ولم تقتصر عمليات الاستنساخ على مؤسسات الدولة بل راحت "الإنقاذ" ذراع تحرير الشام إلى أبعد من ذلك عندما بدأت بتبني الاتحادات والنقابات التقليدية التي نشأت في فترات سابقة، كنقابتي المهندسين والمحامين الأحرار اللتين أسستا في فترات سابقة، وبدأت أيضاَ التأسيس لنقابات واتحادات جديدة تزعم أنها تمثل قاعدة جماهيرية واسعة وتعبر عن آمالها في التغيير والتحرر، وهذه الجماهير وفق منظري تحرير الشام أصبحت تتبنى بالضرورة عمليات التحول والانتقال من حالة التشتت واللا دولة إلى حالة الدولة والسلطة التي تستند إلى عمل مؤسساتي منظم، وإعادة إحياء فكرة الدولة في المجتمع الثوري. أصدرت "الإنقاذ" منتصف شهر نيسان قرارا يقضي بإحداث الاتحاد العام للفلاحين، بالتنسيق مع وزارة الزراعة والري التابعة لها، ومن المفترض أن يعمل الاتحاد على تحقيق أهدافه المحددة بنظامه الداخلي، وبما لا يتعارض مع القوانين والأنظمة النافذة، بحسب القرار رقم 203 الذي نشرته الإنقاذ، والذي ينص أيضاَ على أن يتمتع اتحاد الفلاحين بالشخصية الاعتبارية وحق التقاضي والتمثيل أمام المحاكم وبموازنة مستقلة. وجاء هذا القرار بعد عدة قرارات اتخذتها في الإطار ذاته، أهمها إحداث المديرية العامة للمشتقات النفطية.
كيف اتكلم سوري قيمر
وقال الباحث في الشأن السوري محمد السكري أن "هناك تركيزا واضحا على تعزيز دور النقابات في مناطق المعارضة السورية، ليس فقط لدى حكومة الإنقاذ وإنما كذلك لدى الحكومة السورية المؤقتة، وهذا يرجع لسبب جوهري هو بروز مبادرة مجموعة من هذه النوعية أي النقابات من قبل شرائح المجتمع الساعي للتغير الطويل". أضاف السكري خلال حديثه لموقع "تلفزيون سوريا" أن " هذا الاستنساخ لمثل هذا النوع من النقابات والاتحادات تتمتع عادة بكونها بعيدة عن السلطة، أي تغيب عنها معايير السيطرة والتوجيه والأدلجة من قبل مؤسسات سلطات أمر الواقع. كيف اتكلم سوري قيمر. لذلك، تسارع تلك السلطات بالدفع لإنشاء تلك النقابات أو التغلغل فيها وهيكلتها لكي تكون تحت مراقبتها، ومثال على ذلك؛ في الحكومة المؤقتة عندما تم إنشاء اتحاد طلبة سوريا في تركيا وامتد لمناطق المؤقتة والإنقاذ كنقابة واحدة في العام 2020 قامت كل من المؤقتة والإنقاذ بالعمل وبشكل منفرد على تأسيس كيانين موازيين تحت المسمى ذاته بهدف السيطرة". يضيف السكري "الهدف من الاستنساخ هو أن يتم تصديره كأنه في إطار مأسسة العمل التنفيذي ولكن واقع الأمر هو جبهة تقدمية جديدة بأدوات ومنهج حداثي بعض الشيء وفي الغالب تعمل على تلك النماذج حكومة الإنقاذ ، وعلى أيّ حال، نجاح هذه التجارب منوط بقدرة سلطات أمر الواقع في الاستمرار وهذا حقيقة غير وارد وسط الاستياء الشعبي والسخط الذي قد يوّلد موجة من الاحتجاجات الكبيرة في أيّ لحظة في ظل غياب أبسط مقومات الحياة وانعدام الاستقرار".
ويؤكد مصلح أن: "الأبعاد الإقليمية تعكس مع الأزمات الدولية، وهذا يعيد ترتيب التحالفات والمصالح في المنطقة، فالقضية مبنية على توازن بين المصالح الروسية والإسرائيلية التي كانت تتداخل في بعض الأحيان لمصلحة إسرائيل على حساب المصلحة العربية، لكن في السياسات العالمية لم يعد هناك مناورة إسرائيلية أمام مصالح روسيا في العالم، خاصة في الجمعية العمومية حيث دانت إسرائيل روسيا في الملف الأوكراني". تقرير :سحب إقامة من يسافر لبلده للزيارة .. الدنمارك رصدت 7 الآلف سوري مقيمين في السويد سافروا لسوريا. ويؤكد مصلح: "أن إسرائيل ستجد صعوبة في توجيه ضربات لسوريا وهي خائفة من الموقف الروسي الذي يحد من قدراتها على التعامل مع الملف الأمني سوريا، وهذا هو الخوف الوحيد الإسرائيلي، حيث أن أمريكا لا تغنيها عن كل التحالفات". ويقول إن: "روسيا قادرة على تزويد سوريا بأسلحة ليست موجودة عند سوريا وقادرة على رفع قدرات سوريا في التعامل مع الهجمات الإسرائيلية ضد سوريا، وإسرائيل تخشى ذلك". ويواصل أن: "إسرائيل متخوفة من تأثير هذا الموقف على الوضع الأمني المجاور لإسرائيل، فهذا تلويح من روسيا بأن تكشف عن معلومات للجيش السوري معلومات مبكرة للتعامل مع أي تهديد إسرائيلي، إضافة إلى أن الطيران الروسي في سوريا له طلعات استكشافية وهو نوع من استعراض القوة المشتركة بين روسيا وسوريا، فليس المجال السوري مسموح لإسرائيل كما في السابق وإسرائيل فهمت الرسالة".