↑ صلاح سلطان (1428)، الإسراء والمعراج ، صفحة 34. بتصرّف.
تاريخ النشر: الإثنين 16 ذو الحجة 1423 هـ - 17-2-2003 م
التقييم:
رقم الفتوى: 28819
127684
0
574
السؤال
كم مرة رأى الرسول صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد ثبت في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم أره - يعني جبريل - على صورته التي خلق عليها إلا مرتين. وبيَّن أحمد في حديث ابن مسعود أن الأولى كانت عند سؤاله إياه أن يريه صورته التي خلق عليها، والثانية عند المعراج. هل راى الرسول الله في الاسراء. وللترمذي من طريق مسروق عن عائشة رضي الله عنها قالت: لم ير محمد جبريل في صورته إلا مرتين: مرة عند سدرة المنتهى، ومرة في أجياد. ورواية الترمذي هذه جاءت عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول شأنه يرى في المنام، وكان أول ما رأى جبريل بأجياد صرخ جبريل: يا محمد، فنظر يميناً وشمالاً فلم ير شيئاً، فرفع بصره فإذا هو على أفق السماء فقال يا محمد: جبريل، فهرب فدخل في الناس فلم ير شيئًا، ثم خرج عنهم فناداه فهرب، ثم استعلن له جبريل من قبل حراء، فذكر قصة إقرائه. وهذه من رواية ابن لهيعة وهو ضعيف، لكن رواية الترمذي الأخرى تقوي هذه الرواية كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري ثم قال: وتكون هذه المرة غير المرتين المذكورتين، وإنما لم يضمها إليهما لاحتمال أن لا يكون رآه فيها على تمام صورته والعلم عند الله.
[٢] [٣]
وقد جاءت بعض الروايات التي تصف المعراج الذي صعد به النبي -صلى الله عليه وسلم- بالحسن والجمال، وأنه مكوّنٌ من الذهب والفضة، ومُرصّعٌ باللؤلؤ، وقد جيء به من جنة الفردوس، وكانت الملائكة تقف على يمينه ويساره، ويقول بعض العلماء؛ إن المعراج مصعدٌ لا تُعلم حقيقته، ولا تُدرك صورته، وإنما كان وسيلةً عرج به النبي -صلى الله عليه وسلم- من بيت المقدس إلى السماء برفقة جبريل -عليه السلام-، [٣] [٤] وأما البُراق فهو دابّةٌ تُشبه سائر الدّواب، حجمه متوسطٌ بين الحمار والبغل، فهو أكبر من الحمار، وأصغر من البغل، ولونه أبيض، وتبلغ خطوته عند آخر ما يقع عليه نظره.
انتهى والله أعلم.
[٨] [٩]
حِكم وفوائد تعود على الأمة بسبب الإسراء والمعراج
كان لحادثة الإسراء والمعراج نتائج عديدة عادت على الأمة الإسلامية بالخير والمنفعة، وبيان هذه الفوائد على النحو الآتي: [١٠] [١١]
اطّلاع النبي -صلى الله عليه وسلم- على بعض الأمور الغيبيّة التي كشفها الله -عز وجل- له، فرآها بعينه، وسمعها بأذنه، ثم بيانه -عليه الصلاة والسلام- هذه الأمور للمسلمين؛ مما أدّى إلى زيادة الإيمان في قلوب المسلمين، وتبصيرهم في أمور دينهم. يقين المسلم بنصر الله -تعالى-، وتفريجه للكربات، فقد جاءت هذه الحادثة بعد تعرّض النبي ومن معه لصنوف الأذى والتكذيب، فليس بعد العسر إلا اليسر، وليس بعد الصبر إلا الفرج. أهمية اتّباع الداعية المسلم لمنهج الأنبياء -عليهم السلام- في دعوتهم لأقوامهم، والذي يقوم على الرّفق واللّين. هل راى الرسول ه. حث المسلم على الابتكارات والاختراعات العلمية في مختلف المجالات الصناعيّة والمعرفيّة، والتي تعود على الناس بالخير والنفع. بيان أهمية الصلاة في حياة الفرد المسلم، فهي الشعيرة العظيمة التي ينبغي على المسلم أن يصوغ حياته وِفْقها، ويضبط أمورها عليها، فينشأ المسلم من بداية حياته وحتى انتهائها على الإيمان بالله -تعالى-، وامتثال مكارم الأخلاق والعادات.
