قلت: ما ذاك بكثير ، جائزة ملك الدنيا لمن هو أولى بالخلافة منه. قال مصعب الزبيري: هاجر جعفر إلى الحبشة ؛ فولدت له أسماء ؛ عبد الله ، وعونا ومحمدا. إسماعيل بن عياش: عن هشام بن عروة ، عن أبيه: أن عبد الله بن جعفر وابن الزبير بايعا النبي - صلى الله عليه وسلم - وهما ابنا سبع سنين ، فلما رآهما النبي - صلى الله عليه وسلم - تبسم ، وبسط يده ، وبايعهما. محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب ، عن الحسن بن سعد ، عن عبد الله [ ص: 458] ابن جعفر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتاهم بعد ما أخبرهم بقتل جعفر بعد ثالثة ، فقال: لا تبكوا أخي بعد اليوم. ثم قال: ائتوني ببني أخي ، فجيء بنا كأننا أفرخ ، فقال: ادعوا لي الحلاق. فأمره ، فحلق رءوسنا ، ثم قال: أما محمد ؛ فشبه عمنا أبي طالب ، وأما عبد الله ؛ فشبه خلقي وخلقي. ثم أخذ بيدي ، فأشالها. ثم قال: اللهم اخلف جعفرا في أهله ، وبارك لعبد الله في صفقته. قال: فجاءت أمنا ، فذكرت يتمنا. فقال: العيلة تخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة ؟. رواه أحمد في " مسنده ". وروى أيضا لعاصم الأحول ، عن مورق العجلي ، عن عبد الله بن جعفر ، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قدم من سفر ، تلقي بالصبيان من أهل بيته ، وإنه قدم مرة من سفر ، فسبق بي إليه ، فحملني بين يديه ، ثم جيء بأحد ابني فاطمة ، فأردفه خلفه ، فدخلنا المدينة ثلاثة على دابة.
- عبد الله بن جعفر بن ابي طالب واليتامي
- عبد الله بن جعفر بن ابي طالب بالشجاعه في فراش النبي
- عبد الله بن جعفر بن ابي طالب عليه السلام
- عبد الله بن جعفر بن ابي طالب عود الاراك
عبد الله بن جعفر بن ابي طالب واليتامي
[ ص: 456] عبد الله بن جعفر ( ع)
ابن أبي طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم. السيد العالم ، أبو جعفر القرشي الهاشمي ، الحبشي المولد ، المدني الدار ، الجواد بن الجواد ذي الجناحين. له صحبة ورواية ، عداده في صغار الصحابة. استشهد أبوه يوم مؤتة فكفله النبي - صلى الله عليه وسلم - ونشأ في حجره. وروى أيضا عن عمه علي ، وعن أمه أسماء بنت عميس. حدث عنه: أولاده إسماعيل ، وإسحاق ، ومعاوية ، وأبو جعفر الباقر ، وسعد بن إبراهيم ، والقاسم بن محمد ، وابن أبي مليكة ، والشعبي ، وعروة ، وعباس بن سهل بن سعد ، وعبد الله بن محمد بن عقيل ، وآخرون. وهو آخر من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحبه من بني هاشم. وله وفادة على معاوية ، وعلى عبد الملك. وكان كبير الشأن ، كريما ، جوادا ، يصلح للإمامة. [ ص: 457] مهدي بن ميمون: حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب ، عن الحسن بن سعد ، عن عبد الله بن جعفر ، قال: أردفني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم خلفه ، فأسر إلي حديثا لا أحدث به أحدا ، فدخل حائطا ، فإذا جمل ، فلما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - حن ، وذرفت عيناه. ضمرة بن ربيعة ، عن علي بن أبي حملة ، قال: وفد عبد الله بن جعفر على يزيد ، فأمر له بألفي ألف.
