(2) صحيح البخاري برقم: (1477) وصحيح مسلم برقم: (593). ( 3) رواه أبو داود: (4972), وصححه العلامة الألباني. 2013-11-14, 11:21 AM #2 رد: التثبت وعدم الاستعجال في نقل الأخبار من هدي الأبرار
قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}{ النساء:94}.
الأناة
التثبت في الأمور وعدم العجلة على الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر، الداعي إلى الله تعالى التأكد من كل أمر والتثبت بشأنه، وعدم التسرع والعجلة، والحرص على الرفق والأناة بالناس وملاطفتهم حال أمرهم أو نهيهم، فإن في ذلك من الخير ما لا يحصى، وهو مما لا بد منه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي دعوة الناس إلى الخير. قال تعالى: " تحرك به لسانك لتعجل به " سورة القيامة ، الآية 16. قاعدة التثبت في الأمور – وكالة زاجل الإرترية للأنباء. والتبين والتثبت صفة من صفات أهـل اليقين من المؤمنين، يقول الإمام الطبري - رحمه الله -: عند قوله تعالى: " وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال " سورة البقرة ، الآية 118. و خص الله بذلك القوم الذين يوقنون، لأنهم أهل التثبت في الأمور، والطالبون معرفة حقائق الأشياء على يقين وصحة، فأخبر الله جل ثناؤه أنه بين لمن كانت هذه الصفة صفته ما بين من ذلك، ليزول شكه، ويعلم حقيقة الأمر) وقد ذم الإسلام الاستعجال ونهى عنه، كما ذم الكسل والتباطؤ، ونهى عنه، ومدح الأناة والتثبت فيها. قال تعالى: " ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما " سورة الحجرات ، الآية 6 ، قرأ الجمهور " ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما " سورة الحجرات ، الآية 6، من التبين، وهو التأمل، و قرأ حمزة والكسائي: ( فَتَثَبَّتُوا)، والمراد من التبين التعرف والتفحص، ومن التثبت: الأناة وعدم العجلة، والتبصر في الأمر الواقع والخبر الوارد حتى يتضح ويظهر.
قاعدة التثبت في الأمور – وكالة زاجل الإرترية للأنباء
الأناة في اللغة هي الحِلْم و الوَقار ، وأَنِيَ وتَأَنَّى واسْتأْنَى: تَثبَّت، ورجل آنٍ -على فاعل- أَي: كثير الأَناة والحِلْم. وتقول للرَّجل: إنَّه لذو أناةٍ، أي: لا يَعجَل في الأمور، وهو آنٍ: وقور. واصطلاحاً: التَّأنِّي والأناة هو: التَّثبُّت وترك العَجَلَة. [1]
الفرق بين الأناة والتَّؤُدَة والحِلْم [ عدل]
يرى كثير من العلماء أنَّ الأناة والحلم بنفس المعنى، فالحِلْم في كلام العرب هو الأناة و العقل ، والسُّكون مع القدرة والقوَّة،
والأناة هي الحِلْم و الوقار. [3]
يقول أبو هلال العسكري بأن هناك فرق:
ف الأناة هي التَّمهُّل في تدبير الأمور، وترك التَّعجُّل. و الحِلْم هو الإمهال بتأخير العقاب المستحق. والتُّؤدة: مفارقة الخفَّة في الأمور،... فالتؤدة تفيد من هذا خلاف ما تفيد الأناة، وذلك أن الأناة تفيد مقاربة الأمر والتسبب إليه، والتُّؤدة تفيد مفارقة الخفَّة. [4]
الأناة في القرآن والسنة [ عدل]
في القرآن [ عدل]
وقد قرأ جمهور القراء "فتبيَّنوا" أي مِن التَّبيُّن، وقرأ حمزة و الكسائي: "فتثبَّتوا" أي مِن التَّثبُّت، والمراد مِن التَّبيُّن هو التَّعرُّف والتَّفحُّص، والمراد مِن التَّثبُّت هو الأناة وعدم العَجَلَة ، والتَّبصُّر في الأمر الواقع والخبر الوارد حتى يتَّضح ويظهر.
فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين وسرورا لهم وتحرزا من أعدائهم فعلوا ذلك, وإن رأوا أنه ليس فيه مصلحة أو فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته، لم يذيعوه، ولهذا قال: { لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَ هُ مِنْهُمْ} أي: يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة وعلومهم الرشيدة. وفي هذا دليل لقاعدة أدبية وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولَّى مَنْ هو أهل لذلك ويجعل إلى أهله، ولا يتقدم بين أيديهم، فإنه أقرب إلى الصواب وأحرى للسلامة من الخطأ. وفيه النهي عن العجلة والتسرع لنشر الأمور من حين سماعها، والأمر بالتأمل قبل الكلام والنظر فيه، هل هو مصلحة، فيُقْدِم عليه الإنسان؟ أم لا فيحجم عنه؟
ثم قال تعالى:{وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} أي: في توفيقكم وتأديبكم، وتعليمكم ما لم تكونوا تعلمون: { لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا} لأن الإنسان بطبعه ظالم جاهل، فلا تأمره نفسه إلا بالشر, فإذا لجأ إلى ربه واعتصم به واجتهد في ذلك، لطف به ربه ووفقه لكل خير، وعصمه من الشيطان الرجيم. قال الحافظ ابن كثير_ رحمه الله تعالى_, عند قوله:{ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ}, إِنْكَارٌ عَلَى مَنْ يُبَادِرُ إِلَى الْأُمُورِ قَبْلَ تَحَقُّقِهَا، فَيُخْبِرُ بِهَا وَيُفْشِيهَا وَيَنْشُرُهَا، وَقَدْ لَا يَكُونُ لَهَا صِحَّةٌ.