[٤] أمَّا جسمها فكانت نحيلةً في صغرها، خفيفة اللّحم، وكان وزنها يزيد كلَّما ازداد بها العمر، قالت -رضي الله عنها-: (أنّها كانت مع النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- في سفرٍ، قالت: فسابقتُه فسبقتُه على رِجليَّ، فلما حملتُ اللحمَ سابقتُه فسبقَني، فقال: هذه بتلك السبْقَة) ، [٥] وكانت أقرب إلى الطُّول منها إلى القصر، وذات شعرٍ طويلٍ. [٤]
صفاتها الخُلقية
تربَّت عائشة -رضي الله عنها- في بيت النبوَّة، فكان خُلُقُها من خُلُق النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وامتازت بمجموعةٍ من الصِّفات الحميدة، نذكر شيئا منها فيما يأتي:
كثرة العبادة
كانت أمُّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- كثيرة العبادة، ومن أهمِّ العبادات التي كانت تقوم فيها ما يأتي: [٦]
المداومة على صلاة الضُّحى قالت رضي الله عنها: (صَلَّيْتُ صَلَاةً كُنْتُ أُصَلِّيهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ أَنَّ أَبِي نُشِرَ، فَنَهَانِي عَنْهَا، مَا تَرَكْتُهَا). [٧]
المداومة على قيام الَّليل كانت إن نامت عن حزبها ليلاً قضته نهاراً، قالت: (كُنْتُ أَقُومُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ التَّمَامِ، فَكَانَ يَقْرَأُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَآلِ عِمْرَانَ، وَالنِّسَاءِ، فَلَا يَمُرُّ بِآيَةٍ فِيهَا تَخَوُّفٌ، إِلَّا دَعَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَاسْتَعَاذَ، وَلَا يَمُرُّ بِآيَةٍ فِيهَا اسْتِبْشَارٌ، إِلَّا دَعَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَرَغِبَ إِلَيْهِ).
- من صفات عايشه رضي الله عنها من هي
- أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم
- أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم تفسير
- أتأمرون الناس بالبر وتنسون
من صفات عايشه رضي الله عنها من هي
الزهد والكرم
امتازت السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنّها زاهدة في الدنيا، وهي كثيرة الصدقة، وقد ورد في الأثر ما رواه عطاء عن السيدة عائشة، قال: "أنَّ مُعاويةَ بعَثَ إلى عائشةَ بقِلادةٍ بمِئةِ ألفٍ، فقسَمَتْها بيْنَ أُمَّهاتِ المؤمنينَ. الأعمَشُ: عن تَميمِ بنِ سَلَمةَ، عن عُرْوةَ، عن عائشةَ: أنَّها تَصدَّقَتْ بسَبعينَ ألْفًا؛ وإنَّها لتَرقَعُ جانبَ دِرعِها رضيَ اللهُ عنها. صفات عائشة رضي الله عنها الخلقية - إسلام ويب - مركز الفتوى. أبو مُعاويةَ: عن هِشامِ بنِ عُرْوةَ، عن ابنِ المُنكَدِرِ، عن أُمِّ ذَرَّةَ، قالتْ: بعَثَ ابنُ الزُّبَيرِ إلى عائشةَ بمالٍ في غِرارَتَينِ، يَكونُ مِئةَ ألْفٍ، فدعَتْ بطَبقٍ، فجعَلَتْ تَقسِمُ في النَّاسِ. فلمَّا أمسَتْ، قالت: هاتي يا جاريةُ فُطوري. فقالتْ أُمُّ ذَرَّةَ: يا أُمَّ المؤمنينَ، أمَا استطَعتِ أنْ تَشتري لنا لَحمًا بدِرهَمٍ؟ قالتْ: لا تُعنِّفيني، لو [أذكَرْتِني]، لفَعَلتُ". [6] فكانت متصدّقة منفقة ولم تطمع لا بمالٍ ولا دنيا. كثرة العبادة
كانت أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- دائمة العبادة، وكانت تثبت على ما تقوم به من عبادات، ولو كان قليلًا لكنّها تداوم عليه، فكانت قوّامةً صوامة ذاكرة تتقرب إلى الله بالنوافل في الصلاة والصيام، وكانت تحافظ على صلاة الضحى وتطيل فيها، وهي لا تترك الصيام حتّى بالسفر، وكانت كثيرة الذكر والتسبيح.
[2] ويمكن تصنيف صفات السيدة عائشة إلى خَلقية وخُلقية كما يأتي:
شاهد أيضًا: كم عدد الاحاديث التي روتها عائشة رضي الله عنها
صفات السيدة عائشة الخَلقية
إنّ المعروف عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها كانت امرأةً بيضاء جميلة مشربّةً بالحمرة ولقبت بالحميراء لذلك، وكان شعرها يوم أدخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصل تحت المنكبين، وقد ورد عنها قول أمها فيها في الحديث الذي روته عن حادثة الإفك قالت: "فَوَاللَّهِ لَقَلَّما كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وضِيئَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا ولَهَا ضَرَائِرُ، إلَّا أكْثَرْنَ عَلَيْهَا". [3] وقد كانت رضي الله عنها صغيرة الجسم نحيلة في أول أمرها، وكان يزداد لحمها بمرور عمرها، وكانت بين الطويلة والقصيرة.