عبد الله بن جعفر بن ابي طالب بالشجاعه في فراش النبي
وهو آخر من رأى النبي وصحبه من بني هاشم. كان يمارس التجارة منذ صغره، فمر به رسول الله يوماً وهو يلعب فقال: "اللهم بارك له في تجارته". اشترك مع عمه علي بن أبي طالب في موقعة صفين ، وكان أميره على قريش وأسد وكنانة. وكان له فيها وغيرها ذكر مشهور. وأما في كربلاء فلقد كان ممن كتب إلى الحسين يثنيه عن السفر إلى العراق. وعلى الرغم من عدم سيره معه فقد أرسل ابنيه عون ومحمد إلى كربلاء برفقة أمّهما زينب، فاستشهدا كلاهما، فقتل عبد الله بن قطنة التيهاني التميمي ابنه عون، وقتل عامر بن نهشل التميمي ابنه محمد. وقد روي أن عدم خروجه كان بسبب كف بصره، فلما نعي إليه الحسين وبلغه قتل ولديه عون ومحمد كان جالساً في بيته ودخل عليه الناس يعزونه، فقال غلامه أبو اللسلاس: هذا ما لقينا من الحسين (وكان الغلام قد ربى عوناً ومحمداً) فحذفه عبد الله بنعله وقال له: "يا بن اللخناء. أللحسين تقول هذا؟ والله لو شهدته لما فارقته حتى أقتل معه، والله إنهما لما يسخى بالنفس عنهما ويهون علي المصاب بهما، إنهما أصيبا مع أخي وابن عمي مواسيين له صابرين معه" ثم اقبل على الجلساء فقال: "الحمد لله، أعزز علي بمصرع الحسين، إن لم أكن واسيت الحسين بيدي فقد واسيته بابني".
عبد الله بن جعفر بن ابي طالب عليه السلام
[ ص: 206] جعفر بن أبي طالب
السيد الشهيد ، الكبير الشأن ، علم المجاهدين أبو عبد الله ، ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي الهاشمي ، أخو علي بن أبي طالب ، وهو أسن من علي بعشر سنين. هاجر الهجرتين ، وهاجر من الحبشة إلى المدينة ، فوافى المسلمين وهم على خيبر إثر أخذها ، فأقام بالمدينة أشهرا ، ثم أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على جيش غزوة مؤتة بناحية الكرك ، فاستشهد. وقد سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثيرا بقدومه ، وحزن - والله - لوفاته. روى شيئا يسيرا ، وروى عنه ابن مسعود ، وعمرو بن العاص ، وأم سلمة ، وابنه عبد الله. حديج بن معاوية: عن أبي إسحاق ، عن عبد الله بن عتبة ، عن ابن مسعود ، قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشي ثمانين رجلا: أنا ، وجعفر ، وأبو موسى ، وعبد الله بن عرفطة ، وعثمان بن مظعون. وبعثت قريش عمرو بن العاص ، وعمارة بن الوليد بهدية. فقدما على النجاشي ، فلما دخلا سجدا [ ص: 207] له وابتدراه ، فقعد واحد عن يمينه ، والآخر عن شماله ، فقالا: إن نفرا من قومنا نزلوا بأرضك ، فرغبوا عن ملتنا. قال: وأين هم ؟ قالوا: بأرضك.
عبد الله بن جعفر بن ابي طالب عود الاراك
وقد روى نحوه ابن عون عن عمير بن إسحاق عن عمرو بن العاص محمد بن إسحاق عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أم سلمة قالت: لما ضاقت علينا مكة، وأوذي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتنوا، ورأوا ما يصيبهم من البلاء، وأن رسول الله لا يستطيع دفع ذلك عنهم، وكان هو في منعة من قومه وعمه لا يصل إليه شيء مما يكره مما ينال أصحابه، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن بأرض الحبشة مَلِكاً لا يظلم أحداً عنده، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً ». فخرجنا إليه أرسالاً حتى اجتمعنا، فنزلنا بخير دار إلى خير جار، أمنا على ديننا. وقال الشعبي: تزوج علي أسماء بنت عميس فتفاخر أبناؤها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر فقال كل منهما: "أبي خير من أبيك"، فقال علي: "يا أسماء اقضي بينهما؟" فقالت: "ما رأيت شاباً كان خيراً من جعفر، ولا كهلاً خيراً من أبي بكر"، فقال علي: "ما تركت لنا شيئاً، ولو قلت غير هذا لمقتك"، فقالت: "والله إن ثلاثة أنت أخسهم لخيار". وعن أبي قتادة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش الأمراء وقال: « عليكم زيد، فإن أصيب فجعفر، فإن أصيب جعفر فابن رواحة ». فوثب جعفر، وقال: "بأبي أنت وأمي ما كنت أرهب أن تستعمل زيداً عليَّ"، قال: « امضوا فإنك لا تدري أي ذلك خير ».
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.
وفي رواية محمد بن ربيعة ، عن أجلح: فقبل ما بين عينيه ، وضمه واعتنقه.