أما إذا قادكِ قلبك حيث رجل لديه نفس تجربتك، وهو بالفعل مُنفصل ويبحث عن شريكة يجد في السكينة بقربها ضالته، فعليكِ تفادي أخطاء التجربة الأولى، وكلك يقين أن الحياة وإن لم تكن وردية فلا بد أن تتعاونا معًا لئلا تكون حالكة، تستحيل معها الرؤية. وإذا كان لكِ أو لهذا الزوج أبناء من التجربة الأولى، لا بد أن يدور بينكما نقاش مطول حول مصيرهم جميعًا، بحيث يُمحى الغموض تمامًا عن أي شيء يخصهم، وفي هذا ضمان لسعادتكما كما سعادتهم. الزواج من الثانية بدون سبب
هناك تجارب للزواج الثاني لا تُشبه إلا نفسها، فتجد رجلاً يُخبرك بحقيقة زواجه من ثانية دون علم زوجته، تلك التي يصفها بـ"ست الناس" و"حبه الأول" و"أم أبنائه" و"الحارس الأمين" على بيته، فتظن أنه ربما يمزح. إذا كانت زوجتك كل هؤلاء إذًان لما تزوجت عليها؟! غالبًا ما يصعب على أمثال هؤلاء إيجاد أسباب واقعية لتبرير إقدامهم على تجربة الزواج الثاني، لذلك يبحثون في أسباب ما وراء الواقع: "حاسس بملل"، "بدور على حد يفهمني"، "هي مركزة مع الأولاد أكتر مني"، بينما في الواقع هم يعانون من شيء أُطلق عليه "رفاهية العطاء". هم في حقيقة الأمر يأخذون من الشريكة كل شيء، بلا جهد يُذكر، الحب والاهتمام وتربية الأبناء والطاعة والصفح، حتى الأشياء التي لم يكونوا يريدونها، وجدوها تُقدم لهم على طبق من ذهب، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن العطاء في العلاقات الإنسانية وإن كان محمودًا، لا بد أن يُراعى حجمه، فكثرة العطاء قد تجلب الطمع أو سوء التقدير.
كل ما يهمك عن الزواج الثاني للرجل والمرأة، وتجربة الزواج الثاني للرجل
الزواج الثاني للرجل المتزوج
حينما تتصرف في الحياة بمنأى عن النسق الأخلاقي والاجتماعي القويم، ومهما كانت دوافعك في ذلك، تأكد أنك تسير في الطريق الخاطئ. وفي تجربة الزواج الثاني أنت لا تحتاج لأكثر من أن تضع نفسك مكان زوجتك، تلك التي أخذتك الحياة رفقتها وتحفظت عليكما في حيز ضيق منها، جعل من استمرار الحياة أمرًا صعبًا. هذا الزواج الثاني والذي اتخذته كطوق نجاتك الجديد من حياة مملة وتعيسة، الزواج الذي تتحدث عنه بوصفه حقك، سيصير لعنة عليك ما لم تُكرم زوجتك الأولى بحق المعرفة قبل الشروع فيه، وستصير كمن يسرق حقه -على حد تعبيرك- ومن أدراك؟ ربما كانت تلك الخطوة بالاعتراف لها بأنك تفكر في الزواج بأخرى طوق نجاة زواجكما، قبل أن يصير الغضب والعناد سيدا الموقف! أو تجدا حلولاً توافقية تُرضي الجميع بالانفصال مع إعلاء مصلحة الأبناء فوق كل اعتبار. المرأة المطلقة والزواج الثاني
كونك امرأة مطلقة لا يجعلكِ الاختيار المثالي كزوجة ثانية، وإن كان ما يُحركك هو تلك القناعة، فأنتِ بلا شك في مأساة كبيرة، مأساة حاكها المجتمع وسيطرت عليكِ حتى أفسدت عليكِ حياتك. أنتِ تصلحين لأن تكوني اختيار أحدهم الأول. أقول هذا وكلي يقين أن المنطق الذي نؤمن به، هو ما يأخذنا حيث نستحق أن نكون، حتى في مجتمعات كمجتمعنا لديه عداء مسبق مع الفشل، رغم خلو سجله الحالي من نجاحات مبهرة.
أو أن الزوج أقل إنصاتًا لصوت ذكوريته التي أورثه إياها المجتمع، "إزاي تحط راسها براسي"، وأكثر استيعابًا لكون ضعف المرأة مع رجل لا تشعر معه بالتقدير أكثر إيلامًا من تكسير عمودها الفقري فقرة فقرة. وإذا كان البعض يضمن لتجربة الزواج الثاني النجاح كون الشريكين تعلما من تجربتهما الأولى، لماذا لا يفعل الزوجين الشيء ذاته في تجربتهما الأولى؟! أن يتعلما من أخطائهما في مواقف الأمس بحيث تُصبح أخطاء الغد أقل خطورة وأكثر قدرة على إيجاد التلاقي منها على حدوث الانفصال، تحديدًا إذا كان في القصة أبطال آخرون لا ذنب لهم فيما آلت إليه الأمور. فشعرة معاوية في قرار الزواج الثاني برأيي تكمن في شعور أحد الطرفين بأن الطرف الآخر لم يعد يهتم لأمر رضاه، شيئًا فشيئًا يشعر أن هذا الشريك صار لا يُبالي به البتة، ومع استمرار الحياة على تلك الشاكلة يتسرب إليه شعور أنه صار يكرهه، وهنا ينزل الستار معلنًا النهاية.