نحن أهل هذا البلد الطيب، مَنّ الله علينا بالكثير من النعم، أولاها نعمة الدين القويم ورخاء العيش. ومن نعم الله على أهل الإسلام أن اختار لهم الدين الكامل حيث تتعدد طرق العبادات التي تؤدي إلى مرضاة الخالق ورحمته والفوز بنعيم الآخرة الخالد. ومن تلك العبادات طريق الصدقات الذي لايستطيع السير فيه سوى عباد الله الذين سمت نفوسهم، وعلت همتهم وكسروا طوق الشح والبخل من حول رقابهم، لأنهم آمنوا بربهم، فما يخيفهم إنفاق المال في سبيل الله، لأنهم علموا أن المال مال الله، يهبه من يشاء من عباده. واقتضت حكمة الخالق أن أوجد في كل مجتمع فقير وغني صحيح ومريض شريف وضعيف {نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات} لتكون سلوكيات المخلوق في الدنيا هي الاختبار للآخرة. وداع محمل بالعطايا وطمع بالعفو. الصدقات من افضل القربات إلى الله {إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم} ولذلك تميز الاسلام بركن الزكاة كفرض ورغب في الصدقات واعمال التطوع الكثيرة حتى جعل من سقيا الحيوان العطشان سببا لدخول الجنة. وفي شهر رمضان المبارك نحرص على الجمع بين فريضة الصوم والزكاة آملين مرضاة الله في هذا الشهر الذي أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.
وداع محمل بالعطايا وطمع بالعفو
مع بداية أولى أيام المغفرة فى شهر رمضان،وفقاً لما ورد فى الحديث:"شهر رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وأخره عتق من النار".. فما صحة هذا الحديث؟. قال الدكتور السيد عصمت_مدير عام الأوقاف_أن هذا الحديث؛حديث مشهور ومعروف لكنه ضعيف الإسناد. أضاف د. عصمت فى تصريحاته لـ" الجمهورية أونلاين ":"على فرض أنه حديث حسن فلا بأس بالعمل به،ويمكن دمج معناه مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ،فالصيام الذى يقصده الرسول عليه السلام هو الصيام الكامل الذى ليس به معصية وليست معه مظالم وظاهره وباطنه الإخلاص لله عز وجل". وأوضح مدير الأوقاف أنه لا فرق بين الأحاديث فكلها تشمل معنى واحد وهى أن صيام المسلم صياماً كاملاً خالى من الذنوب والموبقات والآثام ويؤدى ما افتُرض عليه من واجبات وعبادات ففى هذه الحالة يصل المسلم إلى درجة أن يُعتق من النار ولا حرج فى ذلك على فضل الله عز وجل.
ومع تنامي الحياة المدنية في مجتمعاتنا والزيادة السكانية أصبح التعرف على حقيقة المحتاجين أمرا ليس بالهين في ظل تعدد متطلبات الاحتياج التي لم تبق قاصرة على الأكل والشرب والكساء. إذ أصبحت الحياة العصرية ترزح بالعديد من الضروريات الحياتية كالعلاج والدواء والتعليم والسكن والنقل وغيرها كثير. نمو وتعدد المؤسسات الخيرية غير الربحية وتنوع طبيعة خدماتها يعتبر مؤشرا حضاريا للازدهار الشامل الذي تعيشه المملكة ودليلاً على وعي المسؤولين في التعرف على متطلبات المحتاجين. ومع التوسع في خصخصة المؤسسات الخدمية الأساسية للإنسان كحق العلاج والتعليم ظهرت على السطح حقوق تلك المؤسسات الخيرية على مؤسسات القطاع الخاص لكي تكون قادرة على القيام بمهامها الإنسانية. الملفت للنظر التفاوت الكبير في منهجية مؤسسات القطاع الخاص في التعامل مع المؤسسات الخيرية، فمن مؤسسات ترى وطنيتها وإخلاصها من حجم وكيفية تبرعاتها التي تصب في أولويات حاجة المجتمع إلى مؤسسات تتسابق على جهات معينة في هيئة لاتدع مجالاً للشك أن ذلك جزء من استثمار تنمية الأعمال والعلاقات العامة.
عصف الأخبارية _حليمه لعمري
جائزة الملك فيصل العالمية هي جائزة عالمية أنشأتها مؤسسة الملك فيصل الخيرية سنة 1397ه ـ الموافقة لسنة 1977م، وسميت باسم الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، وتمنح للعلماء بعد اختيارهم تكريمًا لمساهماتهم البارزة في خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، والطب والعلوم. كانت في بدايتها تغطي ثلاث مجالاتٍ هي خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب؛ وتم منح أول جائزة سنة 1399هـ الموافقة لسنة 1979م، لاحقاً أضيف لها مجالان آخران وهما الطب والعلوم. كان أول من حاز على الجائزة في نسختها الأولى كلاً من أبي الأعلى المودودي في مجال خدمة الإسلام، وفؤاد سزكين في مجال الدراسات الإسلامية. كما أن إحسان عباس وعبد القادر القط هما أول من حازا على الجائزة في مجال اللغة العربية والأدب سنة 1400هـ الموافقة لسنة 1980م مشاركة بينهما. كما يُعد ديفيد مورلي أول من نال الجائزة في مجال الطب وذلك سنة 1402هـ الموافقة لسنة 1982م، وفي مجال العلوم فيعتبر كلاً من هاينريخ روهرير وجيرد بينيج هما أول من يفوز بالجائزة في مجال العلوم وكان ذلك بالمشاركة، بينما كانت جانيت راولي أول امرأة تحصل على الجائزة، وقد حازت عليها في مجال الطب مشتركة مع ملفن فرانسيس غريفز سنة 1408هـ الموافقة لسنة 1988م.
