وهذا قريب من مرتبة الضرورة. {مِّنَ السماء} أي بالمطر. {والأرض} بالنبات. {أَمَّن يَمْلِكُ السمع والأبصار} أي من جعلهما وخلقهما لكم. {وَمَن يُخْرِجُ الحي مِنَ الميت} أي النباتَ من الأرض، والإنسان من النطفة، والسُّنْبُلَةَ من الحبّة، والطيرَ من البيضة، والمؤمنَ من الكافر. {وَمَن يُدَبِّرُ الأمر} أي يقدره ويقضيه. {فَسَيَقُولُونَ الله} لأنهم كانوا يعتقدون أن الخالق هو الله؛ أو فسيقولون هو الله إن فكروا وأنصفوا {فَقُلْ} لهم يا محمد. {أَفَلاَ تَتَّقُونَ} أي أفلا تخافون عقابه ونِقْمته في الدنيا والآخرة. قال أبو حيان: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} لما بين فضائح عبدة الأوثان، أتبعها بذكر الدلائل على فساد مذهبهم بما يوبخهم، ويحجهم بما لا يمكن إلا الاعتراف به من حال رزقهم وحواسهم، وإظهار القدرة الباهرة في الموت والحياة. فبدأ بما فيه قوام حياتهم وهو الرزق الذي لابد منه، فمن السماء بالمطر، ومن الأرض بالنبات. فمن لابتداء الغاية وهيئ الرزق بالعالم العلوي والعالم السفلي معالم يقتصر على جهة واحدة، تعالى توسعة منه وإحسانًا. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة يونس - قوله تعالى قل من يرزقكم من السماء والأرض - الجزء رقم6. ومن ذهب إلى أنّ التقدير من أهل السماء والأرض فتكون من للتبعيض أو للبيان.
إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة يونس - قوله تعالى قل من يرزقكم من السماء والأرض - الجزء رقم6
و(إلا الله) إيمان بالله.
قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج . [ يونس: 31]
والعبادة أركانها ثلاثة: محبة، وخوف، ورجاء، والرجاء داخل في الخضوع والتذلل، فالخضوع والتذلل مستلزم للخوف والرجاء والمحبة، فهذه هي أركان العبادة التي ذكرت في أول سورة الفاتحة: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة:2] دلالة على المحبة الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة:3] دلالة على الرجاء، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:4] دلالة على الخوف. قوله: (وكان ذلك حقيقاً بأقصى غاية الخضوع)، أي: الرب سبحانه وتعالى. قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج . [ يونس: 31]. توحيدالله هو رأس العبادة وأساسها
وقوله: (ثم إن رأس العبادة وأساسها التوحيد لله) أي: أن توحيد الله هو رأسها وأساسها، بل ولا تصح العبادة إلا بالتوحيد (الذي تفيده كلمته التي إليها دعا جميع الرسل، وهي: (قول لا إله إلا الله)، ومعناها: لا معبود بحق إلا الله، والإله هو المعبود، و(لا): نافية للجنس، تنصب الاسم وترفع الخبر، وإله: اسمها، والخبر محذوف تقديره: لا إله حق إلا الله، لا معبود حق إلا الله، والمراد كما يقول المؤلف: هو: (اعتقاد معناها، والعمل بمقتضاها، لا مجرد قولها باللسان)، أي: لا يكفي النطق باللسان، بل لا بد أن تعرف معناها، وأنها مشتملة على نفي وإثبات. فلا إله: نفي، إلا الله: إثبات، والشيء الذي تنفيه: جميع أنواع العبادة تنفيها عن غير الله، والشيء الذي تثبته: جميع أنواع العبادة تثبتها لله، والقول بـ(لا إله) براءة من الشرك، وكفر بالطاغوت.
