وقد ذكر بعض الشراح وجوها للمثل المضروب في الحديث لم يرتضها آخرون، قال ابن حجر: ومن زعم أن موقع التشبيه من جهة كون النخلة إذا قطع رأسها ماتت، أو أنها لا تحمل حتى تلقح، أو أنها إذا غرقت ماتت، أو أن لطلعها رائحة كمني الآدمي، أو أنها تعشق فكلها أوجه ضعيفة، إذ كل ذلك مشترك في الآدميين لا يختص بالمسلم، وأضعف منه زعم أنها خلقت من فضلة طينة آدم، فإنه حديث لم يثبت، وفيه رمز إلى أن تشبيه الشيء بالشيء لا يلزم منه كونه نظيره من كل وجه فإن المؤمن لا يماثله شيء من الجماد ولا يعادله.
- شرح حديث مثل المؤمن كمثل خامة الزرع
- حديث مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن
- حديث مثل المؤمنين
- ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا | موقع نصرة محمد رسول الله
- فصل: باب ما يستحب من اتخاذ الفراش للضيف:|نداء الإيمان
- ملتقى الشفاء الإسلامي - من آداب المعلم: التراجع عن الخطأ وعدم ظلم المتعلمين
شرح حديث مثل المؤمن كمثل خامة الزرع
- مَثَلُ المُؤْمِنِ كَمَثَلِ خامَةِ الزَّرْعِ يَفِيءُ ورَقُهُ مِن حَيْثُ أتَتْها الرِّيحُ تُكَفِّئُها، فإذا سَكَنَتِ اعْتَدَلَتْ، وكَذلكَ المُؤْمِنُ يُكَفَّأُ بالبَلاءِ، ومَثَلُ الكافِرِ كَمَثَلِ الأرْزَةِ صَمَّاءَ مُعْتَدِلَةً حتَّى يَقْصِمَها اللَّهُ إذا شاءَ.
حديث مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن
إخوة الإيمان: هذه قطرات من بحار المعاني الجليلة التي تضمنها هذا الحديث الشريف، في بيان فضل المؤمن وكرمه بتشبيهه بالنخلة. فمن كانت هذه الصفات فيه، فليحمد لله، وليسأل الله من فضله، ومن كان عارياً من شيء منها، فليجتهد في إصلاح نفسه وتقويمها وتكمليها. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين. باب مثل المؤمن كالزرع، ومثل الكافر كشجر الأرز - حديث صحيح مسلم. أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية:
فإن من المناسب أن أختم هذه الخطبة ببعض التنبيهات المناسبة لموضوعها، فمنها: أن بعض الناس إذا مرّ به ذكر المقارنة بين المسلمين والكفار، انطلق لسانه بمدح الكفار، والثناء عليهم، والإعجاب بهم، وانطلق لسانه بثلب المسلمين وذمهم، وذكر معايبهم، ولا شك أن هذا غلط عظيم، فالمؤمن مهما كان عنده من النقص، فهو خير من ملء الأرض من الكفار، من اليهود والنصارى والوثنيين والملاحدة، ولا يستوي عند الله عبد كافر، وعبد مسلم، ولو كان في المسلم نقص كبير. ومن التنبيهات: أن بعض الكتاب، وبعض الطلاب في المدارس، يرددون في بعض المناسبات حديث: " أكرموا عمتكم النخلة، فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم ". وهذا حديث لا تصح نسبته لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فراويه مسرور بن سعيد متهم بالكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
حديث مثل المؤمنين
لم تحظ شجرة في الذكر بما حظيت به النخلة، فهي مرتبطة في الذهنية العربية قبل الإسلام وبعده، وهي حاضرة في القرآن والسنة، فذكرت في القرآن أكثر من إحدى وعشرين مرة، وأما الأحاديث فقد وردت في أكثر من ثلاثمائة مرة، وهذا احتفاء ظاهر بهذه الشجرة، لأنها ترمز للعطاء والخير والبركة، ومن صور ورودها في السنة ورودها مضرب مثلٍ للمؤمن وبركته، واتصال منافعه. حديث مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن. في صحيح البخاري عن ابن عمر ، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدثوني ما هي » فوقع الناس في شجر البوادي قال عبد ال له: ووقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييت، ثم قالوا: حدثنا ما هي يا رسول الله قال: « هي النخلة ». وقد روى ابن حبان عن أبي رزين مرفوعا: « مثل المؤمن مثل النخلة: لا تأكل إلا طيباً، ولا تضع إلا طيباً ». من وجوه الشبه بين النخلة والمسلم في:
كثرة خيرها ودوام ظلها وطيب ثمارها ووجوده على الدوام فانه من حين يطلع ثمارها لا يزال يؤكل منه حتى ييبس ويتخذ منه منافع كثيرة ومن خشبها وورقها وأغصانها فتستعمل جذوعا وحطبا وعصيا ومخاصر وحصرا وحبالا وأواني وغير ذلك ثم آخر شيء منها نواها فينتفع به علفا للابل ثم جمال نباتها وحسن هيئة ثمرها فهي منافع كلها وخير وجمال كما أن المؤمن خير كله من كثرة طاعاته ومكارم أخلاقه فيواظب على صلاته وصيامه وقراءته وذكره وصدقة والصلة وسائر الطاعات وغير ذلك وهو دائم كما تدوم أوراق النخلة فيها فهذا هو الصحيح في وجه التشبيه.
