنة النعيم ( 85) واغفر لأبي إنه كان من الضالين ( 86) ولا تخزني يوم يبعثون ( 87) يوم لا ينفع مال ولا بنون ( 88) إلا من أتى الله بقلب سليم ( 89))
يعني إبراهيم صلوات الله عليه بقوله: ( واجعلني من ورثة جنة النعيم) أورثني يا رب من منازل من هلك من أعدائك المشركين بك من الجنة ، وأسكني ذلك. ( واغفر لأبي) يقول: واصفح لأبي عن شركه بك ، ولا تعاقبه عليه ( إنه كان من الضالين) يقول: إنه كان ممن ضل عن سبيل الهدى ، فكفر بك. تفسير قوله تعالى: واجعلني من ورثة جنة النعيم. وقد بينا المعنى الذي من أجله استغفر إبراهيم لأبيه صلوات الله عليه ، واختلاف أهل العلم في ذلك ، والصواب عندنا من القول فيه فيما مضى ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع. وقوله: ( ولا تخزني يوم يبعثون) يقول: ولا تذلني بعقابك إياي يوم تبعث عبادك من قبورهم لموقف القيامة. ( يوم لا ينفع مال ولا بنون) يقول: لا تخزني يوم لا ينفع من كفر بك وعصاك في الدنيا مال كان له في الدنيا ، ولا بنوه الذين كانوا له فيها ، فيدفع ذلك عنه عقاب الله إذا عاقبه ، ولا ينجيه منه. وقوله: ( إلا من أتى الله بقلب سليم) يقول: ولا تخزني يوم يبعثون ، يوم لا ينفع [ ص: 366] إلا القلب السليم.
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الشعراء - الآية 85
وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) وقوله تعالى: "واجعلني من ورثة جنة النعيم" أي أنعم علي في الدنيا ببقاء الذكر الجميل بعدي وفي الآخرة بأن تجعلني من ورثة جنة النعيم.
[يوسف – 101]. من دعاء أيوب عليه السلام في القرآن: "أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ". [الأنبياء – 83]. انظر أيضًا: من أدعية الأنبياء
أدعية
أدعية نوح عليه السلام:
{رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا}. ص303 - كتاب موسوعة التفسير المأثور - واجعلني من ورثة جنة النعيم - المكتبة الشاملة. [نوح – 28]. {رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ}. [هود – 47]. {رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ} [المؤمنون – 29]. أدعية إبراهيم عليه السلام:
{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)}. [البقرة – 127-128]. {رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5)}.
تفسير قوله تعالى: واجعلني من ورثة جنة النعيم
وقد تقدم هذا المعنى. { إنه كان من الضالين} أي المشركين. و { كان} زائدة. قوله تعالى: { ولا تخزني يوم يبعثون} أي لا تفضحني على رؤوس الأشهاد، أو لا تعذبني يوم القيامة. وفي البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن إبراهيم يرى أباه يوم القيامة عليه الغبرة والقترة) والغبرة هي القترة. وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يلقى إبراهيم أباه فيقول يا رب إنك وعدتني إلا تخزيني يوم يبعثون فيقول الله تعالى إني حرمت الجنة على الكافرين) ""انفرد بهما البخاري رحمه الله. "" قوله تعالى: { يوم لا ينفع مال ولا بنون} { يوم} بدل من { يوم} الأول. أي يوم لا ينفع مال ولا بنون أحدا. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الشعراء - الآية 85. والمراد بقوله { ولا بنون} الأعوان؛ لأن الابن إذا لم ينفع فغيره متى ينفع؟ وقيل: ذكر البنين لأنه جرى ذكر والد إبراهيم، أي لم ينفعه إبراهيم. { إلا من أتى الله بقلب سليم} هو استثناء من الكافرين؛ أي لا ينفعه ماله ولا بنوه. وقيل: هو استثناء من غير الجنس، أي لكن { من أتى الله بقلب سليم} ينفعه لسلامة قلبه. وخص القلب بالذكر؛ لأنه الذي إذا سلم سلمت الجوارح، وإذا فسد فسدت سائر الجوارح. وقد تقدم في أول "البقرة" واختلف في القلب السليم فقيل: من الشك والشرك، فأما الذنوب فليس يسلم منها أحد؛ قال قتادة وابن زيد وأكثر المفسرين.
