- قال تعالى: { يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} ص26. - قال تعالى: { وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ} النمل16. نسب داود وسليمان عليهما السلام. بعثة داود عليه السلام. فتح بيت المقدس على يد نبي الله داود عليه السلام. * أصل كلمة يبوس:
- سميت القدس بيبوس نسبة إلى اليبوسيين وهم فرع من الكنعانيين وهو أحد أولاد كنعان، ويطلق عليها الاسم الكنعاني أور سالم بمعنى مدينة السلام، وظل اسم يبوس علماً على المدينة حتى استولى عليها داود عليه السلام، أما اسم القدس فقد عرفت به المينة منذ بداية تاريخها عندما أقيمت بها أماكن مقدسة للعبادة، أما بيت المقدس فقد أطلق على المدينة بدءاً من العصر الإسلامي، لذلك تسمى القدس أورشليم وهي في الأصل صيغة عربية لاسم أوروسالم الآرامي. بعثة نبي الله داود عليه السلام - لفلي سمايل. * فتح يبوس (أور سالم):
- كانت يبوس (أور سالم) عاصمة لليبوسيين إحدى عشائر الكنعانيين، استعصى على بني إسرائيل فتحها، فطلبوا من نبي لهم أن يبعث لهم ملكاً يقاتلون تحت لوائه فكان داود عليه السلام الذي استطاع أن يدخلها وفتحها، قال تعالى: { فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ.. }، فاستقر نبي الله داود عليه السلام في عاصمة ملكه بأورشليم، وبدأ بعد ذلك بإخضاع القبائل والمدن المجاورة لعاصمته.
مهنة نبي الله داود
قيل أن سيدنا داود ظل يحكم شعبه لمدة أربعين عامًا، وقد عاش حتى مائة عام بعدما أخذ من عمر سيدنا آدم أربعين سنة، وقد دعا آدم الله بذلك عندما أتى إليه ملك الموت، ولا يزال في عمره أربعون عامًا. وقد توفى سيدنا داود يوم السبت، وأخذت الطيور تظله بعد وفاته بعدما أمرها سيدنا سليمان ولده بهذا. اقرأ أيضًا: قصة نملة سليمان للأطفال
قصة سيدنا داود في الحرث ومع ملك الموت
الحرث هو الأرض التي تخرج من المحاصيل، وقد جاءت قصتها مع سيدنا داود كالآتي:
يقوم الإنسان بحراثة الأرض وزراعتها وقد جاءت أحدًا إلى سيدنا داود يشكو أن الأغنام تسببت في فساد الأرض وزراعة محاصيل العنب بها. نبي الله داود عليه السلام كما صوّرته سورة سبأ | الشرقية اون لاين. وترك الله سيدنا داود الأغنام والأرض لصاحبها، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى أن هذا الحكم لداود ليس عدلًا ولا من صفاته، ولكنه يظل إنسانًا في النهاية. حيث شاركه في هذا الأمر ولده سيدنا سليمان عليه السلام، وقد وفقه الله أن يعطي إلى صاحب الأرض الأغنام حتى يستفيد بها. صاحب الماشية يحمي أرضه حتى يعود الزرع صالحًا، ويعطي مالك المزرعة زرعة، ويأخذ الأغنام الخاصة به. وافقه سيدنا داود في هذا الرأي وأنه سوف العدل بين الطرفين، وقد قال الله في كتابه الكريم" فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ".
عمل نبي الله داود عليه السلام
فائدة: بمَ يحكم القاضي؟ - الأصل في الحكم والقضاء الحكم بالشريعة الإسلامية العادلة: ( وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ) (المائدة:42) ، وقال -تعالى-: ( وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) (النساء:58) ، ثم بيَّن -تعالى- العدل فقال: ( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ) (المائدة:49). - القضاء والحكم بغير الشريعة تحاكم إلى الطاغوت: ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيدًا) (النساء:60).
قصة نبي الله داود عليه السلام
[2]
قوة العبادة والفقه في الزبور
قال تعالى {واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق والطير محشورة كل له أواب وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب} فقيل الأيد: القوة في الطاعة، يعني ذا قوة في العبادة والعمل الصالح، قال قتادة: أعطي قوة في العبادة وفقها في الإسلام (يقصد الزبور)، وقال: وقد ذكر لنا أنه كان يقوم الليل ويصوم نصف الدهر فهذه هبه من الله ايضاً وهبها الله له.
وصدق الله إذ يقول: «وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ ٱلْحِكْمَةَ وَفَصْلَ ٱلْخِطَابِ». 4. وأمّا كونه قدوة في العمل والعطاء: ففي صناعة الدروع تفكير إبداعي في رؤية عسكرية لصناعتها أعظم دليل، يقول تعالى: {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} فألان الله في يديه الحديد، حتى قيل أنه كان يتعامل مع الحديد كما كان الناس يتعاملون مع الطين والشمع، وقد تكون هذه الإلانة بمعنى أنه أول من عرف أن الحديد ينصهر بالحرارة. فكان يصنع منه الدروع. كانت الدروع الحديدية التي يصنعها صناع الدروع ثقيلة ولا تجعل المحارب حرا يستطيع أن يتحرك كما يشاء أو يقاتل كما يريد. فقام داوود بصناعة نوعية جديدة من الدروع. مهنة نبي الله داود. درع يتكون من حلقات حديدية تسمح للمحارب بحرية الحركة، وتحمي جسده من السيوف والفئوس والخناجر.. أفضل من الدروع الموجودة أيامها. ولم يكن يؤدي العمل للعمل؛ بل العمل النافع لنفع البشريّة..
5. وأمّا كونه كان قدوة في توازنه: فلم يمنعه الملك ولا النبوة ولا عبادته الكثيرة أن يكون محبًّا لنسائه غيورًا عليهنّ، وقد جاء في الحديث الصحيح أن داود -عليه السلام- كان شديد الغيرة على نساءه، فكانت نساءه في قصر، وحول القصر أسوار، حتى لا يقترب أحد من نساءه.