ثم عطف عليه النهي عن نهرهما; لئلا يحسب أن ذلك تأديب لصلاحهما ، وليس بالأذى ، والنهر: الزجر ، يقال: نهره وانتهره. ثم أمر بإكرام القول لهما ، والكريم من كل شيء: الرفيع في نوعه ، وتقدم عند قوله تعالى ومغفرة ورزق كريم في سورة الأنفال. وبهذا الأمر انقطع العذر بحيث إذا رأى الولد أن ينصح لأحد أبويه أو أن يحذره مما قد يضر به أدى إليه ذلك بقول لين حسن الوقع. إعراب" أمّا " و " إمّا ". ثم ارتقى في الوصاية بالوالدين إلى أمر الولد بالتواضع لهما تواضعا يبلغ حد الذل لهما; لإزالة وحشة نفوسهما إن صارا في حاجة إلى معونة الولد; لأن الأبوين يبغيان أن يكونا هما النافعين لولدهما ، والقصد من ذلك التخلق بشكره على إنعامهما السابقة عليه. وصيغ التعبير عن التواضع بتصويره في هيئة تذلل الطائر عندما يعتريه خوف من طائر أشد منه إذ يخفض جناحه متذللا ، ففي التركيب استعارة مكنية ، والجناح تخييل بمنزلة الأظفار للمنية في قول أبي ذؤيب: وإذا المنية أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لا تنفع وبمنزلة تخييل اليد للشمال بفتح الشين والزمام للقرة في قول لبيد: وغداة ريح قد كشفت وقرة إذ أصبحت بيد الشمال زمامها [ ص: 71] ومجموع هذه الاستعارة تمثيل ، وقد تقدم في قوله واخفض جناحك للمؤمنين في سورة الحجر.
إعراب&Quot; أمّا &Quot; و &Quot; إمّا &Quot;
خامسًا: إِنَّ الوَالِدَيْنِ في حَالِ قُوَّتِهِمَا لَا يَتَأَثَّرَانِ مِنْ ضَجَرِ أَو تَأَفُّفِ أَو نَهْرِ الوَلَدِ ـ لِأَنَّهُمَا غَيْرُ مُكْتَرِثَيْنِ بِهِ غَالِبًا ـ بَيْنَمَا التَّأَثُّرُ في حَالِ الكِبَرِ ﴿أَرْذَلِ العُمُرِ﴾. لِذَا كَانَ الأَمْرُ بِعَدَمِ صُدُورِ ذَلِكَ مِنَ الوَلَدِ مُرَاعَاةً لِخَاطِرِهِمَا وَشُعُورِهِمَا وَسَابِقِ فَضْلِهِمَا وَإِحْسَانِهِمَا، كَيْفَ وَهُمَا سَبَبُ وُجُودِهِ في هَذِهِ الدُّنْيَا. سادسًا: لِذَا جَاءَتِ النُّصُوصُ مِنَ النَّبِيِّ المُصْطَفَى الكَرِيمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في بَيَانِ عُقُوبَةِ الوَلَدِ الذي يَبْلُغُ وَالِدَاهُ عِنْدَهُ الكِبَرَ وَلَمْ يُحْسِنْ إِلَيْهِمَا، وَلَمْ يَكُنْ كِبَرُهُمَا سَبَبًا لَهُ بِدُخُولِ الجَنَّةِ. روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «رَغِمَ أَنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ». قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟
قَالَ: «مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ، أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ».
2011 الساعة 15:50. 03. 2011, 16:05
جزاك الله خيراً اخي الكريم.. وجعل ذلك في ميزان حسناتك..
بارك الله لك في هذا العلم ونفعك به.. اللهم امين
اشكرك اخي الفاضل على تعليقك الهادف..
قال تعالى: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} [الزمر: 18]
اسأل الله ان نكون ممن يستمعون القول فيتببعون احسنه.. اللهم امين
12. 02. 2012, 20:09
مشرفة قسم الصوتيات والمرئيات
12. 2010
2. 073 [ عرض]
11. 2021
(14:56)
تم شكره 362 مرة في 265 مشاركة
سبحان الله! بالأمس كنت أسير مع والدة أبنائها في سن الشباب.. ومر أمامنا طفل صغير.. فتنهدت في حسرة.. وقالت: كم بذلنا لأجلكم.. ولكنكم عققتمونا....
جزيت الخير أختى زهراء على التذكرة الطيبة..
12. 2012, 19:10
عضو
12. 2012
23 [ عرض]
30. 2012
(15:17)
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
ربي اغفر لوالدي وارحمهما كما ربيانى صغيرا
14. 2012, 11:24
اختي الكريمة البتول, اخي الكريم يوسف, جزاكما الله خيرا وتقبل الدعاء
14. 2012, 17:39
مـشرفـة عامـة
04. 07. 114 [ عرض]
11. 04. 2014
(23:32)
تم شكره 335 مرة في 223 مشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكي ربي كل الخير أختي فاطمة على التذكرة
وجعلها الله في ميزان حسناتك
أسأل الله أن ينفع بها
توقيع لبيك إسلامنا
أرى أناسا بأدنى الدين قد قنعوا ولا أراهم رضوا في العيش بالدون فإستغن بالله عن دنيا الملوك كما إستغنى الملوك بدنياهم عن الدين
من شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا ، فليستوطن مجالس الذكر فإنها رياض الجنة
******
وَما فَقَدَ الماضونَ مِثلَ مُحَمَّدٍ ، وَلا مِثلُهُ حَتّى القِيامَةِ يُفقَدُ
16.