تفسير سورة الفيل | تفسير قِصار السور - YouTube
- تفسير سورة الفيل للاطفال
- تفسير سورة الفيل للأطفال
- تفسير سورة الفيل
- تفسير السعدي سورة الفيل
تفسير سورة الفيل للاطفال
حاول أبرهة الحبشي أن يصرف العرب عن الكعبة المشرفة فبنى القلّيس في صنعاء، فجاء أحد الأعراب ولطخه بالعذرة، فعزم أبرهة على تدمير الكعبة، وجهز جيشاً عرمرماً تتقدمه مجموعة من الفيلة، وقطع الفيافي والقفار حتى وصل إلى مكة وفيها نزل به عقاب الله، فكان مع جنوده عبرة للمعتبرين. قصة أصحاب الفيل
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إن سورتنا الليلة لسورة مباركة ميمونة، إنها سورة الفيل. وتلاوة الآيات بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ [الفيل:1-5].
تفسير سورة الفيل للأطفال
فجاء عبد المطلب وجلس إليه فعرف غرضه وهدفه وأنه يريد هدم الكعبة حتى لا تحج ولا يجتمع عليها العرب ويحجون بيت القليس في صنعاء، فما كان من عبد المطلب إلا أن قال له: أنا أدعوك أن ترد علي إبلي، وأما البيت فله رب يحميه. أي: هو الذي يحميه. فتعجب أبرهة وقال: ما كنت أظن أنك بهذا الهبوط والسقوط وأنت زعيم ورئيس مكة، وتطلب رد الإبل فقط وتترك بيت شرفك وشرف أجدادك وآبائك يحطم؟! قال: نعم. إن للبيت رباً يحميه، أما أنا فأطالب بإبلي فقط، فرد عليه الإبل. إذاً: وما كان من عبد المطلب الحكيم إلا أن أمر سكان مكة أن يأخذوا نساءهم وأطفالهم وأموالهم وينزلوا على قمم جبال مكة خشية المعرة؛ لأن الجيش الغازي عندما يدخل قد يفعل بهم الفواحش والمناكير. فقال لهم: من الخير أن تتركوا البلاد لهذا الطاغية وتصعدوا قمم الجبال؛ ليفعل ما يريد. فقد كان عبد المطلب حكيماً؛ وفعل ذلك خشية المعرة؛ لأن الجيش الغازي عندما يدخل غالباً ما يهتك أعراض النساء. وزحف الجيش، فلما وصل إلى وادي محسر -ما بين مزدلفة ومنى- مسافة قدر رمية حجر من شخص قوي.. في عرض الوادي، لما توسط الجيش الغازي وادي محسر وإذا بالنفاثات الربانية يشاهدونها وهم على جبال مكة تخرج من البحر، فرقة بعد أخرى، يحمل كل طائر ثلاثة قذائف؛ اثنتان بمخلبيه؛ في كل مخلب واحدة، والثالثة بمنقاره، حجمها ما بين الحمصة والعدسة وهي المذكورة في قوله تعالى: طَيْرًا أَبَابِيلَ [الفيل:3].
تفسير سورة الفيل
﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ﴾ [الفيل: 1 - 5]. قصة أبرهة [1] وهجومه على الكعبة قصةٌ تَطوي في ثناياها دلالاتٍ عظامًا، على القارئ للقرآن الكريم التريُّث عِندها؛ ليَستشِفَّ تلكم الدَّلالات، فالحوادث العظيمة لها وقعٌ على الناس حتى تصير حديث العام والخاص؛ بل ترويها الأجيال، وتتناقلها الألسن. والعجَب أن حادثة الفيل أصبحت تاريخًا يؤرَّخ، ومولد سيد البشر كان فيه، ومِن ثَم فإن ميلاده والحادثة برهانان للعرب بأن خضوعهم لأهل الكتاب في اليمن يَستطيعون التخلُّص منه، وأن عزتهم في عبادة ربِّ هذا البيت الذي حَماه، وفي هذا المولود الجديد الذي سيُخلِّص العرب بخاصة والعالم بعامة مِن قبضة الظلَمة المُتغطرِسين. ونحن نعلَم أن العرب لم يكونوا شيئًا مذكورًا قبل مبعَث سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ومِن هنا فعزَّتهم وقوَّتُهم في هذا الدِّين العظيم، الذي وصفه ربعي بن عامر: "إن الله ابتعثنا لنُخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومِن ضيق الدنيا إلى سَعة الآخِرة، ومِن جور الأديان إلى عدل الإسلام".
