لعدم استطاعت ابي علي مصاريف الدراسة. لمّا سمعت الطفلين يتحدثان عن الفقر والحِرمان بهذا الوعي الذي لا يدركه إلا الكبار، تأثرت وضاقت عليَّ الأرض بما رحبت!! وعلى الفور أخرجت من جيبي ( خمسة دنانير) وأعطيتها للصبي، وقلتُ له: خذ هذه الدنانير والمبلغ آنذاك كبيرا وكان يفي لشراء الأدوات المدرسية كلها.. كل ساق سيسقى بما سقى ولا يظلم ربك احدا. ونسيت من يومها هذا الموقف مع ذاك الصبي. قال الشاب: أنا يا عم ذلك الصبي، ولولا تلك الدنانير الزهيدة لما أصبحت اليوم بروفيسوراً في أكبر مستشفى بالجزائر.. فأسأل الله أن يجازيك خير الجزاء في الدنيا، والأجر الكبير في الآخرة. الشاهد من القصة هي صنائع المعروف تقي مصارع السوء.. وكل ساقٍ سيُسقى بما سقى يوماً ما
- سيسقى كل ساق بما سقى
سيسقى كل ساق بما سقى
كل ساقى سيسقى بما سقى ولا يظلم ربك أحدا - YouTube
قلت وبصوت مرتفع ونبرة حادة: والله، لن أذوق لكم طعاماً إلا إذا أخبرتموني مَن أنتم؟ ومَن تكونون؟
أنتَ تخدمني طوال أسبوع كامل، ومن قبل بالمستشفي وأنا لا أعرفك.. تخدمني وتُبالغ في إكرامي، وكانك تعرفني او احد اقاربك وأنا لم ألتقِ بك من قبل سوى مرة واحدة في المستشفى، من أنت بالله عليك!