رواه أبو نعيم في " حلية الأولياء " (2/87) وقوله " فيركع حتى يصبح... ويسجد حتى
يصبح " أي يطيل الركوع في الصلاة حتى يصبح ، ثم في ليلة أخرى يطيل السجود في الصلاة
حتى يصبح ". وعن الشعبي قال:
" مر رجل من مراد على أويس القرني فقال: كيف أصبحت ؟ قال: أصبحت أحمد الله. قال: كيف الزمان عليك ؟ قال: كيف الزمان على رجل إن أصبح ظن أن لا يمسي ، وإن أمسى ظن
أن لا يصبح ، فمبشر بالجنة أو مبشر بالنار ، يا أخا مراد! إن الموت وذكره لم يدع
لمؤمن فرحا ، وإن علمه بحقوق الله لم يترك له في ماله فضة ولا ذهبا ، وإن قيامه
بالحق لم يترك له صديقا " انتهى.
" حلية الأولياء " (2/83)، ورواه الحاكم في " المستدرك " (3/458)
خامسا:
وأكثر أهل العلم يذهبون إلى أن وفاته كانت يوم صفين سنة (37هـ)، حيث قاتل مع علي بن
أبي طالب رضي الله عنه واستشهد هناك ، أسند ذلك الحاكم في " المستدرك " (3/460) إلى
شريك بن عبد الله وعبد الرحمن بن أبي ليلى وغيرهما. وذكر آخرون أنه غزا أذربيجان فاستشهد هناك. انظر: " حلية الأولياء " (2/83). أويس القرني - أعلام التابعين| قصة الإسلام. والأول عليه الأكثر. والله أعلم.
من هو أويس بن عامر - سطور
رواه أبو نعيم في " حلية الأولياء " (2/81) وأشار إلى ضعفه. وقال الشيخ الألباني
في " السلسلة الضعيفة " (رقم/6276): منكر جدا. يقول ابن الجوزي رحمه الله – وقد عقد في كتابه " الموضوعات " بابا في ذكر أويس -:
" وإنما يصح في الحديث عن أويس كلمات يسيرة جرت له مع عمر ، وأخبره رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال: ( يأتي عليكم أويس ، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل) فأطال
القُصَّاص في حديث أويس بما لا فائدة في الإطالة بذكره " انتهى باختصار.
" الموضوعات " (2/44). من هو أويس بن عامر - سطور. ثالثا:
قد ذكر العلماء في ترجمته بعض القصص التي تدل على صلاحه وزهده رحمه الله ، ومن أشهر
مَن روى ذلك الحافظ أبو نعيم في كتابه العظيم " حلية الأولياء " ، فكان مما جاء فيه
بسنده (2/79) عن أبي نضرة عن أسير بن جابر قال:
" كان محدث بالكوفة يحدثنا ، فاذا فرغ من حديثه يقول: تفرقوا. ويبقى رهط فيهم رجل
يتكلم بكلام لا أسمع أحدا يتكلم بكلامه ، فأحببته ، ففقدته ، فقلت لأصحابي: هل
تعرفون رجلا كان مجالسنا كذا وكذا ؟ فقال: رجل من القوم: نعم أنا أعرفه ، ذاك
أويس القرني. قلت: أفتعرف منزله ؟ قال: نعم. فانطلقت معه حتى جئت حجرته ، فخرج
إلي فقلت: يا أخي ما حبسك عنا ؟ قال: العري.