بعض المشركين المتأخرين شركهم أكبر من أولئك المشركين؛ لأنهم أشركوا مع الله في الربوبية، وظنوا أن بعض آلهتهم يدبرون الأمور، ويتصرفون في الأمور، وينفعون ويضرون. وأن الله جعل لهم هذا، وهذا باطل، هذا كفر بالربوبية، شرك بالربوبية أعظم وأقبح من شرك قريش وأشباههم. قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ [الزمر:3] فسماهم كذبة في قولهم إنهم يقربونهم إلى الله زلفى. كفار لأنهم عبدوهم مع الله، ودعوهم، واستغاثوا بهم، ونذروا لهم، وتقربوا لهم، فصاروا بهذا كفاراً، ولهذا قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ [الزمر:3] يعني لا يوفقه لقبول الحق، وإلا الهداية البلاغ قد بلغهم سبحانه بالرسل، والكتب، لكن لا يهدي: لا يوفقهم بسبب إعراضهم عن الحق، واستكبارهم عن الحق، وعنادهم للرسل، نسأل الله العافية والسلامة. نعم. المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ إِذا جاءَ نَصرُ اللَّهِ وَالفَتحُ وَرَأَيتَ النّاسَ يَدخُلونَ في دينِ اللَّهِ أَفواجًا فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَاستَغفِرهُ إِنَّهُ كانَ تَوّابًا ﴾ - هي سورة النعي النبوي! كما ثبت في البخاري: "ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻋﻤﺮ ﻳﺪﺧﻠﻨﻲ ﻣﻊ ﺃﺷﻴﺎﺥ ﺑﺪﺭ ﻓﻜﺄﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻭﺟﺪ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻢ ﺗﺪﺧﻞ ﻫﺬا ﻣﻌﻨﺎ ﻭﻟﻨﺎ ﺃﺑﻨﺎء ﻣﺜﻠﻪ! ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ: ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺘﻢ! ﻓﺪﻋﺎﻩ ﺫاﺕ ﻳﻮﻡ ﻓﺄﺩﺧﻠﻪ ﻣﻌﻬﻢ، ﻓﻤﺎ رأيت ﺃﻧﻪ ﺩﻋﺎﻧﻲ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺇﻻ ﻟﻴﺮﻳﻬﻢ.. ﻗﺎﻝ: ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻮﻥ ﻓﻲ ﻗﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﺇﺫا ﺟﺎء ﻧﺼﺮ اﻟﻠﻪ ﻭاﻟﻔﺘﺢ "؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﺤﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﻭﻧﺴﺘﻐﻔﺮﻩ ﺇﺫا ﻧﺼﺮﻧﺎ، ﻭﻓﺘﺢ ﻋﻠﻴﻨﺎ.. ﻭﺳﻜﺖ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﻞ ﺷﻴﺌﺎً.. فوائد وتفسير سورة النصر. ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ: ﺃﻛﺬاﻙ ﺗﻘﻮﻝ ﻳﺎ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ؟ ﻓﻘﻠﺖ: ﻻ! ﻗﺎﻝ: ﻓﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ؟ ﻗﻠﺖ: "ﻫﻮ ﺃﺟﻞ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﷺ ﺃﻋﻠﻤﻪ له.. ﻗﺎﻝ: " ﺇﺫا ﺟﺎء ﻧﺼﺮ اﻟﻠﻪ ﻭاﻟﻔﺘﺢ " ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻼﻣﺔ ﺃﺟﻠﻚ: " ﻓﺴﺒﺢ ﺑﺤﻤﺪ ﺭﺑﻚ ﻭاﺳﺘﻐﻔﺮﻩ ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺗﻮاﺑﺎ " ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ: "ﻣﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ " وانظر هنا فإنك لن ترى في سياق السورة ما يصرح بنعي النبي ﷺ ، ولكن عمر وابن عباس أخذا هذا المعنى من فهم تصرفات النصوص الشرعية ومعهوداتها؛ حيث اطّرد الأمر بالاستغفار في ختام العمل.. - فلقد أُمرنا بالاستغفار عقب الصلاة وفي ختامها؛ كما ثبت في مسلم عن ثوبان وعائشة: (أن النبي ﷺ إذا سلم من الصلاة استغفر ثلاثاً).
فوائد وتفسير سورة النصر
المواضيع الجديدة
مشاركات اليوم
الكشف والعلاجات والاستشارات الاتصال بالشيخ الدكتور أبو الحارث (الجوال): 00905397600411
المنتديات
الاسلاميات العامة
السور والآيات والأسماء الحسنى
لا يوجد إعلان حتى الآن. مشاركات جديدة
كاتب الموضوع
أعمدة اسرار
التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 735
تلقى 43
أعطى 0
سُورَةُ النَّصْر
مَنْ قرأها في كلّ صلاةٍ سبع مرّات ، قُبِلتْ منه تلك الصلواتُ أحْسَنَ قَبُولٍ ، وحُبّبتْ إليه في أوقاتها. Banned
التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 7470
تلقى 658
أعطى 239
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك... لك مني أجمل تحية. أعمدة أسرار
التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 5963
تلقى 42
عضو جديد
التسجيل: Jun 2017
المشاركات: 4
تلقى 0
هناك أسرار عظيمة لسورة النصر لو قرأت بعدد معين. كنت أتمنى أن أرى ولو بعضها في هذا المنتدى لما فيها من بركات وفتوحات للنصر على الأعداء...
حمامة أسرار
التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 508
تلقى 3
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك... لك مني أجمل تحية. المدير العام
التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 27884
تلقى 2, 145
أعطى 611
مَنْ قرأها في كلّ صلاةٍ سبع مرّات ، قُبِلتْ منه تلك الصلواتُ أحْسَنَ قَبُولٍ
رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْـزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ
أعضاء نشطين
التسجيل: Oct 2018
المشاركات: 2051
تلقى 30
أعطى 1
موفق بإذن الله... لك مني أجمل تحية.
[٦]
موضوعات سورة النصر
تعددت موضوعات سورة النصر على النحو الآتي:
تحقيق الوعد بفتح مكة. دخول الناس بعد فتح مكة إلى الإسلام أفواجاً. التعزية بقرب أجل النبي -صلى الله عليه وسلم-. المراجع ↑ الطبري، جامع البيان في تأويل آي القرآن ، صفحة 705. بتصرّف. ↑ سورة الفتح، آية:1
↑ مجموعة من المؤلفين، موسوعة التفسير بالمأثور ، صفحة 655. بتصرّف. ^ أ ب سورة النصر، آية:3
↑ الواحدي، أسباب النزول ، صفحة 468. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:4969، صحيح.