﴿ لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [ الحشر: 21]
سورة: الحشر - Al-Ḥashr
- الجزء: ( 28)
-
الصفحة: ( 548) ﴿ Had We sent down this Quran on a mountain, you would surely have seen it humbling itself and rending asunder by the fear of Allah. Such are the parables which We put forward to mankind that they may reflect. لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا. ﴾
خاشِعًا: ذليلا خاضعا متصدّعًا: مُـتـشـقـّــقـا
لو أنزلنا هذا القرآن على جبل من الجبال، ففهم ما فيه مِن وعد ووعيد، لأبصَرْته على قوته وشدة صلابته وضخامته، خاضعًا ذليلا متشققًا من خشية الله تعالى. وتلك الأمثال نضربها، ونوضحها للناس؛ لعلهم يتفكرون في قدرة الله وعظمته. وفي الآية حث على تدبر القرآن، وتفهم معانيه، والعمل به. الآية مشكولة
تفسير الآية
استماع mp3
الرسم العثماني
تفسير الصفحة
فهرس القرآن | سور القرآن الكريم: سورة الحشر Al-Ḥashr الآية رقم 21, مكتوبة بكتابة عادية و كذلك بالشكيل و مصورة مع الاستماع للآية بصوت ثلاثين قارئ من أشهر قراء العالم الاسلامي مع تفسيرها, مكتوبة بالرسم العثماني لمونتاج فيديو اليوتيوب.
- لو انزلنا هذا القران سورة الحشر
- وفاة الامام موسى الكاظم
لو انزلنا هذا القران سورة الحشر
﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
بلغ من شأن القرآن وعظمته وشدَّة تأثيره أنه لو أُنزل على جبل من الجبال وجُعل له عقل كما جعل للبشر، لرأيت الجبلَ - مع كونه في غاية القسوة والصَّلابة - خاشعاً متصدِّعاً من خشية الله؛ كما قال تعالى: ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ [الحشر: 21]؛ أي: لاتَّعَظَ الجبلُ وتصدَّع صخرُه من شدَّة تأثُّره من خشية الله. ففي هذا «بيان حقيقة تأثير القرآن وفعاليته في المخلوقات، ولو كانت جبلاً أشم، أو حجراً أصم» [1]. وضُرِبَ التَّصَدُّع مثلاً لشدَّة الانفعال والتَّأثر؛ لأن منتهى تأثُّر الأجسام الصلبة أن تَنْشَقَّ وتتصدَّع ولا يحصل ذلك بسهولة. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الحشر - الآية 21. والخشوع: هو التَّطأطؤ والرُّكوع؛ أي: لرأيته ينزل أعلاه إلى الأرض. والتَّصدع: التَّشقُّق؛ أي: لَتَزلزل وتَشَقَّق من خوفه اللهَ تعالى [2]. ولا شَكَّ أنَّ هذا تعظيمٌ لشأن القرآن، وتمثيلٌ لعلوِّ قدره وشدَّة تأثيره في النفوس، لما فيه من بالغ المواعظ والزَّواجر، ولما اشتمل عليه من الوعد الحقِّ والوعيد الأكيد، فإذا كان الجبل في غلظته وقساوته، لو فهم هذا القرآن - كما فهمتموه - لخشع وتصدَّع من خوف الله تعالى، فكيف يليق بكم أيُّها البشر ألاَّ تلين قلوبُكم وتخشع وتتصدَّع من خشية الله، وقد فهمتم عن الله أمره وتدبَّرتم كتابَه [3].