وهكذا يكون المؤمن بإيمانه راضٍ عن أقدار ربه، لا يهلكه الابتلاء، بل يزيده قربا من الله، كالنبتة الغضة الطرية لا تقتلعها الرياح لرطوبتها ولينها، بل تتمايل مع الريح، متعايشة مع ظروف الحياة من حولها، تميل لكنها لا تسقط، وكذلك المؤمن يبتلى ويمتحن لكنه لا يسقط، والمنافق يجمع له المتعة والعافية في الدنيا، فإذا أخذه الله كانت أخذة غضب، فيهلكه الله مرة واحدة.
324- حدثنا أبو شعيب مسلم بن أبي مسلم الحراني، حدثني أبي، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن، عن علي بن عروة، عن عبد الملك، عن عطاء، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من السنة أن يشيع الضيف إلى باب الدار».. باب إكرام الشيوخ وتوقيرهم: 325- حدثنا أحمد بن ملاعب البغدادي، حدثنا يعقوب بن إبراهيم الزهري، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا». ملتقى الشفاء الإسلامي - من آداب المعلم: التراجع عن الخطأ وعدم ظلم المتعلمين. 326- حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، حدثنا خالد بن خداش، حدثنا ابن وهب، عن أبي صخر، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يوقر كبيرنا، ويرحم صغيرنا». 327- حدثنا أبو بدر عباد بن الوليد الغبري، وعبد الله بن أحمد الدورقي قالا: حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا سعيد بن ذون التغلبي، قال: كنت عند أنس بن مالك فسمعته يقول: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم ثماني حجج، فقال لي: «يا أنس، وقر الكبير، وارحم الصغير ترافقني يوم القيامة». 328- حدثنا عبد الله بن إبراهيم الدورقي، حدثنا خالد بن خداش، حدثنا زائدة أبو معاذ، صديق حماد بن زيد، حدثنا ثابت البناني، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يوقر كبيرنا، ويرحم صغيرنا».
ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا | موقع نصرة محمد رسول الله
ابو معاذ المسلم
11-07-2021 01:15 AM
من آداب المعلم: التراجع عن الخطأ وعدم ظلم المتعلمين
بدر بن جزاع بن نايف النماصي
عدم ظلم المتعلم:
فالظلم ظلمات يوم القيامة، وليس من صفات المعلم والمربي المسلم، أن يكون ظالِمًا لمن هم دونه من المتعلمين، والمعلم هو أحق الناس وأَولاهم بإقامة العدل والإنصاف، وترك عقوبة المتعلم، وقد نقل المصنف - رحمه الله - قول جعفر بن محمد: "لأن أندم على العفوِ، أحبُّ إلي من أن أندم على العقوبة، كان يقال لي: أولى الناس بالعفو أقدرُهم على العقوبة، وأنقص الناس عقلاً مَن ظلم مَن هو دونه"[1]. • اشتراط سن الأربعين للمعلم، إلا عند الحاجة:
وهي السن التي بعث فيها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وكثير من الأنبياء قبله، وفيها يكمل العقل، وتشتد القوى؛ قال ابن مفلح - رحمه الله -: "والأولى لا يحدث حتى أن يتم له أربعون سنةً"، واستثنى استثناءً من هذه القاعدة فقال: "إلا أن يحتاج إليه؛ فقد حدَّث بُندارٌ وله ثلاث عشرة سنةً، وحدث البخاري وما في وجهه شعرة" [2]. • عدم التقدم بالحديث بين يدي مَن هم أعلم وأكبر منه، وعدم الإجابة على سؤال طرح على غيره:
جاء في حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من لم يرحَمْ صغيرنا، ويوقِّرْ كبيرنا))[3]، وقد قال ابن مفلح - رحمه الله -: "ويكره أن يحدث بحضرة مَن هو أسنُّ منه أو أعلم، فقد كان الشعبي إذا حضر مع إبراهيم لم يتكلَّم إبراهيم، وقال سفيان الثوري لسفيان بن عيينة: ما لك لا تحدِّث؟ فقال: أما وأنت حيٌّ فلا، وقال سمرة بن جندب: لقد كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلامًا، فكنت أحفظ عنه، فما يمنعني من القول إلا أن ها هنا رجالاً هم أسنُّ مني؛ متفق عليه" [4].
