حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قوله: (يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ المَوْتِ) قال: حويت له الأرض فجُعلت له مثل الطست يتناول منها حيث يشاء. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عنبسة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن القاسم بن أبي بزّة، عن مجاهد، بنحوه. -------------------------- الهوامش: (7) البيتان لمنظور الوبري (اللسان: وفى) قال: وتوفيت عدد القوم إذا عددتهم كلهم. وأنشد أبو عبيدة لمنظور الوبري (بسكون الباء): * إن بنـي الأدرد ليسـوا مـن أحد *... البيتان. أي لا تجعلهم قريش تمام عددهم، ولا تستوفى بهم عددهم. وفي رواية اللسان: الأدرد في موضع الأدرم من رواية أبي عبيدة. ولم يصرح أبو عبيدة باسم الشاعر منظور الوبري، ولعل صاحب اللسان رأى نسخة من مجاز القرآن فيها اسم الشاعر. وأنشد البيت صاحب التاج في (وفى) قال: وتوفيت عدد القوم: إذا عددتهم لهم. إسلام ويب - الدر المنثور - تفسير سورة السجدة - تفسير قوله تعالى قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون- الجزء رقم11. وأنشد أبو عبيدة لمنظور العنبري: * إن بنـي الأدرد ليسـوا مـن أحد * والأدرد فيه بالدال آخر الحروف، لا بالميم، كما في نسخة مجاز القرآن التي بأيدينا. وفي (اللسان: وفى): أورد ابن منظور البيت كرواية المؤلف، ونسبة إلى منظور الوبري.
- إسلام ويب - الدر المنثور - تفسير سورة السجدة - تفسير قوله تعالى قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون- الجزء رقم11
إسلام ويب - الدر المنثور - تفسير سورة السجدة - تفسير قوله تعالى قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون- الجزء رقم11
عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ لله مَلائِكةً يطوفون في الطُّرُقِ يلتَمِسون أهلَ الذِّكْرِ، فإذا وجدوا قومًا يَذكُرون اللهَ تنادَوا: هَلُمُّوا إلى حاجتِكم، فيَحُفُّونهم بأجنِحَتِهم إلى السَّماءِ الدُّنيا، فيسألُهم رَبُّهم وهو أعلَمُ منهم، ما يقولُ عبادي؟ قالوا: يقولون: يُسَبِّحونك ويُكَبِّرونك ويحمَدونَك ويمجِّدونك، فيقولُ: هل رأَوني؟ فيقولون: لا واللهِ ما رأَوك، فيقول: وكيف لو رأَوني؟! يقولون: لو رأوك كانوا أشَدَّ لك عبادةً، وأشَدَّ لك تمجيدًا وتحميدًا، وأكثَرَ لك تسبيحًا، يقولُ: فما يسألوني؟، قال: يسألونَك الجنَّةَ، يقول: وهل رأوها؟ يقولونَ: لا واللهِ يا رَبِّ ما رأَوها، يقول: فكيف لو أنهم رأَوها؟! يقولون: لو أنَّهم رأوها كانوا أشَدَّ عليها حِرصًا، وأشَدَّ لها طلَبًا، وأعظَمَ فيها رغبةً، قال: فمِمَّ يتعوَّذون؟ يقولون: من النَّارِ، يقولُ: وهل رأوها؟ يقولون: لا واللهِ يا رَبِّ ما رأوها، يقول: فكيف لو رأوها؟! يقولون: لو رأوها كانوا أشَدَّ منها فِرارًا، وأشَدَّ لها مخافةً، فيقولُ: فأُشهِدُكم أنِّي قد غفَرْتُ لهم، يقولُ مَلَكٌ من المَلائِكةِ: فيهم فلانٌ ليس منهم، إنما جاء لحاجةٍ!
فكل مأمورٍ من الملائكة فإنما يفعل ما أمر به. قال أبو السعود: و {حتى} في قوله تعالى: {حتى إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الموت} هي التي يبتدأ بها الكلام وهي مع ذلك تَجعلُ ما بعدها من الجملة الشرطية غايةً لما قبلها كأنه قيل: ويُرسلُ عليكم حفظة يحفَظون أعمالَكم مدةَ حياتكم حتى إذا انتهت مدةُ أحدِكم كائنًا مَنْ كان وجاءه أسبابُ الموت ومباديه {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا} الآخرون المفوَّضُ إليهم ذلك، وهم ملكُ الموتِ وأعوانُه وانتهى هناك حِفظُ الحفظة. قال الألوسي: و {حتى} في قوله تعالى: {حتى إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الموت} هي التي يبتدأ بها الكلام وهي مع ذلك تجعل ما بعدها من الجملة الشرطية غاية لما قبلها كأنه قيل: ويرسل عليكم حفظة يحفظون ما يحفظون منكم مدة حياتكم حتى إذا انتهت مدة أحدكم وجاء أسباب الموت ومباديه {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا} الآخرون المفوض إليهم ذلك وانتهى هناك حفظ الحفظة؛ والمراد بالرسل على ما أخرجه ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهم أعوان ملك الموت، ونحوه ما أخرجاه عن قتادة قال: إن ملك الموت له رسل يباشرون قبض الأرواح ثم يدفعونها إلى ملك الملك. وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الكلبي أن ملك الموت هو الذي يلي ذلك ثم يدفع الروح إن كانت مؤمنة إلى ملائكة الرحمة وإن كانت كافرة إلى ملائكة العذاب.