المصدر: مجلة المجتمع
- كتاب الاسلام وبناء المجتمع الطبعه السابعه
كتاب الاسلام وبناء المجتمع الطبعه السابعه
مواضيع ذات صلة
اقرأ أيضاً
في الزحف غير المقدس حاولت الدولة العربية الحديثة بالتجريم والمنع والمنح احتكار كل مساحات الفاعلية الدينية من مؤسسات وتعليم وفتوى ووقف… إلخ، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل امتد إلى صياغة المفاهيم والمدركات وبناء التصورات بما يضمن استمرار الهيمنة والتحكم. البواعث الكثيرة وراء ذلك فالدولة الحديثة التي نشأت في المنطقة على مدار القرنين الماضيين متأثرة بخبرة الدولة القومية في أوروبا "ثقب أسود يلتهم الأيديولوجيا والأخلاق لمصلحة الهيمنة والتحكم ومصالح رأس المال"، وفق ما نصت عليه الدكتورة هبة رؤوف في كتابها المهم "الخيال السياسي للإسلاميين"؛ فالدولة الحديثة تحوّل الوظائف التي كان يقوم بها المجتمع على مدى قرون إلى مؤسساتها بزعم الكفاءة عن الأفراد والمجتمع. كتاب الاسلام وبناء المجتمع الطبعه السابعه. في كل الأنظمة العربية -وإن بدرجات متفاوتة- يمثل الديني أحد مكونات الشرعية محليا إن لم يكن أساسها في بعض الأنظمة، واستخدم خارجيا عند البعض كأحد مرتكزات القوة الناعمة. لحماية الدولة من تفسيرات الدين التي قد تقوّض سلطتها، وليُدار ويُنشر ضد المعارضين في معركة شبه مستمرة للسيطرة على المجال العام. أما بواعث الزحف "المقدس" للإسلاميين وإن بدا أنه محاولة لاسترداد الأرض المغزوّة بتأكيده لشمولية الإسلام، أي تعلقه بمجالات الحياة جميعا، لكن سرديته الكبرى ارتكزت على الهيمنة؛ حين احتلت السلطة موقعا مركزيا في تصوره لتطبيق الإسلام الشامل، كما تمحورت حركته حول بناء الأمة أو أسلمتها وفق مثال كل حركة وتفسيرها الديني.