وورد هذا الوعيد في شأن الزوجة دون الزوج لأن الرجل ـ أيضاً ـ لا يتصوَّر منه حصول الوطء إلاّ بانتشار آلته (عضوه)، وبدون ظهور رغبته لا جدوى غالباً من دعوته، بخلاف المرأة؛ فهي محل قابل للوطء والاستمتاع، سواء رغِبت أم لم ترغب، تحرَّكت شهوتها أم لم تتحرَّك. وكذلك لأن صبر الرجل على ترك الجماع أضعف من صبر المرأة، كما أنه أسرع منها استجابةً للمثيرات والمرغبات. ومنعُه من قضاء وطره وإتيان شهوته أشدُّ ضرراً وأعظمُ مفسدةً من منع المرأة من ذلك، فإن المرأة تصبر، والرجل لا يصبر. إذا امتنع الزوج عن المعاشرة، فهل تلعنه الملائكة ؟!. ويشبه هذه المراعاة لحاجة الزوج في الوطء ما جاء في الشرع من كثرة التذكير بحقوق الوالدين، ومن تكرار النهي عن عقوقهما، وتكرار التذكير بالوعيد الشديد على ذلك، فأنت تجد من ذلك ما لا تجد مثله في التذكير بحقوق الأولاد؛ لأن تقصير الناس في حق الوالدين أعظم من تقصيرهم في حقوق الأولاد، ولأن في فطرتهم من دواعي مراعاة حقوق الأولاد والحدب عليهم والرأفة بهم ما لا يحتاجون معه إلى التأكيد على حقوقهم، فلم تكن الحاجة داعية إلى التأكيد على ذلك كما كانت الحاجة داعيةً إلى التأكيد على حقوق الوالدين. إن النظرة القاصرة التي لا تتجاوز ظاهر الحديث – وهو لعن المرأة التي تأبى دعوة زوجها إلى الفراش- قد لا ترى في الحديث إلا مراعاة مصلحة الرجل فحسب.
إذا امتنع الزوج عن المعاشرة، فهل تلعنه الملائكة ؟!
وأيضا قوله عليه الصلاة والسلام: "ولك في جماع زوجتك أجر، قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟! فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر". توجيه نبوي
أي توجيه إنساني في علاقة الرجل بالمرأة أعظم من هذا التوجيه النبوي، إنه يرقى به إلى مستوى الطاعة والعبادة، وهذا ليس أمرا عارضا في التوجيه النبوي، إنه من أول ليلة، ليلة الزفاف، حيث تجد أنه من السنة أن يصلي الرجل بزوجته ركعتين ثم يضع يده على ناصيتها ويدعو الله أن يرزقه خيرها، ثم هو عندما يبدأ الجماع يدعو الله أن يجنبه الشيطان ويجنب الشيطان ما رزقه، ويجعل ذلك سببا في انفراد الإنسان بالتمتع بزوجته فلا يشاركه الشيطان ذلك. إذن فالمسألة ليست للترغيب في الجماع فقط، ولكن حتى يقبل عليه الرجال في حالة نفسية وروحانية، مثل إقبالهم على الطاعة التي تزيد حسناتهم.. الرجل يأتي متعته ويحصل على أجر، إن زوجاتكم مصدر أجر لكم وأنتم تحصلون على متعتكم منهن. إنه يهيئ الرجال أن يتعاملوا مع النساء بأفضل صورة وفي أحسن حالة نفسية، إنه يخرج المسألة من كونها رغبة أو شهوة جسدية إلى حالة روحانية يذكر الإنسان فيها الله في أولها، ويحصل على أجر في آخرها، إنه حث واضح على إعطاء الزوجة حقها في الجماع.