تفسير الجلالين { رب هب لي حكما} علما { وألحقني بالصالحين} النبيين. تفسير الطبري الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: { رَبّ هَبْ لِي حُكْمًا} يَقُول تَعَالَى ذِكْره مُخْبِرًا عَنْ مَسْأَلَة خَلِيله إِبْرَاهِيم إِيَّاهُ { رَبّ هَبْ لِي حُكْمًا} يَقُول: رَبّ هَبْ لِي نُبُوَّة. الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: { رَبّ هَبْ لِي حُكْمًا} يَقُول تَعَالَى ذِكْره مُخْبِرًا عَنْ مَسْأَلَة خَلِيله إِبْرَاهِيم إِيَّاهُ { رَبّ هَبْ لِي حُكْمًا} يَقُول: رَبّ هَبْ لِي نُبُوَّة. ' يَقُول: وَاجْعَلْنِي رَسُولًا إِلَى خَلْقك, حَتَّى تُلْحِقنِي بِذَلِكَ بِعِدَادِ مَنْ أَرْسَلْته مِنْ رُسُلك إِلَى خَلْقك, وَائْتَمَنْته عَلَى وَحْيك, وَاصْطَفَيْته لِنَفْسِك. يَقُول: وَاجْعَلْنِي رَسُولًا إِلَى خَلْقك, حَتَّى تُلْحِقنِي بِذَلِكَ بِعِدَادِ مَنْ أَرْسَلْته مِنْ رُسُلك إِلَى خَلْقك, وَائْتَمَنْته عَلَى وَحْيك, وَاصْطَفَيْته لِنَفْسِك. ' تفسير القرطبي قوله تعالى: { رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين} { حكما} معرفة بك وبحدودك وأحكامك؛ قاله ابن عباس. وقال مقاتل: فهما وعلما؛ وهو راجع إلى الأول. وقال الكلبي: نبوة ورسالة إلى الخلق.
ص303 - كتاب موسوعة التفسير المأثور - واجعلني من ورثة جنة النعيم - المكتبة الشاملة
[الممتحنة – 4-5]. {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ}. [الصافات – 100]. {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41)}. [إبراهيم – 40-41]. {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85)}. [الشعراء – 83-85]. انظر أيضًا: أدعية الأنبياء
أدعية موسى عليه السلام:
{رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي}. [القصص – 16]، ومن دعائه كذلك: {رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ}. [القصص – 17]. {رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28)}. {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}. [القصص – 24]. انظر أيضًا: أدعية الأنبياء في القرآن الكريم
الأنبياء عليهم السلام
كان هذا ختام موضوعنا حول أدعية القرآن الكريم من دعاء الأنبياء عليهم السلام، قدمنا خلال هذه المقالة بعض الأدعية التي وردت عن الأنبياء عليهم السلام في القرآن الكريم، والذي تجدر الإشارة إليه هنا هو هذا التأدب مع الله تعالى في الدعاء وهذه ال حكمة الشديدة في اختيار الأدعية وانتقاء الكلمات والدعاء إلى الله تعالى بمنتهى الجلال والكمال، سبحان مَنْ علَّم هؤلاء المصطفين الأخيار الكلام والكمال، فجعلهم هدًى للناس أجمعين، فاللهم اجعلنا ممن يحبون أنبياءك، واجعلنا ممن ينالون شرف رؤيتهم في الآخرة بإذنك الكريم.
وقال سعيد بن المسيب: القلب السليم الصحيح هو قلب المؤمن؛ لأن قلب الكافر والمنافق مريض؛ قال الله { في قلوبهم مرض} البقرة 10 وقال أبو عثمان السياري: هو القلب الخالي عن البدعة المطمئن إلى السنة. وقال الحسن: سليم من آفة المال والبنين. وقال الجنيد: السليم في اللغة اللديغ؛ فمعناه أنه قلب كاللديغ من خوف الله. وقال الضحاك: السليم الخالص. قلت: وهذا القول يجمع شتات الأقوال بعمومه وهو حسن، أي الخالص من الأوصاف الذميمة، والمتصف بالأوصاف الجميلة؛ والله أعلم. وقد روي عن عروة أنه قال: يا بني لا تكونوا لعانين فإن إبراهيم لم يلعن شيئا قط، قال الله { إذ جاء ربه بقلب سليم} الصافات 84. وقال محمد بن سيرين: القلب السليم أن يعلم أن الله حق، وأن الساعة قائمة، وأن الله يبعث من في القبور. وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير) يريد - والله أعلم - أنها مثلها في أنها خالية من ذنب، سليمة من كل عيب، لا خبرة لهم بأمور الدنيا؛ كما ""روى أنس بن مالك"" قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكثر أهل الجنة البله) وهو حديث صحيح. أي البله عن معاصي الله. قال الأزهري: الأبله هنا هو الذي طبع على الخير وهو غافل عن الشر لا يعرفه.