إن القارئ لكتاب أبي منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي (ت 429 هـ) (فقه اللغة وسر العربية) يلحظ ان مصطلح فقه اللغة عندهُ علمٌ خاص بفقه وفهم المفردات. وتمييزُ مجالاتها واستعمالاتها الخاصة والاهتمام بالفروق الدقيقة بين معانيها ، إذ قسم كتابه الذي اقتفى آثار ابن فارس في تصنيفه وتسميته فضلاً عن نقله لأبواب بأكملها دون تغيير (1) على قسمين ، سُميَ القسمُ الأول بـ (فقه اللغة) فيه
ص19
ثلاثون بابا وكل باب قسم على فصول عدة ، وهذا القسم ومن حيث التصنيف عد معجما من نوع خاص جمعت فيه الالفاظ التي تتصل بموضوع واحد ، وقد رتبت مادته العلمية حسب موضوعاتها ، بدأ ذلك بباب الكليات وهي الكلمات التي صاحبتها في التفسير كلمة " كل " لذلك قالو: كل ما علاك واظلك فهو سماء ، كل ارض مستوية فهي صعيد ، وكل حاجز بين شيئين فهو موبق ، وكل بناء مربع فهو كعبة (2). وقد ترجم هذه الفكرة عنه بشكل واضح ابن خلدون في مقدمته حيث قال:
" ثم لما كانت العرب تضع الشيء لمعنى على العموم ثم تستعمل في الامور الخاصة الفاظا اخرى خاصة بها فرق ذلك عندنا بين الوضع والاستعمال واحتاج الناس الى فقه في اللغة عزيز المآخذ كما وضع الابيض بالوضع العام لكل ما فيه بياض ثم اختص ما فيه بياض من الخيل بالأشهب ومن الانسان بالأزهر ومن الغنم بالأملح حتى صار استعمال الابيض في هذه كلها لحنا وخروجا عن لسان العرب واختص بالتأليف في هذا المنحنى الثعالبي وافرده في كتاب له اسماءه " فقه اللغة " " (3).
فقه اللغة للثعالبي Pdf الوقفية
فقه اللغة للثعالبي: الأوائل (الجزء 2) - YouTube
كتاب فقه اللغة للثعالبي
ولا شكّ في أنّ علماء اللّغة عندما ألّفوا كتبا في هذا المعنى سمّوها فقها إنّما كانوا واعين بهذه المشكلة. وعلى العموم فكلّ ما يؤلّف من قواميس تعتني بالمركّبات من المركّب الجزئي إلى الجملة في الأمثال وغيرها من العبارات المجهَّزة يدخل في هذا الفنّ. مراجع [ عدل]
وصلات خارجية [ عدل]
ألكسو
كتاب
شبكة مشكاة الإسلامية
معاجم
منتديات تكنولوجيا العين الذهبية
[1]
قال ابن فارس في مقدمة كتابه الصاحبي:
" ان لعلم العرب اصلا وفرعا، اما الفرع فمعرفة الاسماء والصفات كقولنا، " رجل " و " فرس " و " طويل " و" قصير ". كتاب فقه اللغة للثعالبي. وهذا هو الذي يبدأ به عند التعليم ، واما الاصل فالقول على موضوع اللغة واوليتها ومنشئها ثم على رسوم العرب في مخاطبتها وما لها من الافتنان تحقيقا ومجازا والناس في ذلك رجلان: رجل شغل بالفرع فلا يعرف غيره ، واخر جمع الامرين معا ، وهذه هي الرتبة العليا ، لان بها يعلم خطاب القران والسنة وعليها يعول اهل النظر والفتيا وذلك ان طالب العلم العلوي يكتفي من سماء " الطويل " باسم الطويل ولا يضيره ان لا يعرف " الاشق " و " الامق " وان كان في علم ذلك زيادة فضل وانما لو يضره خفاء ذلك عليه لانه لا يكاد يجد منه في كتاب الله جل ثناؤه فيحوج الى كلمة " (5). اما الثعالبي قال في مقدمة مصنفة: " فان من احب الله احب رسوله المصطفى " صلى الله عليه واله وسلم " ومن احب الرسول احب العرب ، ومن احب العرب احب اللغة
ص21
العربية التي نزل بها افضل الكتب على أفضل العرب والعجم ، ومن أحب العربية عُني بها ، وثابر عليها ، وصرف همته إليها... إذ هي أداة العلم ، ومفتاح التفقُه في الدين ، وسببُ إصلاح المعاش والمعاد) (6).