أرأيت ؟ لقد انطوت هذه الآية الصغيرة على مفصلات هذه الفكرة الكبيرة، وسائر آيات السورة إنما هي تفصيل قصير لهذا الإجمال. وقد روى في معنى ﴿ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴾ 5: ( أنه الذي لا يوصف بالنظائر) و ( أنه القائم بنفسه الغني عن غيره) ، و ( أنه الذي لا شريك له ، و لا يؤوده حفظ شيء ، و لا يعزب عنه شئ) ، و ( أنه الدائم لم يزل و لا يزال) ، و ( أنه السيد الذي ينتهي إليه السؤدد) ، و ( أنه الذي يصمد ( أي يقصد) إليه في الحوائج) ، و أنه ( السيد المطاع الذي ليس فوقه آمر ولا ناه) 6 ، ورويت له تفاسير أخرى تتصل بهذه المعاني. وإذا كان معنى ﴿... اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ 7 أنه متنزه عن المثيل ، متعالٍ عن الحدود ، متقدس عـن الحاجة، متفرد بالخلق والتدبير فهو صمد بكل هذه المعاني المتقدمة ، وبكل ما ذكر لهذا اللفظ من معاني التنزيه و التقديس. مـاهي سـورة الـتـوحـيد ؟. نعم ، وإذا وجبت له الأزلية ، واستحالت عليه الحاجة ، وتنزه عن الشباهة ، وامتنعت عليه الأجزاء ، وامتنع عليه التغيرّ فما علاقته بأبوة ؟ ، وما رابطته ، وما حاجته ببنوة ؟ ، وما صلته بصاحبة ؟ ، وما كفءٌ و ما ندّ ؟ ، و ما وزير وما ظهير ؟؟!!. كلا. كلا. بل ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ 1.
ما هي سورة التوحيد ثالث
يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [سورة المائدة آية: ٥١]. التاسع: من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام، فهو كافر. العاشر: الإعراض عن دين الله، لا يتعلمه، ولا يعمل به، والدليل قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} [سورة السجدة آية: ٢٢]. ما هي سورة التوحيد - رمز الثقافة. ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف، إلا المكره. وكلها من أعظم ما يكون خطرا، وأكثر ما يكون وقوعا، فينبغي للمسلم أن يحذرها، ويخاف منها على نفسه، نعوذ بالله من موجبات غضبه، وأليم عقابه. انتهى. [جواب الشيخ سليمان عن الفرق بين التوحيد العلمي والإرادي] وسئل الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله: عن الفرق بين التوحيد العلمي الخبري، والتوحيد الإرادي الطلبي؟ فأجاب: الفرق بينهما "الأول: هو توحيد الأسماء والصفات والثاني: هو توحيد الإلهية. ثم وجدت لابن القيم رحمه الله ما لفظه: وأما التوحيد الذي دعت إليه الرسل، وأنزلت به الكتب، فهو نوعان: توحيد في المعرفة والإثبات، وتوحيد في الطلب والقصد. فالأول هو إثبات حقيقة ذات الرب تعالى، وأسمائه وصفاته، وأفعاله، وعلوه فوق سماواته على عرشه وتكلمه.
أنزل الله تعالى على نبيه سورة الإخلاص التي سميت بسورة التوحيد، تؤكد على معنى توحيد الله توحيدا يشتمل على توحيد الألوهية في قوله تعالى: ( قل هو الله أحد)، فالله سبحانه وتعالى هو وحده المستحق للعبودية. كما أنها اشتملت على توحيد الربوبية في قوله تعالى: ( الله الصمد)، ومعنى الصمد الذي تصمد إليه جميع الخلائق وتقر بربوبيته وأنه هو وحده سبحانه الخالق المدبر الرازق، وكذلك تشتمل على الصفات وهي أن الله أحد فرد منزه سبحانه عن الولد، وهو الذي ليس له شبيه أو ند يكافئه في أسمائه وصفاته. فضل سورة التوحيد وردت الأحاديث الصحيحة في فضل سورة الإخلاص، فهي سورة تعدل ثلث القرآن الكريم، ومن قرأها عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة، وقد ورد في السيرة أن رجلا كان قد أمره النبي عليه الصلاة والسلام على سرية فكان يختم في كل ركعة بسورة الإخلاص، فأخبر النبي بذلك فقال: سلوه لم يفعل ذلك؟ فقال: لأنها صفة الرحمن وأحب أن أختم بها، فقال النبي: أخبروه بأن الله يحبه.
