ولذلك وصف نبي الله يوسف ربه بهذه الصفة لما رفع أبويه على العرش وخروا له سجدًا، حكى كيف صارت الأقدار في مصلحته بإذن اللطيف العليم الحكيم، وإن بدت في عين المخلوق القاصر شرًّا ( وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء) [يوسف:100]. ( لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء) يوصل بره للعبد من حيث لا يشعر؛ ( إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ). التأمل في لطف الله -تعالى- بعباده يجعل القلب يطمئن لقضائه، ويجعل المؤمن يعمل لاستجلاب رحمته -جل وعلا- كما هو مقتضى السنن الربانية، والعاقبة للمتقين. من العبر العظيمة كذلك: فضل العمل الصالح وعاقبته النافعة في يوم الضرورة في الدنيا وفي الآخرة، وأي يوم أكثر ضرورة من اليوم الآخر، هنالك في ذلك اليوم الآخر كيف يصنع العمل الصالح بصاحبه؟! قصه نبي الله يونس. نسأل الله من فضله. بل إن كلمة واحدة قد تنقذك من النار بإذن الله وتدخلك الجنة، العمل الصالح مبارك قد تظهر بعض منافعه وعواقبه الحميدة في الدنيا، ولذلك كان لأهل القلوب الرقيقة حال آخر مع معالم هذه العواقب الحميدة في الدنيا.
- قصه نبي الله يونس
- قصة نبي الله يونس للاطفال
قصه نبي الله يونس
نبي الله يونس | قصص الأنبياء {17} - YouTube
قصة نبي الله يونس للاطفال
فكان قبيحا صغيرا، وليس ذلك بواجب على ما ظنوه، لأن ظاهر القرآن لا يقتضيه. وإنما أوقعهم في هذه الشبهة قوله ﴿ … إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ 1. وقد بينا وجه ذلك وأنه ليس بواجب أن يكون خبرا عن المعصية، وليس لهم أن يقولوا كيف يسمى من ترك النفل بأنه ظالم؟ وذلك أنا قد بينا وجه هذه التسمية في اللغة وإن كان إطلاق اللفظة في العرف لا يقتضيه. وعلى من سأل عن ذلك مثله إذا قيل له كيف يسمي كل من قبل معصية بأنه ظالم؟ وإنما الظلم المعروف هو الضرر المحض الموصل إلى الغير؟ فإذا قالوا إن في المعصية معنى الظلم وإن لم يكن ضررا يوصل إلى الغير من حيث نقصت ثواب فاعلها. قلنا: وهذا المعنى يصح في الندب، على أن يجري ما يستحق من الثواب مجرى المستحق، وبعد فإن أبا علي الجبائي وكل من وافقه في الامتناع من القول بالموازنة في الاحباط لا يمكنه أن يجيب بهذا الجواب، فعلى أي وجه يا ليت شعري يجعل معصية يونس (ع) ظلما. وليس فيها من معنى الظلم شئ. وأما قوله تعالى: ﴿ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ … ﴾ 6فليس على ما ظنه الجهال من أنه (ع) ثقل عليه أعباء النبوة لضيق خلقه. لقب نبي الله يونس. فقذفها، وإنما الصحيح أن يونس لم يقو على الصبر على تلك المحنة التي ابتلاه الله تعالى بها وعرضه لنزولها به لغاية الثواب فشكى إلى الله تعالى منها وسأله الفرج والخلاص، ولو صبر لكان أفضل.
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.