"علمتني قصة يوسف" الشيخ سعيد القصبي ICUC - YouTube
علمتني قصة يوسف
جلستُ مع صديقى (ناجاماى) على شاطىء نهرٍ واسعٍ ، أتأمل انسياب مياهه الصافية فى عذوبة وسلاسة ، وأرى انعكاس آشعة الشمس الذهبية المتلألئة على ثناياه ، تشبَّعت نفسى بجمال المشهد ، فى هدوء وسكينة لم أشعر بهما من قبل.. ساد الصمتُ طويلًا.. طويلًا.. حتى خطر فى ذهنى فجأة خاطر ، فسألتُ (ناجاماى) فى بساطة: حدثنى أكثر عن (يوسف) عليه الصلاة والسلام.. قال بصوتٍ متهدِّجٍ عذب: لقد كانت البداية مع جدِّه الأول (إبراهيم) عليه الصلاة والسلام.. فيوسف ابن يعقوب ابن إسحاق ابن إبراهيم عليهم جميعًا الصلاة والسلام ، كما وصفه الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه: "الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم. ".. علمتني آية (PDF). وما حدث مع (يوسف) ما هو إلا امتداد للعداوة التى أقامها الخصم على (إبراهيم) وذريته من بعده.. (الخصم) Adversary هو الإسم الذى سيطلقه (الإنجيل) فى ما بعد على الشيطان..
1- ابعاد البشر عن شكر ربهم
1.
علمتني قصة يوسف كـالو
• تعلمت من سورة يوسف أن لا تكون الشكوى و بث الحزن إلا لله. • تعلمت من سورة يوسف أن اليأس كفر، وأنه ماحق للإيمان. • تعلمت من سورة يوسف أن بالتقوى والصبر يأتي المن بالنصر. • تعلمت من سورة يوسف أن العفو عند المقدرة، وأن الذي سلمك رقاب الناس أراد منك أن تعفو عنهم (قال لا تثريب عليكم اليوم). • تعلمت من سورة يوسف أن للفرج رائحة لا يشمها إلا الصابرون، واسمع لما قاله الأب الصابر (إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون). • تعلمت من سورة يوسف أن الاعتراف بالذنب فضيلة، و على الداعية أن يأخذ بيد التائب فيدله على الله. • تعلمت من سورة يوسف أن الله لطيف لما يشاء، يقدر العسر ليربي عباده ويلطف بحالهم فلا يتركهم للشيطان ونزغه، ويقدر اليسر ليفرجها على عباده. • تعلمت من سورة يوسف لذة المناجاة، بدأت مع يوسف في البئر، ووالده يعقوب طيلة السنوات، وسنوات السجن وبعدها الحكم، والله وحده المعين. علمتني قصة يوسف المقله نركز دائما. • تعلمت من سورة يوسف أن النصر لا يرتبط بعنوان الكثرة و القلة، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، فالنصر يتزامن مع الإيمان. • تعلمت من سورة يوسف أن طريق الدعوة واضحة والسير بها على بصيرة، (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني).
وظلم ذوي القربى أشد مرارة على المرء من وقع الحسام المهند
فقد تم التآمر عليه من أقرب الناس إيه وهو إخوته؛ (إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ) [يوسف:8-10]. ويلقونه في البئر، ويرحمه الله تعالى من الآفات، ويطمئنه مولاه بظهوره عليهم، (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) [يوسف: 15]. علمتني قصة يوسف. ويتعرض بعد هذا لاسترقاق رقبته، يباع ويشترى، وهو نبي ابن نبي، الكريم بن الكريم، بل ولما قد يكون أشدة فتنة من ذلك، وهو العيش في داخل قصر الملك، (وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ) [يوسف:21]. ويبتلى بعد ذلك ليوقع في عفافه وسلوكه، فيعافيه الله من ذلك، قال تعالى: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) [يوسف:23-24].