وفي رواية عنه: [ من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو لكأنما رآني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي. ] وفي رواية: [ من رآني فقد رأى الحق]. لكن يجب أن تكون هذه الرؤية على وفق ما جاء في السنة والسيرة من أوصافه ، ولذا قال الإمام محمد ابن سيرين بعد الحديث السابق ، [ من رآني فقد رأى الحق] ،: إذا رآه في صورته. وكان هذا الإمام إذا قصَّ عليه رجل أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ِصْف لي الذي رأيته ، فإن وصف له ِصفة لا يعرفها قال: لم تره. قال ابن حجر وسنده صحيح. ولذا فمن رأى الرسول على خلاف صفته فالرؤيا لا تكون على ظاهرها ، أو رؤيا حق ، بل تكون رؤيا تحتاج للتأويل ؛ وهذا التأويل يتعلق بالرائي. ولذا قال بعض العلماء: من رآه على هيئته وحاله كان دليلا على صلاح الرائي وكمال جاهه وظفر بمن عاداه ، ومن رآه متغير الحال عابسا ، أو فيه شين أو نقص في بعض بدنه ، كان دليلا على سوء حال الرائي. لكن لا شك في أن من رأى الرسول صلى الله عليه وسلم علـى أي صفة كانت فليستبشر ، وليعلم أنه إما أن يكون المعنى خيرا يُدل عليه ، أو شرا ُينهى عنه ، وهذا ما قرره الإمام ابن حجر رحمه الله
[ 1] "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام"، جواد علي، ج6، ص 230/231. [ 2] كتاب "المفصل" لجواد علي، ج1/ص 3433
لقراءة الجزء الأول: مكانة المرأة العربية قبل الإسلام من خلال مظاهر التأنيث عند العرب الوثنيين 1/3
لقراءة الجزء الثالث: مكانة المرأة العربية قبل الإسلام: كهانة النساء وحكاية سجاح بنت الحارث التميمية 3/3
المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام
تحميل كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام pdf الكاتب جواد علي المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام هو كتاب في التاريخ العرب قبل الإسلام من تأليف المؤرخ العراقي جواد علي ، ويتألف من عشرة أجزاء أحدها مخصص للفهرس، ويعتبر أضخم عمل أكاديمي في تاريخ العرب والجزيرة العربية في فترة ما قبل ظهور الإسلام. يعتبر هذا الكتاب موسوعة كاملة، ومرجع هام لكل باحث في تاريخ العرب ما قبل الإسلام، وذلك لما شمله من المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية وغيرها من المجالات. تحميل كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام PDF - جواد علي هذا الكتاب من تأليف جواد علي و حقوق الكتاب محفوظة لصاحبها
المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام جواد علي
تحميل كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام – الجزء الأول pdf بقلم جواد علي
التاريخ التفصيلي للعرب قبل الإسلام وهو كتاب عن التاريخ العربي قبل الإسلام كتبه المؤرخ العراقي جواد علي يتكون من عشرة أجزاء ، أحدها مخصص للفهرس. يعتبر أكبر عمل أكاديمي في تاريخ العرب وشبه الجزيرة العربية في فترة ما قبل الإسلام. الكتاب مفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام مؤلف pdf جواد علي والجزء الذي بين أيدينا هو الجزء الأول ، ويعتبر هذا الكتاب موسوعة كاملة ومرجعا مهما لكل باحث في تاريخ العرب الجاهليين ، لأنه غطى الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، المجالات الدينية وغيرها. يبدأ الجزء الأول بتعريف كلمة عربي ، ويخبرنا المؤلف عن تاريخ ما قبل الإسلام ومصادر تاريخ ما قبل الإسلام ، ويتناول إهمال تاريخ ما قبل الإسلام وإعادة كتابته. يتحدث عن العرب وعرب المستعربين ، وتأثير التوراة ، وأنساب العرب ، وفئات القبائل ، والتاريخ القديم للجزيرة ، وغيرها من الموضوعات المهمة. تحميل الكتاب التفصيلي عن تاريخ العرب قبل الإسلام – الجزء الأول – PDF – جواد علي
هذا الكتاب من تأليف جواد علي ، وحقوقه محفوظة لصاحبها
المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلامي
بحث:
الكاتب:
عنوان_الكتاب:
ISBN:
المجموعة:
المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام Pdf
ويرسل الله- عز وجل- رسولين لفرعون؛ فتدعوه أنانيته، وحب السلطة؛ بأن يدعي الربوبية، قال تعالى: ﴿ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾ [5]. والأخ، أو الشريك الذي دعاه حبه لذاته، وأنانيته؛ لأن يعتدي على أخيه، ويطلب أن يضم نعجته إلى نعاجه و"يريد أن يستأثر لنفسه، ويضمها إلى ما يملكه من الغنم بعد أن تملكته الأنانية وحب الذات" [6]. قال تعالى: ﴿ إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ﴾ [7]. وأوصلت الأنانية صاحب الجنتين؛ لأن يتعالى على صاحبه بما يملكه، "ويشك في قيام الساعة" [8] ، قال تعالى: ﴿ وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا * وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً ﴾ [9]. وسعت الأنانية بأصحاب الجنة؛ لأن "يحلفوا ليصرمنها وقت الصباح؛ حتى لا يراهم أحد من المساكين؛ فجازاهم الله بما يستحقون، وحرمهم ثمار جنتهم، وأحرقها، ولم يبق منها شيئا". [10] ، قال تعالى: ﴿ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ﴾ [11].
الأنانية لغة واصطلاحا:
الأنانية في اللغة:
أنى: وتأتي على عدة معان:
1- البطء: كأن يقال رجل أني ذو أناة، بمعنى أنه لا يعجل في الأمور. 2- ساعة من الزمان: وتعني ساعة من ساعات الليل خاصة، والجمع آناء. 3- إدراك الشيء: أي انتظاره حينا، أي وقتا، تقول: انتظرنا إنى اللحم، أي إدراكه [1]. الأنانية في الاصطلاح:
وتعني: رؤية النفس، وكل ما يضيفه العبد لنفسه؛ من حبه لذاته، كأن يقول: نفسي، وروحي [2]. الأنانية قبل الإسلام:
يسجل القرآن الكريم الأنانية على مر العصور؛ فإبليس- لعنه الله- منعته أنانيته من طاعة الله– عز وجل-، بالسجود لآدم- عليه السلام-، قال تعالى: ﴿ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾ [3]. وقابيل دعته أنانيته؛ لأن يقتل هابيل، قال تعالى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾ [4].