تفسير السعدي سورة الفيل
وفي الصحيحين أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم قال يوم فتح مكة: «إن اللَّه حبس عن مكة الفيل، وسلّط عليها رسوله والمؤمنين، وإنه قد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، ألا فيبلّغ الشاهد الغائب». 8- و مما يلاحظ، أيضا، على أنَّ القصة فيها تنبيه عظيم للعالَمين على أن أمرًا عظيمًا سيَحدث، وفيها أيضًا تكريم الله للكعبة، وإنعامه على قريش بدفع العدو عنهم، فكان يجب عليهم المُبادَرة إلى الإيمان برسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - وعبادة الله، وشُكره على نَعمائه. " [5]. هذا والله أعلم. [1] ابن الصَّبّاح من ملوك اليمن، وهو أَبو يَكْسُوم ملك الحَبَشة صاحب الفيل الذي ساقَه إِلى البيت الحرام فأَهلكه الله. [2] قطب، سيد:"في ظلال القرآن"، دار الشروق - القاهرة، الطبعة الشرعية الحادية عشرة، 1405هـ - 1985م. [3] العقيدة الواسطية: 103. [4] قطب، سيد:"في ظلال القرآن"، دار الشروق - القاهرة، الطبعة الشرعية الحادية عشرة، 1405هـ - 1985م. [5] الزحيلي،ابن مصطفى وهبة:التفسير المنير في العقيدة و الشريعة و المنهج.
وقد وافق اسم سلاح التعذيب المعذَّب في كون كليهما غير عربيين. عصف: وردت هذه الكلمة في القرآن ثلاث(03) مرات ، وههنا﴿ كعَصْف مأَكول ﴾، له معنيان: أَحدهما أَنه جعل أَصحاب الفيل كورق أُخذ ما فيه من الحبّ وبقي هو لا حب فيه، والآخر أَنه أَراد أَنه جعلهم كعصف قد أَكله البهائم. ﴿ والحبُّ ذو العَصْف والرَّيْحانُ ﴾؛ يعني بالعصف ورق الزرع وما لا يؤكل منه، وأَمّا الريحان فالرزق وما أُكل منه، وقيل: العَصف والعَصِيفةُ والعُصافة التّبْن، وقيل: هو ما على حبّ الحِنطة ونحوها من قُشور التبن. وعلى هذا؛ فقد أصبح جيش أبرهة عبارة عن أجساد ملقاة على الأرض، لا روح فيها، و لا حركة، ولا حياة؛ بل أجسام بالية لا ترى فيها ولا حولها إلا حطاما وانكسارا. مجمل معنى السورة: الخطاب موجه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فيه استفهام تقريري يثبت ما وقع لجيش أبرهة الذي حاول هدم الكعبة المشرفة ليلفت الناس عنها، ولكنّ ربك بالمرصاد فحوّل كيدهم إلى هزيمة نكراء جعلت منهم أحاديث ترويها الأجيال وتناقلها الأخبار. والمقصد العام هو أن الأمر لله من قبل ومن بعد. الفوائد العظيمة للسورة:
1- نصر الله آت ولو بعد حين. 2- تثبت هذه السورة على أن أعظم بيت فوق الأرض هو بيت الله الحرام في مكة، التي هي موطن خاتم الرسل، صلى الله عليه وسلم.