هل تحب الكوكيز؟ 🍪 نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا. يتعلم أكثر
تابعنا
شاركها
وقد كانت مدرسته العلمية الزاخرة بالعلماء وطلاّب المعرفة تشكّل تحدّياً إسلامياً حضاريّاً وتقف أمام تراث كل الحضارات الوافدة وتربي الفطاحل من العلماء والمجتهدين وتبلور المنهج المعرفي للعلوم الإسلامية والإنسانية معاً. كما كانت نشاطاته التربوية والتنظيمية تكشف عن عنايته الفائقة بالجماعة الصالحة وتخطيطه لمستقبل الأمة الإسلامية الزاهر والزاخر بالطليعة الواعية التي حفظت لنا تراث ذلك العصر الذهبي العامر بمعارف أهل البيت(عليهمالسلام) وعلوم مدرستهم التي فاقت كل المدارس العلمية في ذلك العصر وأخذت تزهر وتزدهر يوماً بعد يوم حتى عصرنا هذا. موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) 128هـ - 183هـ | الائمة الاثنا عشر. لقد اشتهر الإمام موسى بـــــ (الكاظم الغيظ) ؛ لشدّة حلمه وبــــــ(العاب ، والتقي ، وباب الحوائج إلى الله) ، ولم يستسلم لضغوط الحكّام العباسيين ولألوان تعسفهم من أجل تحجيم نشاطه الربّاني الذي كانت تفرضه عليه ظروف المرحلة صيانة للرسالة والدولة الإسلامية من الانهيار وتحقيقاً لهويّة الأمة ومحافظة على الجماعة الصالحة من التحديات المستمرّة والمتزايدة يوماً بعد يوم. لقد بقي هذا الإمام العظيم ثابتاً مقاوماً على خط الرسالة والعقيدة لا تأخذه في الله لومة لائم حتى قضى نحبه مسموماً شهيداً محتسباً حياته مضحّياً بكل ما يملك في سبيل الله وإعلاء لكلمة الله ودين جدّه المصطفى محمد(صلىاللهعليهوآلهوسلم) في الخامس والعشرين من رجب سنة (١٨٣) أو (١٨٤ هـ).
وفاة الامام موسى الكاظم
4 - تم سجن الإمام عليه السلام نتيجة حقد الرشيد وبغضه للعلويين وكذلك نتيجة
الوشاية بالإمام من قبل بعض المتزلفين، وخوف الرشيد، فكانت شهادته بدس السم بعد
معاناة طويلة في سجون الرشيد. *محطات من
سيرة اهل البيت ، سلسلة الدروس الثقافية ، نشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية
الكاظم، أشهر ألقاب الإمام موسى بن جعفر (ع) ، [1] وقد ورد في كتب الأخلاق من يكظم غیظه يسمى كاظمًا، [2] وسمي الإمام السابع بالكاظم (ع)؛ لما كظمه من الغيظ اتجاه من أساء إليه، وتصبّره على ما فعله الظالمون به، [3] وكان أيضا يكظم غيظه على من يقف عليه بعد موته، ولا يبدي لهم ما يعرفه منهم. [4]
ورد في كتاب تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي (وفاة 654 هـ) أن الإمام موسى الكاظم (ع) كان جوادًا حليمًا ، وإنما سُمي الكاظم؛ لأنه كان إذا بلغه عن أحد شيء بعث إليه بمال، [5] وأورد السيد هاشم معروف الحسني أيضا في كتابه سيرة الأئمة الإثني عشر استنادًا على ما ورد في تذكرة الخواص أن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) سمي بهذا اللقب؛ لأنه كان إذا بلغه عن أحد سوءًا بعث إليه بمال يغنيه. [6]
مواضيع ذات صلة
باقر العلوم (لقب)
الصادق (لقب)
الرضا (لقب)
الهوامش
↑ الإربلي، كشف الغمة، ج 2، ص 743. زيارة الامام موسى الكاظم. ↑ النراقي، جامع السعادات، مؤسسة الأعلمي، للمطبوعات، ج 1، ص 333؛ الغزالي، إحياء علوم الدين، دار المعرفة، ج 3، ص 176. ↑ الطبرسي، إعلام الورى، ج 2، ص 32. ↑ الطبرسي، إعلام الورى، ج 2، ص 32؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 48، ص 10. ↑ سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص 312.