وقفات مع حديث: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن
قال: ألا أكتب إلي عاملها ؟ قال أويس: أكون في غبراء الناس خير لي. وروي أبو نصره عن ابن جابر قال: كنا نجلس الي حلقة محدث بالكوفه ، يعظ الناس ، ويرشدهم ويبين لهم ، وكان إذا فرغ ذلك المحدث من حديثه ، تفرق القوم ويبقي رهط منهم ، فيهم رجل لا أعرفه ، ولكنه كام يتكلم بكلام ما سمعت أحداً يتكلم بمثله قط ،
فأعجبني وأحببته ، فففقدته أياماً ، فقلت لأصحابي: أتعرفون رجلاً كان يجالسنا ، من صفته كذا وكذا ؟ فقال رجلٌ من القوم: أنا اعرفه ، ذاك أويس بن عامر القرني ، قلت: أوَ تعرف داره ؟ قال نعم ، فانطلقت معه حتي وصلت بيته ،
فخرج إليّ فقلت: يا أخي ما حبسك عنا ؟ قال ما تري! (وكان عارياً إلا ما يستر عورته) قال: وكان أصحابي يسخرون منه ويؤذنه ، قال: فقلت له: خذ هذا البرد فالبسه. قال: لا تفعل: إنهم يؤذونني! قال: فلم أزل به حتي لبسه ، ثم خرج عليهم فقالوا: تري من خدع عن بردة هذا ؟ فجاء أويس فوضعه، وقال: قد رأيت ؟ قال: قأتيت المجلس فقلت: ماذا تريدون من هذا الرجل ؟ قد آذيتموه الرجل يعري مره ، ويكسي مره وأخذتهم بلساني. وقفات مع حديث: يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن. أويس مستجاب الدعاء
وفد جمعٌ من أهل الكوفة الي عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان فيهم رجل من ما كانوا يؤذون أويساً ويسخر منه.
أويس القرني - أعلام التابعين| قصة الإسلام
ثمَّ بعْدَ ذلك فطِنَ له النَّاسُ وعَرَفوا مَكانتَه وأَقبَلُوا عليه، فَانطلَقَ أُوَيسٌ «على وَجهِه» وهو كِنايةٌ عن سُرعتِه في الخروجِ مِن الكوفةِ؛ خَوفًا مِن الشُّهرةِ بيْنهم. قال أُسيرُ بنُ جابرٍ: «وكَسوتُه بُردةً» وهي كِساءٌ مُخَطَّطٌ يُلتحَفُ به، فكان كلَّما رآهُ إنسانٌ وعليه تلك البُردةُ، قال: «مِن أينَ لِأُويسٍ هذه البُردةُ؟» تَعجُّبًا مِن حُسنِها بالنِّسبةِ إلى لِباسِه الأوَّلِ. وكان أُوَيسٌ مِن أولياءِ اللهِ المخْلصينَ المَخفيِّين الَّذين لا يُؤبَهُ بهم، ولوْلا أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخبَرَ عنه ووَصَفَه بوَصفِه، ونَعَتَه بنَعتِه وعلامتِه؛ لَما عَرَفَه أحدٌ، وكان مَوجودًا في حَياةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وآمَنَ به وصَدَّقَه ولم يَرَه، فكان مِن التَّابعينِ ولم يكُنْ مِن الصَّحابةِ. وفي الحديثِ: دَليلٌ مِن دَلائلِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. وفيه: تَبليغُ الشَّريعةِ ونشْرُ السُّنَّةِ والإقرارُ بِالفضْلِ لِأهلِه. قصه أويس بن عامر القرني. وفيه: الثَّناءُ على مَن لا يُخشى عليه عُجْبٌ بِذلك لِيقينِه وكمالِ إيمانِه. وفيه: فضْلُ السَّفرِ الصَّالحِ، وأنَّ القادِمَ منه أرجى لِإجابةِ دعائِه.
29 - لا تحتقر أحدًا لشكله؛ فقد يرفعه الله عليك، مع ما في ذلك من الإثم؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يَحقره، التقوى ها هنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم)) [8]. 30 - استِحباب كسوة الثوب لمن لم يجده. [1] هم الجماعة الغزاة الذين يمدُّون جيوش الإسلام في الغزو، واحدهم مدد؛ شرح صحيح مسلم؛ للنووي 4 / 1945. [2] صحيح مسلم 4 / 1969 رقم: 2542. [3] من 1 - 4 مستفاد من: إكمال المُعلِم بفوائد مسلم؛ للقاضي عياض 7 / 582 وما بعدها. [4] صحيح مسلم 4 / 1968 رقم: 2542. [5] من 5 - 11 مستفاد من: الإفصاح عن معاني الصحاح؛ لابن هبيرة 7 / 582. [6] الموقع الرسمي لسماحة الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله. [7] شرح صحيح مسلم للإمام النووي 16 / 95. [8] صحيح مسلم 4 / 1986 رقم: 2564.
والله أعلم.