بقلم |
أنس محمد |
الاحد 20 فبراير 2022 - 11:07 ص
أجاب الأزهر عبر بوابته الإلكترونية من خلال تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة حول قول سيدِنا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا بَاتَتِ المَرْأَةُ، هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا»، وفي رواية: «حتَّى تَرْجِعَ». [مُتفق عليه]. وقال إنه لا توجد دلالةَ في الحديث الشريف على جواز إيذاءِ الزوجة؛ جسديًّا أو نفسيًّا، أو إغفال تضرُّرها من فُحشِ أخلاقِ الزوجِ أو سوء عِشرته. وأكد الأزهر أن علاقةُ الزواج علاقةٌ روحيّةٌ وإنسانيّةٌ قوامُها الدين، والرحمةُ، والاحترامُ المتبادل، وحفظُ الأمانات، ومراعاةُ الخصوصية، حتى حين البحث عن حلول للمشكلات، والزواج الشرعي مُكتمِلُ الشروط والأركان لا تُناسبُه أوصافُ الجرائم والانحرافات. وقال إن الحقوقُ الزوجيةُ مرتبطةٌ ومتشابكةٌ ومرتبةٌ على بعضها، وحديثُ سيدنا رسولِ الله صلى الله عليه وسلم المذكور موجّهٌ للحياة الزوجية المستقرة التي لا يُفرّط فيها أحدُ الزوجين في حقوق صاحبه. اقرأ أيضا: كيف يتم من فاتته الركعة الأولى في صلاة العيد؟ وأشار إلى أن قصرُ فهمِ مسألةٍ متعددةِ الأوجهِ والأحوالِ على نصٍّ واحدٍ، وإسقاطُه على جميع حالاتها غيرِ المتشابهة؛ منهجُ فهمٍ خاطئٌ مُخالفٌ لقواعدِ العلمِ الصحيحةِ، موضحا أنه حين رغّب الحديثُ الشريفُ الزوجةَ في رعاية حقِّ زوجِها عليها؛ أَمَرَتْ أدلةٌ أخرى الزوجَ بحسنِ عشرةِ زوجته، منها قولُه سبحانه: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}.
أيها الإخوة: لنتعاهد إيماننا، ولنحاسب أنفسنا، ولننظر إلى شعب الإيمان، ولنستكلمها قدر الطاقة، وجهد الاستطاعة، فكلما كمل العبد إيمانه كلما ارتفعت عند ربه درجته. وإذا كان النخل يتفاوت جودة ونفعاً، فكذلك أهل الإيمان يتفاوتون في الخير والفضل. جعلني الله وإياكم من المسارعين في الخيرات، التاركين للمنكرات، إنه جواد كريم.
حديث مثل المؤمنين في توادهم
وهكذا يكون المؤمن بإيمانه راضٍ عن أقدار ربه، لا يهلكه الابتلاء، بل يزيده قربا من الله، كالنبتة الغضة الطرية لا تقتلعها الرياح لرطوبتها ولينها، بل تتمايل مع الريح، متعايشة مع ظروف الحياة من حولها، تميل لكنها لا تسقط، وكذلك المؤمن يبتلى ويمتحن لكنه لا يسقط، والمنافق يجمع له المتعة والعافية في الدنيا، فإذا أخذه الله كانت أخذة غضب، فيهلكه الله مرة واحدة.
شرح حديث مثل المؤمن كمثل خامة الزرع
ثاني عشر: حلو الطعم عديم الرائحة:
فثمار النخلة حلوة الطعم عديمة الرائحة، وكذلك المؤمن الذي يعمل بالقرآن ولايقرؤه، فطعمه حلو ولا رائحة له. ثالث عشر: تفاوت الدرجات:
فالنخلة أنواع وأجناس وأصناف، منها شديد الحلاوة ممتاز الطعم (كالعجوة وهي تمر المدينة المنورة التي زرعها المصطفى صلى الله عليه وسلم بيديه ومنها جيد الطعم ومع ذلك ففي كل النخل خير، وكذلك إيمان المؤمن يزيد وينقص، والمؤمنون درجات منهم الصديقون ومنهم السابقون ومنهم المذنبون ( والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير). حديث مثل المؤمنين في توادهم. رابع عشر: النخلة لايتساقط ورقها:
الورقة في النبات هي الموضع الرئيس للبناء الضوئي والنتح ورفع العصارة من الأرض، وتثبت ثاني أكسيد الكربون الجوي وطاقة الشمس الضوئية وتشطر الماء لتنتج المواد الغذائية والأكسجين للكائنات الحية وبها تظلل الشجرة الانسان والحيوان، وعندما تسقط الورقة في النباتات الوسطية، تتوقف العمليات السابقة وتدخل الشجرة في كمون للعام القادم. أما النخلة فهي من النباتات دائمة الخضرة التي لايتحات ( أي يسقط) ورقها فهي دائمة البناء الضوئي وانتاج الأكسجين والتظليل وصعود العصارة. وهكذا المسلم دائم التلقي من الله ودائم الانتاج والعبادة طوال العام ولايستغني عن رحمة الله ورزقه وطاعته طرفة عين فهو دائم التلقي والعطاء، كما أن النخلة دائمة التلقي والعطاء.
شرح حديث مثل المؤمن الذي يقرأ القران
وقد ذكر بعض الشراح وجوها للمثل المضروب في الحديث لم يرتضها آخرون، قال ابن حجر: ومن زعم أن موقع التشبيه من جهة كون النخلة إذا قطع رأسها ماتت، أو أنها لا تحمل حتى تلقح، أو أنها إذا غرقت ماتت، أو أن لطلعها رائحة كمني الآدمي، أو أنها تعشق فكلها أوجه ضعيفة، إذ كل ذلك مشترك في الآدميين لا يختص بالمسلم، وأضعف منه زعم أنها خلقت من فضلة طينة آدم، فإنه حديث لم يثبت، وفيه رمز إلى أن تشبيه الشيء بالشيء لا يلزم منه كونه نظيره من كل وجه فإن المؤمن لا يماثله شيء من الجماد ولا يعادله.
