28#. الصفحة 28- فمن خاف من موص جنفا أو إثما.. مكررة 10 مرات.. ماهر المعيقلي - YouTube
- فمن خاف من موص جنفا
- أوجه القراءات في قوله تعالى: {فَمَنْ خَافَ مِن مّوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ…} الآية – – منصة قلم
فمن خاف من موص جنفا
فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (182) قوله تعالى: فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم فيه ست مسائل: الأولى: قوله تعالى: فمن خاف من شرط ، وخاف بمعنى خشي ، وقيل: علم ، والأصل خوف ، قلبت الواو ألفا لتحركها وتحرك ما قبلها ، وأهل الكوفة يميلون خاف ليدلوا على الكسرة من فعلت. " من موص " بالتشديد قراءة أبي بكر عن عاصم وحمزة والكسائي ، وخفف الباقون ، والتخفيف أبين; لأن أكثر النحويين يقولون " موص " للتكثير ، وقد يجوز أن يكون مثل كرم وأكرم. فمن خاف من موص جنفا. جنفا من جنف يجنف إذا جار ، والاسم منه جنف وجانف ، عن النحاس ، وقيل: الجنف الميل. قال الأعشى: تجانف عن حجر اليمامة ناقتي وما قصدت من أهلها لسوائكا وفي الصحاح: " الجنف " الميل ، وقد جنف بالكسر يجنف جنفا إذا مال ، ومنه قوله تعالى: فمن خاف من موص جنفا. قال الشاعر [ هو عامر الخصفي]: هم المولى وإن جنفوا علينا وإنا من لقائهم لزور قال أبو عبيدة: المولى ها هنا في موضع الموالي ، أي بني العم ، كقوله تعالى: ثم يخرجكم طفلا ، وقال لبيد: إني امرؤ منعت أرومة عامر ضيمي وقد جنفت علي خصومي قال أبو عبيدة: وكذلك الجانئ ( بالهمز) وهو المائل أيضا ، ويقال: أجنف الرجل ، أي جاء بالجنف.
أوجه القراءات في قوله تعالى: {فَمَنْ خَافَ مِن مّوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ…} الآية – – منصة قلم
والمعنى: أن من وجد في وصية الموصي إضراراً ببعض أقربائه ، بأن حرمه من وصيته أو قدم عليه من هو أبعد نسباً ، أو أوصى إلى غني من أقربائه وترك فقيرهم فسعى في إصلاح ذلك وطلب من الموصي تبديل وصيته ، فلا إثم عليه في ذلك؛ لأنه سعى في إصلاح بينهم ، أو حدث شقاق بين الأقربين بعد موت الموصي لأنه آثر بعضهم ، ولذلك عقبه بقوله: { إن الله غفور رحيم} وفيه تنويه بالمحافظة على تنفيذ وصايا الموصين حتى جعل تغيير جورهم محتاجاً للإذن من الله تعالى والتنصيص على أنه مغفور. وقرأ الجمهور: «موص» على أنه اسم فاعل أو أوصى وقرأه أبو بكر عن عاصم وحمزة ، والكسائي ، ويعقوب ، وخلف «موصٍ» بفتح الواو وتشديد الصاد على أنه اسم فاعل وصى المضاعف. قراءة سورة البقرة
ومعنى خاف هنا الظن والتوقع؛ لأن ظن المكروه خَوف فأطلق الخوف على لازمه وهو الظن والتوقعُ إشارة إلى أن ما توقعه المتوقع من قبيل المكروه ، والقرينة هي أن الجنف والإثم لا يخيفان أحداً ولا سيما من ليس من أهل الوصية وهو المصلح بين أهلها ، ومن إطلاق الخوف في مثل هذا قول أبي مِحْجن الثقفي:... أخَافُ إذا ما مِتُّ أنْ لا أذُوقها أي أظن وأَعلم شيئاً مكروها ولذا قال قبله:... تُرَوِّي عِظَامي بَعْدَ مَوْتِي عُرُوقُها والجنف الحيف والميل والجور وفعله كفرح. والإثم المعصية ، فالمراد من الجنف هنا تفضيل من لا يستحق التفضيل على غيره من القرابة المساوي له أو الأحق ، فيشمل ما كان من ذلك عن غير قصد ولكنه في الواقع حيف في الحق ، والمراد بالإثم ما كان قصد الموصي به حرمان من يستحق أو تفضيل غيره عليه. والإصلاح جعل الشيء صالحاً يقال: أصلحه أي جعله صالحاً ، ولذلك يطلق على الدخول بين الخصمين بالمراضاة؛ لأنه يجعلهم صالحين بعد أن فسدوا ، ويقال: أصلح بينهم لتضمينه معنى دخل ، والضمير المجرور ببين في الآية عائد إلى الموصي والموصى لهم المفهومين من قوله { موص} إذ يقتضي موصَى لهم ، ومعنى { فلا إثم عليه} [ البقرة: 173] أنه لا يلحقه حرج من تغيير الوصية؛ لأنه تغيير إلى ما فيه خير.