بقلم جمال المحافظ بمبادرة المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، تنظيم يوم دراسي الخميس 21 أبريل الجاري حول " تطوير وتجويد مضامين ومناهج التكوين الإعلامي والتواصلي" يكون قد ساهمت هذه المؤسسة التعليمية الوطنية في فتح أفق جديد وقوسا لا ينبغي اغلاقه، قصد تدراك النقص الحاصل في ميدان البحث العلمي في ميدان الصحافة والاعلام والذي زادت الثورة الرقمية من تحدياته. وعلى الرغم "التراكم النوعي" المحقق في مجال التكوين الإعلامي بالمغرب، كما قال الأستاذ عبد اللطيف بنصفية مدير المعهد في افتتاح ها اللقاء، فإن المطلوب ملاءمة مضامين ومناهج التكوين الإعلامي والتواصلي مع التحولات المتسارعة والعميقة الجارية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، واستحضار الانشغالات والتحديات المطروحة في المرحلة الراهنة المعقدة. الحاجة لجيل جديد لإصلاح التكوين الاعلامي وإذا كانت مختلف التدخلات في هذا اللقاء، تكاد تجمع على ضرورة إدخال التطور التكنولوجي والرقمنة والذكاء الاصطناعي، بعين الاعتبار نتيجة التأثيرات الحاسم الراهن والمستقبلي على الممارسة الاعلامية والاتصالية، فإن الحاجة ماسة في القرن 21 اعتماد جيل جديد من الإصلاحات في مجال البحث والتكوين واستكمال التكوين.
- ثقافة : الميراوي: أخلاقيات المهنة والرقمنة عنصران أساسيان في مسار تكوين الأجيال الجديدة من الصحافيين
ثقافة : الميراوي: أخلاقيات المهنة والرقمنة عنصران أساسيان في مسار تكوين الأجيال الجديدة من الصحافيين
الاثنين 3 رمضان 1438هـ -29 مايو 2017م - 8 برج الجوزاء
أخلاقيات العمل ذات أولوية وأهمية في كل مجال، وهي بلا جدال العنصر الأهم في مجال الخدمات الصحية. ولهذا السبب يستند العمل في القطاع الصحي على أنظمة وسياسات وإجراءات مكتوبة ومعتمدة. لا يكفي التوعية أو إصدار دليل عن أخلاقيات العمل ولكن يتبع ذلك وجود مرجعية نظامية تحكم عمل كافة العاملين في هذا المجال، إلى جانب وجود إدارة للمراجعة للتأكد من الالتزام بتطبيق الأنظمة والسياسات. الأهمية البالغة لأخلاقيات العمل في مجال الرعاية الصحية دفعت بالمختصين وأصحاب التجارب للكتابة حول هذا الموضوع بصفة مستمرة. أحدث الإصدارات هو كتاب بعنوان (الأخلاقيات في إدارة الخدمات الصحية، تأليف كيرت دار، ترجمة د. عبدالمحسن بن صالح الحيدر، مراجعة أ. د فريد توفيق نصيرات، إصدار معهد الإدارة العامة/ الطبعة الخامسة). مؤلف الكتاب يملك المؤهلات العلمية فهو يحمل الدكتوراه في القانون وفي العلوم، والماجستير في إدارة المستشفيات من جامعة منيسوتا. ولدى المؤلف خبرات إدارية وتعليمية في عدة مواقع فهو أستاذ إدارة المستشفيات في جامعة جورج واشنطن، وعمل في مستشفى مايو كلينيك، ومستشفى سانت ألبانز، ومستشفى البحرية في باثيسدا.
كما أنه على الرغم من أن مهنة الصحافي تظل مرتبطة بحقول أخرى، حقوقية وقانونية وسياسية وأخلاقية، فإن ممارسة الصحافةـ تبقى في نهاية الأمر تعبيرا حقيقيا عن مدى قوة وهشاشة فضاء الحرية التي تعد الرئة التي تتنفس بها مهنة المتاعب في أي بلد من البلدان مهما كان مستوى تطوره وتخلفه. إذن ماذا ينتظر القارئ والمستمع والمشاهد والمبحر في الشبكة العنكبوتية دوما من الصحافي؟ الجواب بسيط جدا، هو أن يحوّل الإعلامي وقائع المجتمع وتجاربه الإنسانية إلى معطيات خبرية، مثلما ينتظر منه أيضا أن يبحث عن المعلومات بهدف إدماج الرأي العام، في خضم سياقات وسيرورة الحياة، ويساعد بالتالي على تشكيل اتجاهات ومواقف الجمهور بخصوص القضايا التي تشغل باله. الصحافي النزيه من هذا المنطلق، فليس مطلوبا من الصحفي أن يكون لا صحافيا يساريا ولا صحافيا يمنيا ولا صحافيا "إسلاميا"، وإنما صحافيا نزيها فقط، يمارس عمله بحرية وباستقلالية واحترافية. كما أن الصحافي " ليس مناضلا ملتزما، يصفق في المؤتمرات الحزبية أو يساند تنظيمات همها الأول هو التدافع السياسي مع السلطة"، لأن الصحافة مهنة والنضال مهنة أخرى، كما يرى البعض. غير أنه لا يمكن أن يغيب عن الأذهان، أن كل عمل الصحافي يتأثر بمستوى الحريات في بلد ما، ووضعية حرية التعبير به، التي لها انعكاس وتأثير حاسم على الممارسة المهنية.