حديث مثل المؤمن كمثل خامة
الرئيسية » بوربوينت حلول » بوربوينت المرحلة الثانوية » بوربوينت المسار المشترك » بوربوينت حديث 1 مقررات » عرض بوربوينت الحديث السابع (مثل المؤمن كمثل خامة الزرع.. شرح حديث مثَلُ المؤمن الذي يقرأ القرآن مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ: ريحها طيب وطعمها طيب. ) حديث 1 أ. أحمد الغامدي
الصف
بوربوينت المرحلة الثانوية
الفصل
بوربوينت المسار المشترك
المادة
بوربوينت حديث 1 مقررات
المدرسين
أحمد جمعان الغامدي
حجم الملف
9. 54 MB
عدد الزيارات
573
تاريخ الإضافة
2021-02-05, 15:16 مساء
تحميل الملف
إضافة تعليق
اسمك
بريدك الإلكتروني
التعليق
أكثر الملفات تحميلا
الفاقد التعليمي لمواد العلوم الشرعية
الفاقد التعليمي رياضيات للمرحلة الابتدائية
حصر الفاقد التعليمي لمادة العلوم للمرحلة الابتدائية
حل كتاب لغتي ثالث ابتدائي ف2 1443
حل كتاب لغتي الجميلة رابع ابتدائي ف2 1443
15 – باب مثل المؤمن مثل النخلة
63 – (2811) حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر السعدي (واللفظ ليحيى) قالوا: حدثنا إسماعيل (يعنون ابن جعفر). أخبرني عبدالله بن دينار؛ أنه سمع عبدالله بن عمر يقول:
قال رسول الله ﷺ "إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها. وإنها مثل المسلم. فحدثوني ما هي؟" فوقع الناس في شجر البوادي. قال عبدالله: ووقع في نفسي أنها النخلة. فاستحييت. ثم قالوا: حدثنا ما هي؟ يا رسول الله! قال فقال "هي النخلة". قال فذكرت ذلك لعمر. قال: لأن تكون قلت: هي النخلة، أحب إلي من كذا وكذا. 64 – (2811) حدثني محمد بن عبيد الغبري. حدثنا حماد بن زيد. حدثنا أيوب عن أبي الخليل الضبعي، عن مجاهد، عن ابن عمر. قال:
قال رسول الله ﷺ يوما لأصحابه "أخبروني عن شجرة، مثلها مثل المؤمن". فجعل القوم يذكرون شجرا من شجر البوادي. قال ابن عمر: وألقي في نفسي أو روعي؛ أنها النخلة. فجعلت أريد أن أقولها. شرح حديث: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن. فإذا أسنان القوم، فأهاب أن أتكلم. فلما سكتوا، قال رسول الله ﷺ "هي النخلة". 64-م – (2811) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عمر. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال:
صحبت ابن عمر إلى المدينة.
14 – باب مثل المؤمن كالزرع، ومثل الكافر كشجر الأرز
58 – (2809) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عبدالأعلى عن معمر، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة. قال:
قال رسول الله ﷺ "مثل المؤمن كمثل الزرع. لا تزال الريح تميله. ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء. ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد". 58-م – (2809) حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد عن عبدالرزاق. حدثنا معمر عن الزهري، بهذا الإسناد. غير أن في حديث عبدالرزاق – مكان قوله تميله – "تفيئه". 59 – (2810) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عبدالله بن نمير ومحمد بن بشر. قالا: حدثنا زكرياء بن أبي زائدة، عن سعد بن إبراهيم. حدثني ابن كعب بن مالك عن أبيه، كعب. شرح حديث مثل المؤمن الذي يقرأ القران. قال:
قال رسول الله ﷺ "مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع. تفيئها الريح. تصرعها مرة وتعدلها أخرى. حتى تهيج. ومثل الكافر كمثل الأرزة المجذية على أصلها. لا يفيئها شئ. حتى يكون انجعافها مرة واحدة". 60 – (2810) حدثني زهير بن حرب. حدثنا بشر بن السري وعبدالرحمن بن مهدي. قالا: حدثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم، عن عبدالرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه. تفيئها الرياح. تصرعها مرة وتعدلها. حتى يأتيه أجله. ومثل المنافق مثل الأرزة المجذية.