ما هي سورة التوحيد ” بالعارضة
نسيم الحوراء
مشاركات: 10284 اشترك في: الجمعه يونيو 05, 2009 12:09 am رقم العضوية: 2287
بواسطة قلب أبيض » الاربعاء إبريل 18, 2012 11:49 pm
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك ، احسنتِ الطرح اِلـهي هَبْ لي كَمالَ الانْقِطاعِ اِلَيْكَ، وَاَنِرْ اَبْصارَ قُلُوبِنا بِضِياءِ نَظَرِها اِلَيْكَ
الهي اَرْجِعْنى اِلَيْكَ
قلب أبيض
مشاركات: 5838 اشترك في: الاربعاء ديسمبر 29, 2010 10:45 pm رقم العضوية: 17802
العودة إلى روضــة الــنـفـحـات الـقـرآنـيـة
المتواجدون الآن
المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: Majestic و 1 زائر
فأرجو من المسلمين العمل والسعي بجد واجتهاد وجهاد نحو التمكين، ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الروم:4- 6].
ما هي سورة التوحيد ثاني
♦ والصراع بين الفرس والرومان قديم على منطقة الهلال الخصيب (أدنى الأرض)، والأرض المباركة، وهي بلاد العراق وفلسطين وأرض الشام، وهي التي عليها الصراع بين القوى الكبرى في العالم في هذا الزمان؛ لأنها أغنى الأرض، فقد تميزت بالموقع الجغرافي، والخصائص التاريخية ( مهد الرسالات)، والثروات الهائلة والمناخ المعتدل، وغير ذلك، لذا كانت مطمع الطامعين والأمم الوحشية أو المتوحشة التي لا تعرف عدلًا ولا رحمة، فلا تعرف إلا مصالحها ولا تعرف إلا النهب والسيطرة، وفي سبيلهما ترتكب المجازر وتنصب الرايات، ولا يحكمها إلا الحقد والحسد والتعصب الأعمى! ♦ إن الحضارة الغربية لم تعرف للمسلمين جَميلًا، وقامت على الظلم واستغلال موارد الدول الفقيرة، واختل ميزانها فكالت بمكيالين، وبسبب تلك السياسات الغاشمة زادت الفجوة بين الشمال الغني وبين الجنوب الفقير، لذا أقول: إن هذه الحضارة ساقطة، وستسقط وستنهار بسنن الله عز وجل. ومن أمارات ذلك ما نَسمعه ونراه من انهيار أخلاقي، وتحلُّل جنسي وإدمان للمخدرات، وغير ذلك من الأمراض المهلكة التي من شأنها إذا عمَّت وطمَّت، أفسدت الحياة، وهنا تعمل السنن، فإن الله تعالى يعاقب في الدنيا على الظلم والإفساد في الأرض، أما الكفر فلا يعاقب عليه في الدنيا إلا أن يكون كفر النعم؛ فتأمَّل!
تفكر وقلّب وجوه النظر ، ثم احكم مرضيّ الحكومة: أيمكن ان يكون إله الكون على غيـر هذه الصفة ؟ ، أم يمكن أن تكون للتوحيد فكرة هي أسمى من هذه الفكرة ؟ 12. __________
1. a. b. القران الكريم: سورة الإخلاص ( 112) ، الآيات: 1 - 4 ، الصفحة: 604. 2. القران الكريم: سورة الإخلاص ( 112) ، الآية: 1 ، الصفحة: 604. 3. القران الكريم: سورة البقرة ( 2) ، الآية: 163 ، الصفحة: 24. 4. القران الكريم: سورة النحل ( 16) ، الآية: 51 ، الصفحة: 272. 5. القران الكريم: سورة الإخلاص ( 112) ، الآية: 2 ، الصفحة: 604. 6. يراجع تفسير البرهان ، المجلد الرابع ، ص 525 ، ط طهران ، سنة 1375 هجرية. 7. القران الكريم: سورة الإخلاص ( 112) ، الآية: 1 ، الصفحة: 604. 8. القران الكريم: سورة الإخلاص ( 112) ، الآية: 3 ، الصفحة: 604. 9. القران الكريم: سورة الإخلاص ( 112) ، الآية: 3 ، الصفحة: 604. ما هي سورة التوحيد ” بالعارضة. 10. القران الكريم: سورة الإخلاص ( 112) ، الآية: 4 ، الصفحة: 604. 11. القران الكريم: سورة الأنعام ( 6) ، الآية: 102 و 103 ، الصفحة: 141. 12. من كتاب ( رسالات السماء) للشيخ محمد أمين زين الدين. أضف تعليقك
تعليقات القراء
الاسم
العنوان
بريد الإلكتروني *
النص *