دعاء يعقوب انما اشكو بثي وحزني الى الله
قال تعالى: (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ الآية 86 من سورة يوسف
تفسير الميسر قال يعقوب مجيبًا لهم: لا أظهر همِّي وحزني إلا لله وحده، فهو كاشف الضرِّ والبلاء، وأعلم من رحمة الله وفرجه ما لا تعلمونه. دعاء انما اشكو بثي وحزني الي الله
رب، إليك بثى وإليك حزنى:. ربى إنى أشكو إليك حالى وأشكو لك منى. فكن يارباه سندى وعونى. وباعد بين هوى نفسى وبينى. وتب على من سوء التمنى. رباه ألا تعفو؟ ألا تصفح مولاى عنى؟
ألم تكن مولاى دوما بى رؤوفا؟
ومن قبل دوما عند حسن ظنى؟
ربى صرت أحمل همى فى قلبى. و لن أبوح به إلا إليك ربى. ولن أشكو ولن أجزع. وكيف ذاك وأنت حسبى!! ألست أنت بكافى روحى؟
ألست أنت خلقت نفسى؟
ألست أنت ألست ربى؟
ربى إن لم تصبرنى وتصيرنى مع من يدعونك بالغداة والعشى..
يريدون وجهك لا تعد دوما عيناهم عنك..
لا يريدون الحياة الدنيا وزينتها. فإلى من ترسلنى وإلى أى مكان تصيرنى وبرفقة من ستؤينى؟
ربى إن أنا تركت عيناى تعد عنك وعن طاعتك. فإلى من أعد وإلى من أتقرب وإلى من أقدم له طاعتى؟
وأبعث إليه بأنينى وشكوتى؟
ربى إن لم تخلصنى من زينة الحياة الدنيا.
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة يوسف - الآية 86
- {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} | حروفي المتطايرة
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة يوسف - الآية 86
[2]
تفسير إنما أشكو بثي وحزني إلى الله
ورد في سورة يوسف قوله تعالى: ""قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ"، حيث أنَّ النبي يعقوب توجه إلى الله تعالى بالدعاء وشكى له همَّه وكُربته وحزنه بسبب ضياع يوسف وبنيامين، وقد عُرف النبي يعقوب أنَّه كان شديد حُسن الظن بالله تعالى، فلم تأتيه مُصيبة أو بلاء إلَّا وكان مُحسن الطن بالله تعالى، أمَّا قوله أعلم من الله ما لا تعلمون فالمقصود به أنَّه يعلم أنَّ رؤيا النبي يوسف -عليه السلام- التي رواها لوالده هي رُؤيا صادقة وصحيحة، والله أعلم. [3]
الشكوى إلى الله
إنَّ الشكوى إلى الله تعالى واللجوء إليه والتضرع و الدعاء له وسُؤاله أن يكشف سوء الحال أو الحزن أو الغم هو أمرٌ مشروع في الإسلام، حيث أنَّه أمرٌ وارد في العديد من الآيات القرآنية ومنها قوله تعالى: " قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ " [4] ، وكذلك هو أمرٌ وارد عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، حيث ورد عنه أنَّه كان يشكو ضعفه وقلّة حيلته إلى الله تعالى، وعلى ذلك فإنّ الشكوى لله تعالى هو أمر جائز ولا حرج فيه على أن تكون هذه الشكوى ليس فيها تذمّر أو ضجر من قضاء الله تعالى وحُكمه، والله أعلم.
{قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} | حروفي المتطايرة
قال: أيها الملك الطيب ريحه ، الطاهر ثيابه ، الكريم على ربه ، فما أعطي على ذلك؟ قال: أجر سبعين شهيدا. وفي تفسير الكشاف: إني لا أشكو إلى أحد منكم ومن غيركم، إنما أشكو إلى ربي داعيا له وملتجئا إليه، فخلوني وشكايتي، وهذا معنى توليه عنهم، أي: فتولى عنهم إلى الله والشكاية إليه، وقيل: دخل على يعقوب جار له فقال: يا يعقوب، قد تهشمت، وفنيت، وبلغت من السن ما بلغ أبوك! فقال: هشمني وأفناني ما ابتلاني الله به من هم يوسف، فأوحى الله إليه: يا يعقوب، أتشكوني إلى خلقي؟ قال: يا رب، خطيئة أخطأتها فاغفر لي، فغفر له، فكان بعد ذلك إذا سئل قال: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ،
أيها المسلمون
لا تخلو هذه الحياة من كثير من المصائب والمحن والبلايا التي تصيب الإنسان ، فهذا يبتلى في إعاقة نفسه أو ولده، وذاك في ماله، وآخر في صحته، وآخر في راحته وباله، وآخر في تعسر زواجه، وهذا في طلاقه، وهذا في عقمه وحرمانه من الذرية، وذاك في فراق أهله وأحبته. وهنا لا يجد المرء المبتلى أمامه سوى شكوى يرفعها إلى ربه بكلتا يديه الضعيفتين لعلها تخفف عن نفسه، فقد شاء المولى تبارك وتعالى أن يبتلي عباده كي يسمع شكواهم إليه، فالشكوى إلى الله هي من حقيقةِ التوحيد ،وهي من دلائلِ الإيمان ، وأنَّ العبدَ مُتعلقٌ بما يُمكنُ أنْ يكونَ سببًا في فلاحهِ ونجاحهِ، وفيها استغاثتهُ بمَن يُغيثهُ حقيقة، واستعانتهُ بمَن يُعينهُ حقيقةً، وكان عمر -رضي الله تبارك وتعالى عنه- يقرأُ في صلاة الفجر هذه الآية العظيمة: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} ويبكي حتى يُسمعَ نشيجُهُ من آخرِ الصفوف.
ا لخطبة الأولى ( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ)
الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.