وقد تقرر ذلك في تضاعيف كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم من ذلك قوله تعالى: { يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان} في سورة الحشر ( 10 ( ، وهي سابقة في النزول على هذه السورة فإنها معدودة الثانية والمائة ، وسورة الحجرات معدودة الثامنة والمائة من السور. وآخى النبي بين المهاجرين والأنصار حين وروده المدينة وذلك مبدأ الإخاء بين المسلمين. وفي الحديث لو كنت متّخذاً خليلاً غيرَ ربي لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام أفضل. إعراب قوله تعالى: إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون الآية 10 سورة الحجرات. وفي باب تزويج الصغار من الكبار من صحيح البخاري} " أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب عائشة من أبي بكر. فقال له أبو بكر: إنما أنا أخوك فقال: أنتَ أخي في دين الله وكتابِه وهي لي حلال " وفي حديث «صحيح مسلم» " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم " وفي الحديث " لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحب لنفسه " أي يحب للمسلم ما يحب لنفسه. فأشارت جملة { إنما المؤمنون إخوة} إلى وجه وجوب الإصلاح بين الطائفتين المُتبَاغِيَتَيْن منهم ببيان أن الإيمان قد عَقَد بين أهله من النسب الموحَى ما لا ينقص عن نسب الأخوة الجسدية على نحو قول عمر بن الخطاب للمرأة التي شكت إليه حاجة أولادها وقالت: أنا بنت خُفاف بن أيْمَاء ، وقد شهد أبي مع رسول الله الحديبية فقال عمر «مرحبا بنسب قريب».
إعراب قوله تعالى: إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون الآية 10 سورة الحجرات
ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( احفظوا ولا يحفظ منكم إلا قليل). [ ص: 293] الثانية: قوله تعالى: فأصلحوا بين أخويكم أي بين كل مسلمين تخاصما. وقيل: بين الأوس والخزرج ، على ما تقدم. وقال أبو علي: أراد بالأخوين الطائفتين; لأن لفظ التثنية يرد والمراد به الكثرة ، كقوله تعالى: بل يداه مبسوطتان وقال أبو عبيدة: أي: أصلحوا بين كل أخوين ، فهو آت على الجميع. وقرأ ابن سيرين ونصر بن عاصم وأبو العالية والجحدري ويعقوب ( بين إخوتكم) بالتاء على الجمع. وقرأ الحسن ( إخوانكم) الباقون: أخويكم بالياء على التثنية. الثالثة: في هذه الآية والتي قبلها دليل على أن البغي لا يزيل اسم الإيمان; لأن الله تعالى سماهم إخوة مؤمنين مع كونهم باغين. قال الحارث الأعور: سئل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وهو القدوة عن قتال أهل البغي من أهل الجمل وصفين: أمشركون هم ؟ قال: لا ، من الشرك فروا. فقيل: أمنافقون ؟ قال: لا; لأن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا. قيل له: فما حالهم ؟ قال إخواننا بغوا علينا.
ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( احفظوا ولا يحفظ منكم إلا قليل). الثانية: قوله تعالى: فأصلحوا بين أخويكم أي بين كل مسلمين تخاصما. وقيل: بين الأوس والخزرج ، على ما تقدم. وقال أبو علي: أراد بالأخوين الطائفتين; لأن لفظ التثنية يرد والمراد به الكثرة ، كقوله تعالى: بل يداه مبسوطتان وقال أبو عبيدة: أي: أصلحوا بين كل أخوين ، فهو آت على الجميع. وقرأ ابن سيرين ونصر بن عاصم وأبو العالية والجحدري ويعقوب ( بين إخوتكم) بالتاء على الجمع. وقرأ الحسن ( إخوانكم) الباقون: أخويكم بالياء على التثنية. الثالثة: في هذه الآية والتي قبلها دليل على أن البغي لا يزيل اسم الإيمان; لأن الله تعالى سماهم إخوة مؤمنين مع كونهم باغين. قال الحارث الأعور: سئل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وهو القدوة عن قتال أهل البغي من أهل الجمل وصفين: أمشركون هم ؟ قال: لا ، من الشرك فروا. فقيل: أمنافقون ؟ قال: لا; لأن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا. قيل له: فما حالهم ؟ قال إخواننا بغوا علينا.