«اللهم أخرجني من ظلمات الوهم وأكرمني بنور الفهم وافتح عليَّ بمعرفة العلم وحسن أخلاقي بالحلم، وحبب إلى قلبي وعقلي ونفسي وكل جوارحي القراءة والدراسة والتعلم والمطالعة، اللهم ألهمني علمًا أعرف به أوامرك وأجتنب به نواهيك، وارزقني بلاغة فهم النبيين وفصاحة حفظ المرسلين، وسرعة إلهام الملائكة المقرّبين، وعلّمني أسرار حكمتك يا حي يا قيوم». «اللهم أكرمني بجودة الحفظ وسرعة الفهم وثبات العقل والذهن والذاكرة بحق قولك: (الرَّحْمَـنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ، الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ)، وبحق (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)، وبحق (سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَى، إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى)، وبحق (فَفَهَّمناها سُلَيمانَ وَكُلًّا آتَينا حُكمًا وَعِلمًا)».
اللهم لاسهل الا ماجعلته سهلا دعاء مكتوب – المنصة
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا..
«اللهم لك الحمد يا من علم الأنبياء والمرسلين، اللهم لك الحمد يا من علم الملائكة المقربين، اللهم لك الحمد يا من علم العلماء العاملين، اللهم لك الحمد يا من علّم الأولياء والصالحين، اللهم يا مؤنس كل وحيد ويا صاحب كل فريد ويا قريبًا غير بعيد ويا شاهدًا غير غائب ويا غالبًا غير مغلوب صلِ على سيدنا محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأميّ وعلى آله وصحبه وسلّم تسليمًا كثيرًا». «اللهم يا من قلت وقولك الحق (وَعَلَّمناهُ مِن لَدُنّا عِلمًا)، ارزقني من لدنك علمًا يقربني إليك، اللهم يا من قلت وقولك الحق (وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّـهُ)، اجعلني من عبادك المتقين، وعلمني ما ينفعني وانفعني بما علمتني وزدني علمًا وعملًا وفقهًا وإخلاصًا في الدين». «اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماضٍ فيَّ حكمك عدلٌ فيَّ قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تفتح عليَّ فتوح العارفين بحكمتك وأن تنشر عليَّ من خزائن رحمتك وذكرني من العلم ما نسيت يا فتاح يا عليم يا خبير يا حكيم يا ذا الجلال والإكرام سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم عدد كل حرف كُتِبَ ويُكتَبُ إلى أبد الآبدين ودهر الداهرين يا أرحم الراحمين يا رب العالمين».
الإفـلاس الحقيقـي
من هو المفلس؟
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة
والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبد الله الصادق الأمين، وعلى آله
وصحبه أجمعين، وعلى النابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد:
فهذا سؤال أوجهه إلى الفقراء والأغنياء، إلى العلماء
وطلبة العلم، إلى العامة والخاصة، إلى كافة فئات المجتمع، بل إلى كل مسلم ومسلمة،
وهذا السؤال لم أكن بمبتدع له، ولا أول مخترع له، بل إن لي فيه قدوة وأسوة من صاحب
الشريعة الغراء – عليه الصلاة والسلام-؛ فإنه قد وجه هذا السؤال إلى أفضل البشرية
جمعاء، فقال مخاطباً إياهم: ( أتدرون من المفلس ؟! ) فكانت إجابتهم المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع؛ فبين لهم من المفلس الحقيقي،
فقال: ( إن المفلس من أمتي من
يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك
دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل انقضاء
ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار 1
–
نسأل الله العافية والسلامة-.
فصل: المفلس:|نداء الإيمان
ولئن كان الإنسان في الدنيا يبذل جهده ليحمي ماله ويحفظ نفسه من الفلس، فإن طالب النجاة أولى أن يحمي حسناته من الضياع يوم القيامة وألا يكون من المفلسين يوم الدين. يوم العدل المطلق:
أيها الأحبة.. المفلس يوم القيامة هو من يأتي بلا. إن هذه الحياة دار سعي وعمل، وإن الآخرة دار حساب وجزاء، وإن يوم القيامة هو يوم العدل المطلق، فيه توفى الحقوق وتسترد المظالم { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ}(آل عمران:30)، { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ}(الأنبياء:47). يقول النبي صلى الله عليه وسلم: [ لَتُؤَدُّنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجَلحاء من الشاة القَرناء](رواه مسلم). وروى أحمد والطبراني بسند صحيح عن أبي ذر قال: [ رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم شاتين تنتطحان، فقال: يا أبا ذر أتدري فيما تنتطحان؟ قلت: لا، قال: ولكن ربك يدري، وسيقضي بينهما يوم القيامة]. وفي المسند عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ يقتص الخلق بعضهم من بعض، حتى الجماء من القرناء، وحتى الذّرة من الذرة].
الحسنات نفذت، وما زال هنالك من الخصماء الذين أساء إليهم واعتدى عليهم قيد حياته من لم يأخد حقه منه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ، قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ). يأُخذ من خطايا الخصماء وسيئاتهم، فتطرح عليه كلها فلا يستطيع لها دفعا، ولا منها فكاكا ولا هربا، ثم يطرح في النار. وهذا هو الإفلاس الحقيقي، هو ضياع أجر الأعمال بظلم الآخرين والاعتداء عليهم. الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. هذا حديث عظيم ورد عن النبي الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه ليبين لنا مقدار حقوق العباد على بعضها البعض. من هو المفلس يوم القيامة. فحقوق العباد معاشر الصالحين والصالحات لا تسقط بطاعة ولا استغفار، وإنما هي متوقفة على التحلل منها. لذلك يجب على كل مسلم البدار إلى محاسبة نفسه ما دام في زمن الإمهال، وذلك بأن يتوب توبة نصوحا ويتدارك ما فرَط منه من تقصير في فرائض الله عز وجل، وأن يبادر إلى رد المظالم إلى أهلها الذين ظلمهم واعتدى عليهم، إما بلسانه أو يده أو سطوته ومنصبه. يجب على كل مسلم البدار إلى محاسبة نفسه من قبل أن يأتي يوم يرى فيه صحيفه خالية من حسنات طال فيها تعبه واجتهاده؟ فيقول: أين حسناتي؟ فيقال له: نقلت إلى صحيفة خصمائك، ويرى صحيفته مشحونةً بسيئات لم يقترفها، فيقول: يا رب هذه سيئات ما عملتها قط!!