فصل: باب ما يستحب من اتخاذ الفراش للضيف:|نداء الإيمان
314- حدثنا علي بن حرب، حدثنا حفص بن عمر بن حكيم دلني عليه إسماعيل بن زبان حدثنا عمرو بن قيس الملائي، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة غرفا، إذا كان ساكنها فيها لم يخف عليه ما خلفه، وإذا خرج منها لم يخف عليه ما فيها». قيل: لمن هي يا رسول الله؟ قال: «لمن أطاب الكلام، وواصل الصيام، وأطعم الطعام، وأفشى السلام، وصلى بالليل والناس نيام». 315- حدثنا العباس بن عبد الله الترقفي، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي، حدثنا سفيان الثوري، عن داود بن أبي هند، قال: قلت للحسن: أفي الطعام إسراف؟ قال: أو في الطعام إسراف؟ 316- حدثنا عبد الله بن أبي سعد، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا عثمان بن محمد الجمحي، حدثنا محمد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أطعموا الطعام، واضربوا الهام؛ تورثون الجنان». فصل: باب ما يستحب من اتخاذ الفراش للضيف:|نداء الإيمان. 317- حدثنا يعقوب بن إسحاق القلوسي، حدثنا يعقوب بن إبراهيم الزهري، حدثنا إبراهيم بن جعفر، عن سعد بن سعيد، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأكل وحده. 318- حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الختلي، حدثنا أبو طاهر أحمد بن عمرو بن السرح، حدثنا أبو عمرو، عن حيان بن أبي عطاء، عن وهب بن عبد الله الكعبي، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أطعم أخاه حتى يشبعه، وسقاه حتى يرويه، بعده من النار سبعة خنادق، ما بين كل خندقين مسيرة مائة عام».. باب حق الضيافة وتوقيتها: 319- حدثنا سعدان بن يزيد البزار، حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، حدثنا سفيان، عن منصور، عن الشعبي، عن المقدام بن معدي كرب أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليلة الضيف حق واجب، فمن أصبح بفنائه فهو دين له، إن شاء اقتضى، وإن شاء ترك».
ملتقى الشفاء الإسلامي - من آداب المعلم: التراجع عن الخطأ وعدم ظلم المتعلمين
يحق لك أخى المسلم الإستفادة من محتوى الموقع فى الإستخدام الشخصى غير التجارى
المشاهدات: 322, 348, 907
• عدم الانكسار والتراجع عند وقوع الخطأ والعمل على تلافيه في المستقبل:
فالمعلم الذي لا يعمل لن يقع عنده الخطأ بسبب عدم العمل، ولن يوجد بعده علم ينتفع به؛ قال ابن مفلح - رحمه الله -: "وقال البويطي: سمعت الشافعي يقول: قد ألفت هذه الكتب ولم آلُ فيها، ولا بد أن يوجد فيها الخطأ؛ إن الله تعالى يقول: ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]"[8]. وقال أيضًا في موضع آخر: "وقال عبدالرحمن بن مهدي: من يبرِّئ نفسه من الخطأ، فهو مجنون، وقال مالك: ومن ذا الذي لا يخطئ؟! "[9]. ويجب أن يوقِنَ المعلمُ أشدَّ اليقين أن العمل كلما زاد نفعُه تخلَّلَتْه بعض الأخطاء التي تعمل على تمحيص هذا العمل شيئًا فشيئًا، حتى تخلِّصَه من كل الشوائب التي قد تُفسِد العمل مستقبلاً، ويجب على المعلم أن يعلم أنه ما دام يعمل فلا بد من أن يقع في الخطأ، بخلاف ذاك المعلم الذي ليس له نتيجة تذكر، وسرعان ما تنساه الأجيال؛ لأنه لم يقدم لهم. [1] (المرجع السابق): ج1 ص247. [2] (المرجع السابق): ج2. ص 243. [3] الترمذي، محمد بن عيسى الترمذي. سنن الترمذي (مرجع سابق) باب: ما جاء في رحمة الصبيان.