الغسل من الجنابة فرض، وكان مِن سُنَّة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يفعله بطريقة معينة ينبغي لنا أن نتعلَّمها، وهى كما روى مسلم عَنْ عائشة "رضى الله عنها"، قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يُفْرِغُ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ الْمَاءَ فَيُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي أُصُولِ الشَّعْرِ، حَتَّى إِذَا رَأَى أَنْ قَدْ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلاَثَ حَفَنَاتٍ، ثُمَّ أَفَاضَ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ. تتعدّد الأسباب التي توجب على المسلم الغسل حتّى يكون طاهرًا، ومن هذه الأسباب الجنابة، ويمكن تعريف الجنابة في اللّغة والاصطلاح فيما يأتي: الجنابة في اللّغة: وهي تأتي عكس وضد مصطلح القرب، فالجنب يأتي من قبيل ما يتجنّبه الإنسان ويبتعد ويأنى عنه، فسمّي جنبًا لأنّ فيه نهيٌ عن اقتراب موضع الصّلاة في حالة عدم الطّهارة، أي تجنّبه ذلك، والجنب يشمل الذّكر والأنثى، يستوي فيه الواحد والتثنية والجمع. الجنابة في الاصطلاح: وهي تعني في الشّرع الإسلاميّ أنّها فعلٌ حاصلٌ في جسم الإنسان، وهذا الفعل مرتبطٌ بنزول المنيّ، أو المجامعة، فإذا حدث هذا الفعل صار واجبًا على الإنسان أن يمتنع عن المسجد وعن أداء الصّلاة وقراءة القرآن الكريم حتّى يطهر.
الأكل على الجنابة | مركز الهدى للدراسات الإسلامية
واستشهدت بما روي عن أم المؤمنين السيدة عائشة -رضي الله عنها-: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه، وتوضأ للصلاة، متفق عليه، وكذلك بما جاء عن عمار بن ياسر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رخص للجنب إذا أكل أو شرب أو نام أن يتوضأ، رواه أحمد، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح. أولًا عند الغسل من الجنابة لابد من النيّة، وذلك أن ينوي المسلم الطّهارة من الحدث، ثانيًا التّسمية: وهي أن يقول المسلم "بسم الله الرّحمن الرّحيم"، ثالثًا غسل الكفيّن ثلاث مرّات، والسّبب في ذلك أنّ الكفيّن هما أداة غرف الماء، رابعًا غسل الفرج باليد اليسرى؛ وذلك لأنّ الفرج هو موضع الجنابة، فبغسله يتخلّص المسلم من الأذى والأوساخ العالقة به. خامسًا: تنظيف اليد اليسرى ثمّ تدليكها بشدّة؛ وذلك للقيام بالتّخلص ممّا علق بها من أوساخٍ خلال غسل الفرج، وتطهيرها بالماء والصّابون، فهو يقوم مقام التّراب، سادسًا الوضوء: سابعًا غسل القدمين، ثامنًا تعميم الماء في أصول الشّعر من خلال إدخال أصابعه بينهم، والقيام بالتّخليل إن كان الشّعر كثيفًا؛ حتّى يصل الماء إلى منبته، تاسعًا: إدارة الماء على الرّأس ثلاث مرّات بعد الانتهاء من تخليل الماء لأصول الشّعر، عاشرًا إفاضة الماء وتعميمها على سائر الجسد مرّةً واحدة، ومن السّنة أن يدلّك بدنه، ويبدأ بالجهة اليمنى ثمّ الجهة اليسرى.
لا يجب الغسل من الجنابة عند الأكل - الإسلام سؤال وجواب
جاء عن عمار بن ياسر أن النبي – صلى الله عليه وسلم – رخص للجنب إذا أكل أو شرب أو نام أن يتوضأ، رواه أحمد، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح. يعتقد بعض الأشخاص أنفسهم أنجاس إذا لم يقومون بالتطهر من الحدث الأكبر، ولكن هذا الاعتقاد لا يعتبر صحيحاً بل خطأ. قابل سيدنا هريرة -رضي الله عنه وأرضاه- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانخنس. فلما النبي قابله قال لماذا فعلت ذلك يا أبي هريرة قال يا رسول الله كنت جنبا. فكرهت أن أقابلك أو أجالسك وأنا على جنابة، فقال سبحان الله أن المؤمن لا ينجس حيا ولا ميتا. ومن هنا يمكنكم التعرف على: كيفية الغسل من الجنابة بدون استحمام
دار الإفتاء والأكل على جنابة
في كثير من الأحيان يرغب الناس في اتخاذ رأي علماء دار الإفتاء عند سؤالهم هل يجوز الأكل على جنابة وذلك لأنهم مصدر للثقة. وضح الشيخ عويضة عثمان وهو أحد علماء الدين في دار الإفتاء أن إجابة سؤال هل يجوز الأكل على جنابة هي أنه يجوز. عندما قام البعض بالاستفسار عن صحة الحديث النبوي الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الأكل على الجنابة يورث الفقر». الاكل على الجنابة، وقال: إنه يورث الفقر. قال لهم الشيخ إنه ليس صحيح والأكل على جنابة لا علاقة له بالفقر. يظن البعض أن إجابة سؤال هل يجوز الأكل على جنابه هو أنه لا يجوز ويسبب قلة الرزق، ولكن كل هذا غير صحيح.
تاريخ النشر: الأحد 15 ربيع الآخر 1424 هـ - 15-6-2003 م
التقييم:
رقم الفتوى: 33263
21103
0
340
السؤال
هل يجوز أن ناكل مع من عليه جنابة قبل أن يغتسل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه يجوز الأكل مع الجنب قبل أن يغتسل، وذلك لأن المسلم لا ينجس. أخرج الشيخان عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه في بعض طرق المدينة وهو جنب، فانخنست منه، فذهب فاغتسل ثم جاء فقال: أين كنت يا أبا هريرة؟ قال: كنت جنبا فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طهارة، فقال: سبحان الله، إن المسلم لا ينجس. والله أعلم.