وعن عبد الله بن سلمة قال: قال رجل لمعاذ بن جبل: علمني، قال وهل أنت مطيعي قال: إني على طاعتك لحريص قال: صم وأفطر، وصل ونم، واكتسب ولا تأثم، ولا تموتن إلا وأنت مسلم، وإياك ودعوة المظلوم. وعن معاوية بن قرة قال: قال معاذ بن جبل لابنه: يا بني، إذا صليت فصل صلاة مودع لا تظن أنك تعود إليها أبدًا واعلم يا بني أن المؤمن يموت بين حسنتين: حسنة قدمها وحسنة أخرها. وعن أبي إدريس الخولاني قال: قال معاذ: إنك تجالس قومًا لا محالة يخوضون في الحديث، فإذا رأيتهم غفلوا فارغب إلى ربك عند ذلك رغبات. رواهما الإمام أحمد. تحميل كتاب معاذ بن جبل - كتب PDF. وعن محمد بن سيرين قال: أتى رجل معاذ بن جبل ومعه أصحابه يسلمون عليه ويودعونه فقال: إني موصيك بأمرين إن حفظتهما حُفِظْتَ إنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر، فآثر من الآخرة على نصيبك من الدنيا حتى ينتظمه لك انتظاما فتزول به معك أينما زلت. وعن الأسود بن هلال قال: كنا نمشي مع معاذ فقال: اجلسوا بنا نؤمن ساعة. وعن أشعث بن سليم قال: سمعت رجاء بن حيوة عن معاذ بن جبل قال: ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وستبتلون بفتنة السراء، وأخوف ما أخاف عليكم فتنة النساء إذا تسورن الذهب ولبسن رياط الشام وعصب اليمن فأتعبن الغني وكلفن الفقير ما لا يجد.
معاذ بن جبل الأخباري
محتويات
1 حياته في عصر رسول الله (ص)
2 الصحيفة الملعونة ومبايعته أبا بكر
3 رفضه نصرة الزهراء (ع)
4 وفاته
4. معاذ ابن جبل الحلقة 29. 1 ندمه عند وفاته
5 الهوامش
6 الملاحظات
7 المصادر والمراجع
حياته في عصر رسول الله (ص)
نسبه وكنيته: ينتمي معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو إلى قبيلة الخزرج. [1] ويكنى أَبا عبْد الرحمن. إسلامه ومواخاته: كان من أنصار رسول الله (ص)، وهو من الذين شهدوا بيعة العقبة من الأنصار، [2] وأشارت بعض المصادر التاريخية أن النبي (ص) آخى بين معاذ وبين عبد الله بن مسعود ، وكان عمره لما أسلم ثماني عشرة سنة، وأنه من الذين شهدوا معركة بدر ، و أحد ، و الخندق وكافة المعارك التي خاضها الرسول (ص) ضد الكفار ، [3] وأرسله النبي (ص) إلى اليمن ، وذلك بعد غزوة تبوك ليكون معلماً وقاضياً فيها. [4]
الصحيفة الملعونة ومبايعته أبا بكر
نُقل أن معاذ بن جبل من أصحاب الصحيفة الملعونة ، وهم عبارة عن خمسة أشخاص كتبوا فيما بينهم معاهدة في حجة الوداع ووقّعوا عليها، وهي عبارة عن عدم السماح بعد وفاة رسول الله (ص) أن تصل الخلافة إلى الإمام علي (عليه السلام)، ومن الموقعين على هذه الصحيفة هم: أبو بكر ، وعمر بن الخطاب ، و معاذ بن جبل ، و أبو عبيدة بن الجراح ، و سالم مولى أبي حذيفة ، [5] وكذلك نُقل أن معاذ من أوائل الذين بايعوا أبا بكر بالخلافة، [6] وقد نصبه أبو بكر على الجند في اليمن.
فما أمسى حتى طعن ابنه عبد الرحمن بكره الذي كان يكنى به وأحبَّ الخلق إليه. فرجع من المسجد فوجده مكروباً فقال: يا عبد الرحمن كيف أنت؟ فقال: يا أبة ﴿ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴾ [البقرة: 147] فقال معاذ: وأنا إن شاء الله ستجدني من الصابرين. فأمسكه ليلته ثم دفنه من الغد. فطعن معاذ فقال حين اشتد به نزع الموت - فنزع نزعاً لم ينزعه أحد وكان كلما أفاق من غمرة فتح عينيه ثم قال - رب اخنقني خنقك ، فوعزتك إنك لتعلم أن قلبي يحبك. وعن عمر بن قيس عمن حدثه عن معاذ قال ، لما حضره الموت قال: انظروا أصبحنا؟ قال: فأتي فقيل: لم نصبح حتى أتى في بعض ذلك فقيل له: قد أصبحت. فقال: أعوذ بالله من ليلة صباحها النار ، مرحباً بالموت مرحباً ، زائر مغب ، حبيب جاء على فاقة ، اللهم إني قد كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك ، إنك لتعلم أني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لكري الأنهار ولا لغرس الأشجار ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر. ضريح معاذ بن جبل - ويكيبيديا. اتفق أهل التاريخ أن معاذ - رضي الله عنه - مات في طاعون عمواس بناحية الأردن من الشام سنة ثماني عشرة [2]. رضي الله تعالى عن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - كانوا كما قيل:
تعبوا قليلاً واستراحوا دائماً
يا قلةَ التوفيق للكسلان
المصدر: مجمع الفوائد
[1] صفة الصفوة (ج1/ ص489).