رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا - YouTube
تخريج حديث: (رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد عليه السلام نبيا)
وقال الذهبي: غريب تفرد به عقبة. وقال النووي في الأذكار: (ص74): في إسناده أبو سعد البقال وهو البقال وهو ضعيف باتفاق الحفاظ. قلت: وهو كما قالوا: فإن إسناده ضعيف؛ لضعف أبي سعد البقال وتدليسه، وقد عنعنه. وانظر: ((الضعيفة)) (5020). وللحديث شواهد:
1- عن المنيذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه البخاري في ((التاريخ الكبير)) تعليقاً (8/ 75)، والطبراني (20/ 838)، من طريق رشدين بن سعد عن حيي بن عبد الله المغافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن المنيذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم – وكان يكون بأفريقية – قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قال إذا أصبح: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً؛ فأنا الزعيم لآخذن بيده حتى أدخله الجنة)). قلت: إسناده ضعيف؛ لضعف رشدين بن سعد، وحييّ بن عبد الله فيه ضعف. ((التهذيب)) (3/ 103)، (2/ 490). 2ـ حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وله طريقان:
الأول: يرويه خزيمة بن خازم القائد عن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال إذا أصبح: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، رضي الله تعالى عنه)).
[box type="shadow" align="" class="" width=""]قال رسول الله ﷺ: «من قال رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًّا، وجبت له الجنة» (صحيح الجامع الصغير وزيادته)[/box]
الشرح والإيضاح
"الدُّعاءُ هو العِبادةُ، وقد علَّم النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أُمَّتَه كثيرًا من الأدعيةِ وبيَّن فَضلَها وثوابَها. وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن دُعاءٍ من الأدعيةِ له فضلٌ كبيرٌ، حيثُ يقول: ""من قالَ: رضِيتُ باللهِ ربًّا""، أي: قَنعتُ بأنَّ اللهَ تعالى هو الخالقُ والسيِّدُ والمالكُ والمُصلِحُ والمربِّي لخلقِه والمدبِّر أُمورَهم، ولستُ بِمُكرَهٍ على ذلكَ بل أنا راضٍ به، ""وبالإسلامِ دينًا""، أي: وكذلكَ رَضيتُ أن أدِينَ بدينِ الإسلامِ عمَّا سواهُ من الأديانِ، ""وبمُحمدٍ رَسولًا""، أي وكذلِكَ رضيتُ بِمحمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم رَسولًا مِن اللهِ مخالِفًا مَن عاندَ وكفرَ بهِ؛ ""وجَبتْ لهُ الجنَّة""، أي: إنَّ مَن يقولُ هذا الدُّعاءَ، كانَ حقًّا على اللهِ أن يُدخِلَه الجنَّةَ. مصدر الشرح:
تحميل التصميم
رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًّا - مصلحون
فَعَجِبَ لَهَا أَبُو سَعِيدٍ ، فَقَالَ: أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ ،
فَفَعَلَ ، ثُمَّ قَالَ: وَأُخْرَى يُرْفَعُ بِهَا الْعَبْدُ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي
الْجَنَّةِ ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ،
قَالَ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ ،
الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ). رواه الإمام مسلم في " صحيحه " (رقم/1884) والنسائي في " السنن الكبرى " (9/7) وقال
– منبها على الاختلاف على أبي هانئ -: " خالفه عبد الله بن وهب ، رواه عن أبي هانئ
، عن أبي عبد الرحمن ، عن أبي سعيد ", وقال الطبراني في " المعجم الأوسط " (8/
317): " ورواه الليث بن سعد ، وعبد الله بن وهب ، عن أبي هانئ ، عن أبي عبد الرحمن
، عن أبي سعيد ". وهذا الاختلاف في الإسناد على أبي هانئ لا يضر إن شاء الله ، فسياق الحديث واحد
تقريبا ، وإن كان الأرجح هو السياق الثاني ، وذلك لثلاثة أدلة:
الدليل الأول: أن عبدالله بن وهب أوثق من عبد الرحمن بن شريح ، فقد كان أحد الأئمة
الأعلام ، وجاء في ترجمته في " تهذيب التهذيب " (6/73): " قال الحارث بن مسكين:
جمع ابن وهب الفقه ، والرواية ، والعبادة ، ورزق من العلماء محبة وحظوة من مالك
وغيره.