يعيب الله عز وجل على بني إسرائيل أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر دون أن يكون ذلك واقعاً عملياً ملموساً في حياتهم، فإنهم لا يأتون ما أمروا به، ولا ينتهون عن ما نهوا عنه، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فيشمل ذلك بني إسرائيل وغيرهم، وفي هذا تحذير من اتباع سيرة أحفاد القردة والخنازير. أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم
ما أعده الله للذين لا يعملون بعلمهم أو يخالفونه
معنى النسيان في قوله تعالى: (وتنسون أنفسكم)
لا يشترط في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن يكون صاحبهما ممتثلاً لهما
فالأمر بالمعروف وفعل المعروف واجبان لا يسقط أحدهما بترك الآخر على أصح أقوال أهل العلم، فأمرك بالمعروف واجب، وفعلك المعروف واجب، فلا يسقط أحدهما بترك الآخر، يعني: إن تركت واحداً منهما فلا تترك الأمر الثاني وهو الأمر بالمعروف، قال الإمام ابن كثير: كل من الأمر بالمعروف وفعله -يعني: فعل المعروف- واجب لا يسقط أحدهما بترك الآخر على أصح أقوال أهل العلم من السلف والخلف. وذهب بعضهم إلى أن مرتكب المعصية لا ينه غيره عنها، وهذا ضعيف، وأضعف منه من يتمسكون بهذه الآية فإنه لا حجة لهم فيها، والصحيح: أن العالم يأمر بالمعروف وإن لم يفعله، وينهى عن المنكر وإن ارتكبه.
أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم
قول الله تعالى: "أتأمُرونَ الناس بالبرِّ وتنسَون أنفُسكم وأنتم تتلُونَ الكتاب" - الشيخ صالح المغامسي - YouTube
أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم تفسير
هذا ضعيف بلا شك، فالإنسان عليه واجبان: واجب امتثال الأمر، والواجب الثاني أن يدعو الناس إليه، وعليه واجبان في المنهيات: ترك المحرم، ونهي غيره عنه، فإذا ضعف عن واحد منهما فلا يسقط الآخر، فإذا لم يعمل وجب عليه أن يدعو الناس وإن كان مذموماً، لكنه ترك أحد الواجبين وبقي عليه واجب آخر؛ ولهذا يقال: على أهل الكئوس - يعني: الذين يشربون الخمر- أن ينهى بعضهم بعضاً وهم يشربون الخمر، فكونه الآن لا يترك الخمر قبيح، لكن كونه ينهى غيره فهذا مطلوب، إذ هذا واجب آخر، وإن كان هذا قبيح بالإنسان، حيث ينهى عن الشيء ثم يفعله ويأمر بالشيء ولا يفعله. ولهذا قال الشاعر: لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وأضعف منه تمسكهم بهذه الآية، فإنه لا حجة لهم فيها، والصحيح: أن العالم يأمر بالمعروف وإن لم يفعله، وينهى عن المنكر وإن ارتكبه.
أتأمرون الناس بالبر وتنسون
قال سعيد بن جبير: لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء ما أمر أحد بمعروف ولا نهى عن منكر، ومن يعظ العاصين بعد محمد صلى الله عليه وسلم؟! والأغلب أن الناس عصاة، فليس هناك من كمل في صفاته وأخلاقه غير رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الإمام مالك بن أنس: وصدق سعيد بن جبير: من ذا الذي ليس فيه شيء؟ وقال العلامة الشيخ السعدي: فمن أمر غيره بالخير ولم يفعله، أو نهاه عن الشر فلم يتركه دل على عدم عقله وجهله، خصوصاً إذا كان عالماً بذلك قد قامت عليه الحجة، وهذه الآية وإن كانت قد نزلت في بني إسرائيل فهي عامة لكل أحد، لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ [الصف:2]. يقول: وليس في الآية أن الإنسان إذا لم يقم بما أمر به أن يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنها دلت على التوبيخ بالنسبة إلى الواجبين: واجب الأمر بالمعروف، وواجب فعل هذا المعروف، وإلا فمن المعلوم أن على الإنسان واجبين: أمر غيره ونهيه، وأمر نفسه ونهيها، فترك أحد الواجبين لا يكون رخصة في ترك الآخر، والكمال أن يقوم الإنسان بالواجبين، والنقص الكامل أن يتركهما، وأما قيامه بأحدهما دون الآخر فليس في رتبة الأول وهو دون الأخير.
حديث آخر: قال الإمام أحمد بن حنبل في مسنده: حدثنا وكيع، حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد وهو ابن جدعان عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مررت ليلة أسري بي على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار، قال: قلت: من هؤلاء؟ قالوا: خطباء أمتك من أهل الدنيا ممن كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب، أفلا يعقلون؟! أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم تفسير. ). ورواه عبد بن حميد في مسنده وتفسيره عن الحسن بن موسى عن حماد بن سلمة به، ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث يونس بن محمد المؤدب والحجاج بن منهال كلاهما عن حماد بن سلمة به، وكذا رواه يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة به]. كل هذه الأحاديث تدور على علي بن جدعان وهو ضعيف، فيكون الحديث ضعيفاً. قال المصنف رحمه الله تعالى: [ثم قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حدثنا موسى بن هارون، حدثنا إسحاق بن إبراهيم التستري ببلح - التسرتي نسبة إلى تستر وهي بلدة في الشرق- حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا عمر بن قيس عن علي بن زيد عن ثمامة عن أنس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مررت ليلة أسري بي على أناس تقرض شفاههم وألسنتهم بمقاريض من نار، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء خطباء أمتك الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم)].