تاريخ النشر: الإثنين 27 صفر 1427 هـ - 27-3-2006 م
التقييم:
رقم الفتوى: 72804
40294
0
262
السؤال
حكم شرب الخمر من غير نية ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن تناول الخمر كبيرة من أكبر الكبائر وذنب من أعظم الذنوب ، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {المائدة: 90} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه. رواه أبو داود. فإذا كان قصد السائلة بقولها ( من غير نية) أن شارب الخمر لم يكن يقصد شربها وإنما كان يقصد شرب عصير أو غير ذلك من المباحات فشرب الخمر خطأ وهو لا يعلم أنها خمر فإنه لا إثم عليه ولا حد ، قال الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ {الأحزاب: 5} فمن فضل الله على هذه الأمة أن رفع عنها الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ، وكذلك إذا كان شربها وهو قريب عهد بالإسلام وهو يجهل تحريمها والحد المترتب على من شربها ، وإلا فإن تحريم الخمر في الإسلام مما علم من الدين بالضرورة.
هل شرب الخمر من الكبائر - موضوع
حدثني محمد بن معمر قال: ثنا يعقوب قال: ثنا وهيب قال: ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم بن عمرو القاري قال: ثني عبد الرحمن بن نافع الذي يقال له ابن لبابة الطائفي قال: سألت أبا هريرة عن قول الله ( الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم) قال: القبلة ، والغمزة ، والنظرة والمباشرة ، إذا مس الختان الختان فقد وجب الغسل ، وهو الزنى. وقال آخرون: بل ذلك استثناء صحيح ، ومعنى الكلام: الذين يجتنبون [ ص: 535] كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إلا أن يلم بها ثم يتوب.
فيديو..علي جمعة : لا يجوز الطلب من شارب الخمر ترك الصلاة
وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتويين رقم: 1991 ، ورقم: 5505. والله أعلم.
شبكة المعارف الإسلامية :: شرب الخمر من الكبائر
وقال بعضهم: اليعفور من الظباء الأحمر ، والأعيس: الأبيض. وقال بنحو هذا القول جماعة من أهل التأويل. [ ص: 534] ذكر من قال ذلك: حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال: ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى ، أن ابن مسعود قال: زنى العينين: النظر ، وزنى الشفتين: التقبيل ، وزنى اليدين: البطش ، وزنى الرجلين: المشي ، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه ، فإن تقدم بفرجه كان زانيا ، وإلا فهو اللمم. فيديو..علي جمعة : لا يجوز الطلب من شارب الخمر ترك الصلاة. حدثنا ابن عبد الأعلى قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر قال: وأخبرنا ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال: ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى أدركه ذلك لا محالة ، فزنى العينين النظر ، وزنى اللسان المنطق ، والنفس تتمنى وتشتهي ، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه ". حدثني أبو السائب قال: ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق في قوله ( إلا اللمم) قال: إن تقدم كان زنى ، وإن تأخر كان لمما. حدثني يعقوب بن إبراهيم قال: ثنا ابن علية قال: ثنا منصور بن عبد الرحمن ، قال: سألت الشعبي ، عن قول الله ( يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم) قال: هو ما دون الزنى ، ثم ذكر لنا عن ابن مسعود قال: " زنى العينين: ما نظرت إليه ، وزنى اليد: ما لمست ، وزنى الرجل: ما مشت والتحقيق بالفرج.
حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد في قوله ( الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم) قال: المشركون إنما كانوا بالأمس يعملون معناه ، فأنزل الله عز وجل ( إلا اللمم) ما كان منهم في الجاهلية. قال: واللمم: الذي ألموا به من تلك الكبائر والفواحش في الجاهلية قبل الإسلام ، وغفرها لهم حين أسلموا. حدثني يعقوب قال: ثنا ابن علية ، عن ابن عياش ، عن ابن عون ، عن محمد قال: سأل رجل زيد بن ثابت ، عن هذه الآية ( الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم) فقال: حرم الله عليك الفواحش ما ظهر منها وما بطن. حدثني يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني عبد الله بن عياش قال: قال زيد بن أسلم في قول الله ( الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم) قال: كبائر الشرك والفواحش: الزنى ، تركوا ذلك [ ص: 533] حين دخلوا في الإسلام ، فغفر الله لهم ما كانوا ألموا به وأصابوا من ذلك قبل الإسلام. وكان بعض أهل العلم بكلام العرب ممن يوجه تأويل " إلا " في هذا الموضع إلى هذا الوجه الذي ذكرته عن ابن عباس يقول في تأويل ذلك: لم يؤذن لهم في اللمم ، وليس هو من الفواحش ، ولا من كبائر الإثم ، وقد يستثنى الشيء من الشيء ، وليس منه على ضمير قد كف عنه فمجازه ، إلا أن يلم بشيء ليس من الفواحش ولا من الكبائر ، قال: الشاعر: وبلدة ليس بها أنيس إلا اليعافير وإلا العيس واليعافير: الظباء ، والعيس: الإبل وليسا من الناس ، فكأنه قال: ليس به أنيس ، غير أن به ظباء وإبلا.