الحمد لله. أولا:
هذا الحديث يرويه الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: ( مَنْ قَالَ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا ، وَبِالْإِسْلَامِ
دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ)
رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (6/36)، وعبد بن حميد في " المسند " (ص308)،
وأبوداود في " السنن " (رقم/1529)، والنسائي في " السنن الكبرى " (9/7)، وابن حبان
في " صحيحه " (3/144)، والحاكم في " المستدرك " (1/699) وقال: " هذا حديث صحيح
الإسناد ولم يخرجاه ". جميعهم من طريق زيد بن الحباب ، حدثنا عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني ، حدثني أبو
هانئ الخولاني ، أنه سمع أبا علي الجنبي ، أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه. وهذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات ، ليس فيه مطعن ظاهر. وجاء الحديث أيضا بلفظ قريب من اللفظ السابق ، رواه أحد تلاميذ أبي هانئ الخولاني ،
وهو عبدالله بن وهب ، عن أبي هانئ ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي – وليس عن أبي علي
الجنبي – عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( يَا أَبَا سَعِيدٍ ، مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا ،
وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ.
رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا
الرضا بالله -تعالى- ربًّا، وبالإسلام ديناً، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا
هو جوهر السعادة، وعنوان الفلاح،
وبه يجد العبد المؤمن حلاوة الإيمان؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
" ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًّا، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً "
(رواه مسلم)؛
فللإيمان حلاوة ولذة يجده من حقَّق الرضا،
وكلما امتلأ القلب بالرضا كلما عظمت الحلاوة، وازداد الإيمان. قال القرطبي -رحمه الله- يوضح حلاوة الإيمان:
" هي عبارة عمّا يجده المؤمن المحقق في إيمانه، المطمئن قلبه به؛
من انشراح صدره، وتنويره بمعرفة الله -تعالى-، ومعرفة رسوله -صلى الله عليه وسلم-
، ومعرفة منَّة الله -تعالى- عليه في أن أنعم عليه بالإسلام،
ونظمه في سلك أمة محمد خير الأنام، وحبَّب إليه الإيمان والمؤمنين، وبغَّض إليه الكفر والكافرين، وأنجاه من قبيح أفعالهم، وركاكة أحوالهم,
وعند مطالعة هذه المنن، والوقوف على تفاصيل تلك النعم؛
تطير القلوب فرحاً وسروراً، وتمتلئ إشراقاً ونوراً،
فيا لها من حلاوة ما ألذها! وحالة ما أشرفها! فإن المؤمن عند تذكُّر تلك النعم والمنن لا يخلو عن إدراك تلك الحلاوة، غير أن المؤمنين في تمكنها ودوامها متفاوتون، وما منهم إلا وله منها شِرْبٌ معلوم، وذلك بحسب ما قُسم لهم من هذه المجاهدة الرياضية، والمنح الربانية ".
الحمد لله. أولا:
هذه الجملة العظيمة وردت من كلام النبي صلى الله عليه وسلم في غير ما موضع ، منها ما يكون من قبيل التقرير للمعنى ، ومنها ما يأتي على سبيل الأذكار والأوراد. أما القسم الأول ، فقد جاء فيه حديثان عظيمان:
الأول:
ما أخرجه مسلم في "صحيحه" (34) ، من حديث الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا ، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا. الثاني:
ما أخرجه مسلم في "صحيحه" (1884) ، من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ ، مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا ، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ. ولعل السائل يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم عبّر في الحديث الأول فقال:( وبمحمد رسولا) ، وعبّر في الحديث الثاني فقال:( وبمحمد نبيا). ولذا إذا أراد أحد ما أن يقرر هذه الجملة: فلا مانع من قول:" وبمحمد رسولا " ، أو " وبمحمد نبيا " ، فالمعنى واحد على كلا اللفظين، وقد ورت بكل منهما الرواية، كما يظهر مما سبق.