يحسبون انهم يحسنون صنعا - YouTube
يحسبون انهم يحسنون صنعا - Youtube
احْذَر أن تكون من الأخسرين أعمالاً
إنّ كثيرًا من نكبات المجتمعات إنّما هي من أولئك الّذين يفعلون أشياء يرونها في ظاهرها صلاحًا، وهي عَيْن الفساد؛ ولقد قال الله عزّ شأنه عن أناس: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}، ذلك أنّهم لا يعرفون الصّراط المستقيم، ولا يُفرِّقون بين الفساد والصّلاح.
و من مثل ذلك أن الخوف (حتى و إن قلت مبرراته المنطقية) قد يطغى على تفكير بعض البشر فيصبح غير قادر على اتخاذ حكم أو قرار صائب. و من مثل أيضا طغيان الحب أوالهوى. و من القرءان نقرأ قول الحق (قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ) ق/27. ما أطغيته أي لم اجعل فكره يحور و يميل نحو الكفر بل كان هو أصلا في ضلال بعيد. يحسبون انهم يحسنون صنعا - YouTube. الطغيان الفكري
بناء على ما سبق من تعريفات ، نقول أن البعض ممن يعتبرون أنفسهم مسلمين و يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، البعض (الكثير) منهم يقع ضحية الطغيان في أفكاره التي يتبناها (بغض النظر عن البيئة التي استقى منها أفكاره تلك).. و الطغيان في الافكار ببساطة هو ترجيح و تقوية و تضخيم فكرة ما على حساب باقي الافكار الاخرى ، بحيث تصبح تلك الفكرة هي السمة الابرز في كافة أفكار ذلك الرجل (الطاغي). و باللغة العامة يطلق مرادف التعصب/ التشدد (رغم الاختلاف في الاسس بين هذه و تلك إذ أن التعصب لا يحدث إلا بعد حدوث الطغيان – فلا يتعصب شخص لشيء ليس ذات قيمة عنده – سنعطي أمثلة توضح هذه الفكرة). نقرأ قوله تعالى (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)هود/112 – إذ أن هذه الاية محيرة في لماذا و كيف جمعت ما بين الاستقامة و الطغيان!!