جائزة الملك فيصل العالميه
وبعدها بعام أي عام ألف تسعمائة وثمانين، كانت الجوائز عن الدراسات التي تناولت الشعر العربي المعاصر، قدمت الجوائز للفائزين من مصر، وفلسطين، وهذا العنوان نفسه هو الموضوع الذي تم طرحه في العام الذي سبقه وحجبت جائزته لعدم توفر الشروط في أحد المشاركين على الإطلاق. ومن أوائل من فاز بتلك الجائزة ولكن من النساء، وكانت أيضاً مشاركة بين سيدتين، إحداهما المصرية عائشة عبد الرحمن، والأمريكية من أصل لبناني وداد عفيف. في موضوع عن الدراسات التي تناولت فنون النثر العربي القديم، أما في المجمل فإن مجال اللغة العربية والأدب كان حظه من جائزة الملك فيصل في اللغة العربية والأدب أربعة وخمسين شخص، ومنهم واحد وعشرون كان فوزهم مشاركة. [2]
جائزة الملك فيصل العالمية في الطب
تعد جائزة الملك فيصل العالمية في اللغة العربية والأدب هي الرابعة في الجوائز بين فروع الجائزة، حيث تم إقرار جائزة الملك فيصل العالمية في اللغة والأدب، حيث تأسست الجائزة منذ ما يزيد عن أربعين عام، لتمنح مواضيع صاحبة ريادة وأهمية في الطب. تأسست جائزة الملك فيصل من قبل مؤسسة الملك فيصل مستوحاة من أهدافها الإنسانية والتزامها بالحفاظ على القيم الإسلامية الحقيقية التي وقف الملك فيصل من أجلها.
جائزه الملك فيصل العالميه
كلمة الأمير خالد الفيصل
رئيس هيئة جائزة الملك فيصل
إن عظمة الأمم لا تقاس بما تملكه من وسائل الحضارة المادية، وإنما تقاس بمواقفها الإنسانية من أعمال الخير والبر. والأمة الإسلامية لم تحقق سيادتها في الأرض من خلال ثرواتها المادية – وقد كانت كثيرة – بل سادت العالم بمبادئ الدين الحنيف، وتعاليمه الداعية إلى فعل الخير وإعمار الأرض. قال الله تعالى: "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون. " [آل عمران:104]ومجد الأفراد لا يصنعه الجاه والنسب والحسب، وإنما تصنعه أعمالهم العظيمة الهادفة إلى خدمة عقيدتهم وخير أمتهم وبلادهم والإنسانية كلها. من هذه المنطلقات التي كان يعمل فيصل بن عبد العزيز لها، ومن أجل هذه المبادئ التي استشهد في سبيلها والبقاء عليها، أقيمت مؤسسة الملك فيصل الخيرية مؤسسة تدعم الخير، وتدعو إليه، وتسهم في البناء ولا تبخل بالعطاء. إن الشهيد لم يكن ملكاً ولا عظيماً فحسب، بل كان داعية خير وسلام وعدل، ورجل عقيدة، ورائد فكر، يستمد تفكيره وعمله من تعاليم دينه الحنيف. ولقد حققت دعوته إلى التضامن الإسلامي ما كان يصبو إليه. وجائزة الملك فيصل العالمية المنبثقة عن مؤسسة الملك فيصل الخيرية إنما تأتي عملاً بالمبادئ الإنسانية، والقيم النبيلة التي دعا إليها الدين الإسلامي، وعاش فيصل حياته العظيمة من أجلها، كما تأتي تجسيداً لآماله الكبيرة لرفع شأن العرب والمسلمين، وتعبيراً عن رغبته في نشر تراثهم وتقدير العاملين في خدمة الإسـلام والمسـلمين، والمسهمين في سعادة البشرية جميعاً ورقيِّها.
تُعلن أسماء الفائزين بالجائزة عادةً في شهر يناير من كلّ عامٍ على أن تكون مراسم تسليمها خلال شهرين من ذلك الإعلان تحت رعاية ملك السعودية أو من يمثله ، ويكون ذلك في مقر مؤسسة الملك فيصل الخيرية بمدينة الرياض. بلغ عدد من نالوا الجائزة بمختلف فروعها منذ إنشائها حتى سنة 2021م؛ 275 فائزاً يمثلون 43 دولة، ومن الفائزين من نالوا بعد ذلك جوائز عالمية أخرى بارزة مثل جائزة نوبل. بعد وفاة الملك فيصل بن عبد العزيز سنة 1975م أنشأ أبناؤه مؤسسةً خيريّةً أطلقوا عليها اسم مؤسسة الملك فيصل الخيرية وكان ذلك سنة 1976م. لاحقاً وتحديداً في شهر شعبان سنة 1397هـ الموافق لسنة 1977م أعلن الأمير عبد الله الفيصل أكبر أبناء الملك فيصل؛ أن المؤسسة قررت إنشاء جائزة عالمية تحمل اسم الملك فيصل. تقرّر في شهر رمضان من نفس العام، أن تشمل الجائزة ثلاثة مجالات هي خدمة الإسلام والدراسات الإسلامية والأدب العربي، وحُدّد سنة 1399هـ/1979م كأول سنة تُمنح فيها الجائزة. حيث عُقد الاجتماع الأول لأعضاء اللجان في 3 ذو القعدة 1397هـ الموافق 15 أكتوبر 1977م وتم فيه إعلان موضوعات الجائزة، وأقيمت على إثر ذلك مناسبة حضرها الأمير فهد بن عبد العزيز آنذاك.